السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وأهلاً بكم في منتدى الأصلين، منتدى طلاب العلم على منهج أهل السنة والجماعة، من أئمة الهدى في الأصلين (أصول الدين، وأصول الفقه)
منتديات الأصلين هي ساحة لطلاب العلم الصادقين، الراغبين في الطلب والمباحثة والاستفادة والإفادة، في كافة مجالات العلوم الشرعية ..
يشرف على هذا المنتدى مجموعة من طلاب العلم، بتوجيه فضيلة الأستاذ سعيد فودة حفظه الله.
للاطلاع على كافة المحتويات يمكنك ذلك من غير تسجيل
وللتمكن من المشاركة لا بد من التسجيل (انقر هنا)
مَذْهَبُ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ : " وَلَمْ يُجَوِّزْ الْإِمَامُ الْأَعْظَمُ رحمه الله تعالى الْحَجْرَ عَلَى السَّفِيهِ ; لِأَنَّ الْحَجْرَ عَلَى الْعَاقِلِ هُوَ اسْتِلَابٌ لِآدَمِيَّتِهِ وَإِلْحَاقُهُ بِالْبَهَائِمِ ، وَهَذَا أَشَدُّ ضَرَرًا مِنْ التَّبْذِيرِ وَأَقْوَى مِنْهُ ، وَلَا يَجُوزُ اخْتِيَارُ الْحَجْرِ الْأَعْلَى بَدَلًا مِنْ التَّبْذِيرِ الْأَدْنَى وَيَصِيرُ إثْبَاتُ الْأَعْلَى وَالْأَدْنَى عَلَى الْوَجْهِ الْآتِي : أَنَّ الْإِنْسَانَ يَفْتَرِقُ عَنْ سَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ بِاللِّسَانِ وَالْبَيَانِ وَعَلَيْهِ فَإِطْلَاقُ اللِّسَانِ وَاعْتِبَارُ الْبَيَانِ نِعْمَةً أَصْلِيَّةً وَأَمَّا الْمَالُ فَهُوَ نِعْمَةٌ زَائِدَةٌ فَتَكُونُ نِعْمَةُ إطْلَاقِ اللِّسَانِ النِّعْمَةَ الْعُلْيَا وَنِعْمَةُ الْمَالِ النِّعْمَةَ الدُّنْيَا ( الْهِدَايَةُ , الْكِفَايَةُ ) " .
التعليق على النص : هذا رأى فقهى أفرزته قريحة الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله تعالى وفيه من الفوائد ما يأتى : 1- عدم التفات الإمام رحمه الله إلى من يخالفه هذا الرأى . 2- تقديم الإمام الأعظم لقيمة الحرية للإنسان على قيمة المال ، ومدى حاجة الانسان للحرية التى تعادل أضعاف أضعاف حاجته للمال ، فالإنسان قد يعيش بدون المال ويكون سعيدا أما المكبل بالعبودية والرق والحجر فلا سعادة لديه . 3- قد خالف الإمام فى رأيه هذا بعض تلامذته كما هو مدون بكتب الفقه الحنفى تأثرا بالمأثور من من المرويات دون التفات إلى مقصد الإمام من رأيه هذا . ملحوظة : الباب مفتوح للرد وإبداء الرأى .
كلمة خادمة : عناية الإسلام بالحرية : الحرية مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية وقد دلت آيات القرآن الكريم على أن من أعظم القربات تحرير الأرقاء ومن ذلك ما جاء النص عليه فى سورة البلد وعبرت عنه بـ " فك رقبة " ،
يقول الإمام محمد عبده رحمه الله : " ورد فى فضل العتق ما بلغ معناه حد التواتر فضلا عما ورد فى الكتاب ، وهو يرشد إلى ميل الإسلام إلى الحرية ، وجفوته للأسر والعبودية " أ هـ ،
ويقول الدكتور ابراهيم البيومى غانم : " فك رقبة " لا يقتصر على تحريرها من أسر العبودية والرق وإنما يشمل فك الرقبة من كل ما يقيدها ، فكها من الجهل ، فالجهل يقيد حرية الإنسان ، وفك الرقبة يكون أيضا من قيد المرض فالمرض قيد على حرية الإنسان وحركته ، فقد يمنعه من العمل والكسب والتنقل ومساعدة الغير ومن دفع الضرر عن نفسه وعن الآخرين ، ويشغل عددا من الناس به ويقعدهم بجانبه ، الخ ، ويكون فك الرقبة أيضا من قيد الديون فالديون تقيد الحرية أيضا وتستذل المدين ، وفك الرقبة يكون من قيود الاستبداد التى تمارسها السلطات الطاغية ، سواء كانت سلطة التقاليد والآباء الأولين أو سلطة الحكام المتجبرين أو سلطة الخرافات والأوهام والأساطير " ، وأخيرا : أتمنى أن يهنأ الإنسان المسلم عامة والمصرى خاصة بحريته لا يقيدها أحد على الاطلاق سوى مانحها وهو الله تعالى ، وبذلك يكون سعيدا حرا طليقا كما خلقه الله تعالى كالطير فى جو السماء ، قال الله تعالى " أولم يروا إلى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله " . صدق الله العظيم