تمهيد
لتعريف عامٍّ بالأشاعرة
ونبذة عن وضعهم في المملكة الأردنية الهاشمية
كتبه
سعيد فودة
بسم الله الرحمن الرحيم
مذهب أهل السنة والجماعة
ووضعهم في الأردن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل الأنبياء والمرسلين، وبعد
فهذه نظرات في التعريف بالأشاعرة على سبيل الإجمال، وتعريج على وجودهم ووضعهم في المملكة الأردنية الهاشمية.
تمهيد:
اشتهر عند العلماء أن أهل السنة والجماعة هم من سار على نهج النبي e وأصحابه الكرام عليهم رضوان الله تعالى، ولم ينحرفوا بابتداع ولا بهوى.
وجاءت نسبتهم إلى السنة إشارة إلى حفاظهم عليها، وعملهم بها، تحقيقاً لكونها وحيا من عند الله تعالى، ولكونها ذادرة من رسول الله عليه السلام الذي لا ينطق عن الهوى، وفي مقابل من شكك في الأخذ بها وفي اعبتارها مصدرا من مصادر التشريع، كبعض المبتدعة الذين رفضوا العمل بها مع القرآن، ومن وافقوهم في هذا الزعم من المعاصرين سواء كانوا من العلمانيين أو منحرفي الأفهام. وفي مقابل من أنكر كثيرا من السنة لا بصورة صريحة، لكن بشكل ضمني، كالشيعة الذين رفضوا كثيرا من روايات أهل السنة لرفضهم كثيرا من رجال أهل السنة، فآل ذلك الموقف منهم إلى رفض كثير من السنة، وإنكار كثير مما كان واقعا من الأحداث والأحكام عند السلف.
وأما نسبتهم إلى الجماعة، فالمقصود منهم إجمالا جماعة الحق، وقصدا أول صحابة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث إن أهل السنة أعظم الفرق الإسلامية التي حفظت لهم مقامهم العظيم من الإسلام، فلم يقدحوا في أكابرهم كما فعل الخوارج، والشيعة، ولم يتهاونوا في اتباع اجتهاداتهم والاستفادة منها كما وقع فيه غيرهم.
ثم صار اسم أهل السنة والجماعة علما مخصوصا بهم، وإن زعم غيرهم أنه عامل بما جاء عن النبي e أو موقر لأصحابه عليه السلام.
وقد اشتهر عند العلماء أن اسم أهل السنة يندرج فيه أكثر العلماء في مختلف العلوم الدينية والدنيوية، وكذلك يندرج فيهم أكثر الملوك والسلاطين، ومعهم أكثر دول الإسلام كالدولة السلجوقية والأيوبية والمماليك والعثمانية، والموحدين وملوك الاندلس وأكثر الملوك في أقاصي البلاد كانوا على طريقة أهل السنة والجماعة.
وكذلك يندرج فيهم أكثر العوام على مرِّ السنين، بحيث إن إحصاءهم وعدهم عدا يعتبر من قبيل المحال.
ومن أعظم من قام بحق هذا مذهب أهل السنة والجماعة العظيم من الدفاع عنه والترويج لمفاهيمه وردا على خصومه الأشاعرة والماتريدية.
فالأشاعرة أتباع الإمام أبي الحسن الأشعري (ت 324هـ)، والماتريدية أتباع الإمام أبي منصور الماتريدي (ت333هـ)، ومن وافقهم وإن لم ينتسب إليهم يعد منهم حكماً. فهذان الإمامان هما إماما أهل السنة اللذان قعَّدا القواعد واهتما أبلغ الاهتمام بنصرة طريقتهم والرد على خصومهم، والذب عن مواقفهم على مدار التاريخ، وهما الإمامان اللذان أسسا مدرستين متوافقتين في الأصول وأكثر الفروع، وإن لم يعرف عن واحد منهما أنه تلاقى مع الآخر، بل كانا في بلدين بعيدين عن بعضهما، ولكن توافقها الذي عرفه العلماء من بعد معرفتهم بنتاج هذين الإمامين، كان دليلاً على صواب نظرهم، واتباعهم قواعد الأئمة العظام، وسيرهم على الطريق النظريِّ الصحيح. ولذلك اتبعهم أكثر العلماء من بعدُ، وانتسبوا إليهما عن رضى ومعرفة وعلم بحقيقة آرائهما وما قرراه في كتبهم، ولم يكن اتباع الأعلام العلماء لهذين الإمامين تقليدا، ولا محاباة ولا مواطأة لهما، ولا بأثر من عوامل سياسية محضة، كما يحلو لكثير من المغرضين والمخالفين والعلمانيين والملحدين في هذا الزمان أن يزعموا كذباً منهم، وحرصاً على تنفير الناس عنهما، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره.
تعريف موجز بالمذهب الأشعري
أولا:مؤسسه
هو الإمام أبو الحسن الأشعري (260-324هـ)، وإليه ينسب أهل السنّة والجماعة، حتّى لُقِّبُوا بالأشاعرة. قال الإمام المحقّق ابن السّبكيّ في ترجمة الإمام أبي الحسن الأشعريّ:
"عليّ ابن إسماعيل بن أبي بشر واسمه إسحاق ابن سالم بن إسماعيل بن عبد اللـه بن موسى بن بلال بن أبي بردة ابن صاحب رسول اللـه صلّى اللـه عليه وسلّم أبي موسى عبد اللـه بن قيس. شيخنا وقدوتنا إلى اللـه تعالى الشّيخ أبو الحسن الأشعريّ البصريّ شيخ طريقة أهل السنّة والجماعة، وإمام المتكلّمين، وناصر سنّة سيّد المرسلين والذّابّ عن الدّين، والسّاعي في حفظ عقائد المسلمين، سعياً يبقى أثره إلى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. وإمام حبر، وتقيّ برّ، حمى جناب الشّرع من الحديث المفترى، وقام في نصرة ملّة الإسلام فنصرها نصراً مؤزّراً:
بهمّة في الثريّا إثر أخمصها وعَزْمَةٍ ليس مِنْ عاداتها السّأم
وما برح يُدْلِجُ ويسير، وينهض بساعد التّشمير، حتّى نقّى الصّدور من الشّبه، كما ينقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، وقال فلم يترك مقالاً لقائل، وأزاح الأباطيل، والحقّ يدفع ترّهات الباطل. ولد الشّيخ سنة ستّين ومائتين([1])".
ثمّ ذكر الإمام ابن السّبكيّ أنّ الإمام الأشعريّ كان في بداية أمره قد أخذ عن أبي عليّ الجبّائي، وتبعه في الاعتزال. وقد شكّك القاضي عياض في هذا الأمر فقال: "ويُرْوَى أنّه كان في بادية أمره معتزليّاً ثمّ رجع إلى هذا المذهب؛ أي إلى مذهب أهل السّنة كما وضّحه هو، وهذا إن صحّ لا ينقصه، فقد كان من هو أفضل منه كافراً، ثمّ أسلم، بل هذا أدلّ على ثبات قدمه وصحّة يقينه في التزام السنّة، إذ لم يلتزمها لأنّه نشأ عليها، ولا اعتقدها إلاّ بما نوّر اللـه لـه بها من قلبه وأيّده بروحه ورشده، وتكنّفه من عنايته ونصره، فذكر أبو عبد اللـه الأزديّ أنّه كان أوّلاً معتزليّاً أخذ عن الشحام والعطويّ، وتقدّم في ذلك على نظائره، ثمّ رجع إلى الحقّ، ومذهب أهل السنّة، فكثر المتعجّب منه([2])". اهـ.
ولم يبتدع الإمام الأشعريّ مذهبه ابتداعاً، بل كان عملـه كما قلنا عبارة عن شرح وتدعيم لأقوال أهل السنة، قال القاضي عياض في ترجمته:"وصنّف لأهل السنة التصانيف، وأقام الحجج على إثبات السنة، وما نفاه أهل البدع من صفات اللـه تعالى ورؤيته وقِدَمِ كلامه وقدرته وأمور السمع الواردة من الصراط والميزان والشفاعة والحوض وفتنة القبر مما نفت المعتزلة وغير ذلك من مذاهب أهل السنة والحديث، فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة والدلائل الواضحة العقلية، ودفع شبه المبتدعة ومن بعدهم من الملحدة والرافضة، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع اللـه بها الأمة، وناظر المعتزلة، وكان يقصدهم بنفسه للمناظرة، وكلم في ذلك، فقيل لـه: كيف تخالط أهل البدع وقد أُمرتَ بهجرهم -وكان أمرهم في ذلك الوقت شائعاً وكلمتهم غالبة- فقال: هُمْ أهل الرياسة، وفيهم الوالي والقاضي، فهم لرياستهم لا ينزلون إليّ، فإن لم نَسِِرْ إليهم فكيف يظهر الحقُّ ويعلم أن لأهلـه ناصراً بالحجة([3])؟
..... فلما كثرت تواليفه وانتفع بقولـه، وظهر لأهل الحديث والفقه ذبّه عن السنن والدين، تعلق بكتبه أهل السّنة وأخذوا عنه ودرسوا عليه وتفقهوا في طريقه، وكثر طلبته وأتباعه لتعلم تلك الطرق في الذبّ عن السنة، وبسط الحجج والأدلة في نصر الملة، فسمّوا باسمه، وتلاهم أتباعهم وطلبتهم فعرفوا بذلك، وإنما كانوا يُعرفون قبل ذلك بالمثبتة، سمة عرفتهم بها المعتزلة، إذْ أثبتوا من السنة والشرع ما نفوه. فبهذه السّمة أولاً كان يعرف أئمة الذب عن السنة من أهل الحديث كالمحاسبي و ابن كُلَّاب وعبد العزيز بن عبد الملك المكيّ والكرابيسيّ إلى أن جاء أبو الحسن وأشهر نفسه فنسب طلبته والمتفقهة عليه في علمه بنسبه، كما نسب أصحاب الشافعي إلى نسبه، وأصحاب مالك وأبي حنيفة وغيرهم من الأئمة إلى أسماء أئمتهم الذين درسوا كتبهم وتفقهوا بطرقهم في الشريعة، وهم لم يُحْدِثُوا فيها ما ليس منها. فكذلك أبو الحسن، فأهل المشرق والمغرب بحججه يحتجون وعلى منهاجه يذهبون، وقد أثنى عليه خلق كثير منهم، وأثنوا على مذهبه وطريقه.
.... ونُظَّارُ أهل الحديث راضون عنه مقتبسون منه، وقد درس عليه وعلى أصحابه منهم جماعة حتى صاروا أئمة في طريقه وصنفوا الكتب على نهج طريقته وتصانيفه([4])".
وقال الإمام تاج الدين السبكي:
"اعلم أن أبا الحسن لم يبدع رأياً، ولم يُنْشِ مذهباً، وإنما هو مُقَرِّرٌ لمذاهب السّلف، مناضل عما كانت عليه أصحاب رسول e، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقاً، وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيلـه في الدلائل يسمى أشعريّاً، ولقد قلت مرة للشيخ الإمام رحمه اللـه ـ يقصد والده الإمام المجتهد تقي الدين السبكي ـ : أنا أعجب من الحافظ ابن عساكر في عَدِّه طوائفَ من أتباع الشيخ، ولم يذكر إلا نزراً يسيراً، وعدداً قليلا، ولو وفَّى الاستيعابَ حقَّه لاستوعب غالب علماء المذاهب الأربعة، فإنهم برأي أبي الحسن يدينون اللـه تعالى، فقال: إنما ذكر من اشتهر بالمناضلة عن أبي الحسن، وإلا فالأمر على ما ذكرت من أن غالب علماء المذاهب معه.
وقد ذكر الشيخ شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام أن عقيدته اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب، وشيخ الحنفيَّة جمال الدين الحصيريّ([5])".
وقال في موضع أخر:
" قال المآيُرْقِيُّ: ولم يكن أبو الحسن أول متكلم بلسان أهل السنة إنما جرى على سنن غيره، وعلى نصرة مذهب معروف، فزاد المذهب حجة وبياناً ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به، ألا ترى أن مذهب أهل المدينة نسب إلى مالك، ومن كان على مذهب أهل المدينة يقال لـه مالكيّ، ومالك إنما جرى على سنن من كان قبلـه وكان كثير الاتباع لـهم، إلا أنه لمّا زاد المذهب بياناً وبسطاً عزي إليه، كذلك أبو الحسن الأشعري، لا فرق، ليس لـه في مذهب السلف أكثر من بسطه وشرحه وتواليفه في نصرته.
إلى أن يقول القابسيّ: وما أبو الحسن إلا واحداً من جملة القائمين في نصرة الحق، ما سمعنا من أهل الإنصاف من يؤخره عن رتبة ذلك، ولا من يؤثر عليه في عصره غيره، ومن بعده من أهل الحق سلكوا سبيلـه.
إلى أن قال: لقد مات الأشعري يوم مات، وأهل السنة باكون عليه، وأهل البدع مستريحون منه([6])".
ثانياً: من أبرز أئمة المذهب
ظهر في المذهب الأشعري علماء جهابذة في كل العلوم والفنون العقلية والنقلية، واستقصاء ذكرهم والإحاطة بهم لا يمكن هنا، ولكن نذكر بعض أهم أعلامهم:
1-القاضي أبو بكر الباقلاني (328-403هـ) (950-1013م)، وهو محمد بن الطيب، من كبار علماء الأشاعرة، هذب أصول المذهب، ورد على الخصوم، وأيده بالحجج، وله مناظرات مع أهل الأديان الأخرى، وتآليف رائقة عظيمة النفع، منها: الانتصار للقرآن، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، الإنصاف، مناقب الأئمة، إعجاز القرآن، وغيرها كثير.
2-أبو إسحق الإسفراييني(418هـ)1027م)، هو إبراهيم بن محمد، كان عالما بالفقه والأصول، له كتاب الجامع في أصول الدين والرد على الملحدين.
3-إمام الحرمين أبو المعالي الجويني (419-478هـ)1028-1085م)، هو عبد الملك بن عبدالله بن يوسف الجويني، الفقيه الشافعي الشهير، الذي يعول عليه أكثر أصحاب الشافعي في كتبهم، كان يدرس ويعليم في نيسابور، وتعرض لفتنة اخترعها المجسمة مع الشيعة والمعتزلة، اضطر على إثرها أن يخرج من نيسابور، وجاور في مكة والمدينة، وبقي في مكة أربع سنوات، يدرس ويدافع عن الأشعرية من غير مدافع يقف أمامه، حتى رجع الأمر إلى الصواب فرجع إلى نيسابور بعدما أعاد الوزير نظام الملك الأمور إلى نصابها. له كتب في مختلف العلوم، تعتبر من أعظم ما ألف فيها، منها: البهان في أصول الفقه، وهو أحد أربعة كتب تعتبر أعظم كتب الأصول، وكتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلة، والشامل في أصول الدين، في علم التوحيد والكلام، والنظامية في الأركان الإسلامية، وصلنا منها قسم العقيدة، وقد ألفها للوزير نظام الملك، وله كتاب نهاية المطلب في دراية المذهب، في فقه الشافعي يعد من أعظم ما ألف في المذهب الشافعي، وعليه مدار كتب الشافعية من بعده.
4-أبو إسحق الشيرازي(393-476هـ) 1003-1083م)، هو إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآباذي الشيرازي، العالم المناظر، كان فقيها مجيدا، كان حسن المجالسة، طلق الوجه، فصيحا، مناظراً. من مصنفاته: التنبيه في أصول الفقه وشرحه، المهذب في الفقه، التبصرة في أصول الشافعية، المعونة في الجدل.
5-أبو حامد الغزالي (450-505هـ) 1058-1111م)، وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، حجة الإسلام، وقد كان تلميذا للإمام الجويني، وشهرته تغني عن الكلام عنه، من كتبه: إحياء علوم الدين، والاقتصاد في الاعتقاد، والمستصفى في أصول الفقه، ومجموعة كبيرة من الرسائل في مختلف العلوم والمعارف، وله كتاب تهافت الفلاسفة، وفضائح الباطنية، وغيرها كثير.
6-الإمام فخر الدين الرازي (544-1150هـ)(606-1210م)، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني، وهو من أعلم الناس بالكلام والفلسفة والمنطق، ردَّ على اللاسفة والمخالفين من أهل الملل والنحل، وله مناظرات كثيرة، وترك مؤلفات ما زال يعتمد عليها في العلوم، منها التفسير الكبير الذي لم يؤلف مثله في بابه، وعليه اعتمد كثير من المفسرين المتأخرين، ومنها كتاب المحصول في أصول الفقه، من أعظم ما ألف في أصول الفقه، والأربعين في أصول الدين، ومعالم أصول الدين، ونهاية العقول في دراية الأصول، والمحصَّل في أصول الدين، كلها في علم التوحيد، وله كتب غيرها تركناها خوف الإطالة.
ومن أعلام الأمة في علم التوحيد ابن فورك والقشيري والبيضاوي والسمرقندي وابن الحاجب والعضد الإيجي والتفتازاني والسيد الشريف، والكاتبي، كأعلام المغرب مثل الإمام السجلماسي وابن التلمساني وتقي الدين أبي العزِّ المقترَح وأبي عثمان العقباني. ومن أهل المشرق ومصر أمثال إمام الدنيا الإمام الرازي وطلابه كالكاتبي والأبهري وأتباع مدرسته وهم كثيرون منتشرون في الآفاق، والإمام سيف الدين الآمدي، الإمام العز بن عبد السلام ، وابن دقيق العيد، والقرافي، والتقي السبكي والتاج السبكي، والأصفهاني، والشيخ زكريا الأنصاري وتلامذته وقد ملأوا الدنيا، ومن الأعلام المشهورين مثل الإمام السنوسي صاحب العقائد الشهيرة، والإمام اللقاني صاحب جوهر التوحيد، وشراحهما، وهم كثيرون، فضلاء مدققون كالدواني صاحب الشرح الشهير على العقائد العضدية، والخيالي عبد الحكيم والعصام والفرهاري أصحاب الحواشي والشروح الشهيرة على شرح العقائد النسفية. والبدر الزركشي والسيوطي، والبيجوري والدسوقي.
واتصلت جهود أهل الحق في الدنيا شرقا وغرباً حتى أيامنا هذه، فمن الأعلام الذين أثروا بأعمالهم في هذا المجال الشيخ مصطفى صبري والإمام محمد زاهد الكوثري اللذين كان لهم أثر عظيم في المشتغلين بعلم التوحيد وغيره من العلوم في هذا العصر، لا نزال نتعطر بذكرهم ونستفيد من عبق طيبهم. وتلامذتهم منتشرون في البلاد، مفيدين ومستفيدين عاملين حاملين هذه الوظيفة العالية على أكتافهم، حافظين إياها في أرواحهم.
يتبع......