صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 46 إلى 60 من 66

الموضوع: فوائد وتعليقات من شرح الشيخ سعيد على الجوهرة

  1. #46
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
    بارك الله فيكم سيدي حاتم، ورحم الله أمواتكم وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين...

    سأحاول بإذن الله...
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  2. #47
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641

    فوائد الدرس السادس والعشرين:


    1. أهل السنة لم ينكروا حصول التشاجر بين الصحابة رضي الله عنهم، ولكنهم فهموه بحسب الظروف الحقيقية والوقائع التاريخية، وبحسب القواعد المطلقة التي نؤمن بها من أن أحدًا ليس معصومًا، إلا الرسول عليه الصلاة والسلام، وما حصل بين الصحابة الكرام في منظور أهل السنة هو نزاع عادي قد يحصل في أي زمان، ولكنه ليس مبنيًا على نوايا مبيتة من قبل أبي بكر وعمر كما يتوهم الكذبة الاثني عشرية، ولو كان الأمر كذلك، فمجرد موت النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض أو ساكت عن الصحابة مع علمه بما يبيتونه، هو حكم على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه خان أمته والعياذ بالله، أي الحاصل أن اتهام الصحابة بالخيانة يستلزم اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
    لا يقال: قد يحتجون بعدم علم النبي صلى الله عليه وسلم بنوايا أصحابه، لأن الشيعة يقولون بعلم الرسول لكل التفصيلات الجزئية والكلية.
    2. الإمامة عند الشيعة هي عين النبوة، مع فارق في الوحي، وقد صرح بعض المعاصرين من مشايخهم بأنهم لا ينكرون كون علي أفضل من سائر الصحابة، وكنا نقول بأن عليًا أفضل من سائر الأنبياء والمرسلين إلا سيدنا محمدًا عليه الصلاة والسلام، فإن عليًا نفس محمد.
    3. الشيعة يزعمون أن عليًا رضي الله عنه تأخر ستة أشهر عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه، والشيعة يدعون أن امتناع سيدنا علي عن المبايعة كان بسبب أن الصحابة خالفوا نصًا صريح في أصل عظيم من أصول الدين وهو الإمامة، والسؤال: مادام الأمر كذلك، فلماذا عاد وبايع؟ هل انقلب الأصل إلى فرع؟ أم ما الذي حصل لسيدنا علي؟
    والروايات عند أهل السنة تثبت أن عليًا رضي الله عنه بايع الصديق رضي الله عنه بيعة فردية ليست في المسجد، وهذا حاله في الستة شهور، ثم بعد الستة شهور بايعه بيعة علنية، قالوا: لأنه كان نزاع بين أبي بكر الصديق وبين السيدة فاطمة، وكانت قد غضبت من سيدنا أبي بكر، فإكرامًا للسيدة فاطمة، ولوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بها، ولأنها كانت مريضة، فلم يرد إعلان بيعته لأبي بكر، وأعلنها بعد وفاتها، أي بعد ستة أشهر، أي مراعاة لخاطرها.
    والخلاف الذي وقع بين السيدة فاطمة والصديق مجرد خلاف فقهي يتعلق بأمور الميراث.
    4. وأما القتال الذي وقع بين علي ومعاوية، فلا علاقة له بأصل الإمامة، إذ قد انتهى الحديث عنه بيعة أبي بكر وعمر وعثمان، لأن معنى ذلك عدم وجود النص المزعوم وجوده من قبل الشيعة في إمامة علين ولو كان موجودًا وسكت علي كل هذه الفترة لكان سكوته طعنًا وقدحًا فيه رضي الله عنه، من جهة أنه ساعد على إخفاء أصل من أصول الدين.
    5. أجمع أهل السنة واتفقوا بلا توقف أو تردد على أن الحق مع سيدنا علي، وأن معاوية كان باغيًا، ولا يستلزم وصفه بالبغي تكفيره ولا البراءة منه، وبعض علماء أهل السنة قالوا: يغلب على ظننا أن معاوية قد اجتهد فأخطأ، ومحل الكلام: هل اجتهاد معاوية مستكمل لشروطه التي يكون معتبرًا فيها، قال الشيخ سعيد حفظه الله: (أنا عندي أنه _يقصد اجتهاد معاوية_ أضعف من ضعيف).

    6. يذكر العلماء أن عدد الصحابة الذين حضروا حجة الوداع بلغ مئة وعشرين ألفًا، وصرح بها النبي صلى الله عليه وسلم بآية إكمال الدين، وقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) وذكر مثل هذا الأمر في مثل ذلك المقام يشير إلى أنه ستقع معاداة ومقاتلة لسيدنا علي، فإذا حصل ذلك فكونوا معه لا عليه، والحديث السابق قال عنه الشيخ سعيد حفظه الله تعالى: ((يحتج به الشيعة، يدعون أن هذا عبارة عن بيعة، من سخف عقولهم وتفاهة ظنوهم، يزعمون أن هذا بيعة، وقد خفي عليهم أمر لا يليق أن يخفى على جاهل، وهو أنه لا يجوز هناك خليفتان في نفس الزمان)).
    فمعنى أن عليًا أصبح مولى للمسلمين: أي يجب عليهم مناصرته ومحبته، لا أنه صار خليفة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يزال حيًا!
    7. بعد استبيان الحق، يأمر علماء أهل السنة بالكف عن الخوض في هذا الأمر، لا سيما بين العامة لأنه يثير الفتن والنزعات النفسانية.
    8. الكثرة الذين يدعون في هذه الأيام أنهم من آل البيت، يتطلعون إلى ادعائهم إلى الخلافة.
    9. من أحسن الكتب في الرد على الشيعة، كتاب للأصبهاني، فند فيه حججهم الكبرى، وذكر الوقائع التاريخية بإسناده، ولا يذكر الشيخ سعيد حفظه الله اسمه بالضبط، قال: ((لا أذكر الآن اسمه ولكن أعتقد أنه "الخلافة" أو شيئًا من هذا القبيل)).
    [قلت (محمد سليمان): هو كتاب "تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة" للحافظ الإمام أبي نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى].
    10. صاحب الجوهرة رحمه الله تعالى قال: ((كذا أبو القاسم هداة الأمة)) مشيرًا إلى أن أبا القاسم الجنيد رضي الله تعالى عنه هو إمام التصوف، قال الشيخ سعيد: ((لاحظ! لم يقل: الشبلي، لم يقل: الحلاج، لم يقل: السَّهروَردي المقتول _ليس صاحب عوارف المعارف، فطريقته مرضية_ والكلمات الواردة عن الجنيد تدل على أنه كان مرضي الطريقة، متابعًا وموافقًا لعلماء التوحيد في كل باب من أبواب علم التوحيد، وغير مخالف لهم في أبوب الفقه، لذلك ارتضى العلماء طريقته، ولم يرد نص في التحذير أو التنفير منه)).
    10. قال أهل السنة: لو ظهر في آخر الزمن مجتهد مسلم له، فالأولى أن يترك المتذهب بمذهب من الأربعة مذهبه، ويتبع مجتهد عصره.
    11. قال الشيخ سعيد حفظه الله تعالى: ((أكاد أقول أنه يكاد لا يوجد هناك إمكانية لاستنباط حكم شرعي جديد لم يستنبط من قبل أو لم توجد له قاعدة من قبل أي مذهب من المذاهب الفقهية)).
    12. أصل جواز وقوع الكرامات مبني على كون الله تعالى فاعلًا مختارًا.
    13. سئل بعض العلماء عن سبب كثرة الكرامات عند المتأخرين أكثر من عصر الصحابة، مع كونهم رضوان الله عليهم أولى الناس بالكرامات، فأجاب بما حاصله أن الكرامات جاءت لتثبيت الناس، والصحابة كانت قلوبهم ثابتة ولم يحتاجوا إلى الكرامات.
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  3. #48
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    3
    جزاك الله خير ، وحَفِظَ الله الشيخ سعيد وبارك في عمره وعلمه
    ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم ، وأي شيء فاته من أدرك العلم

  4. #49
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641
    وإياكم أخي القريب..
    وحَفِظَ الله الشيخ سعيد وبارك في عمره وعلمه
    اللهم آمين، بجاه سيدنا ومولانا محمد...
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  5. #50
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641
    فوائد الدرس السابع والعشرين
    1. بعض علماء أهل السنة أنكروا الكرامات، ومنهم الإمام أبو عبد الله الحَليمي، والأستاذ أبو إسحق الإسفراييني، وذكر بعض العلماء منهم الإمام الجويني في بعض رسائله إلى أحد تلامذته أن الإمام أبا إسحق قبل أن يصبح متكلمًا كان بارعًا في العلوم الفيزيائية والفلكية والهندسية، الأمر الذي كان أحد أسباب تعمقه في علم الكلام، وقد استطاع أن يرد عن طريق معرفته بالطبيعيات والفلكيات، أن يرد جميع الأخبار التي ادعى فيها الناس أن هذه كرامات إلى أسباب عادية، وقال بأنه لا داعي للقول بأنها خارقة للعادة.
    فمرد تبنيه القول بإنكار الكرامات هو إلى تعمقه في الطبيعيات والفلكيات، قال الشيخ سعيد: "لا أعتقد أن الإمام الإسفراييني كان ينكر إمكان الكرامات".
    2. الإمام أبو عبد الله الحَليمي من أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، ومن متقدمي الأشاعرة، ومعظم ما كتبه الإمام البيهقي في الأسماء والصفات وفي شعب الإيمان إنما استمده من كتب الحليمي، ككتاب المنهاج في شعب الإيمان، وزاد البيهقي شرحًا وتفصيلًا، لكن أصل المسائل مستمدة من كتب الحليمي.
    3. جوهرة التوحيد هي نظم العلامة اللقاني رحمه الله تعالى للقسم الأخير من كتاب: "جمع الجوامع" للإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى.
    4. الكلام في مسألة الروح لا يعارضه ما قيل من أن ظاهر قوله تعالى: ((قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا)) يدل على السكوت عنها، لأنه لا يوجد في ظاهر هذه الآية ما يدل على حرمة الكلام على الأقل في بعض خصائص الروح، من أمر ربي: أي هي مخلوق من مخلوقات الله تعالى، والذي ينظر في القرآن يعرف أن كثيرًا من المواضع يعبر فيها عنها باستعمال لفظ الأمر ويراد بها عالم الغيب أو عالم الأرواح اللطيفة، وهذا قد يكون إشارة في نفس الآية إلى أن الروح ليست عبارة عن جسد كثيف، بل هي من أمر الله أي من عالم الأمر، كالملائكة وغيرهم من المخلوقات، والعلماء تكلموا في الروح بكلام لطيف، فاستشهد البعض على الروح فقالوا: أن الروح إما أن تكون جوهرًا أو عرضًا، فإذا كانت عرضًا فهذا يعارض بكثير من الأحاديث الواردة بأن الروح تنتقل من محل إلى محل، وتتلاقى مع الآخرين، ثم ورد أن الروح تبقى وحدها بعد الانفكاك عن الأجسام، والعرض لا يقوم وحده، فليست الروح من جنس الأعراض، بل من جنس الأجسام.
    وبعض العلماء الذين قالوا بأن الروح جوهر أرادوا بأن هذا الجوهر هو نفس الجسد الكثيف، وهذا معارض بأن الروح تقبض من هذا الجسد الكثيف، ومعارض بأن الجسد يتحلل ويفنى والروح تبقى، ويبطل قول من قال بأن الروح هي صورة هذا الجسد، لأن الصورة من جنس العرض فتفنى بفناء الجسد، فيبقى في النهاية احتمالان اثنان: الأول أن النفس جوهر مجرد عن المادة، له تعلق ما بالجسد، والاحتمال الثاني أن النفس _وهي الروح_ هي عبارة عن جسم لطيف، وليست جسمًا كثيفًا، والقائلون بأن الروح جوهر مجرد عن المادة قالوا: لا يمكن الإشارة إليها حسًا بأنها ههنا أو هناك، وليس لها حدود لأنها لا امتدادات لها.
    والأرجح والله تعالى أعلم هو القول الثاني، أي بأن الروح جسم لطيف، والإمام الغزالي وبعض علماء أهل السنة مالوا إلى القول الأول، والجمهور من أهل السنة على القول الثاني.
    5. بعض الناس كالفلاسفة قالوا بأن العقل جوهر، وهذا القول ضعيف عند علماء المسلمين، وجمهور أهل السنة قالوا بأن العقل هو إما نفس الصفات التي زرعها الله تعالى في نفس الإنسان، والتي بها يميز ويتعقل ويضبط الأمور، أو هو عين العلوم المضبوطة بهذه الصفات، فهو إما صفة للنفس، أو فعل من أفعالها.
    6. والعقل في الحقيقة هو نفس التعقل الحاصل للنفس، والبعض قالوا بأن العقل يمكن أن يطلق على نفس الالتزام بالمميز، لذلك وصف الباري عز وجل الكفار بأنهم لا يعقلون، لأنهم لم يلتزموا الحق.
    7. الشيء القابل للضدين، يستحيل ارتفاعهما عنه معًا ما دام موجودًا.
    8. وقع خلاف بين علماء أهل السنة في هل أن الأجسام تفنى ثم الله تعالى يعيد إيجادها مرة أخرى، أم أنها فقط تتحلل وتتفرق أجزاؤها، ثم يعيد الله تعالى تجميعها وتركيبها.
    ومهما كان الحال فالله تعالى قادر على الأمرين، ولا يضرنا الجهل بما هو الواقع من القولين، وإنما الذي لا يصح القول به هو قول الفلاسفة باستحالة إعادة المعدوم سواء كان جوهرًا أو عرضًا، وقولهم هذا نفي للبعث.
    9. وزن الصحف كناية عن وزن الأعمال، لا العكس، والحق أن الذي يوزن هو نفس الأعمال، فكل ما عمله الإنسان موجود لا يعدم، لكنه لا يلاحظه.
    10. قول من قال: (إذا كان الصراط أحد من السيف وأدق من الشعرة، فكيف نمر عليه؟ إلا أن نتعلم السرك!!) هذا القول استهزاء بما ورد في الشريعة، والجواب أننا يوم القيامة لا نتحرك بإرادتنا، بل بنتائج أعمالنا.
    11. جماهير الفرق الإسلامية تثبت الصراط (المعتزلة والإباضية والشيعة والأشاعرة أهل السنة) لا كما يدعي البعض من كون جماهيرهم لم يثبتوه، وصحيح أن بعض المعتزلة وكذلك بعض الإباضية أنكروا الصراط، لكن ليس هذا المعتمد عندهم.
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  6. #51
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641
    تابع لفوائد الدرس الخامس عشر، وهو توسيع للفائدة الأخيرة:
    مناقشة ابن رشد في اعتراضه على استدلال المتكلمين بقوله تعالى: ((قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا))
    ادعى هذا الرجل في كتابه: "مناهج الأدلة" أن دليل التمانع يدل على استحالة وجود السماوات والأرض، والآية الكريمة السابقة مبنية على وجودهما ثم فسادهما بعد الوجود، فدليل التمانع لا يمكن أن يكون مستنبطًا من الآية، والآية لا تدل على دليل التمانع.
    والجواب: علماء أهل السنة قالوا أن الآية فيها دليلان، دليل بالإشارة وهو دليل التمانع، ودليل بالعبارة، وهو ما سماه الإمام التفتازاني بالدليل الإقناعي، ووصفه بالإقناعي لا يعني عدم كونه قطعيًا، بل يعني عدم كونه برهانيًا، وحاصل كلام السعد رضي الله عنه أن الآية تدل بعبارتها على أنه لو كان فيهما (أي السماوات والأرض) أكثر من إله لفسدتا، وهذا مبني على وجود السماوات والأرض، وعلى أن وجود أكثر من إله يدل على فساد الموجود من السماوات والأرض، بينما دليل التمانع الذي ذكرناه ليس فيه فرضية وجود السماوات والأرض، بل ينظر في حقيقة الإله، أي: هل يتصور بعد نظرنا ومعرفتنا بصفات الإله أن يوجد غيره أم لا؟ ولم ننظر إلى السماوات والأرض هل هي موجودة أو لا.
    وفي الآية السابقة كأن الله تعالى يخاطب المخالفين فيقول لهم: تأملوا في المخلوقات التي أنتم متيقنون من وجودها وتناسقها، وأنتم تفرضون وجود أكثر من إله يدبرها، ووجود أكثر من إله مدبر لها يؤدي إلى فسادها، لأن لازم ذلك أن كل يجب أن يتفرد بتدبير السماوات والأرض، والتفرد لكل منهما يستلزم جواز اختلافهما، وهذا يؤدي إلى فسادهما، واللائق بالإله الصمد هو التفرد بإرادته لا موافقة غيره، فالعلماء أولًا فرضوا جواز الاختلاف، والجواز هنا أغلبي لا نادر، وذلك بالنظر إلى حقيقة الآلهة، والآية الكريمة فيها تلازم بين تعدد الآلهة وبين الفساد، فهناك إذن تلازم أكثري بين تعدد الآلهة واختلافهم، لأن الفساد مبني على الاختلاف، ونحن فرضنا جواز هذا الاختلاف بالأصل، ولكن الجواز قد يكون أقليًا وقد يكون أكثريًا، إلا أن ظاهر الآية يدل على أنه أكثري، لأن الآية لازمت بين تعدد الآلهة وبين الفساد، واللائق بالإله هو التفرد بإرادته، فكلما كثرت الآلهة كثر الخلاف، فالتوافق والتناسق في السماوات والأرض دليل على عدم تكثر الآلهة.
    فصياغة الاستلزام العكسي السابق بالشكل: ((لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، لكن عدم فسادهما مشاهد بالنظر، فنتج عدم وجود أكثر من إله)).
    وهذا الاستلزام العكسي هل هو برهاني أم عادي (إقناعي)؟ هنا محل النظر، والإمام التفتازاني قال: يجوز اتفاقهما، أي جواز الاتفاق متحقق مع فرض الكثرة ووحدة العالم، فالإمام التفتازاني ينظر إلى عين الفساد فقط، وليس محل نظره هو دليل التمانع السابق، لأنا في دليل التمانع منعنا جواز الاتفاق، زقلنا بأن مجرد جواز الاتفاق يؤدي إلى تخصيص الإرادة، وبالنظر في حقيقة الإله: فتخصيص الغرادة يستلزم عدم كونه إلهًا، فالإمام التفتازاني لم ينظر لهذا، بل نظره في فساد السماوات والأرض، من دون النظر في حقيقة الآلهة، وقال بأن جواز الاتفاق واقع، لكن جواز الاختلاف أكثري غالب، والأصل العمل بالأكثري الغالب، وعلى هذا جرت الآية، والأكثري المطرد الغالب يسمونه بالعادي، أي لأن العادة في الملوك الاختلاف، فما بالك بملك الملوك جل جلاله، كيف يقال أنه اتفق مع غيره في جميع جزئيات العالم التي لا يحصرها حاصر؟! والعقل يحكم بأنه يستحيل عادة وقوع الاتفاق بين فاعلين مختارين على كم هائل من الأفراد الجزئية، وهذا يستلزم القطع بوجوب كون الإله واحدًا.
    فالدليل الأول في الآية بالعبارة، وهو دليل برهاني لا يرد عليه شيء، والثاني بالإشارة، وهو إقناعي يكفي في مقامه، بل هو اللائق بجماهير الناس.
    فالإمام التفتازاني يعتبر الآية تخاطب العلماء المحققين، وتخاطب عوام الناس، لأن الفساد صادق على عدم الوجود من الأصل، و على الاختلال بعد الوجود، وهذا الأمر الذي لم يتنبه إليه ابن رشد، وهذا بسبب تسرعه، لأنه كان المهم عنده أن يعترض على الأشاعرة، ليحصل له مركز بجانب أبي يعقوب صاحبه.
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  7. #52
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641
    فوائد الدرس الثامن والعشرين والأخير

    1. تجويز الشفاعة مبناه على تجويز غفران الذنوب ما عدا الكفر، أي على عدم وجوب التعذيب على الله تعالى، والمعتزلة أنكروا الشفاعة التي تستلزم إسقاط العذاب عن بعض الناس، وقالوا لا شفاعة إلا في زيادة الحسنات، والمعتزلة يبنون مذهبهم على اعتبار العلاقة بين الفعل ونتيجة _سواء في الدنيا أو في الآخرة_ عقلية لا مدخلية للإرادة فيها، وهو راجع بدوره إلى مبدأ التحسين والتقبيح العقلي، وأهل السنة قالوا لا يوجد حكم شرعي يثبت بالعقل، والأحكام الشرعية ليست أحكامًا ذاتية تابعة لماهيات الأشياء في نفسها، بل هي تابعة لإرادة الله تعالى.
    2. اعتقاد أهل الحق بأن الله تعالى يجوز أن يعفو عن أصحاب الكبائر، يظنه بعض الناس إرجاء، والجواب أن الإرجاء هو أن تقول: (كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فكذلك لا يضر مع الإيمان ذنب) وأهل السنة لا يقولون (لا يضر مع الإيمان معصية) لأن المعصية تستلزم العقاب، وهي تضر بالإيمان لكن دون أن تستلزم القدح في أصل الإيمان.
    3. التوكل من حيث المبدأ لا يتنافى مع أصول التوحيد، ولكن الرجحان بشكل إجمالي والله تعالى أعلم للاكتساب، خاصة وأن جماهير العلماء يقولون بأن نفس الاكتساب هو توكل، فلا ميزة إذن لترك الأسباب.
    4. لا يوجد تركب في الوجود، بل في الخارج: الوجود هو الموجود، ولا يوجد هناك ماهيات في الخارج اتصفت بالوجود، بل الماهيات عبارة عن صفات يشتقها العقل مما في الخارج، فالماهيات موجودة في الذهن وتصدق على ما في الخارج، وليست هي بعينها موجودة في الخارج، أي: ما في الخارج هو الموجود الصادق عليه هذه الماهيات التي في الذهن.
    5. كل موجود فهو شيء، وكل شيء عرفًا أو اصطلاحًا _لا في اللغة_ يسمى موجودًا.
    6. كثير من جهلة الحشوية يتدينون ببغض سيدنا الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، لأنه أكثر إمام تكلم في علم التوحيد من بين سائر الأربعة الأئمة، لذلك لا تجد حشويًا ينتسب إلى الإمام أبي حنيفة.
    7. قول من قال بأن الإنسان كان نوعًا ثم هو الآن نوع آخر، هذا قول باطل، ومن أوائل الناس الذين ردوا عليها ردًا حقيقيًا _لا تهويشيًا كرد جمال الدين الأفغاني على الدهريين_ هو الشيخ حسين الجسر الطرابلسي، في كتاب "الرسالة الحميدية" وقال عنه الناس: هو أشعري هذا العصر.
    8. دليل التمانع في إثبات الوحدانية لا يبنى مطلقًا على الجوهر الفرد، وإنما يصلح بضرب الجوهر الفرد مثالًا ويصلح بغيره أيضًا.
    9. في حال الغرغرة لا تقبل التوبة، والسبب في ذلك أن الإنسان حينها يكون في أول مراحل اطلاعه ومشاهدته لحقيقة ما أنكره في الدنيا، والمطلوب من الإنسان هو الإيمان بالغيب لا الإيمان عن مشاهدة، ولذلك لم تقبل توبة فرعون كم ذكر العلماء خلافًا لابن عربي الذي يقول بأن فرعون كان مؤمنًا طوال حياته، وإنما هي مسألة ظاهر وباطن، وبين يحسنون الظن بابن عربي وبعض العلماء الذين يحسنون الظن بابن عربي يقولون بأنه لم يقل هذا! مع أنه ذكر ذلك في أكثر من موضع كما في الفصوص وفي الفتوحات، وهي مشهورة عنه، وبعض العلماء ردوا عليه.
    10. لو صدر قول مخالف لأهل السنة، من أكابر علماء أهل السنة، فلا ينسب هذا القول لأهل السنة، لأن النسبة لأهل السنة تعني النسبة لقواعد أهل السنة، ولا يقال: اختلف أهل السنة على قولين، إلا إن كان كلا القول جاريًا على قواعدهم.
    11. قبول التوبة عند البعض من أهل العلم بالقطع، وعند البعض بالظن، والحكم بظنية قبولها بعدم القطع بتحقق شروطها، لكن إذا تحققت شروطها تقبل قطعًا، وهو المنسوب للإمام الأشعري رحمه الله تعالى.
    12. حفظ العقل يتم لأن تتعلم من العلوم ما ينضبط به عقلك، فالقدر اللازم لذلك واجب شرعًا.
    13. إنكار معلوم من الدين بالضرورة كفر، والمعلوم من الدين بالضرورة: المقصود به أن واسطة العلم بأن هذا الأمر من الدين حصل بالضرورة، والضرورة تحصل بأن يكون الحكم المنصوص عليه متواترًا، وقد تحصل بأن يكون الحكم المنصوص عليه مجمعًا عليه إجماعًا صريحًا، بخلاف الإجماع السكوتي، لأن الإجماع السكوتي ظني، وبخلاف ما لو أنكر أمرًا قال به الجمهور.
    14. والجاهل بكون الأمر الفلاني مجمعًا عليه أنه من الدين، فهذا لا يكفر مباشرة، وإنما يتوقف في تكفيره حتى يُعلَّم.
    15. لو طرأ الفسق على إمام عدل بعد توليته أمر المسلمين: فبعض علماء الأحناف قالوا: ينعزل بنفس الفسق، أي لا حاجة لعزله من قبل الناس، أي مجرد فسقه ينفي ثبوت حكم الإمامة له، وبقاؤه هو بقاء إمام غير شرعي، والبعض قالوا بأن طروء الفسق عليه لا يحصل به الانعزال، بل يحتاج للعزل إن قدر المسلمون عليه.
    وبالنظر إلى أن الغالب على الناس أنهم لا يقدرون على خلع الإمام الفاسق، وهذا قد يجر من المصائب والبلايا أكثر مما لو بقي، فأطلق بعض العلماء القول بأن الأصل هو عدم خلع أي إمام مسلم طرأ عليه الفسق، وليست المسألة مشروطة بحاكم ليس بمسلم أصلًا ولا يطبق أحكام الدين.
    وقد أجمع المسلمون على أن الحاكم الذي لا يلتزم بأحكام الإسلام لا يسمى إمامًا مطلقًا.
    وإذا كان صلاح الإمام أكثر من مفسدته، فالأصل عدم خلعه، وإذا كان مفسدته أكثر، فالأصل إزالته، لكن بحكمة وتعقل، وبالرجوع إلى أهل الحل والعقد، وهذا كله في الإمام، وكلمة إمام مصطلح شرعي، لا سياسي.
    قال الشيخ سعيد حفظه الله تعالى: (وندعو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بهذا الكتاب، وأن يثبت قلوبنا عند الحساب، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع درجاتنا، وينفع بنا، آمين والحمد لله رب العالمين).

    أقول أنا محمد سليمان الحريري:
    ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وسامحنا إن أفرطنا أو فرطنا، واجعل هذا الشرح المبارك في ميزان حسنات سيدي الشيخ سعيد فودة حفظه الله ووفقه، واكتب لقارئ هذه الفوائد النفع والانتفاع بها.
    وأنبه على أني لم ألتزم حرفية كلام الشيخ الشارح حفظه الله، ولا يجوز أن ينسب إليه نسبة قاطعة إلا ما كان مسبوقًا بقولي: [قال الشيخ سعيد].
    وأرجو منكم صالح الدعاء، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين.
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  8. #53
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    121
    السلام عليكم
    بارك فيك الأخ سلميان الحريري على ما قدمته لنا من فوائد جليلة لدروس الشيخ فودة حفظه، وزداك الله علما وعافية وعملا وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك اللهم الآمين
    اليوم علم وغدا مثلُـه .................. من نُخب العلم التي تُلتقط.
    يُحصِّل المرء بها حكمة ................وإنما السيل اجتماع النقــط.

  9. #54
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    سوريا - الحسكة
    المشاركات
    181
    قد أفدت كثيرا من هذه الروائع واستشكلت علي بعض الأمور، وقد طلب غيري طرح أسئلته حول هذه الفوائد لكن قبل أن تكمل تدوينها، فأرجأته - أخي الكريم - أن يمهلك حتى تفرغ منها ... وهاأنت قد أكملتها فجزاك الله ألف خير ، والآن هل ترغب أن نورد الأسئلة في هذا الموضوع أم في موضوع خاص - حفظك الله - ؟
    من وجد الله فماذا فقد؟! ومن فقد الله فماذا وجد؟!

  10. #55
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641
    وعليكم السلام ورحمة الله ...
    بارك الله فيكم أخوي الفاضلين بلقصير وعادل...


    نعم أخي عادل، والآن يمكننا سويًا طرح الإشكالات والأسئلة، وأنا ليس عندي ما يمكنني من أن أنصب نفسي للإجابة، لكن البركة في الموجودين من الإخوة...

    وأقترح نموذجًا نلتزم به:

    1. نكتب أولًا: د:3، ف: 6. (على سبيل المثال) ونقصد: الدرس الثالث الفائدة السادسة.
    2. نضع نص الفائدة كما هي، للتسهيل على الأخ المجيب.
    3. نطرح السؤال أو الإشكال أو الاقتراح بالزيادة أو النقصان أو التعديل ... إلخ.
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  11. #56
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641
    وأنا أبدأ:

    د: 12، ف: 6.
    ابن عربي والسهروردي (المقتول صاحب الهياكل والتلويحات والمصارحات) وابن سينا وابن الفارض وابن سبعين، كلهم جارون على التصوف المبني على الإشراق، والتي هي نفس حقيقة وحدة الوجود، وكذلك الأمر في تصوف الشيعة المعاصرين، هو الآخر مبناه على وحدة الوجود، كالخميني والطبطبائي وغيرهم من أتباع مدرسته.


    السؤال: هل هناك سهروردي آخر، وهل هو من أهل السنة؟
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  12. #57
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    سوريا - الحسكة
    المشاركات
    181
    (د2-ف2) [ليس من مستلزمات التوحيد نفيُ كل ما سوى الله تعالى، بل على العكس، فلا يتم التوحيد من العبد إلا إذا أثبت المخلوقات، والمقصود بالتوحيد هنا: الفعل الذي هو من العبد والذي هو مأمور به.]

    نص السؤال :
    الوجودية - حسبما فهمت - يقولون بعرضية الأكوان وافتقارها إلى المحل الذي هو الله، أو أنها فرضيات وتقديرات وهذه التقديرات ليست سوى اعتبارات قائمة في ذات الله، والسؤال : هل يعتبر داخلا في عقيدة وحدة الوجود أيضا كل من نفى حقيقة العالم وثبوته في الخارج (أو شك في ذلك) دون أن يثبت له أي شكل من أشكال الوجود ولا حتى وجودا اعتباريا؟ حيث أستقي هذا الفهم من قول الأستاذ سعيد ((ليس من مستلزمات التوحيد نفيُ كل ما سوى الله تعالى، بل على العكس، فلا يتم التوحيد من العبد إلا إذا أثبت المخلوقات))
    من وجد الله فماذا فقد؟! ومن فقد الله فماذا وجد؟!

  13. #58
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    سوريا - الحسكة
    المشاركات
    181
    (د2-ف3) [العقائد ليست مجرد اختيارات للعلماء، فالعقائد هي عبارة عن أمور ثابتة في نفس الأمر، وليس العالم هو الذي يتحكم فيها ويختارها، فالعقيدة متبوعة ولا تكون تابعة.]

    نص السؤال : ما المقصود بالضبط بعبارة (نفس الأمر) التي تتكرر كثيرا في كتب علم الكلام والمنطق، هل يقصد بها الواقع الخارجي أم شيء آخر؟
    من وجد الله فماذا فقد؟! ومن فقد الله فماذا وجد؟!

  14. #59
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    53
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سليمان الحريري مشاهدة المشاركة
    وأنا أبدأ:

    د: 12، ف: 6.
    ابن عربي والسهروردي (المقتول صاحب الهياكل والتلويحات والمصارحات) وابن سينا وابن الفارض وابن سبعين، كلهم جارون على التصوف المبني على الإشراق، والتي هي نفس حقيقة وحدة الوجود، وكذلك الأمر في تصوف الشيعة المعاصرين، هو الآخر مبناه على وحدة الوجود، كالخميني والطبطبائي وغيرهم من أتباع مدرسته.


    السؤال: هل هناك سهروردي آخر، وهل هو من أهل السنة؟
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
    الاجابة ؛
    نعم اخي الفاضل :
    ـ السهروردي المذكور اعلاه هو :








    السهروردي المقتول من أوائل متفلسفة الصوفية في الإسلام، واسمه أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك، ويلقب بشهاب الدين، ويوصف بالحكيم، وهو من أهل القرن السادس الهجري، ومولده بسهرورد حوالي 550هـ، ومقتله بأمرصلاح الدين الأيوبي، في حلب 587هـ([1]).




    ومن هنا عرف بـ: (المقتول) تمييزًا له عن صُوفِيَّين آخَرَيْنِ لكنهما من رؤوس أهل السنة والجماعة فى وقتهما ومن أئمة أهل الحديث والفقه ، وهما أبو النجيب السهروردي المتوفى سنة 563هـ، وابن أخيه أبو حفص شهاب الدين السهروردي البغدادي المتوفى سنة 632هـ، وهذا الأخير هو مؤلف كتاب (عوارف المعارف)، وإلى هذين تنسب الطريقة السهروردية.
    ( قلت : و السهروردي صاحب العوارف قال عنه ابن خلكان :


    كان فقيهاً شافعي المذهب شيخاً صالحاً ورعاً كثير الاجتهاد في العبادة والرياضة وتخرج عليه خلق كثير من الصوفية في المجاهدة والخلوة، ولم يكن في آخر عمره في عصره مثله، وصحب عمه أبا النجيب وعنه أخذ التصوف والوعظ، والشيخ أبا محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي وغيرهما، وانحدر إلى البصرة إلى الشيخ أبي محمد ابن عبد، ورأى غيرهم من الشيوخ، وحصل طرفاً صالحاً من الفقه والخلاف، وقرأ الأدب ، وعقد مجلس الوعظ سنين. وكان شيخ الشيوخ ببغداد توفي سنة 632 هـ) و هذا من ائمة السنة و التصوف رحمه الله و رضي عنه .

    ( و نعود الى السهروردي الاشراقي او الشيخ المقتول ..)
    وكان السهروردي المقتول كثير الترحال في طلب العلم، فتتلمذ في مدينة ميراغة من أعمال أذربيجان على فقيه ومتكلم مشهور هو مجد الدين الجيلي، أستاذ فخر الدين الرازي، وتتلمذ بأصفهان على ابن سهلان الساوي صاحب كتاب (البصائر النصيرية) في المنطق، وصَحِبَ الصوفية وتَجَرَّدَ وَزَهِدَ، وقدم حلب وتتلمذ فيها على الشريف افتخار الدين، وحاز لديه مكانة أَحْنَقَتْ عليه فقهاء حلب، فشنعوا عليه، فأحضره الملك الظاهر ابن صلاح الدين صاحب حلب في ذلك الحين، وعقد له مجلسًا من الفقهاء والمتكلمين، فظهر عليهم بحججه فإذا بالملك يقربه وَيُقْبِلُ عليه. ولكن المعارضين للسهروردي من العلماء الذين رأوا فى عقيدته خروجا واضحا وصريحا على عقيدة أهل السنة والجماعة كتبوا إلى السلطان العادل صلاح الدين يحذرونه من فساد عقيدة ابنه بصحبته السهروردي، ومن فساد عقائد الناس إن هو أَبْقَى عليه، فكتب صلاح الدين إلى ابنه بقتله، فَاسْتَفْتَى ابْنُهُ فُقَهَاءَ حلب، فأفتوا بقتله، فقتل خنقًا بحلب سنة 587هـ، وله من العمر ثمان وثلاثون سنة([2]).




    قال الحافظان الذهبى وابن حجر([3]) : الشهاب السهروردي الفيلسوف صاحب السيمياء([4]) *قتل لسوء معتقده ، وكان أحد الأذكياء . ولم يرو شيئا .




    وقال ابن خلكان: وكان أوحد أهل زمانه في العلوم الحكمية جامعا للفنون الفلسفية بارعا في الأصول الفقهية مفرط الذكاء فصيح العبارة ، وقال : إنه كان يعرف السيمياء . قال: ويلقبه أصحابه : ((المؤيد بالملكوت))، وكان يتهم بانحلال العقيدة ، والتعطيل ، واعتقاد مذهب الحكماء ، واشتهر ذلك عنه فأفتى علماء حلب بقتله لما ظهر لهم من سوء مذهبه.




    وقال ابن كثير([5]) : له من المصنفات التلويحات ، وهياكل النور ... وغير ذلك من الكتب المشتملة على الفلسفة وعلم الأوائل ، التى ساقها الله بسببها إلى قتله ، وجعله مثلة فى الناس ، يرتدع به كل من على طريقته ومنهجه ، ولو أنه اشتغل بالآثار النبوية ، والأخبار المصطفوية المنقولة بالسند الصحيح عن خير البرية لخرج من هذه البلية ، ولرفع يوم القيامة إلى الجنة ، ولكن كان ما وقع به مقدرا ، وكان على جبينه مسطورا.




    وقال ابن أبي أصيبعة : كان أوحدا في العلوم الحكمية ، جامعا للفنون الفلسفية ، بارعا في الأصول الفقهية ، مفرط الذكاء ، فصيح العبارة لم يناظر أحدا إلا أربى عليه .




    وكان السُّهْرُوَرْدِىّ - على ما يحكى الشَّهْرُزُورِىّ([6]) والمناوى([7])- قد طاف البلاد على طريق الفقر ، والتجريد ، بحيث كان عليه دلق ، وعلى رأسه فوطة مفتولة ، ومعه إبريق وعكاز لا يزيد على ذلك ، ونقل ابن أبي أصيبعة أنه كان لا يلتفت إلى شيء من أمور الدنيا ، وأنه كان أولا في أبناء فارس ، وعليه جبة قصيرة ، وعلى رأسه فوطة ، كأنه فلاح .




    ويذكر الشَّهْرُزُورِىّ أنه كان من السابقين فى الحكمة العملية ، وأنه كان قلندرى([8]) الصفة ، وكان له رياضات عجز أهل الزمان عنها ... وكان أكثر عباداته الجوع والسهر والفكر فى العوالم الإلهية ، وكان قليل الالتفات إلى مراعاة الخلق ، ملازما للصمت والاشتغال بنفسه([9]) .




    ومن كلامه : اللهم خلص لطيفى من هذا العالم الكثيف .




    ومن كلامه : حرام على الأجساد المظلمة أن تلج ملكوت السماء .




    وكان السهروردي المقتول متعمقًا في الفلسفة، فيقول عنه صاحب (طبقات الأطباء) إنه كان «أوحد أهل زمانه في العلوم الحكمية، جامعًا للعلوم الفلسفية بارعًا في الأصول الفقهية، مفرط الذكاء، فصيح العبارة»([10]).




    وقد خَلَّفَ جملة مصنفات ورسائل([11])منها (حكمة الإشراق)، و(التلويحات) ويبدو فيه أرسطي الاتجاه، و(هياكل النور)، و(المقامات) و(المطارحات)، و(الألواح العمادية)، وبعض الأدعية. على أن أهمها في تصوير مذهبه هو (حكمة الإشراق)، الذي تضمن آراءه في التصوف الإشراقي. وأسلوب السهروردي في مصنفاته بوجه عام أسلوب رمزي شديد الخفاء.




    والسهروردي المقتول عارف بالفلسفة الأفلاطونية، والمشائية، والأفلاطونية المحدثة، وبالحكمة الفارسية، وبمذاهب الصابئة، وبالفلسفة الهرمسية، وهو يذكر هرمس كثيرًا في مؤلفاته. ويعتبره من رؤساء الإشراقيين. ويصفه بأنه «والد الحكماء»([12]). وهو يذكره مع أغاذيمون، وأسقلبيوس، وفيثاغورس باعتبارهم من حجج العلوم المستورة جنبًا إلى جنب مع جاماسب، وبزرجمهر من حكماء الفرس. *وتكاد تجمع المصادر الحديثة([13]) جميعها على الأثر البالغ للفلسفة الأفلاطونية على آراء السُّهْرُوَرْدِىّ وفلسفته ، وهم فى ذلك إنما يعتمدون ابتداء على تصريح السُّهْرُوَرْدِىّ نفسه بذلك فى كتبه فقد قال فى حكمة الإشراق : ((إمام الحكمة ورئيسها أفلاطون صاحب الأيد ، والنور))([14]) .




    ونرى الدكتور أبو ريان يختم كلامه عن مصادر فلسفة السُّهْرُوَرْدِىّ بقوله : ((والحق أن الإشراقية لم تكن سوى الصورة الأخيرة التى آل إليها مذهب أفلاطون بعد تطوره التاريخى الطويل حيث تفاعلت معه عناصر متعددة ، وامتزجت به تيارات فلسفية مختلفة ، بل وأكثر من هذا فإننا نجد الفلسفة الإسلامية منذ نشأتها تقوم على دعائم أفلاطونية عميقة الجذور ، لم تلبث الإشراقية أن كشفت عنها فى صورتها الكاملة))([15]) .




    ويرى كوربان أن هرمس أحد وجوه كبيرة ثلاثة تتحكم في سير مذهب السهروردي الإشراقي، والوجهان الآخران هما أفلاطون، وزرادشت([16]). *




    ونلاحظ –أيضًا- أنه عارف بمذاهب الفلسفة الإسلامية، وعلى الأخص بمذهبي الفارابي وابن سينا. وهو وإن كان ينقد فلاسفة الإسلام الذين ينعتهم بالمشائين([17])، فإنه ولا شك متأثر بهم.




    وعرف السهرورديُّ طائفةً من صوفية القرنين الثالث والرابع، وهو يمتدح أبا يزيد البسطامي الذي يطلق عليه (سيار بسطام)، والحلاج الذي يصفه بأنه (فتى البيضاء)([18])، وأبا الحسن الخرقاني وهو صوفي فارسي([19])توفى سنة 425هـ. وهؤلاء عنده أهل الإشراق الفارسي الأصيل.

    انتهى ما اردنا نقله

    و الحمد لله رب العالمين .




    المراجع و المصادر :

    ([1])انظر ترجمته في وفيات الأعيان: جـ2، ص 340-348، وبحثًا عن حياته للمرحوم أستاذنا الدكتور محمد مصطفى حلمي، مجلة الآداب بجامعة القاهرة، م 12: جـ2، ديسمبر 1950، وقد تخصص الأستاذ الدكتور محمد علي أبو ريان في دراسة السهروردي المقتول، ونشر (هياكل النور)، القاهرة 1957، وعني بدراسته –أيضًا- المستشرق كوربان (Corbin) ونشر عدة مصنفات له.

    ([2])انظر: محمد مصطفى حلمي، حكيم الإشراق وحياته الروحية: ص 67-68، ووفيات الأعيان: جـ2، ص 348.

    ([3]) ميزان الاعتدال ، 2/282 . ولسان الميزان ، 3/156 .

    ([4]) السحر ، وحاصله إحداث مثالات خيالية ، لا وجود لها فى الحس . المعجم الوسيط 1/487 .

    ([5]) طبقات الفقهاء الشافعيين ، لابن كثير ، 2/735 ، مصححا ما فيه من تحريف .

    ([6]) شرح حال السُّهْرُوَرْدِىّ ، للشَّهْرُزُورِىّ ، 3/15-17 ، ضمن مجموعة مصنفات السهروردى ، بعناية هنرى كربن ، ط طهران ، 1373 .

    ([7]) الكواكب الدرية ، 2/107 .

    ([8]) القلندرية أحد فرق الملامتية ، وهم قوم ملكهم سكر طيبة قلوبهم حتى خربوا العادات ، وطرحوا التقييد بآداب المجالسات والمخالطات ، وساحوا فى ميادين طيبة قلوبهم ، فقلت أعمالهم إلا من الفرائض ... والقنلدرى لا يتقيد بهيئة ، ولا يبالى بما يعرف من حاله وما لا يعرف . الموسوعة الصوفية ، لعبد المنعم الحفنى ، ص 329 .

    ([9]) شرح حال السُّهْرُوَرْدِىّ ، للشَّهْرُزُورِىّ ، 3/16-17 ، ضمن مجموعة مصنفات السهروردى ، بعناية هنرى كربن ، ط طهران ، 1373 .

    ([10]) وفيات الأعيان: جـ2، ص 346.

    ([11]) انظر عنها مقدمة (هياكل النور) للدكتور أبو ريان: ص 13-17، وماسينيون:

    Recueil-etc P.113.

    ([12]) حكمة الإشراق، طبع طهران 1316هـ: ص 10.

    ([13]) الحياة الروحية فى الإسلام ، الدكتور محمد مصطفى حلمى ، ص 144 . أصول الفلسفة الإشراقية عند شهاب الدين السُّهْرُوَرْدِىّ ، للدكتور محمد على أبو ريان ، ص 77-98. الموسوعة الصوفية (أعلام التصوف ، والمنكرين عليه ، والطرق الصوفية) ، الدكتور عبد المنعم الحفنى ، ص 217 . الفلسفة الأخلاقية الأفلاطونية عند مفكرى الإسلام ، الدكتور ناجى التكريتى ، ص 472-477 .

    ([14]) حكمة الإشراق ، ص 2/10 ، ضمن مجموعة مصنفات السُّهْرُوَرْدِىّ ، بعناية هنرى كربن ، ط طهران ، 1373 .

    وقد عزاه إلى مقدمة هياكل النور : الدكتور ناجى التكريتى فى الفلسفة الخلاقية الأفلاطونية عند مفكرى الإسلام ، ص 473 . والصواب إنه فى مقدمة حكمة الإشراق ، ولم يتعرض إلى ذلك فى مقدمة هياكل النور ، انظر : شواكل الحور فى شرح هياكل النور ، جلال الدين الدوانى (محمد بن سعد اليدن بن أسعد الصديقى ، ت 908هـ) ، ص 6-15 ، بعناية الدكتور محمد عبد الحق اكسن ، ومحمد يوسف كوكن ، طبعة حكومة مدراس بالهند ، 1373/ 1953 .

    ([15]) أصول الفلسفة الإشراقية عند شهاب الدين السُّهْرُوَرْدِىّ ، للدكتور محمد على أبو ريان ، ص 119.

    ([16]) تاريخ الفلسفة الإسلامية، ترجمة نصير مروة، وحسن قببسي، بيروت 1966: جـ1، ص 304. وقد بين الدكتور التفتازانى أثر الهرمسية عليه في بحث له عنوانه (أبو سبعين وحكيم الإشراق) بالكتاب التذكاري عن السهروردي المقتول الذي يصدره المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.

    ([17]) مجموعة في الحكمة الإلهية، نشر كوربان، استانبول 1945: ص 505، ص 147-156.

    ([18]) مجموعة في الحكمة الإلهية: 503-504، وانظر كلامًا له عن الحلاج في:

    Recueil..et p. 112, p. 113.

    ([19]) انظر شيئًا عن آرائه في كتاب نيكولسون (صوفية الإسلام)، الترجمة العربية للأستاذ نور الدين شريبة: ص 85 وما بعدها.

    منقول .
    و من اراد التوسع بشان الرجل فليتفضل :
    http://www.alsufi.net/page/details/id/242

  15. #60
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
    جزاكم الله خيرًا أخي الفاضل محمود المحرزي، وجعلكم دومًا في كنفه وحرزه.
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •