رأى الإمام الأعظم فى مسألة الحجر

  1. محمود عبدالله بكار
    مَذْهَبُ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ :
    " وَلَمْ يُجَوِّزْ الْإِمَامُ الْأَعْظَمُ رحمه الله تعالى الْحَجْرَ عَلَى السَّفِيهِ ; لِأَنَّ الْحَجْرَ عَلَى الْعَاقِلِ هُوَ اسْتِلَابٌ لِآدَمِيَّتِهِ وَإِلْحَاقُهُ بِالْبَهَائِمِ ، وَهَذَا أَشَدُّ ضَرَرًا مِنْ التَّبْذِيرِ وَأَقْوَى مِنْهُ ، وَلَا يَجُوزُ اخْتِيَارُ الْحَجْرِ الْأَعْلَى بَدَلًا مِنْ التَّبْذِيرِ الْأَدْنَى وَيَصِيرُ إثْبَاتُ الْأَعْلَى وَالْأَدْنَى عَلَى الْوَجْهِ الْآتِي : أَنَّ الْإِنْسَانَ يَفْتَرِقُ عَنْ سَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ بِاللِّسَانِ وَالْبَيَانِ وَعَلَيْهِ فَإِطْلَاقُ اللِّسَانِ وَاعْتِبَارُ الْبَيَانِ نِعْمَةً أَصْلِيَّةً وَأَمَّا الْمَالُ فَهُوَ نِعْمَةٌ زَائِدَةٌ فَتَكُونُ نِعْمَةُ إطْلَاقِ اللِّسَانِ النِّعْمَةَ الْعُلْيَا وَنِعْمَةُ الْمَالِ النِّعْمَةَ الدُّنْيَا ( الْهِدَايَةُ , الْكِفَايَةُ ) " .
  2. محمود عبدالله بكار
    التعليق على النص :
    هذا رأى فقهى أفرزته قريحة الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله تعالى وفيه من الفوائد ما يأتى :
    1- عدم التفات الإمام رحمه الله إلى من يخالفه هذا الرأى .
    2- تقديم الإمام الأعظم لقيمة الحرية للإنسان على قيمة المال ، ومدى حاجة الانسان للحرية التى تعادل أضعاف أضعاف حاجته للمال ، فالإنسان قد يعيش بدون المال ويكون سعيدا أما المكبل بالعبودية والرق والحجر فلا سعادة لديه .
    3- قد خالف الإمام فى رأيه هذا بعض تلامذته كما هو مدون بكتب الفقه الحنفى تأثرا بالمأثور من من المرويات دون التفات إلى مقصد الإمام من رأيه هذا .
    ملحوظة :
    الباب مفتوح للرد وإبداء الرأى .
  3. محمود عبدالله بكار
    كلمة خادمة :
    عناية الإسلام بالحرية : الحرية مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية وقد دلت آيات القرآن الكريم على أن من أعظم القربات تحرير الأرقاء ومن ذلك ما جاء النص عليه فى سورة البلد وعبرت عنه بـ " فك رقبة " ،
  4. محمود عبدالله بكار
    يقول الإمام محمد عبده رحمه الله : " ورد فى فضل العتق ما بلغ معناه حد التواتر فضلا عما ورد فى الكتاب ، وهو يرشد إلى ميل الإسلام إلى الحرية ، وجفوته للأسر والعبودية " أ هـ ،
  5. محمود عبدالله بكار
    ويقول الدكتور ابراهيم البيومى غانم : " فك رقبة " لا يقتصر على تحريرها من أسر العبودية والرق وإنما يشمل فك الرقبة من كل ما يقيدها ، فكها من الجهل ، فالجهل يقيد حرية الإنسان ، وفك الرقبة يكون أيضا من قيد المرض فالمرض قيد على حرية الإنسان وحركته ، فقد يمنعه من العمل والكسب والتنقل ومساعدة الغير ومن دفع الضرر عن نفسه وعن الآخرين ، ويشغل عددا من الناس به ويقعدهم بجانبه ، الخ ، ويكون فك الرقبة أيضا من قيد الديون فالديون تقيد الحرية أيضا وتستذل المدين ، وفك الرقبة يكون من قيود الاستبداد التى تمارسها السلطات الطاغية ، سواء كانت سلطة التقاليد والآباء الأولين أو سلطة الحكام المتجبرين أو سلطة الخرافات والأوهام والأساطير " ، وأخيرا : أتمنى أن يهنأ الإنسان المسلم عامة والمصرى خاصة بحريته لا يقيدها أحد على الاطلاق سوى مانحها وهو الله تعالى ، وبذلك يكون سعيدا حرا طليقا كما خلقه الله تعالى كالطير فى جو السماء ، قال الله تعالى " أولم يروا إلى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله " . صدق الله العظيم
النتائج 1 إلى 5 من 5