فوائد الدرس الثاني عشر
1. لا يشترط لكون الحادث حادثًا أن يكون مسبوقًا بزمان، وإنما يشترط أن يكون عدم نفسه سابقًا له، وهو _أي العدم_ كما ذكرنا في الدرس الماضي أمر لا وجود له في الخارج.
2. ابن عربي يقول بأن الله تعالى لم يخلق شيئًا من عدم، ولا يعدم شيئًا بعد وجود، لأنه لا وجود إلا لله عنده، وهذه المظاهر الملاحظة لنا هي عنده المظاهر التي ظهر الله تعالى بها، فنفس ذات الله تعالى تتمظهر وتتصور بأحكام الممكنات، وهذه هي مسألة وحدة الوجود.
3. وصوفية أهل السنة أمثال القشيري والجنيد والحجة الغزالي والحارث المحاسبي، لم يقل أحد منهم بوحدة الوجود، فيجب التمييز بين تصوف أهل السنة وتصوف ابن عربي.
4. المفهوم الصحيح الفناء هو فناء العبد عن ملاحظة نفسه في مقابل ملاحظته لخالقه تعالى، لا فناءُ عين العبد.
5. ابن عربي والسهروردي (المقتول صاحب الهياكل والتلويحات والمصارحات) وابن سينا وابن الفارض وابن سبعين، كلهم جارون على التصوف المبني على الإشراق، والتي هي نفس حقيقة وحدة الوجود، وكذلك الأمر في تصوف الشيعة المعاصرين، هو الآخر مبناه على وحدة الوجود، كالخميني والطبطبائي وغيرهم من أتباع مدرسته.
6. ليحذر طالب العلم من أن تصده الشعارات عن البحث والنقد، فلو قال ابن تيمية ألف ألف مرة أنه الذي يقرره هو عقيدة السلف، فهذا لا يعنينا، لأن عندنا ميزانًا نعرف به عقيدة أهل السنة، وكذلك لو ادعى ابن عربي أنه خاتم الأولياء، وأن كل ما سطره بقلمه فهو من وحي الله تعالى، وأن كتابه الفصوص ناوله إياه النبي صلى الله عليه وسلم مناولة وأمره بإظهاره إلى الخلق، فكل ذلك لا يعنينا.
7. القول بأن هناك عقيدتان: عقيدة عوام، وعقيدة خواص، هذا نوع من السفسطة، فالعقيدة واحدة، والعجيب أن القائلين بذلك يعتبرون أمثال الإمام الرازي والإمام الغزالي من العوام، أما الخواص عندهم فهم ابن الفارض وابن عربي وغيرهم من القائلين بوحدة الوجود !!!
8. هناك من عرف الإنسان بأنه كائن متدين، وهذا التعريف باطل جملة وتفصيلًا، وهو مجرد وهم.
9. برهان التطبيق هو من أقوى البراهين على بطلان التسلسل.
10. محل النزاع بيننا وبين الفلاسفة أنهم قالوا بقدم العالم، فلا بداية للعالم عندهم، فالعلاقة بين الله وخلقه عندهم هي علاقة المعلولية، أما أهل السنة والجماعة فيقولون: إن الله تعالى ليس علة، بمعنى: العالمُ ليس فيضًا من فيوضات الذات العلية، بل العالم موجود بإيجاد الله التابع لإرادته سبحانه.
11. وقد ذكر الشيخ سعيد حفظه الله تعالى في تعليقه على رسالة الإمام الإخميمي رحمه الله تعالى أنه لا يمكن إثبات أن الله تعالى فاعل مختار حقيقة إلا بناء على مذهب أهل السنة.
12. ابن تيمية يلزمه نفي الإرادة عن الله تعالى، وإن ادعى هو خلاف ذلك، وكذلك ابن عربي، لأن العالم عنده فيض من فيوضات الذات العلية.
13. عندما نصف أمرًا ما بأنه اعتباري، فليس معنى ذلك أنه لا وجود له في الخارج فقط، بل: يستحيل أيضًا تحققه في الخارج.
14. العدد لا وجود له في الخارج، فهو أمر اعتباري انتزعه العقل من ملاحظة الكميات المنفصلة، وقد وقع تقي الدين النبهاني في سوء فهم لمفهوم العدد، وأدى به ذلك إلى الطعن في دليل الحدوث، ومثله من قبله شيخه صاحب كتاب (نقد العقل المجرد).
15. أي برهان لا بد من أن ينطلق من نقطة اتفاق بيننا وبين الخصم، ومحل الاتفاق بيننا وبين الفلاسفة هي أن هذا العالم موجود:
يتبع.....