النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: الكلام الفلسفي؛ الباقلاني والرازي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    200

    الكلام الفلسفي؛ الباقلاني والرازي

    السلام عليكم؛

    يقول ابن خلدون (784ﻫ) في مقدمته:
    « لمّا كثرت العلوم والصنائع، وولع الناس بالتدوين والبحث في الأنحاء، وألّف المتكلّمون في التنـزيه، حدثت بدعة المعتزلة في تعميم هذا التنـزيه في آي السلوب، فقضوا بنفي صفات المعاني من العلم والقدرة... وكان ذلك سبباً لانتهاض أهل السنّة بالأدلّة العقليّة على هذه العقائد، وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعريّ (324ﻫ) إمام المتكلّمين، فتوسّط بين الطرق، ونفى التشبيه، وأثبت الصفات المعنويّة، وقصر التنـزيه على ما قصره عليه السلف، وشهدت له الأدلّة المخصّصة لعمومه، وكثر أتباع الشيخ .. ، وأخذ عنهم القاضي أبو بكر الباقلانيّ (403ﻫ)، فتصدّر للإمامة في طريقتهم وهذّبها ووضع المقدّمات العقليّة التي تتوقّف عليها الأدلّة والأنظار؛ وذلك مثل: إثبات الجوهر الفرد، والخلاء، وأنّ العرَض لا يقوم بالعرَض، وأنّه لا يبقى زمانين، وأمثال ذلك ممّا تتوقف عليه أدلّتهم. وجعل هذه القواعد تبعاً للعقائد الإيمانيّة في وجوب اعتقادها؛ لتوقّف تلك الأدلة عليها، وأنّ بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول. فكملت هذه الطريقة وجاءت من أحسن الفنون النظريّة والعلوم الدينيّة؛ إلا أنّ صور الأدلّة فيها بعض الأحيان على غير الوجه الصناعيّ لسذاجة القوم، ولأنّ صناعة المنطق التي تسير بها الأدلّة، وتعتبر بها الأقيسة لم تكن حينئذٍ ظاهرة في الملّة، ولو ظهر منها بعض الشيء، فلم يأخذ به المتكلّمون؛ لملابستها للعلوم الفلسفيّة المباينة للعقائد الشرعيّة بالجملة، فكانت مهجورة عندهم لذلك».

    ويقول في موضع آخر:
    «ثمّ خلط المتأخّرون من المتكلّمين مسائل علم الكلام بمسائل الفلسفة لعروضها في مباحثهم، وتشابه موضوع علم الكلام بموضوع الإلهيّات، ومسائله بمسائلها، فصارت كأنها فنّ واحد، ثمّ غيّروا ترتيب الحكماء في مسائل الطبيعيّات والإلهيّات، وخلطوهما فَنًّا واحداً، قدّموا الكلام في الأمور العامّة، ثمّ أتبعوه بالجسمانيّات، وتوابعها، ثم بالروحانيّات، وتوابعها، إلى آخر العلم - كما فعله الإمام ابن الخطيب [يقصد: الفخر الرازيّ (606ﻫ)] في "المباحث المشرقيّة"، وجميع من بعده من علماء الكلام - . وصار علم الكلام مختلطاً بمسائل الحكمة، وكتبه محشوّة بها كأنّ الغرض من موضوعهما ومسائلهما واحد! والتبس ذلك على الناس».

    السؤال هنا:

    إذا كانت بدايات علم الكلام الفلسفي من صنيع الفخر الرازيّ، فما معنى وجود أبحاث تحت مسمى "إثبات الجوهر الفرد، والخلاء، وأنّ العرَض لا يقوم بالعرَض، وأنّه لا يبقى زمانين" والتي مر الحديث عنها في تقرير ابن خلدون عن الكلام على عهد الباقلاني؟!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    760
    كما توقعت ابن خلدون يقصد كتب الرازي العقليه المحضة وقد ضرب لك مثل وهو كتابه المباحث الشرقية

    وأنظر قوله "" الحكماء في مسائل الطبيعيّات والإلهيّات، وخلطوهما فَنًّا واحداً، قدّموا الكلام في الأمور العامّة، ثمّ أتبعوه بالجسمانيّات، وتوابعها، ثم بالروحانيّات، وتوابعها، ""
    وهذا التقسيم كتبه الرازي في كتبه العقلية المحضة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    200
    أخي عبدالعزيز؛ شكراً على مساهمتك، ..

    وليتك تركز على موضع السؤال:

    إذا كانت بدايات علم الكلام الفلسفي من صنيع الفخر الرازيّ، فما معنى وجود أبحاث تحت مسمى "إثبات الجوهر الفرد، والخلاء، وأنّ العرَض لا يقوم بالعرَض، وأنّه لا يبقى زمانين" والتي مر الحديث عنها في تقرير ابن خلدون عن الكلام على عهد الباقلاني؟!

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    760
    الجوهر الفرد وغيره من المسائل قد تناولها الإمام الأشعري نفسه كما في كتاب (( مقالات الإمام الأشعري )) للإمام أبن فورك ولا أظن أن ابن خلدون يعتبر مسألة اثبات الجوهر الفرد وغيره من المسائل المذكورة في الاعلى من المسألة الفلسفية المخلوطه في علم الكلام ولو قرأت بعض فصول كتاب المباحث الشريقة للإمام الفخر الرازي رحمه الله لتبين لك مقصد ابن خلدون رحمه الله
    والله أعلم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    200
    إذا كانت مسائل من قبيل: "إثبات الجوهر الفرد، والخلاء، وأنّ العرَض لا يقوم بالعرَض، وأنّه لا يبقى زمانين"،
    ليست من المسائل الفلسفية التي خالطت علم الكلام، فما هي إذن؟ مسائل كلامية بحتة؟!
    وما هو المائز بين المسائل الكلامية والمسائل الفلسفية ـ كي نعرف ما اختلط وما لم يختلط ـ ؟
    أرجو الاجابة بشيء من التوضيح؛ جزاكم الله خيراً.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    عمان- الأردن
    المشاركات
    3,723
    السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    أخي محمَّد،

    جواب سؤالك هذا فرع عن معرفة الفرق بين الكلام والفلسفة...

    والحاصل أنَّه في أنَّ الكلام مبنيٌّ على شريعة الإسلام...

    وعليه لا يمتنع أبداً أن تشترك المسائل عينها في العلمين.

    أمَّا البحث في الجواهر والأعراض من حيث هي فهي مباحث كلاميَّة كما أنَّها مباحث فلسفيَّة...

    وهي غير خارجة عن كونها من مباحث علم الكلام في إثبات حدوث الكون مثلاً.

    فلا إشكال.

    أمَّا الإمام ابن خلدون رحمه الله فكلامه على طريقة الفلاسفة في تقرير المسائل وبعض بحوثهم التي لم يكن المتكلِّمون يريدونها لذاتها، فهذا ما أحدثه الإمام الفخر رحمه الله تعالى...

    وليس فيه إشكال لأنَّ ما يُبحث في العقيدة كذلك ما يورد من الخصوم...

    ومنه ما يعتقد الفلاسفة.

    فكانت الحاجة إلى بحثه.

    وقد ناقش سيدي الشيخ سعيد حفظه الله تعالى نصَّ الإمام ابن خلدون رحمه الله الذي نقلتَ، خاصَّة قوله: (وأنّ بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول). فابحث عنه في المنتدى إن كان عندك فيه سؤال، فإنَّ هذا النَّصَّ مشكل عند الإمام ابن خلدون.

    والسلام عليكم...
    فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    200
    شكراً لك أخي الكريم. وتساؤلي هو المائز عن أن هذه المسألة فلسفية دخلت إلى الكلام بعد حين، وأنها كلامية أصيلة. ما هو المائز؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    عمان- الأردن
    المشاركات
    3,723
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    أخي محمَّد،

    يصحُّ أن يقال إنَّ هذه المباحث مبحوثة في علم الكلام من حيث كونها مقدِّمات للمطلوب فيه...

    أمَّا في الفلسفة فإنَّها مقصودة لذواتها من حيث العلم بالطَّبيعيَّات، فإنَّ الطَّبيعيَّات في الفلسفة هي نفس علوم الفيزياء والفلك والكيمياء وغيرها.

    فهي ند المتكلِّمين مباحث كلاميَّة، وعند الفلاسفة مباحث فلسفيَّة.

    فهذا هو المائز بين جهتي اهتمام الطَّريقتين في هذه المباحث.

    والله أعلم.

    والسلام عليكم...
    فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    200
    وعليكم السلام ..

    شكراً على هذا التوضيح الصحيح في حد ذاته؛ لكن السؤال يبقى قائماً..
    ما دامت بعض المسائل الفلسفية المبحوثة على سبيل التقديم والمدخلية سابقاً ولاحقاً، فماذا يعني أن نقول بأن الفلسفة دخلت علم الكلام في المرحلة التاريخية الفلانية؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    عمان- الأردن
    المشاركات
    3,723
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    أخي محمد،

    ربما يصحُّ أن نقول إنَّ طريقة المتأخِّرين صارت أقرب إلى طريقة الفلاسفة من حيث إدخال المتكلمين مباحث المنطق والمقولات في كتبهم الكلاميَّة.

    فيكون غاية هذا الترتيب، فقد يبحث المتكلم في مقولتي الكيف والانفعال في البحث في مسألتي العلم والرؤية، فوفق الطريقة المتأخِّرة يكون بيان تينك المقولتين في مقدِّمة الكتاب.

    لكن لا أدري إن اقتصر على هذا.

    وربما هناك جهة أخرى هي أنَّ المتكلِّمين المتقدمين كان أغلب نقاشهم مع متكلمين، فكانت نقاشاتهم دائرة في مدارات معيَّنة، فلمَّا صار مع الفلاسفة توسَّعت تلك المدارات واستحدثت أخرى جديدة.

    والله تعالى أعلم.

    والسلام عليكم...
    فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    200
    وعليكم السلام، وشكراً على المساهمة..
    بانتظار باقي المشاركات، وجزاكم الله خيراً.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •