إذا تأملنا جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الاستواء فإننا نجد أن ما قبل ذكر الاستواء وكذلك ما بعده هو حديث عن أفعال الله تعالى، وليس عن حقيقة الله تعالى، لكن هناك آية الحديد: ((هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوتِ وَالْأَرْضَ فى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فى الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرْ))
فنلاحظ أن ما بعد ذكر الاستواء هو حديث عن صفة من صفات الله تعالى وهي العلم، وليس عن فعل من أفعال الله تعالى كما في سائر آيات الاستواء، والعلم هو صفة ذات، وهذا قد يوهم بأن الاستواء قد يكون صفة ذات أيضًا، فكيف نزيل هذا الإشكال؟؟
(لأننا نحتج على المجسمة بأن آيات الاستواء ليس فيها إشارة أو كلام عن ذات الله تعالى وإنما عن أفعاله))