قال رضي الله عنه في حاشيته على الجلالين:
(إن اعتقدَ صحته وأنه يؤثِّرُ بنفسه فهو كفرٌ، وأما إن تعلَّمه ليسحرَ به الناسَ فهو حرامٌ، وإن كانَ لا لشيءٍ فهو مكروهٌ، وإن كان ليبطلَ به السحرَ فجائزٌ).
فتلخصت أحكامه بين كفر وحرمة ومكروه ومباح.
قال رضي الله عنه في حاشيته على الجلالين:
(إن اعتقدَ صحته وأنه يؤثِّرُ بنفسه فهو كفرٌ، وأما إن تعلَّمه ليسحرَ به الناسَ فهو حرامٌ، وإن كانَ لا لشيءٍ فهو مكروهٌ، وإن كان ليبطلَ به السحرَ فجائزٌ).
فتلخصت أحكامه بين كفر وحرمة ومكروه ومباح.
قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزاك الله خيراً أخي الفاضل...
ولكن لعلَّ القول إنَّ تعلُّمه أحياناً يكون واجباً صحيح -كما أذكر أنَّ أحد السادة العلماء قد قاله-، وذلك في حال أن يُفرِّق بينه وبين المعجزة، فلو كان هناك ساحر يقول للناس إنَّه نبيٌّ ودليله معجز هو في نفسه سحر، وكان طريق إبطال السحر بتعلُّمه فيجب تعلُّمه، لا أذكر ما أنقل تماماً، لكنَّ معناه صحيح، فإنَّه إن لم يكن هناك طريق للتفريق بين السحر والمعجزة إلا هذا، والتفريق واجب، فيكون هذا واجباً.
أليس لوجه الوجوب وجه؟!
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
جزيت خيرا، وكونه واجبا يحتاج إلى نظر وبحث، وما أجزم به استحالة الوجوب في أنواع السحر التي ذكر بعضها الحجة الغزالي في الإحياء لكونها كفر صراح، وهل يتعين في رفع السحر مع دعوى النبوة وجوب التعلم؟
خلال تقليب النظر - على عجل - في حكمه ما رأيت من سوَّغ ذلك، فإن أمكن توثيق نقلكم كان خيرا، فأفيدونا يرحمكم الله.
قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ
http://www.aslein.net/showthread.php...9660#post99660
فصل القرافي في الملف المرفق القول في المسألة
اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين
لا عطر بعد عروس، بورك فيك على هذا البحث القيم.
رأيت للعلامة الآلوسي في تفسيره الرد على عدم الحاجة للسحر في التفريق أيضا: قال : (توقف الفرق بينه وبين المعجزة على العلم به ممنوع، ألا ترى أن أكثر العلماء أو كلهم- إلا النادر- عرفوا الفرق بينهما ولم يعرفوا علم السحر- وكفى فارقا بينهما ما تقدم، ولو كان تعلمه واجبا لذلك لرأيت أعلم الناس به الصدر الأول مع أنهم لم ينقل عنهم شيء من ذلك، أفتراهم أخلوا بهذا الواجب وأتى به هذا القائل، أو أنه أخل به كما أخلوا)
كلامه هذا يحمل على قول من قال باستحالة ظهور السحر إلا على يد فاسق، كالشيخ زكريا في أسنى المطالب مثلا، ويمكن الرد بالكرامة، وجواز طلب الكرامة للحاجة نص عليه العلماء واحتجوا بخبر جريج الراهب.
قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ
من نهاية المطلب لامام الحرمين :
"ثم تكلم الفقهاء في تعلم السحر و قالوا أنه ليس بكفر اذا لم يعتقد المرء ما يوجب كفرا ... ثم قالوا : هل يكره تعلم السحر لطلب الاحاطة به تشوفا الى مدارك العلوم؟ و قد يخطر لمن يطلبه أن يميز بينه و بين المعجزات؟ اختلف أصحابنا : فمنهم من قال : يكره تعلمه و في الدين شغل يلهي عن مثل ذلك و في الاحاطة بحقائق المعجزات ما يعني عن تعلم السحر. و منهم من قال : لا يكره كما لا يكره تعلم مذاهب الكفرة للرد عليهم و قد يبغي المتعلم بتعلم السحر درء ضرار عن نفسه."
ما أحسنه!
صدقت أخي: ما أحسنه!
ومن مدة قريبة اجتمعت بعلم من العمائم الكبيرة، وذكرت له قول من يقول بوجوب تعلم السحر فيما ذكرنا، فقال: هذا سخف، فلما نسبت الأقوال لأهلها، تحرج وقال : هؤلاء غير معصومين، ولكن دون ذكر وجه دليل.
قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ
أخي الكريم الأستاذ محمد أكرم أكرمه الله تعالى ، سلامُ عليك .
قد لا يغيب عن جنابِكَ أنَّ سادتنا العلماء الفقهاء في الأصول و الفروع قد ذكروا في باب أحكام الردّة و العياذُ بالله في جملة ما يرتدُّ بهِ المكلّف أَنَّهُ :" إذا ادّعى أحَدٌ النبوّةَ بعد بعثة سيّدنا محمّد صلّى اللهُ عليه و سلّم وَ قال أمهلوني حتّى آتيكم بالدليل فطلب منه الدليل على ذلك ، أنَّهُ يكفُرُ فوراً ، لأنَّهُ يجِبُ أن يكونَ جازِماً بامتناع بعثة نبيّ جديد بعد الحبيب الأعظم سيّدنا و مولانا مُحَمَّدٍ رسولِ الله خاتَمِ النبيّين وَ سيّد المُرسلين وَ إمام المتّقين " . فلا داعِيَ للتحقيق في هذا لتمييز سحر المتنبّئين الدجاجِلة ...
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
قَولُهُهذا إنَّما يكونُ حراماً فقط إذا لم يشتمِل على ما يكفُرُ بِهِ بلفظٍ أو فِعلٍ وَ إن لم يعتقِد ، أمّا إذا اشتمل على مُكْفِرٍ فيكونُ كُفراً أيضاً لا حراماً فحسب وَ إنْ لمْ يعتقِد فيه أنَّهُ يؤثِّرُ بنفسِهِ .و أنه يؤثِّرُ بنفسه فهو كفرٌ، و أما إنْ تعلَّمه ليسحرَ به الناسَ فهو حرامٌ
ثُمَّ هو كُلُّهُ من أكبر الكبائر الموبِقات ، قَتَلَ بِهِ أوْ لمْ يَقتُلْ ، وَ دية إذهاب العقل أيضاً دية نفسٍ كاملة وَ كذلك دِية إطفاء البصر أو ذهاب العينين .. وَ كذلك تعطيل الأصابع العشر ، وَ في تعطيل الإبهامين ذهاب نصف المعيشة ، ففيهما نصف الدية ... عافانا الله تعالى ... وَ حسبُكَ مِنْ شَرٍّ سماعُهُ ...
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
أخي العزيز ،
أمّا الحكم بالوجوب العينيّ فظاهرٌ أَنَّهُ لا شكَّ في بطلانِهِ . وَ لا تجِدُ نقلاً مُعتَبَراً عن أحَدٍ من المُجتَهِدين المعتبرين في إيجابِ تعلُّمِهِ على العينيّة ..
وَ أمّا على الكِفاية في كُلّ قطرٍ مستقلّ ، فإنْ كان للتثبُّت من صحّة دعوى متنَبِّئٍ بعد حبيبنا النبيّ الأعظم سيّدنا محمّد خاتم النبيّين صلّى اللهُ عليه و سلّم ، فقد بيّنّا أنَّهُ رِدَّةٌ بلا خِلاف لِمُنافاتِهِ الجزم بختم نبوَّتِهِ عليه الصلاة و السلام ..
وَ أَمّا إن كانَ لِقاضٍ ليُحَقِّقَ إن كان فُلانٌ المقتول قد قُتِلَ فِعلاً بِسِحْرِ فُلان المُتَّهَم ( أو حصل لهُ ضَرَرٌ مُقَدَّر في الشرع) ، ببيّنات معتبرة في الشرع أو قرائن شرعِيّة - في حال عدم تقَدُّم مُدَّعٍ ببيّنة عند الحاكِم - .. فهنا موضع البحث ، و اللهُ أعلَم . .. وَ قد لا يُستبعَدُ عدَمُ تعيَّنِ الوجوبِ أيضاً لإِمكان الإستبصار مِن ثِقَةٍ سبقَ لهُ بصيرَةٌ في ألاعيب المُشعوِذين ، وَ معرِفَةٌ في أنواع السِحر . وَ اللهُ أعلَم .
فائدة مُهِمّة جيّدة : التمييزُ بين النبيّ و الساحِر ، بطريقة إجمالِيّة كافِية ، ممكنٌ لجميع العقلاء من غير تخَصُّص في علوم السِحر .. و من أبرز الفروق : تمَيُّز حال النبيّ عن حال الساحِر و الفرق الشاسع بينهما في السيرة وَ المقصد و الهِمّة ...
فما بعثَ اللهُ تعالى نبِيّاً إلاّ حسَنَ الصورة و السيرة و السريرة ( صدق ، أمانة ، رحمة ، نُبل ، نصيحة ، زُهد ، إيثار ... ) ، و حال السحرة على العكس من ذلك .. (كذب ، خيانة ، خِسّة ، دجل ، مُخادَعة شرّيرة ، طمع فاسد ، أنانيّة ، جشع ، عُجْب ، تكبُّر ... ) . عافانا الله تعالى .
و الفرق العظيم في المقصد أيضاً ظاهِر ، فمقصد النبيّ الدعوة إلى الله و صلاح أحوال العباد في المعاش و المَعاد .
وَ مقصد الساحِر : الشهوة ( منصِب ، شُهرة ، مال ، إمرَأة ... انتقام .. أو محض حبّ الأذى ... ) .
فَأَيْنَ حضيض الشهوة مِن مَعالي الدعوة ؟؟؟ .فالتأمُّلُ في هذه الأُمور يُغنِي العقلاء عن حاجة التعمُّق في حقيقة السِحر ، كما لا يخفى ...
و اللهُ يهدِي من يشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيم .
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
مامعنى قوله " إن اعتقد صحته"
حجبته أسرار الجلال فدونه تقف الظنون وتخرس الافواه
صمد بلا كــــــفء ولا كيفية أبدا فما النظـــراء والاشباه
أخي الكريم ، أرجو المعذرة للتطفّل .. وَ أرى أنَّ السادة الكرام أصحاب الفضيلة الشيخ جلال أو الشيخ حسين علي البدري و الشيخ هاني الرضا وَ مَن قارَبَهُم من أحباب منتدانا العزيز حفظهم الله ، أولى ببيان مقصود أقوال سادتنا أئمّة المالكيّة شكر اللهُ سعيَهُم .
و الذي عند الأمة الضعيفة أنَّ قول مولانا العلاّمة الصاوي رحمه الله :" إن اعتقدَ صحته ... " يحتمِلُ وَجهَين :
1- أوجَهُهُما أَنَّ مقصودَهُ :" إن اعتَقَدَ أَنَّهُ يُؤَثِّرُ بِنفْسِهِ ( مُستَقِلاً عن قُدرَةِ الله أو مُشارِكاً - على استحالة ذلك - ) فهذا كُفْرٌ " ، بدليل عطفِهِ على ذلك بالواو لا بــِ" أَوْ " ، بقوله :" وَ أنه يؤثِّرُ بنفسه .. فهو كفرٌ " فالمُتبادِرُ من مجموع السياق أنَّهُ عطف بيان و تفسير فيكون حاصل المعنى :" فإنْ اعتقَدَ أنَّ القول بتأثير السحر بنفسهِ قولٌ صحيح يكفُر " أوْ : " إِنَّ اعتقاد صحّة تأثير السحر بنفسِهِ كُفرٌ " أَوْ :" إن اعتقَدَ صِحّةَ زعمِ تأثير السحر بنفسِهِ أو إمكانَ تأثيرِهِ بنفسِهِ - أي أنَّهُ يخلُقُ شيئاً أو أثَراً - فهو كُفرٌ " ... و نحو هذا ..
2- وَ الوجه الثاني : يُحتملُ أنَّهُ أراد :" إن اعتقَدَ أَنَّهُ يَجوزُ أن يَستعمِلَ السِحرَ وَ يسحَرَ أَحَداً ، وَ أنَّ هذا يَصِحُّ في حُكْمِ الشرع أنْ يفعَلَهُ فهذا كُفرٌ " ، و التفسير الأوّل أقرَب وَ أوجَهُ . و اللهُ أعلم.
- أمّا حملُهُ على مقصد ثالث هوَ :" أنَّ مَنْ ظَنَّ صِحَّةَ وُقُوعِهِ ، أيْ أنَّ لِلسِحْرِ حقيقةً وَ أنَّهُ يقَعُ بِهِ أثَرٌ من الآثار بِشمول قُدرَةِ الله تعالى لجميع المقدورات ، فهو كذا .." ، فلا يصِحُّ هذا التوجيه لعبارة الشيخ الصاوي رحمه الله ، لأنَّ أهلَ الحقّ على أنَّ لِلسِحرِ حقيقةً أي هو واقِعٌ في الخارِجِ لا مُجرّد و هم و خيال ، وَ إن كانَ مِنْ أنواعِهِ التخييلُ فهُوَ أَثَرٌ بتقدير الله تعالى { ... وَ ما هُم بِضارّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلاّ بِإِذْنِ الله } الآيات ...
هذا ، و اللهُ أعلَم .. وَ استغفِرُ الله .
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
جزاكم الله خيرا على إثرائكم
{واتقوا الله ويعلمكم الله}