النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: سؤال عن الاستواء على العرش

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سوريا_درعا
    المشاركات
    641

    سؤال عن الاستواء على العرش

    إذا تأملنا جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الاستواء فإننا نجد أن ما قبل ذكر الاستواء وكذلك ما بعده هو حديث عن أفعال الله تعالى، وليس عن حقيقة الله تعالى، لكن هناك آية الحديد: ((هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوتِ وَالْأَرْضَ فى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فى الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرْ))

    فنلاحظ أن ما بعد ذكر الاستواء هو حديث عن صفة من صفات الله تعالى وهي العلم، وليس عن فعل من أفعال الله تعالى كما في سائر آيات الاستواء، والعلم هو صفة ذات، وهذا قد يوهم بأن الاستواء قد يكون صفة ذات أيضًا، فكيف نزيل هذا الإشكال؟؟
    (لأننا نحتج على المجسمة بأن آيات الاستواء ليس فيها إشارة أو كلام عن ذات الله تعالى وإنما عن أفعاله))
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    101
    السلام عليكم ...

    لو سلمنا بأن الاستواء صفة معنى ( كما هو الحال في صفة العلم ) فهل في هذا إشكال أصلا ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    أوروبة
    المشاركات
    1,620
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سليمان الحريري مشاهدة المشاركة
    إذا تأملنا جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الاستواء فإننا نجد أن ما قبل ذكر الاستواء وكذلك ما بعده هو حديث عن أفعال الله تعالى، وليس عن حقيقة الله تعالى، لكن هناك آية الحديد: ((هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوتِ وَالْأَرْضَ فى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فى الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرْ))
    فنلاحظ أن ما بعد ذكر الاستواء هو حديث عن صفة من صفات الله تعالى وهي العلم، وليس عن فعل من أفعال الله تعالى كما في سائر آيات الاستواء، والعلم هو صفة ذات، وهذا قد يوهم بأن الاستواء قد يكون صفة ذات أيضًا، فكيف نزيل هذا الإشكال؟؟
    (لأننا نحتج على المجسمة بأن آيات الاستواء ليس فيها إشارة أو كلام عن ذات الله تعالى وإنما عن أفعاله))
    حضرة الفاضل السيّد محمد سليمان المحترم حفظه الله تعالى .. كُلَّ عامٍ وَ أنتُم بخير وَ أحبابَكُم و المُسلمين .. فَرَّج الله كربَنا وَ كربَكُم .. آمين ..
    أخي الكريم ، لا إشكال مُطلَقاً إن شاء الله ، ما اجتمع بتوفيق الله تعالى أمران : قلبُ مُهتًدٍ وَ عُروبَةٌ حقّة .. أرجُو أن تتدبَّرَ جَيّداً في ما ساُفَصِّلُهُ ههنا :
    - أوّلاً : لا شكّ في أنَّ الله تعالى واحِدٌ بذاتِهِ و صفاتِهِ وَ أفعالِهِ ، وَ أنَّ التعَدُّد هو للمفعولات أي المخلُوقات التي هي مظاهر آثار الفعلِ و القُدرةِ و العلم و المشيئة و الحكمة ، فالتعبير بأنَّ أكثر آيات الأستواء ليس فيها كلام عن الذات الأقدس بل فقط الأفعال ، تعبيرٌ غَيرُ خالصٍ في الصفاء و لا يخلُو من قُصُور أَوْ تسرُّع ... فالتوحيدُ إثباتُ الذاتِ الأقدَس غَيْرَ مُشبِهٍ لمَن سواهُ من الذوات و لا مُعطّلٍ عن الصفات .. إذ صفاتُهُ ليست عين الذات و لا غير الذات ... و اللهُ هو اللهُ عزَّ وَ جلّ لم يزَل واحِداً : لا تعدُّد في ذاتِه و لا تقسيم ، أَحداً : لا مثيلَ لهُ و لا شريكَ و لا قسيم ، صَمداً :لا يزول و لا يتغَيَّر و لا يضعف و لا يعجز .. سبحانه .
    - و ثانياً : فالتعبير القرآنِيّ هنا بالفعل المضارع " يَعلَمُ " ( بحيثُ يفيد الأستمرار ) فيه إشارة إلى معنىً زائد عن مُجَرّد معنى التقرير لصفة العلم من حيثُ أَنَّهُ صفة إلهيّة ذاتيّة فَحسب .. بل فيه إشارة إلى الفعل أي التدبير و تصريف شؤون الملْك وفقَ العِلْمٍ .. أعني أنَّهُ أيضاً مع الإشارة لشمول العِلْم يُشيرُ إلى شمول القُدرة وَ إحكام الفِعلِ و الصنع و كمال السيطرة و تمام التقدير وَ التدبير و التسخير بلا نزاع و لا نكير و حصول ذلك و فق العلم الأزليّ ... فالمُسْلِمُ يَفهمُ من قَولِه تعالى { ... لِيَعلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَ رَسُلَهُ بالغَيبِ }.. الآية ، تحقٌُّقَ ظهور مقتضى العلم الإلهيّ الأَزَلِيّ أو ظهُور تحقٌّق مقتضى العلم الإلهيّ الأزَلِيّ ، لا حُدوثَ عِلْمٍ جديدٍ للربّ الجليل جلَّ شأنُهُ .. تعالى عن ذلك . و هذا كما في قولِهِ تعالى { لِيَعلَمَ أن قَد أبلَغُوا رِسالاتِ رَبّهم } وَ قولِهِ تعالى { فَلَيَعلَمَنَّ اللهُ الذينَ صدَقُوا وَ لَيعلَمَنَّ الكاذبين } و قولِهِ سبحانَهُ { ... إلاّ لِنَعلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرسولَ مِمَّن ينقَلِبُ على عقِبَيْه } و نحوها من الآيات ...
    - ثالثاً : فإنَّ تعبير :" استوى " جاء لتأكيد اعتقاد معنى التقَدُّس و الكمال في قلوب السامعين عند الحديث عن الربّ تعالى و تقَدّس ، أي ليشملَ التنزيه و الإثباتَ معاً .. بحيثُ لا يمكن فصل أحدهما عن الآخَر . أي للتسبيح و التمجيدِ معاً .. التنزيه عن أي وصفٍ لا يليق بشأنِهِ ، و الحَمْد بوجوب اتّصافه بكمال العظمة الذي لا يليق بسواه ... فاقترانُ :" استوى " بذكرِهِ تعالى في هذه الآيات كأنَّهُ استصحابٌ لقول " سبحانَ اللهِ وَ بِحَمدِهِ " عند كُلّ وصف ..
    و بيانُهُ أَنَّهُ لو قيل ثُمَّ عَمَدَ إلى السماءِ وَ هي دُخانٌ لَمْ نَضْمَنْ أن يتوَهَّمَ مُتوَهِّمٌ أنَّ ذلك فِعْلٌ فيه ضربٌ من الإلتفات و الحركة أو الإنتقال أو المعالجة و نحوها ...
    أمّا إذا قُال { ثُمَّ استوى إلى السماءِ وَ هِيَ دُخانٌ فقالَ لها و للأرضِ ائتيا طوعاً أوْ كَرهاً قالَتا أتينا طائعين } أُمِنَ عند العربِيّ ذلك المحذُور لأنَّ " استوى أفادَت عندهُ أمرَيْن : التنزيه عن مظنّة النقص و التمجيد بصفة الكمال .. أي كان ذلك الفعلُ على أتّمّ ما يكون من الكمال بحيثُ لم يحتج فاعلُهُ لِانتقالٍ أو مُباشرةٍ أو معالجةٍ وَ لم يبتغِ جَلْبَ نفعٍ لنفسِهِ كما لم يحتَج إلى دفع مَضَرّة عنه .. تعالى عن ذلك .. ( وَ كذلك لو قيل ارتفع و علا وَ قصد ...) وَ إن فهمها المؤمِنُ بتوجّه الأمر إليها من غير عِلاج و صنعها بغير مزاج ...
    وَبذلك يُعلَمُ أيضاً أنَّ وصف :" استوى " يَعُمُّ ما ورد بعبارة المجيِءَ و النزول و نحوها ...
    هذا مع موافقتي لحضرَتكَ أنَّ وُرود " استوى " في آياتٍ تظهرُ فيها أخصَّ بالفِعلِ من ورودها في أُخرى ، أي أَنَّ وَرودها في آيةٍ ثانية خلال سياقٍ آخر يُفيدُ معنىً لهُ تعلُّقٌ خاصٌّ أيضاً بما يفهَمُ من ذلك السياق ... فإنَّها في قولِهِ تعالى {إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذي خلقَ السموات و الأرضَ في سِتَّةِ أيّامٍ ثُمَّ استوى على العرشِ يُغشي الَليلَ النهارَ يَطلُبُهُ حثيثاً و الشمسَ و القَمَرَ وَ النُجُومَ مُسخّراتٍ بأَمْرِه ألا لهُ الخلْقُ و الأمر تبارَكَ اللهُ رَبُّ العالَمين } و ما يليه فيها تفصيل إحكام التصرّف على أبدع نظام ، فهو ههنا أعمّ منه في الآية السابقة الذكر آنفاً .. وَ حسُنَ أن تُتبَع بالأمر بالدُعاء و الطلبِ مِمَّن هذه صفتُهُ و بيده تصاريف الأُمور { أُدعُوا رَبَّكُم تَضَرُّعاً و خفيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ المعتدين وَ لا تُفسِدُوا في الأرضِ بَعدَ إصلاحِها و ادعُوهُ خوفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رحمَةَ اللهِ قرِيْبٌ من المُحسِنين } . إذ مع كمال اقتدارِهِ و سيطرتِه و إحكامِ صُنعِهِ لا مُتصرّف في مُلكِهِ غيرُهُ ، وَ هو ذو رحمَةٍ واسعةٍ وَ يَخَص بِخاصِّها أهلَ الإحسانِ من عِبادِهِ ، الذين يُحسِنُون في عبادَتِهِ وَ لا يُفسِدُونَ في الأرض ...
    وَ هُنا نأتي إلى معرِفَةٍ أعمّ من كُلّ ما سبَق عندما نتدبّر ورودها في سورة طه ضمن هذا السياق { تنزيلاً مِمَّن خلقَ الأَرضَ و السموات العُلى الرحمنُ .. على العرشِ استوى : لَهُ ما في السموات و ما في الأرضِ وَ ما بينَهُما وَ ما تَحتَ الثَرى وَ إنْ تجْهَرْ بالقَولِ فإِنَّهُ يعلَمُ السِرَّ وَ أَخفى اللهُ لآ إلَهَ إلاّ هُوَ لهُ الأسماءُ الحُسنى } ، فإنّها ههنا مع إفادَتها لكمال السيطرة و تمامِ غايَةِ الإحكام ، تفيد أنَّ الغالب في المعاملة الربّانِيّة الآن هو الحلم و تقديم الرحمة مع أنَّهُ هو الخالق و مالِك المُلك يفعَلُ في مُلكِهِ ما يشاء ، وَ إلى ذلك الإشارة في الحديث الشريف :" لَمّا خَلقَ اللهُ الخلقَ كتبَ كِتاباً فَهُوَ عندَهُ فوق العرش :" إِنَّ رحمَتي تسبِقُ غضبي " أو كما ورد .. أمّا في الآخِرة فقد أخبَرَ أنَّ رحمَتَهُ على التأبيد مخصوصة بالمؤمنين ... { وَ رحمَتي وسِعَت كُلَّ شَيءٍ فسأكتُبُها للذين يَتَّقُون } { وَ كانَ بالمُؤْمِنينَ رحيماً تحِيَّتُهُم يَومَ يَلْقَونَهُ سلامٌ ... } الآية { سلامٌ قَولاً من ربٍّ رحيم }

    يتبع إن شاء الله ...
    ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
    خادمة الطالبات
    ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه

    إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    أوروبة
    المشاركات
    1,620
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنصاف بنت محمد الشامي مشاهدة المشاركة
    حضرة الفاضل السيّد محمد سليمان المحترم حفظه الله تعالى .. كُلَّ عامٍ وَ أنتُم بخير وَ أحبابَكُم و المُسلمين .. فَرَّج الله كربَنا وَ كربَكُم .. آمين ..
    أخي الكريم ، لا إشكال مُطلَقاً إن شاء الله ، ما اجتمع بتوفيق الله تعالى أمران : قلبُ مُهتًدٍ وَ عُروبَةٌ حقّة .. أرجُو أن تتدبَّرَ جَيّداً في ما ساُفَصِّلُهُ ههنا :
    - أوّلاً : لا شكّ في أنَّ الله تعالى واحِدٌ بذاتِهِ و صفاتِهِ وَ أفعالِهِ ، وَ أنَّ التعَدُّد هو للمفعولات أي المخلُوقات التي هي مظاهر آثار الفعلِ و القُدرةِ و العلم و المشيئة و الحكمة ، فالتعبير بأنَّ أكثر آيات الأستواء ليس فيها كلام عن الذات الأقدس بل فقط الأفعال ، تعبيرٌ غَيرُ خالصٍ في الصفاء و لا يخلُو من قُصُور أَوْ تسرُّع ... فالتوحيدُ إثباتُ الذاتِ الأقدَس غَيْرَ مُشبِهٍ لمَن سواهُ من الذوات و لا مُعطّلٍ عن الصفات .. إذ صفاتُهُ ليست عين الذات و لا غير الذات ... و اللهُ هو اللهُ عزَّ وَ جلّ لم يزَل واحِداً : لا تعدُّد في ذاتِه و لا تقسيم ، أَحداً : لا مثيلَ لهُ و لا شريكَ و لا قسيم ، صَمداً :لا يزول و لا يتغَيَّر و لا يضعف و لا يعجز .. سبحانه .
    ... ... ... ... ...

    يتبع إن شاء الله ...
    ... تابع

    قُلنا أَنَّ تعبير : " استوى " جاء لتأكيد اعتقاد معنى التقَدُّس و الكمال في قلوب السامعين عند الحديث عن الربّ تعالى و تقَدّس ، أي ليشملَ التنزيه و الإثباتَ معاً .. بحيثُ لا يمكن فصل أحدهما عن الآخَر .. فقول " استوى " في حقّهِ عزَّ وَ جلّ هو للتسبيح و التمجيدِ معاً .. أيْ لتنزيهه عن أي وصفٍ لا يليق بشأنِهِ ، و لتمجيده بكمال حمدِهِ ، أيْ هو الحميدُ الذي لا يُعابُ في وَصفٍ لهُ أو صفةٍ من صفاته أو فعلٍ من أفعالهِ سبحانهُ لأنَّهُ لَمْ يَزَلْ هو القُدُّوسٌ السلام ... حَمْدُهُ بوجوب دوام اتّصافه بِكُلِّ كمالٍ لائقٍ بِعظمتِهِ لا يليق بأحَدٍ سواه ، مع تقَدُّسِهِ عن كُلّ ما يُعَدُّ في حقّهِ نقصاً لا يليقُ بجلالِهِ ...
    فاقترانُ : " استوى " بذكرِهِ تعالى في هذه الآيات كأنَّهُ استصحابٌ لقول " سبحانَ اللهِ وَ بِحَمدِهِ " عند ذكْرِ كُلّ وصفٍ لَهُ عزَّ وَ جلَّ ...
    وَ كذلك لو قيل ثُمَّ عَمَد إلى السماءِ وَ هي دُخانٌ لَمْ نَضْمَنْ أن يتوَهَّمَ مُتوَهِّمٌ أنَّ ذلك فِعْلٌ فيه ضربٌ من الإلتفات و الحركة أو الإنتقال أو المعالجة و نحوها من صفات المحدودات و المُقَدَّرات ...
    أمّا إذا قال { ثُمَّ استوى إلى السماءِ وَ هِيَ دُخانٌ فقالَ لها و للأرضِ ائتِيا طَوْعاً أوْ كَرْهاً قالَتا أتينا طائِعين } أُمِنَ عند العربِيّ ذلك المحذُور ، لأنَّ " استوى " أفادَت عندهُ أمرَيْن : التنزيه عن مظنّة النقص و التمجيد بصفة الكمال .. أي كان ذلك الفعلُ على أتّمّ ما يكون من الكمال بحيثُ لم يحصل في ذاتِهِ انفعالٌ وَ لَمْ يَحدُثْ تغيُّرٌ ، وَ لَمْ تطرَأْ إرادَةٌ جديدةٌ وَ لم يحتج سبحانَهُ إلى مُباشرةٍ أو معالجةٍ و لا إلى انتقالٍ ، وَ لم يبتغِ جَلْبَ نفعٍ لنفسِهِ كما لم يحتَج إلى دفع مَضَرّةٍ عنه .. تعالى عن ذلك .. فقد جاء التعبير بالإستواء للتنزيه عن كُلّ ذلك و ما شاكَلَهُ ... ...هذا عند العرَبيّ مُستَوي العُروبة و مُسْتَوِي العَربِيّة ...
    وَ كذلك : لو قيل ارتفع و علا وَ قصد و نحوها ... لَمْ يحصل حَسْـٌم لِمادّة المحذور ، بخلاف التعبير بِـ :" استوى " المقتضي للتنزيه عن كُلّ عوج و نقص وَ خلل ، وَ كُلّ ما لا يليقُ بعظمة الخالق الجليل عزّ و جلَّ ، وَ إن فَهِمَ المؤمِنُ مِنْ " قصَدَ " و " عَمدَ " توجّه الأمر إليها من غير عِلاج و صنعه لها بغير مزاج و لا حركةٍ و لا اختلاج ... كما يَـفْهَمُ مِنْ " عَلا " و " ارتفع " غاية السيطرة و الإقتدار ، و تمام الإحكام و التنزّه عن العجز و الإفتقار ... على أنَّ كُلّ تلكَ التأويلات بهذه التعبيرات :" قصد – علا – ارتفع – عمدَ ... " لَم تَرِد هكذا بهذه الصيغة في نصٍّ قطعيٍّ قَطُّ ... بل هي من تصرّفات بعض من اشتغل بالتفسير من الماضين .. وَ كون القول منسوباً إلى عصر التابعين و تابع التابعين لا يجعلُهُ ذلك وَحدَهُ قطعِيّاً مُسلَّماً كما هُوَ ، كَأَنَّهُ مُساوٍ للقُرآنِ الكريم .. لا سيّما إذا جاء عن أمثال السدّيّ و مقاتل بن سليمان و الجواربيّ و أضرابهم ... فَليُتَنَبَّهْ لهذا الفخّ الذي غرق فيه أدعياء السلفيّة إلى الحضيض ...
    وَبذلك يُعلَمُ أيضاً أنَّ وصف: " استوى " يَعُمُّ أيضاً كُلّ ما ورد في الكلام عن فعلِهِ العلِيّ تبارك و تعالى كالمجيِءَ و النزول و نحوها ...
    على أنَّ ما لا مَهْرَبَ من المَصِيرِ إليه في حديث النزول هو حَمْلُهُ على مقتضى الجمع بين أصحّ رواياته و حاصِلُهُ أَنَّ فريقاً مخصوصاً من ملائكة السماء مُوكّلٌ كُلٌّ منهم أَنْ يُنادِيَ بأمرِ الله ، في وقت مخصوصٍ لِكُلّ بقعةٍ (على مَرّ خطوط الطول من الشمال إلى الجنوب) ، بهذا الإعلان الربّانِيّ :" هل من مستغفِرٍ فَيُغفَر لهُ هل مِن داعٍ فيستجاب له هل من سائل فيعطى ... " حَتّى يطلُعَ فجرُ تلكَ البقعة .. وَ هكذا يستمِرُّ الأمرُ على مَرّ آناء الليلِ و النهار ، حَتّى تطلُع الشمسُ من مغرِبِها ، أو حتّى تخلُوَ الأرضُ من المؤمنين ، وَ يتخلّى اللهُ تعالى عن أهل الدنيا إلى أن تقوم الساعة على شرار الخلق ..

    ... يتبع إن شاء الله ...
    ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
    خادمة الطالبات
    ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه

    إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    أوروبة
    المشاركات
    1,620
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنصاف بنت محمد الشامي مشاهدة المشاركة
    ... ... ... .. فقول " استوى " في حقّهِ عزَّ وَ جلّ هو للتسبيح و التمجيدِ معاً .. أيْ لتنزيهه عن أي وصفٍ لا يليق بشأنِهِ ، و لتمجيده بكمال حمدِهِ ... ... ... ...
    فاقترانُ : " استوى " بذكرِهِ تعالى في هذه الآيات كأنَّهُ استصحابٌ لقول " سبحانَ اللهِ وَ بِحَمدِهِ " عند ذكْرِ كُلّ وصفٍ لَهُ عزَّ وَ جلَّ ...
    ... ... ... .. أي كان ذلك الفعلُ على أتّمّ ما يكون من الكمال ... ... ... ...
    وَبذلك يُعلَمُ أيضاً أنَّ وصف: " استوى " يَعُمُّ أيضاً كُلّ ما ورد في الكلام عن فعلِهِ العلِيّ تبارك و تعالى كالمجيِءَ و ... ...
    ... تابع

    إِنَّ افتراءَ نسبةِ الإستقرارِ استلزامٌ لإمكان الوصفِ بمقابِلِهِ الذي هو الإضطرابُ .. وَ افتراءُ الوصفِ بالجُلُوسِ استلزامٌ للوصفِ بالإنقطاعِ بالحدّ .. وَ الوصفُ بالنهاية و الإنقطاع بالحدّ من صفاتِ الكَمّيّات و المحدودات ، أيْ المُقَدَّرات بمقادير مخصوصة ...
    فإنْ افتروا القول بِكمّيّة غير محدُودة ، لَمْ ينفعهُم أيضاً للتفلُتِ من مستلزمات الشِرْك ، لأنَّ الكمّيّة لا تنفَكُّ عن اقتضاءِ التَعَدُّدِ و التَجَزُّؤِ وَ التركيبِ و قابليّة الزيادة و النقص و بالتالي الإفتـقار إلى تخصيصِ مُخَصِّصٍ ، و تعالى الواحِدُ الأَحَدُ عن كُلِّ ذلك علوّاً كبيراً ...
    ثُمَّ لو قَبِلَ مُجازِفٌ أن يُجارِيَهُم على جنونهم لَحظَةً فسكَتَ لَهُم عن التعبير بــ :" كَمّيّة غير محدُودة " ، لَمْ يُسعِفهُم ذلك أيضاً للتفلُّتِ من الشِرْكِ ، إِذْ ما لانهاية له كيف ينتهي إلى أَنْ يُلامِسَ مساحةً ؟؟؟ ..!!! لأنَّ على زعمِ مذهَبِهِم الرديْ في تأويل الإستواء بالجلوس و القعود وَ الإستقرار ، لا بُدَّ أن يتَّسِـعَ المقعَدُ للقاعد و يكون لهُ كفواً ، و لا بُدّ من ملامسة الحدّ الأسفل من القاعِد لِلحدّ الأعلى من المقعود عليه ، فإِنْ نَزَّهُوا عن النهاية مع إصرارهم على التمسّك بالجلوس و نحوهِ ، لَمْ يخلُ الأمرُ من شِرْكِ ادّعاء مَوجُودَين غير محدُودَيْن .. وَ ادّعاءُ موجُودَيْن غير محدُودَيْن - على استحالتِهِ - يُعَكِّرُ على معتقدهم الشركيّ أيضاً غايةَ التعكير ، بل ينسِفُهُ من أساسِهِ إلى الأَبَد ، إِذْ لا يُمكِنُ معهُ استقرارُ مَقْعَدَةِ آلهتهم المقطوعة بالحَدّ مِنْ جِهَتِها السُـفْلى ، على سـطحِ السقف الذي يتخيَّلُونَ جُلُوسَ معبودتهم عليه ، وَ الذي لا بُدَّ أَنَّهُ مَقطُوعٌ بالحدّ من جهتِه العُلْيا ، وَ مقتضى ذلك أَنْ يكُونُ كِلاهُما محدُودَيْن ، لتباطُشِ نِهايَتَيْهِما ، مع أَنَّهُ لا يُناسِبُ أن يكونَ ذاك المقعَدُ محدوداً وَ إلاّ لما كانَ مُناسباً لجلوس غير المحدُودِ ... إلى غير ذلك من مهازِل الوثنِيّة ... هذا فَضلاً عمّا في كُلّ هذه الإفتراضات من افتراء نوعيّة المادّيّات في حقّ فاطر البريّات ، تعالى و تقدّس ...
    فتبيَّنَ أَنَّ تأويل الإستواء بالقعود و الجلوس و الإستقرار باطلٌ عندَ جميع المؤمنين ، و باطل أيضاً من جميع الوجوه التي يَقتضىيها تناقُضِ مزاعِمِ الجهويّين من شياطين نجد و سائر المُجسّمين ... تعالى اللهُ عمّا يُشرِكُون ...
    فالإستواءُ اللائقُ بعظمةِ الباري عَزَّ وَ جلّ هو الحمدُ وَ الغِنى عن العالمين ، وَ التنزّه عن الإستقرار و القعود و الجلوس و الإنقطاعِ بالحدّ و الإستلقاءِ على المساحةِ و شغل الفراغات و التمكّن في الحيّزات ، وَ عن جميع سِـماتِ المُحدَثاتِ و المُحدَثين ، و المُوَلَّداتِ و المُولِّدين ، في الخارج أم في أذهانِ المُتخيّلين وَ سائر المُتَوهّمين من أعداء الموحّدين .. و الحمدُ لله ربّ العالمِين .

    يتبع إن شاء الله تعالى ...
    ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
    خادمة الطالبات
    ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه

    إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    21
    إخواني ألم يرد تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع عن ابن عباس ومجاهد؟
    قال الإمام حسن البنا رحمه الله:نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    أوروبة
    المشاركات
    1,620
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان مروان الديري مشاهدة المشاركة
    إخواني ألم يرد تفسير الاستواء بالعلو و الارتفاع عن ابن عباس و مجاهد؟
    أخانا الفاضل السيّد عدنان مروان الديري المحترم ، كان اللهُ لنا و لهُ في الدارين ..
    كُلَّ عامٍ و أنتم بخير .. تقبَّلَ اللهُ مِنّا و منكم .. أمّأ بعدُ أخا الإسلام ، جزاكم الله خيراً .. فَمَنْ يُنكِرُ مكانة حبر الأُمّة سيّدنا و مولانا الإمام عبد الله بن العبّاس رضي الله عنهما ؟.. لا سيّما في التفسير ، وَ هو بحر التأويل و ترجمان القرآن ؟؟؟ أو مرتبة تلميذ من أجلّ تلاميذه كالإمام مجاهد بن جبر المكّيّ رحمه الله تعالى ؟؟
    ... لكن لا بُدّ أخي الكريم ، أن نتذكّر - في هذا المضمار - أُموراً مُهِمّة ليستويَ لنا الفهم الصحيح :
    - أوّلاً : أنّنا قُلنا :" في نصّ قطعيّ " ، وَ نعني أنْ يكون قد وردَ واحد من تلك الأفعال بعينِهِ هكذا بتلك الصيغة في نصّ قطعيّ ، أيْ في آيِ القرآن الكريم أو في حديثٍ شريفٍ متواتر عن سيّدنا المعصوم الأعظم صلّى اللهُ عليه و سلّم ، لا أنَّنا تجاهلنا التأويلات الأُخرى ...
    - ثانياً : العبرة بصحّة السند إلى أحد هذين الجِهْبَذَيْنِ العظيمَين أو من قارب تلك الطبقة الشريفة من أسلافنا الصالحين ..
    - ثالثاً : مهما جاء من تفسير أو تأويل بسند معتمد ، المُهِمّ أن لا يُفهَمَ على معنىً يتنافى مع الإستواء ، لأنَّهُ هو الذي جاء به النصّ القطعيّ .. وَ لا على معنىً أجمعت الأُمّةُ على تنزّه الباري عزّ وَ جلّ عنهُ أو عن لازِمِهِ ... هذا كان مقصودنا ، لا إنكار فضل سيّدنا حبر الأُمّة رضي الله عنه ، وَ لا ما وردَ عنه أو عن أحد الثقات على وجهٍ سائغٍ بسندٍ معتبر ... أرجو أن يكون قد زال الإشكال ، وَ لا تنسونا من صالح الدعوات .
    وَ لعلَّ مِمّا قد يفيد في هذا المضمار أن نطّلعَ على بعض الفوائد التي تيسّرت على هذين الرابطين :
    http://www.aslein.net/showthread.php?t=16010
    http://www.aslein.net/showthread.php?t=16088
    و اللهُ الولِيُّ الحميد .
    هذا و أستغفِرُ اللهَ لي و لك و للمسلمين ... كفانا الله و إِيّاكُم مهمّات الدنيا و الآخرة .. و السلام .
    ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
    خادمة الطالبات
    ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه

    إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    أوروبة
    المشاركات
    1,620

    حَقّاً إِنَّهُ لَمِنْ أغرَبِ صُنُوف الضلالِ أن يعمدَ عُبّادُ الأجسادِ إلى نَصٍٍّ قرآنِيّ جاء لبيان تَقَدُّسِ مولانا الباري عزَّ وَ جلَّ عن مُقتَضِيات التحديد وَ التحجيم ، وَ مُستلزِمات النقص و التجسيم ، و جميع صفات المُبدَعات وَ سِمات المُحدَثات وَ المُقَدَّرات ، فيجعلُونَهُ نَصّاً في التجسيم و مشاركة صفات المخلوقات ..
    سبحانَ الله عمّا يُشرِكُون ..
    هذا من العجائب و الله .. وَ لكن لا يزيد المسلمين إلاّ إيماناً و تصديقاً للنبيّ الخاتَم ، المُصطَفى الأَعظَم سيّدنا و مولانا مُحَمَّدٍ رسول الله صلّى اللهُ عليه و سلّم ، إذ أخبرنا عن أمثال هؤلاء المُضَلّلِين للأُمّة أَنَّهُ كُلَّما طلع منهم قَرنٌ قطعَهُ الله ، كُلَّما طلع منهم قَرْنٌ قطعَهُ الله ، كرّرها نحو عشرين مَرّةً ثُمَّ قال :" كُلَّما طلع مِنْهم قَرنٌ قطعَهُ اللهُ حَتّى يَكُونَ آخِرُهُم مع الدجّال " - وَ العِياذُ بالله - . أو كما ورد .
    وَ أَيُّ دَجَلٍ أكثَرُ مِن جعلِ ما وردَ لِتأكيد التسبيح وَ التنزيه نَصّاً في االتجسيم و ُاْلتشبيه ، بضروب التهويل و التمويه ؟؟؟ .. !!! .. و الشذوذ عن جمهور خيرِ أُمّةٍ بِالتحكُّم العَنيد ، وَ جعلِ فهمهم السقيم هو المقياس الوحيد و المعيار الفريد في فهم القرآن الكريم ، كتابِ الله المَجيد ؟؟؟ ...
    نعوذُ بالله من الفٍتَن ، ما ظهَرَ منها وَ ما بَطَن ..
    و الحمدُ للهِ الذي هَدانا و عافانا ...
    ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
    خادمة الطالبات
    ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه

    إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    سوريا - الحسكة
    المشاركات
    181
    خطر لي ذات مرة أن المجسمة سيصدقون الدجال عند ظهوره لأن عقيدتهم التجسيم ، لاأعلم مدى صحة هذا الكلام ولكني أجده قريبا مما ذكرتم أن آخرهم سيكون مع الدجال
    من وجد الله فماذا فقد؟! ومن فقد الله فماذا وجد؟!

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    أوروبة
    المشاركات
    1,620
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل محمد الخطابي مشاهدة المشاركة
    خطر لي ذات مرة أن المجسمة سيصدقون الدجال عند ظهوره لأن عقيدتهم التجسيم ، لاأعلم مدى صحة هذا الكلام ولكني أجده قريبا مما ذكرتم أن آخرهم سيكون مع الدجال
    نَعَم سيّدي الفاضِل : إنبطاحاً على وُجُوهِهِم .. لا سِيّما وَ قد وَرَدَ أنَّ أكثر أتباعِ الدجّال يكونون من أهل البَوادي و النساء ، وَ هؤلاء جمعوا السُوءَيَيْن :
    فهُم أعرابٌ مَهما تطاولُوا في البنيان ، وَ شيطانة دعوتهم هي : موضي بنت أبي وهطان ...
    ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
    خادمة الطالبات
    ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه

    إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    10
    استوى كما اخبر لاكما يخطر على عقل احد من خلقه قط استواءه قديم وعرشه حادث والقديم مستغن بقدمه والحادث مفتقر

    سبحان من لاتدركه العقول ولاتلحقه الأوهام ولايوصف بصفة اي شىء كان فهو كان ولاشىء وهو الآن على ماعليه كان هو الواجب الوجود المخالف لكل موجود المنزه عن الحدود المتعالى عن خلقه فلا يشبههم ولايجانسهم سبحانه لامعبود بحق إلا اياه فمن اءمن بوجود واجب الوجود فهو المؤمن ومن شبه فهو الملحد المجرم فلو شابه خلقه حدوثه انحتم ولو كان كذا لما كانوا الخلق فهو سبحانه القائل في كتابه ليس كمثله شىء فنفى عن نفسه المشابهة لخلقه بالكلية سواء في وجه من الوجوه او من جميع الوجوه فلو زعم مفترى ملحد ان من شبهه بخلقه في صفة من صفاتهم ليس ملحد قلنا له فلقد قلت بقيام الصفات الحادثة بالذات القديم وهو لايقبله عاقل فتعالى الله عن هذا قال الطحاوي من وصف الله بمعنى من معانى البشر فقد كفر اي من وصفه بصفة من صفات خلقه فارق الدين فالقديم لايحل فيه حادث ولايحل فيه حادث فهو الغني وماسواه الفقير

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    أوروبة
    المشاركات
    1,620
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنصاف بنت محمد الشامي مشاهدة المشاركة
    نَعَم سيّدي الفاضِل : إنبطاحاً على وُجُوهِهِم .. لا سِيّما وَ قد وَرَدَ أنَّ أكثر أتباعِ الدجّال يكونون من أهل البَوادي و النساء ، وَ هؤلاء جمعوا السُوءَيَيْن :
    فهُم أعرابٌ مَهما تطاولُوا في البنيان ، وَ شيطانة دعوتهم هي : موضي بنت أبي وهطان ...
    تنبيه يهمّني :
    ينبغي التمييز بين حكم الأعرابِيّة بعد الهجرة و التَعَرُّب الوقتيّ أثناء فورة الفِتَن ... و اتّباع القرآن الكريم في عدم تعميم حكم واحد على جميع أصناف الأعراب وَ أهل البوادي ...( سورة التوبة - سورة الحجرات ) ...
    وَ أرجو الإسـتفادة مِمّا ورد على هذا الرابط مع الإعتذار عن بعض الأخطاء الناجمة عن السرعة :
    http://www.aslein.net/showthread.php...9621#post89621
    ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
    خادمة الطالبات
    ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه

    إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •