أخي الفاضل علي،
نشكر أولا الأخ الفاضل الذي قام برفع هذه الموسوعات الأربع...
وأما رأيي في هذه الموسوعات: فلا شكَّ في أن كل كتاب لا يخلو من فائدة، ولا شك أن الفائدة التي ينالها طالب العلم من هذه الموسوعات كبيرة، لأن من قام بها عمل على إدخال كمية كبيرة من نصوص العلماء من كتبهم الأصلية وإن كانت مشهورة، وهذا وحدة فيه فائدة! ولكن إذا نظرنا إلى الموسوعة من حيث هي موسوعة، فإننا نجد أن طريقة العمل فيها من أغرب الطرق التي شاهدنانا مطلق، فالقائم عليها إذا أراد مثلا تفسير كلمة (اتفاق) مثلا عمد إلى البحث عن كلمة (اتفاق) حيثما وردت في الكتب التي يفتتها ليجعلها في شكل موسوعة، ثم يورد الفقرات المجتزأة التي تشتمل على هذه الكلمة من الكتب، وقد يكمل إيراد الفقرة بمعناها التام وقد لايكمله!!
فهو أقرب إلى عمل الفهرسة منه إلى عمل الموسوعة، ولو أنه قام بالعمل بطريقة معكوسة لكان أجدى وأنفع، أعني لو أنه قام بإعادة نشر هذه الكتب التي فتتها وفرقها شذر مذر في هذا الشكل، ولم يستوعبها في أثناء (موسوعته)، لو قام بإعادة نشر تلك الكتب في صورة جديدة، أي بدل أن يكون كتاب المغني للقاضي عبد الجبار في خمسة عشر مجلدا مثلا، يجعله في مجلد واحد أو اثنين، ثم يلحقه بفهرس شامل للكلمات التي قام بقصد جعلها عناوين لموسوعته، ويضع هذا الفهرس للكلمات في أواخر كل كتاب، لكان هذا برأيي أجدى وأنفع.
ويمكنه أن يقوم بنشر عدة كتب في مجلد واحد لتقليل الحجم، مع عمل فهرس واحد لجميع هذه الكتب كما ذكرنا.
فبهذه الوسيلة يقدم للقارئ أعمالا كاملة، بصورة جديدة، ويستوعب عمله الموسوعيَّ !! المدَّعى! بصورة لطيفة أخرى وكاملة، ولا يحزن القارئ إذا ما أراد إكمال فقرة تشتمل على مصطلح وجدها لم تنقل نقلا كاملا....
ومن جهة أخرى: فإن العمل الموسوعيَّ كان يمكن أن يكون أن يكون أجدى وأشد فائدة ، لو قام هذا الفريق الذين نشكرهم على ما قاموا به، لو قاموا بتتبع كل كلمة جعلوها عنوانا في موسوعتهم، وحاولوا فها أن يبينوا لنا بماذا تحتلف معاني هذه الكلمة في استعمال القاضي عبد الجبار مثلا عن استعمال الأشعري لها عن استعمال الرازي لها، وهكذا، فيكون عملهم عملا مقارنا نافعا وعلميا حقا، وذا فائدة جليلة لطالب العلم.
وهل كل كلمة استعملها الإمام الرازي مثلا يختلف معناها عما يريده منها الإمام الجويني مثلا أو القاضي عبد الجبار أو غيرهم، حتى يجعل لكل واحد منهم موسوعة لألفاظه ومعانيها..!
هذا بعض ما يمكن العمل عليه، وهذا لا يمنع من القول أن كل كتاب ذو فائدة، وأن في هذه الموسوعات فائدة ولا شكَّ...! ولكنا نقيم العمل من جهة الجهد الجهد الذي أنفق عليه ومن جهة ما تمَّ إنفاقه عليه ومن جهة السعر الذي يقدم به إلى القارئ، فهذه الموسوعات مرتفعة الثمن جدا، وقيمتها العلمية وما تضيفه من فائدة لا تتساوق مع السعر المرتفع جدا الذي يطالب به أصحابها.
ولو عمل هذا الفريق على إدخال بعض الكتب التي مخطوطة أصلا وغير متوافرة بين أيدي أهل العلم في هذه الموسوعات لكان هذا إضافة متميزة، ولكنهم في أغلب الأحيان عمدوا إلى اعتماد الكتب المطبوعة التي غالبا تتوافر بين أيدي المختصين في هذه المعارف والعلوم، فيكفي عندئذ عمل فهرسة بالطريقة التي اقترحناها مع إعادة طبعها وتقريب الحصول علي النادر منها لطلاب المعرفة ...!
هذا رأينا ، ونعتذر إن كان فيه ما لا يسر القائمين علهيا، ولكنا رأينا أنه لا بدَّ من أن نبديه...وربما توجد هناك جهات عديدة لنقد ما في هذه الموسوعات!! لكن إبداءها يحتاج إلى نوع استقراء أكثر وتمعن...
وليس لنا إلى غير الله تعالى حاجة ولا مذهب