الشيخ الفاضل جلال
ما قصدته بالنسبة للفرق بين الهدهد و النملة أنه لا يظهر من سياق قصة النملة أن خطابها للنمل كان على سبيل خرق العادة
الشيخ الفاضل جلال
ما قصدته بالنسبة للفرق بين الهدهد و النملة أنه لا يظهر من سياق قصة النملة أن خطابها للنمل كان على سبيل خرق العادة
الأخ عبد اللطيف حفيظ :
هذه الشجرة التي أنت أتنيت بها لا تحصر جميع الموجودات (=المخلوقات) كما ذكر ذلك الحكماء ..
فالجوهر في أعلى الأجناس نعم ، لكن لم توضح كيف صار جسماً ، ثم لم توضح بذلك كيف صار نامياً ... وهكذا ..
الذي يوجد الجوهر جسماً ، هو عروض الصورة الجسمية (الفصل البعيد) عليه ..
والذي يوجد الحيوان إنسانا هو عروض الصورة الناقطية (الفصل القريب) عليه
وقد فاتك شيء ، وهو أنّ الفصل (=الصورة العارضة على الجنس ) هي أيضا جوهر لم لم تذكرها في مشجرتك ، فكل الصيد فيها ، فافهم
أما بالنسبة لسؤالك : بخصوص تعريف الانسان : ألا يرد هدهد سيدنا سليمان عليه السلام و النملة و أمثالهما من الحيوان المفكر بل و المدرك للكليات على هذا التعريف؟ !!.
الجواب كلا وألف كلا ، بيان ذلك .
إنّ الناطق في فصل الإنسان لا يعني النطق كما يتوهم وإن كان من آثاره ، كما لا يعني التفكير فقط كما يتوهم ؛ لذلك كان الحكماء يقولون : الإنسان حيوان ذو نفس ناطقة ..
ومعناه إتحاد الجنس وهو الحيوان ، مع الفصل ، وهو القدرة على النطق ، إتحاداً ذاتيّاً لا اتحاداً انضمامياً لا غير ..
فإذا اتضح هذا ، فالنفس الناطقية تنطوي على درك الحسد والبغض والخيانة والشجاعة ، والجبن ، و... وكل هذا الأمور لا يدرك منها -دركاً ذاتياً- هدهد سليمان لا أبيض ولا أسود
بإيجاز : فالنفس الناطقى الإنسانسية ، تدرك الحسد ، وغير ذلك من الاختيارايات الذاتية ، والحيوان ليس عنده هذا !!!!!!!!!!!!!!!!
وبهذا يندفع إشكال إن الحيوان يدرك لدفاعه عن أولاده إذا تعرضوا الخطر ؛ فجوابه أنّ هذا بدافع الغريزة ، والغريزة ليست نفس ناطقة ، وإن كانت أدنى مراحلها الحيوانيّة
والكلام في هذ طويل
أخ شفيق شريف ...
قال الله تعالى : وعلمنا منطق الطير ، فما أدراك أنها مع الهدهد تكلما بلسان عربي مبين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا أولاً ..
وثانياً : هب أنهما تكلما بها ، لكن هل هذا يعني أنّ أنفسهما صارت ناطقة ، وخرجت عن النفس التصفيريّة (البلبلية) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب لا ، فالنطق عرض على الهدهد بأمر الله ، لفترة ما مع بقاء نوعه دون تغيير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مثال لو تعلم الإنسان لغة النهيق وأجادها الى درجة انه يتفاهم بها ، فهل انقلب الى حمار يعني ، أم يبقى على انسانيته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب هو الجواب ....................، فما يعرض وقتما شيء ، وما يكون جزء الذات شيء آخر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و رفع مقامك.
لست من عقّب على التعريف بإيراد الهدهد، بل اظنه سيدي شريف، فانا ذكرت الملائكة و الجن.
قولك :
هل الملائكة و الجن تدرك هذه الامور ؟ ان كان نعم فالحد (تعريف الإنسان ) غير مانع, و هذا ما اشكل عليَّ و بارك الله فيكإنّ الناطق في فصل الإنسان لا يعني النطق كما يتوهم وإن كان من آثاره ، كما لا يعني التفكير فقط كما يتوهم ؛ لذلك كان الحكماء يقولون : الإنسان حيوان ذو نفس ناطقة ..
ومعناه إتحاد الجنس وهو الحيوان ، مع الفصل ، وهو القدرة على النطق ، إتحاداً ذاتيّاً لا اتحاداً انضمامياً لا غير ..
فإذا اتضح هذا ، فالنفس الناطقية تنطوي على درك الحسد والبغض والخيانة والشجاعة ، والجبن ، و... وكل هذا الأمور لا يدرك منها ءدركاً ذاتياًء هدهد سليمان لا أبيض ولا أسود
بإيجاز : فالنفس الناطقى الإنسانسية ، تدرك الحسد ، وغير ذلك من الاختيارايات الذاتية ، والحيوان ليس عنده هذا !!!!!!!!!!!!!!!!
أخ عبد اللطيف سؤال جيّد ..
بل هو مانع ، إليك البيان :
قال الحكماء : ما الفرق بين قولنا الإنسان حيوان ناطق . وبين قولنا : حيوان عاقل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب : إنّ النفس الناطقة وإن كانت تنطوي على العقل ، لكنّها لا تدرك الحسيات (شم ذوق بصر لمس ...) إلاّ بآلة وبدن ، لذلك منعوا أن يكون التعريف حيوان عاقل .
قات الحكماء : فهل الملائكة حيوان عاقل .
الجواب كلا وكلا ؛ لأنّ الحيوان يعني -فيما يعني- الدافع لما به غريزة للبقاء من (أكل شرب نكاح غضب خصام ) وليس هذا في تكوين الملائكة ، بل هي عقول مجردة محضة ، أي مجردة عن أن تكون لها آلة من المادة الأرضية .
قالت الحكماء : فهل الجن : حيوان ناطق ؟؟؟؟؟؟؟
الجواب كلا وكلا ، فهو وإن كان ناطقا بنحو من الأنحاء ، لكنه ليس حيوانا ؛ لعدم انطباق حد الحيوان عليه ، وهو الجسم النامي الحساس بالإرادة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قول الأخ صفاء: "وقد فاتك شيء ، وهو أنّ الفصل (=الصورة العارضة على الجنس ) هي أيضا جوهر".
أقول: لا يُعدُّ الفصل جوهراً!
فهل يمكن أن تدلَّنا على أصل قولك؟
قولك: "قالت الحكماء : فهل الجن : حيوان ناطق ؟؟؟؟؟؟؟
الجواب كلا وكلا ، فهو وإن كان ناطقا بنحو من الأنحاء ، لكنه ليس حيوانا ؛ لعدم انطباق حد الحيوان عليه ، وهو الجسم النامي الحساس بالإرادة".
أقول: غاية ما في الأمر أنَّا لا نعلم كثيراً عن الجنِّ، لكنَّا نعلم يقيناً أنَّه جسم حساس متحرك بالإرادة، وهو عاقل لكونه مكلَّفاً. فتبقى مسالة النموِّ، فيمكن أن نسلِّم بأنَّ الجنَّة لهم آباء وأبناء، فهم يتزاوجون، فلا يبعد وصفهم بالنموِّ كذلك.
أمَّا الملائكة الكرام عليهم السلام فهم أجسام متحرِّكة بالإرادة حساسة -بأنَّها تسمع وتبصر وتتفاعل-، ولم يأت في الكلام على نموِّهم شيء، والأصل أن لا.
فخرجت الملائكة الكرام دون الجنَّة.
وربما يقال هاهنا إنَّ ما نستطيع به إخراج الجنَّة -والملائكة فوق ما سبق- هو جعل التركيب من العناصر التي هي ذرات -التي فيها إلكترونات تدور حول نواة من بروتون ونيوترون...- فصلاً دون الجسميَّة وفوق الحيوان والجماد...
فتكون الملائكة تحت جنس ثانٍ مفارق في مادَّة جسمه، وكذا الملائكة الكرام.
والله تعالى أعلم.
والحاصل صحَّة قول أخي الفاضل أحمد: "لكن أعتقد أن الشجرة المذكورة المقصود منها حصر أجناس وأنواع عالم الطبيعة، أما ما وراء الطبيعة (أو الغيبيات) فلا مكان له في هذه الشجرة، فلا تتعب نفسك .. {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء : 85]".
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم.
هل يمكن ان يقال ان التعريف يكون لما هو معلوم لنا، اما الملائكة والجن فمن الغيبيات و ما هو غيبي لا ينصرف اليه الذهن, فاذا عرفنا الانسان للسائل ب "الحيوان الناطق" لم ينصرف ذهنه الى غيره، فيكون الحد صحيحا ؟
قال الامام القرافي رضي الله عنه :
قلت: ومعنى قولنا في حد الحد: إنه شرح ما دل عليه اللفظ، نعني باللفظ لفظ السائل، فإنه إذا قال: ما حقيقة الإنسان؟ فقلنا له هو الحيوان الناطق، فهو إن كان عالماً بالحيوان وبالناطق فهو عالم بالإنسان وإنما سمع لفظ الإنسان ولم يعلم مسماه وعلم أن له مسمى غير معنى؟
فبسطنا له نحن ذلك المسمى المجهول وقلنا له: هو الحيوان الناطق فصال مفصلاً ما كان عنده مجملاً بالنظر إلى اللفظ لا بالنسبة إلى مسمى اللفظ في نفسه، ولا بالنسبة إلى الحقيقة، وإن فرضناه جاهلاً بحقيقة الإنسان فقد حددنا له بما هو مجهول عنده، فوجب حينئذ أن يكون حدنا باطلاً، لأن التحديد بالمجهول لا يصح، لكنه صحيح فدل ذلك على أنه كان عالماً بالحقيقة، فما أفاده حينئذ أن يكون حدنا باطلاً، لأن التحديد بالمجهول لا يصح، لكنه صحيح فدل ذلك على أنه كان عالماً بالحقيقة، فما أفاده حينئذ لفظنا إلا بيان نسبة اللفظ إلى المعنى الذي يسأل عنه. .
فإن قلت: هل يتصور أن يكتسب بالحد حقيقة مجهولة فإن ما ذكرته يمنع من ذلك؟ قلت: لا شك أن من لم يعرف الحبر قط إذا سأل عنه يمكننا أن نقول له: هل تعرف الزاج والعفص والسواد والماء؟ فيقول: نعم، فنقول له: اعلم أنه عبارة عن ماء العفص والزاج يجمع بينهما فيحدث حينئذ السواد، فهذا هو الحبر؛ فيئول الحال إلى تعريف الهيئة الاجتماعية من هذه البسائط المعلومة له، أما تعريفه بما يجهله فلا سبيل إليه، والهيئة الاجتماعية وقعت في نفسه بعد أن كانت مجهولة، بخلاف المثال المتقدم في الإنسان، ومع هذا فلا تخرج من هذه الصورة عن الحد المتقدم، وإنما شرحنا ما كان مجملاً بألفاظ بسائط الزاج وغيره.
و قال ايضا :
الفائدة السادسة: قال الإمام فخر الدين القول بالتعريف محال لأنه إما أن يعرف بنفس الشيء وهو محال لوجوب تقديم العلم بالمعرف على العلم بالمعرف، فيلزم تقديم الشيء على نفسه أو بالداخل وهو محال؛ لأنه إن عرف جميع الأجزاء فقد عرف نفسه، وهو محال لما تقدم، أو ما عداه فيئول الحال إلى التعريف بالخارج وسنبطله بأن ذلك الخارج لا يوجب التعريف، حتى يعلم أنه مساو ليس في غيره، وكونه ليس في غيره متوقف على معرفته هو فيلزم الدور، ولأنه كونه ليس في غيره يتوقف على تصور جميع الأغيار على سبيل التفصيل وذلك محال لاستحالة تصور ما لا يتناهى على التفصيل.
ولهذه النكتة قال إنه لا شيء من التصورات بمكتسب. والجواب عنده أنه قد تقدم أن الحد هو شرح ما دل عليه اللفظ، فعل هذا التفسير المعرف نسبة اللفظ المسمى وهو أمر خارج عنه سواء وقع التعريف بالأجزاء أو بالخواص، أو يقع التعريف بهيئة صورية كما تقدم التمثيل بالحبر؛ كذلك تقول الملك جسم لطيف شفاف مخلوق من نور معصوم عن الرذائل مطبوع على الطهارة والطاعة؛ فيحصل في ذهن السامع هيئة صورية هي المعرفة، ولا أجد الحدود والرسوم وتبديل اللفظ يفيد غير هذين القسمين، وكلاهما تعريف بالخارج، فلنقتصر بالبحث عليه والجواب عنه.
فنقول: إن الوصف الخارجي قد نعلم أنه من خصائص حقيقة بعينها دون غيرها بالضرورة من غير ما ذكره من استقراء ما لا يتناهى، كما نعلم أن الزوج والفرد من خصائص العدد لا يوجدان في غيره البتة، وكذلك الكشف من خصائص العلم لا يوجد في غيره بالضرورة، ومن خصائص الحياة تصحيح محلها لأنواع الإدراك وأن ذلك لا يوجد في غيرها، ومن خصائص الإرادة ترجيح أحد طرفي الممكن على الآخر من غير احتياج إلى مرجح آخر ولا يوجد ذلك في غيرها، وهو كثير. فبمثل هذا يقع التعريف بأن يكون معلوماً، وما وضع لفظ المحدد له غير معلوم، فلا دور ولا استقراء غير متناه، فاندفع السؤال وأمكن اكتساب التصورات.
والله اعلم
الأخ محمد أبو غوش المكرم ..
بمراجعة بسيطة لأي كتاب منطق ، ستجد الكليات الخمسة على قسمين :
1- ذاتي ، جنس ، فصل ,
2- عرضي ، خاصّة ، عرض عام و.... .
فالفصل إذن جوهر لأنه من الذاتيات ، ولا كلام في ذلك ، بلى تكلموا في عروصضه على الجسم ، وهذال يحتاج لتفصيل طويل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
"بمراجعة بسيطة لأي كتاب منطق ، ستجد الكليات الخمسة على قسمين :
1- ذاتي ، جنس ، فصل ,
2- عرضي ، خاصّة ، عرض عام و.... .
فالفصل إذن جوهر لأنه من الذاتيات ، ولا كلام في ذلك ، بلى تكلموا في عروصضه على الجسم ، وهذال يحتاج لتفصيل طويل".
أقول: كون الفصل ذاتياً معناه دخوله في ماهيَّة النوع، ولا يعني كونه في نفسه جوهراً!
وفي المقولات ليست الفصول من مقولة الجوهر، فالناطقيَّة للإنسان مثلاً من مقولة الكيف لا من مقولة الجوهر مع أنَّ الناطقيَّة داخلة في ماهيَّة الإنسان، والمثلَّثيَّة للمثلَّث داخلة في ماهيته، لكنَّ التثليث من مقولة الكمِّ.
وقد حُقِّقَ انَّ الجوهر ليس جنساً للفصول التي لأنواعه، بل الجوهر عرض عامٌّ للفصل، فانظر البحث في ذلك في [كفاية الساعي في فهم مقولات السجاعي] للشيخ سعيد حفظه الله (ص:94-96).
أخي الفاضل عبد اللطيف،
"هل يمكن ان يقال ان التعريف يكون لما هو معلوم لنا، اما الملائكة والجن فمن الغيبيات و ما هو غيبي لا ينصرف اليه الذهن, فاذا عرفنا الانسان للسائل ب "الحيوان الناطق" لم ينصرف ذهنه الى غيره، فيكون الحد صحيحاً"؟
فيقال: لا...
وما نقلتَ عن الإمام القرافيِّ رحمه الله مشكوراً يفيد ذلك.
ولكنَّ الجواب يختلف على القول إنَّ التَّصوُّرات جميعاًبديهيَّة كما قال الإمام الفخر رضي الله عنه.
والجمهور على خلافه.
فأمَّا أنَّ الجواب هو لا فبأنَّا نتصوَّر الملائكة والجنَّة من جهة، فإن لم نكن نعلم حقائقها إلا أنَّا نعلم ما هو من خصائصها الذاتيَّة.
فالإدراك من وجه كافٍ، كما أنَّ تعريف صفة العلم وصفة الإرادة -كما نقلتَ- هو بذكر ما هو من خصائصهما.
وبعد هذا يقال إنَّ تعريف الإنسان هو كذلك من هذا الوجه، فإنَّ حقيقة الإنسان لا نعلمها، لكنَّ نعلم أنَّ من حقيقة الإنسان الخاصَّة به هو كونه عاقلاً، فصار الحدُّ بهذا.
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فهمت بارك الله فيك سيدي الفاضل
الذي فهمته من كلام الامام القرافي رضي الله عنه ان المكتسب في التعريفات امران :ولكنَّ الجواب يختلف على القول إنَّ التَّصوُّرات جميعاً بديهيَّة كما قال الإمام الفخر رضي الله عنه.
والجمهور على خلافه.
الاول : نسبة هذا اللفظ الى هذا المسمى
الثاني : الهيئة الاجتماعية، فاجزاء المحدود معلومة عند السائل و هو جاهل لمسمى اللفظ فوضحنا له ان مسمى اللفط هو الهيئة المجتمعة من هذه الاجزاء.
فمثلا تعريف الملك بانه جسم لطيف شفاف مخلوق من نور معصوم عن الرذائل مطبوع على الطهارة والطاعة، فالسائل يعلم معنى " الجسم" و يعلم معنى " شفاف" و هكذا...، فنحن اخبرناه ان الملك هو عبارة عن مجموع هذه الصفات.
فالمحدود ( جسم، لطيف، شفاف.....) لابد ان يكون معلوما للسائل سواء كان أجزاء المحدود ( جسم، لطيف، شفاف.....) معلوما بداهة او عن كسب، غير ان أجزاء المحدود التي علمها عن طريق الكسب قد علمها سابقا باحدى الطريقين اعلاه ( نسبة اللفط الى المسمى او الهيئة الاجتماعية ) ثم اجزاء المحدود لهذا الاخير اما انه معلوم بداهة للسائل او عن كسب ثم ينتقل الكلام الى هذا المحدود الثالث و هكذا و لن ينقطع هذا التسلسل حتى يكون آخر اجزاء المحدود المكتسب كلها معلومة بداهة للسائل
هل هذا هو مراد الامام الرازي ، سيدي ؟
السلام عليكم وحمة الله وبركاته...
أخي الكريم،
القول إنَّ التعريف يفيد أنَّ تلك الماهيَّة المعيَّنة لها هذا الاسم المعيَّن هو من باب التصديقات لا التصوُّرات.
فمثلاً: (الحيوان المفترس ذو الشعر الملوَّن بالخطوط السوداء اسمه النمر). فهذه قضية.
والتعريفات ابتداء فائدتها حصول التصوُّر لدى السامع.
صحيح أنَّ هذه الفائدة تحصل، لكنَّ التعريف الذي وضع لقصدها ليس تعريفاً في مصطلح المناطقة على الحقيقة .
هذا ما أفهم، ولعلي في ذلك مخطئ.
أمَّا الفائدة الثانية فهي حصول تصوُّر ((جديد)) للسامع من التعريف، فمثلاً لو قلنا: (الفنكوش هو القطُّ العاقل)، فالسامع يعرف مفهوم العاقليَّة، ويعرف ما هو القطُّ، لكنَّه لا يعرف كون أحدهما محمولاً على الثاني في شيء.
فأفاده هذا التعريف معرفة هذ الماهيَّة الجديدة.
أمَّا مراد الإمام الفخر رحمه الله فليس كذلك، بل هو أنَّ إدراكي لأيِّ شيء هو فقط بالتنبيه عليه، فالتصوُّر عند الإمام الفخر يحصل ولو بأدنى جهة، فلو قلنا: "الفنكوش" ندرك أنَّ هناك شيء له ماهيَّة وإن لم نعلمها.
ثمَّ تعريف الفنكوش بأنه القطُّ العاقل هو حمل هذين الوصفين عليه، فهي قضيَّة (تصديق لا تصور).
هذا ما فهمتُ.
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك سيدي محمد
تعريف الحيوان بأنه كل ما لديه غريزة (الأكل الشرب .....) ألا يرد عليه أن الجن لديهم هذه الغرائز كذلك ... فهم يأكلون ويشربون ويتناسلون كما صح ؟ فهم حيوانات .. ولم قيدنا الحيوانية بالغريزة ؟
جعلُ النُموِّ مِنْ ذاتِيّات الحيوانِ بِلا تَخَلُّفٍ ، ليس على إِطلاقِهِ بل لا يُمكِنُ تعميمُ هذا الإيجاب بِلا تخَلُّف ، فإِنَّ أهلَ الجَنّةِ أحياءٌ أبداً ، و جُمْهورُهُم في سِـنٍّ واحِدَةٍ أبَداً مِنْ غير نُمُوٍّ .
ثُمَّ النُمُوُّ مُشترَكٌ أيضاً بين الحيوان و النبات ، و النباتُ لا يُسَمّى حيواناً على الحقيقةِ وَ لا في العُرْفِ .
و الحقّ أنَّ شرْط حياة المخلوقين اقتران الروح بالجسد ، حصَلَ نُمُوٌّ أمْ لَمْ يَحصَلْ ، وَ لا أرى أيضاً اشتراط قابِلِيّة النُمُوّ في أصل شرطِ الحيوانِيّة ، و اللهُ أعلَم .
أمّا الحركة فلَيْسَ استِمرارُ تعاقُبِ أعَرَاضِ الحركة هُوَ بِعَيْنِه مِنْ ذاتِيّاتِ شرْطِ الحياة ، بِشاهِدِ عرَضِيّة الحَركة وَ ضِدِّها ، و شاهِدِ عدم امتناع استِمرارِ الحياةِ في السـاكِن .. فليست الحركة مِنْ شَـرْطِ الحياة .. نَعَم إشْـتِراطُ قابِلِيّة الحركة غيرُ مُستبعدٍ في الحيوانِ أي الحيّ الحادِث فَحَسْب ، أمّا نفس التحرُّك فليس شرْطاً من شروط نَفْسِ الحياة ، و كذلكَ النُمُوّ ، بل اشتراطُ النُمُوّ و جعلُهُ من ذاتِيّات حياة الحيوان أضعفُ من اشتراطِ عيْنِ مَحْضِ التحرُّك . و اللهُ أعلَم .
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
.
قَولِي :" جُمهُورُهُم " : قَصَدْتُ غاِلِبِيّة المُنَعَّمِينَ فيها مِن مُؤْمِنِي الدُنْيا من البَشَرِ ، فإِنَّهُم يكونُونَ فيها على خِلْقَةِ أبِيهِم سَـيِّدِنا آدَم عليهِ السَـلام ، سِـتُّونَ ذِراعاً (طولُ كُلّ واحِد منهُم نحو 29 مِتْراً) و في سِـنٍّ واحِدة (ثلاث و ثلاثين سنة) أحياءٌ أبَداً على تلك الخِلْقةِ و تلكَ السِـنّ ، من غيْرِ سـآمَةٍ و لا ضَجَرٍ و لا مَلَلٍ ، و مِنْ غَيْرِ نُمُوٍّ و لا انهِدامِ بُنْيَةٍ و لا اتنقاضٍ و لا نَقْصٍ و لا زِيادَةِ حَجْمٍ ، وَ لا طُروءِ ضَعْفٍ وَ لا تغَيُّرِ مرَضٍ و لا هَرَمٍ أو نحو ذلك ...
وَ هل يكُونُ سـادَتُنا الأنبِياءِ الكِرام عليهم الصلاة و السـلام في تلكَ السِنّ أيضاً ابتِداءً فور دُخولِهِم الجنّة و يبقَونَ على ذلكَ أبَداً ؟ أمْ يُسْـتَثْنى بعضُهُم أو جميعُهُم من أجْلِ شَـأْنٍ آخَر ؟؟ .. أرجو أنْ نتأكَّد مِنَ الراجِحِ المُعتَمَدِ عِنْدَ سادَتِنا جهابِذةِ مُحَقِّقِي عُلَماءِ السُـنّةِ ، إِنْ شـاء الله .
أمّا بَقِيّة سُكّانِ الجَنّةِ المخلُوقِينَ فيها ابتِداءً من الحُورِ العِينِ و الوِلْدانِ المُخَلّدِين و الخُدّامِ و الحُجّابِ و نحوِ هِمْ ، فلا شَـكّ أنَّ عَدَدَهُم أكثَر من عدد مُؤْمِنِي الدُنيا الذين يُدخَلُونَها بِفَضْلِ الله تعالى إِثابَةً منهُ لَهُم بالنعيمِ المُقِيم و الرِضْوانِ العميم ، جعلَنا اللهُ تعالى مِنْ خِيارِهِم بِمَنِّهِ وَ كرَمِهِ ، آمين .
.
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه