الإمام العلامة محمد أبو زهرة : وعلم الكلام
الإمام العلامة محمد أبو زهرة : وعلم الكلام
الإمام العلامة محمد أبو زهرة من خيرة علماء العصر ، ويعتبر موسوعة علمية شاملة ، وهو سائر على خطى أهل السنة والجماعة في الاعتقاد ..
وله من المؤلفات ما يبهر القارئ على هذا العلم الرصين والعميق ..
وهنا نضع موقفه من علم الكلام الذي خاض به الرجل كأي عالم من علماء أهل السنة والجماعة ، ودافع ونافح عن الإسلام بشكل قوي ، فكانت صراعاته ضد المتحجرين داخل الفكر الاسلامي ، وضد الفكر البدائي الذي أصبح يضع نفسه حرسا بل حكما على المدارس الإسلامية ..!!
ومن خلال مقالاته وكتاباته يتضح موقف الشيخ في هذا الموضوع :
لقد تحدث الشيخ عن علم الكلام مبجلا له ، عاملا به ...
وكان موقفه انه علم عميق يحتاج إلى جهابذة وعلماء متخصصون به ضالعون في الشريعة الإسلامية ... ففي جريدة لواء الإسلام اعتبر هذا العلم انه علم للخاصة فلا يصح للعامة ان يخوضوا به حتى لا يضلوا ، وقد ألف الغزالي ذلك كتابا قيما سماه ( إلجام العوام عن علم الكلام ) .
وقد حدد فيه ما يجب على العامة ان يعلموه من العقيدة ..اه
وقد تحث الشيخ في مقال أخر في نفس الجريدة ، في عدد أخر ، تحت عنوان مقاصد الإسلام : ما كان لنا ان نترك الباطل يتكلم ويهاجم ، ونلتزم الصمت العميق او الظاهر ، فان هذا ليس من ديننا ، ولا من آدابه ، فان الله سبحانه وتعالى يقول ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )
ثم يتحدث عن الإسلام عندما يهاجم هؤلاء لابد له اناس يدافعون عنه ليكون شمس مضيئة تبدد ما اشاعوا من ظلمات وما نشروه من انحرافات ..اه
ويعتبر الشيخ ابو زهرة ان علم الكلام انشاته ضرورة الدفاع عن الإسلام وحقائقه ، ولا بد من دراسته في المعاهد المتخصصة لعم الإسلام لاعتبارات متعددة:
الأول: انه جزء من تراثنا الفكري ، نشا في ظل الاسلام ، ولمقتضيات الزمان وكل امة تعنى بتاريخها الفكري .
الثاني ان علم الكلام نشا دفاعا عن الحقائق الاسلامية المقررة ، وانه ما دام للاسلام مهاجمون ، فانه يجب ان يكون في علمائه مدافعون .
الثالث انه يجب تنقية الحقائق الاسلامية مما يعلق بها من اوهام في كل العصور ، ومن واجب العلماء ان يزيلوا هذه الاوهام في هذا العصر .
وسوف نتحدث عن مسلك الشيخ في علم الكلام الذي يعتبر منهجا علميا فريدا .
[الاسرى يمتشقون عبق الحرية..