إن من أهم ما يلفت الناظر في قواعد لغتنا العربية الحبيبة هو الجو العائلي المحيط بها فنرى كان وأخواتها ، وتراهم يقولون هذه أم الباب وهذه ضمائر منفصلة وأخرى متصلة وتلك مستترة وما أشبه ذلك ، ونتطرق في هذه الأسطر إلى واحدة من أخوات ضمائر الرفع المتصلة .. إلا وهي نون النسوة .
ونتطرق فيها إلى هذه المسائل :
المسألة الأولى : هي اسم في نحو النسوة يذهبن خلافا للمازني .
وحرف في نحو يذهبن النسوة في لغة من قال أكلوني البراغيث خلافا لمن زعم أنها اسم وما بعدها بدل منها أو مبتدأ مؤخر والجملة قبله خبره .
المسألة الثانية : تدخل هي وأخواتها على الفعل المضارع ، وتسمى حينئذ الأفعال التي دخلت عليها بالأمثلة الخمسة وهي كل فعل مضارع اتصل به ألف اثنين نحو تفعلان ويفعلان أو واو جمع نحو تفعلون ويفعلون أو ياء مخاطبة نحو تفعلين ، فإن رفعها بثبوت النون وجزمها ونصبها بحذفها نحو فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا .
وأما إلا أن يعفون فالواو لام الكلمة والنون ضمير النسوة والفعل مبنى مثل يتربصن ووزنه يفعلن بخلاف قولك الرجال يعفون فالواو ضمير المذكرين والنون علامة رفع فتحذف نحو وأن تعفوا أقرب للتقوى ووزنه تفعوا وأصله تعفووا .
المسألة الثالثة : يفصلها عن نون التوكيد حرف الألف والمراد هنا الحرف الهاوي الممتنع الابتداء به لكونه لا يقبل لحركة نحو اضربنان وهذه واجبة .
المسألة الرابعة : لا تدخل نون التوكيد الخفيفة على فعل الاثنين وجماعة النسوة وقال يونس والكوفيون يجوز .
وحجة الأولين أن السماع لا يشهد به والقياس على الثقيلة متعذر ؛لأن كلا منهما أصل يفيد ما يفيده الآخر ولا بد في الأصل المقيس عليه من اتحاد العلة وتماثل الحكمين .
واحتج الآخرون بأنها نون توكيد فلحقت ما تلحقه الثقيلة .

المسألة الخامسة : إذا أسند المضارع الناقص إلى نون النسوة فإن كانت لامه واوا أو ياء سلمتا تقول النسوة يسرون ويدعون ويغزون وتقول النسوة يرمين ويسرين ويعطين ويستدعين وينادين قال الله تعالى إلا أن يعفون .
وإن كانت لامه ألفا قلبت ياء مطلقا نحو يرضين ويخشين ويتزكين ويتداعين ويتناجين .
المسألة السادسة : إذا أسند الأمر إلى الضمائر فالأصل أن لام الناقص تحذف في الأمر لبناء الأمر على حذف حرف العلة ، ولكنه عند الإسناد إلى الضمائر تعود إليه اللام ، ثم إذا أسند لنون النسوة أو الف الاثنين سلمت لامه إن كانت ياء أو واوا وقلبت ياء إن كانت ألفا تقول يا نسوة اسرون وادعون واغزون وارمين وأسرين وأعطين واستدعين ونادين وارضين وأخشين وتزكين وتداعين وتناجين وتقول يا محمد أن اسروا وادعوا واغزوا وارميا واسريا واعطيا واستدعيا وناديا وارضيا واخشيا وتزكيا وتداعيا وتناجيا .
المسألة السابعة : ماضي المضعف الثلاثي ومضارعه غير المجزوم بالسكون يجب فيهما الإدغام إلا أن يتصل بهما ضمير رفع متحرك تقول شد يشد ومد يمد وفر يفر ، فإن اتصل بهما ضمير رفع متحرك كنون النسوة وجب الفك تقول الفاطمات شددن ويشددن ومددن ويمددن وفررن ويفررن .
المسألة الثامنة : تحذف عين الأجوف من الماضي والمضارع والأمر إذا اتصل بأحدهما الضمير المتحرك كنون النسوة نحو الفاطمات قلن وبعن وخفن ويقلن وبيعن ويخفن وتقول يا فاطمات قلن خيرا وبعن الدنيا وخفن الله.
آخوكم مصطفى