صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 46 إلى 60 من 76

الموضوع: أهلاً بكم في دولة(فاشيستان) الدينية

  1. #46
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    261
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    أخي الكريم محمد أكرم

    قلت : " عندما بدأت قراءة كلامك هذا رأيت أنِّي لو لم أكن أعرف رأيك المسبق لتوهَّمتُ أنَّك تتكلَّم على إخوتنا المناقشين لجماعة الإخوان!

    فالإخوة الأفاضل المناقشون لإخوتنا الإخونجيَّة يحكمون بأنَّ أفعالهم مخالفة للشريعة وأنَّهم خارجون عن (القالب) الذي يجب أن يكون أهل السنَّة والجماعة فيه!!"

    و أنا لا أسلم هذا فلا أظن أن ما نقله الشيخ هاني مثلا في قضية الخازندار يحتمل غير ما قال و أرسلت لك على الخاص وجه عدم التسليم

    و لكن - و هو الأهم - هب أني سلمت بما تقول فحاصل قولك أن التعصب لا دين له و أن الاخوان و ان كان فيهم المتعصب فمخالفهم فيهم المتعصب كذلك

    فأقول مع التسليم بهذا لكن طالما أن هذا المخالف لا تنظيم له فلا خطورة منه من ناحية الفاشية و هي الناحية التي قصدته حين ذكرت تعصبهم

    ذلك أن المخالف و ان تعصب لا يرى أن أي انحراف عن "القالب" الذي يراه هو ضرر على تنظيمه ينخر فيه كالسوس و يجب أن يواجه بمنتهى القوة و الحسم
    و ان رأى ذلك فليس عنده الأدوات التي تمكنه من جبر المخالف على الانصياع "للقالب" بخلاف الاخوان

    بل أقول - الاخوان و ان بدوا أقل تعصبا الا أنهم أخطر من الوهابية من ناحية الفاشية
    فالوهابية تقبل من اعتقد اعتقادهم في ضمن طائفتهم و ان لم يوافقهم في كل شيء بل ان الوهابية ليس عندها تصور "شامل" للفرد السلفي أصلا!
    أما الاخوان بفكرهم "الشمولي" فهم يرون أن الاسلام يتدخل في كل أمور الحياة تدخلا مخصوصا جدا و أن الانحراف عن هذا التدخل هو تخاذل أو علمانية أو خيانة أو جهل و انحراف

  2. #47


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سويفى سيد مشاهدة المشاركة
    فتح الله عليكم سيدى فتوح العارفين
    كلامكم سيدى هانى سديد، وعلى شباب الإخوان أن يعوا ذلك ويعرفوا أن مشايخهم بشر يصيبون ويخطؤن ولا طائل من نصح الناصحين لهم مالم يعوا هذا
    بعون الله وتوفيقه ستجدون سيدى هانى آذانا صاغية لكلامكم
    رجاءا سيدى أن تكمل . وماذا بعد إعترافهم بالخطأ ؟؟؟ هل نطمع سيدى أن نراهم عونا لإخوانهم الأشاعرة
    حفظكم الله سيدى ونفع بكم

    سيدي الفاضل

    قد ربانا مشايخنا على أن نوطن أنفسنا ، فإن أحسن الناس أحسنا ، وإن أساءوا أن نتجنب اساءتهم وأن لا يكون الواحد منا إمعة إن أحسن الناس/الجماعة أحسن وإن أساء الناس/الجماعة أساء ، ونحن على هذا مع جميع الناس إخوانا كانوا أو غير إخوان ، فما كان من الإخوان من خير وصواب أعناهم فيه مثلهم مثل غيرهم ، وما كان منهم من جور وظلم وشطط بينا وتكلمنا ونصحنا وأبرأنا الذمة ، فإن أخذ بكلامنا فبها ونعمت ونحن أول من يعينهم عندها ، أما الاندراج في السرب والسير بروح القطيع فربانا المشايخ على نبذه ورفضه.

    نحن لا نتحزب ولا نتأدلج ولا ندخل معهم في تنظيماته وأحزابهم وتكتلاتهم ولا يرى مشايخنا ذلك من النهج الإسلامي الصحيح ، بل الإسلام عند مشايخنا كما بين الشيخ نوران أعلاه أعظم وأجل من أن يختزل في حزب أو جماعة مهما كبرت . فإن كانوا هم لا يفهمون الإعانة والنصرة إلا بمعنى التخندق معهم ضد أعداءهم الفكريين أو التنظيميين أي بمعنى التحزب والتأدلج فذلك غير ممكن ولا متصور وقوعه ، وإلا إن انفتحوا على الجميع وتركوا الإقصاء والاستعلاء واحتكار الصواب والحديث باسم الدين فإنما نحن فصيل من الأمة نعينهم بما نستطيع .

    مشكلتنا مع نهج الإخوان في الأدلجة ورومهم صبغ كل المجتمع بصبغتهم الفكرية التي تمثل الوجهة الشرعية الصحيحة في ظنهم سواء صرحوا بذلك أو أنكروه مع اعتقاده في وعيهم الباطن ، هذه الصبغة الفكرية الأحادية الشمولية لم تعرف قبل في تاريخ المسلمين ولا تقبلها طبيعة دين يقبل الخلاف في وجهات النظر والأخذ والرد في الاجتهادات ولا أحد فيه فوق المحاسبة والمساءلة والنقد .
    الإسلام لا يفرض ولا يملي على مجتمعه نهجا يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من أفعال أتباعه ، لا يفرض أن يكون كل نشاط يقوم به أفراده على نسق واحد "إسلامي" !!
    لا يتدخل بالتوجيه في كل صغيرة وكبيرة ليصبغها بالإسلامية وإنما يتدخل بالتشريع وبيان الحلال والحرام لا التوجيه الفكري بأسلمة كل نشاط وتوجيهه لخدمة قضية أو قضايا معينة سواء اتفقنا على سمو تلك القضايا أو لا .
    هذا نوع من الاختناق الفكري حقيقة ، أن نعتقد أن هناك طريقة "إسلامية" لكل شيء في الدنيا .
    مثلا الفنون ، الإسلام يتدخل ببيان الضوابط الشرعية للممارستها ، فلا يجيز نحت التماثيل ولا استعمال المعازف مثلا ، لكنه لا يزري بالفنون الغير موجهة ولا يعتبرها غير ذات قيمة لا ينبغي أن تتواجد في المجتمع المسلم بدليل ما روي عن عمر حول تعليم الصغار أشعار الجاهلية وبدليل تواجد الشعراء في المجتمع المسلم وخوضهم في أغراض الشعر المتعددة وكذلك وجود المنشدين والحادين في الطرق الصوفية واحياء مجالس سماعهم ، كل هذه أنشطة أجازها الشرع لكنه لا يتدخل في توجيهها بما يخدم السلطة أو بما يخدم مشروعا فكريا/سياسيا بعينه يضفى عليه وصف "الإسلامية" .

    بينما الإخوان في السودان مثلا اتجهوا أول "تمكنهم" من السلطة إلى صبغ كل المجتمع بصبغتهم الفكرية التي يصفونها بالإسلامية مفترضين أن كل ما لم يوافقها أو يخدم أغراضها فهو غير إسلامي لا يسمح له بالتواجد والعيش في المجتمع ، فظهرت لوثة أسلمة كل الأنشطة الإنسانية الأدبية ، فلا شعر إلا ما كان في تمجيد الحركية الإسلاموية أو الجهاد أو الكلام عن قضايا المسلمين ، ومن لم يغير نبرة شعره ليوافق هذه الأغراض يفصل ويمنع من التدريس في الجامعة ويطرد ويقصى من وسائل الإعلام والمنتديات الأدبية ، وكذا المسرحيات والبرامج التلفزيونية وكل شيء ، بل حتى سماع الصوفية أرادوا التدخل فيه وتوجيه الصوفية بالتقليل من القصائد الزهدية أو التي تمدح خير البرية والإكثار من القصائد التي تتكلم عن جهاد الكفار ونصرة الإسلام .
    بل حتى مباريات الكرة - على حرمتها أصلا - منعوا الجمهور فيها من الهتاف لفرقهم ووجهووهم إلى الهتاف بالتهليل والتكبير إن أعجبهم اللعب فصرت تسمع الجماهير التي تنتظر المباريات بالساعات الطوال مضيعة للصلوات تهتف داخل الملعب بـ "لا إله إلا الله محمد يا رسول الله" وتسبح عند تسديد الكرة وتكبر عند صد الحارس لها !!!

    هذه من أكبر مشاكل الإخوان بل وكل الحركات الإسلاموية ، وهي في الحقيقة ليست من الدين ، فالدين لا يفرض على أتباعه قدرا زائدا عن الفروض ثم يترك أمر التوسع في النوافل لاختيارهم الشخصي إن شاءوا .

    هذه اللوثة سرت إلى الإخوان من الشيوعيين في الحقيقة ، والذي أدخلها فيهم هو حسن البنا الذي عبر عن اعجابه بالشيوعية وحرص الشيوعيين على تطويع كل أنشطة الحياة البشرية لخدمة فكرتهم وأيدلوجيتها ورأى أنه على دولة المسلمين أن تفعل مثل الشيوعيين مع استبدال الشيوعية بالإسلام فكأنه صير الإسلام الدين السماوي مقابل تنظير وفلسفة أرضية تصيب وتخطئ وظن أن في ذلك فلاحا ونتاجا ، وهذه هي الأدلجة المغلقة المحكمة الدوائر وقد ثبت فشلها الذريع في روسيا قبل أن يراه البنا وستفشل ولو صبغت بصبغة إسلامية وسميت باسم الاسلام .

    والله الموفق .
    صل يا قديم الذات عدد الحوادث .. على المصطفى المعصوم سيد كل حادث

  3. #48
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شفيق محمود مشاهدة المشاركة
    فالوهابية تقبل من اعتقد اعتقادهم في ضمن طائفتهم و ان لم يوافقهم في كل شيء بل ان الوهابية ليس عندها تصور "شامل" للفرد السلفي أصلا!
    أما الاخوان بفكرهم "الشمولي" فهم يرون أن الاسلام يتدخل في كل أمور الحياة تدخلا مخصوصا جدا و أن الانحراف عن هذا التدخل هو تخاذل أو علمانية أو خيانة أو جهل و انحراف
    أحسنت توصيف الداء بارك الله فيك ، ويبدو أني وأنت كنا نكتب في نفس الوقت بنفس المعنى ، وهو من عجيب التدابير . وكلامكم الأول لا مزيد عليه .

    واضح جدا أن الرؤية عندك متضحة ناضجة .. بارك الله فيك وزادك علما وفقها.
    صل يا قديم الذات عدد الحوادث .. على المصطفى المعصوم سيد كل حادث

  4. #49
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوران محمد طاهر مشاهدة المشاركة

    إن الدين لا يختزل بحزب وتنظيم، الدين بمعانيه الكبيرة أوسع من أن يمثل بالبرلمانات وقصور الحكم، وأن يكون رأيا أمام آراء يتقيؤها أصحابها.
    إن كان الإخوان يدعمون العلم وأهله فلنر منهم ما يؤكد هذا، بل ما نراه هو خلاف هذا، تكميم أفواه العلماء وتصدير آراء الجماعة.
    وللبعض أن يقول: هذه كلمات حنق من أعداء الجماعة!
    ولا أملك إلا أن أقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.
    صدقت وبررت .. بارك الله فيكم ونفع بعلمكم .

    ---------------------------------------

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد احمد خنفر مشاهدة المشاركة
    لو كان الشيخ هاني يقول ما يقول إرضاء لولاة الأمر ؛ فالأولى أن يرضي ولاة أمر بلده السودان ! لا أن يقول فيهم ما قال !

    وأين الرد على كلام الشيخ هاني في الرابط الذي وضعه ؟ وهل مراعاة عواطف الإخوان تعني أن لا يقول الشيخ هاني وغيره ما يرونه حقا ؛ حتى لا ينفر شباب الإخوان من العلماء ؟ هل صارت الجماعة مقياسا فمن تكلم فيها ينفر منه ؟؟
    أليس هذا مصداق الصنمية الفكرية عند شباب الجماعة ؟ لا يتقبلون النقد ، ومتى ما سمعوا من أحد الناس شيئا في جماعتهم ورموزها نفروا منه ولم يأخذوا عنه ؟؟
    وعلى أي أساس صار الشيخ سعيد حوى مجتهدا وهل توافرت فيه شروط الاجتهاد ؟ ثم يقول أحد الإخوة أن كلام الشيخ هاني مجرد ادعاءات ؟؟؟
    جزاك الله خيرا أخي الفاضل ، وهو فعلا مما يضحك الثكالى لذا أعرضت عنه ولم أعره انتباها .
    صل يا قديم الذات عدد الحوادث .. على المصطفى المعصوم سيد كل حادث

  5. #50
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    21
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    أخي هاني وأخي شريف وإلى كل الإخوة انتقدوا كما شئتم فلا أحد يحجر عليكم لكن هل تقبلون مني هذا الطلب؟؟؟
    أرجوكم وأنتم تنتقدون أن تجعلوا هذه الآية نصب أعينكم: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
    عندها أستطيع أن أتقبل منكم نقدكم فوالله أن كلامكم جدا حاد ومؤذي وأنا شخصيا متأسف أن يكون في هذا المنتدى من ينتقد بهذه الطريقة...
    أخي الفاضل محمد أكرم رجائي منك أن لا تنعتنا ب(الإخونجية)استبدلها مثلا بأفراد الجماعة لأنها والله غير ملائمة....
    وأرجو من الجميع أن يتقبل مني نصحتي...
    والسلام عليكم
    قال الإمام حسن البنا رحمه الله:نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه.

  6. #51
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    44
    ما دام الأخ شريف قد طرح نقاط واضحة للنقد فلا بأس من الكلام والحوار فيها :

    أولا : موضوع سيد قطب : أكاد أجزم أن كثيرا من الإخوان قد ظلموا سيد قطب كثيرا بعده ، حتى ألف القرضاوي ردا عليه ووقف الهضيبي وقال عن كتابه المعالم أنه لا يمثل فكرنا ، لكني بصراحة عندما قرأت آخر كتبه "لماذا أعدموني ؟" وجدت فيه رفضا صريحا وإنكارا للتكفير وقتل المجتمعات .
    على كل يوجد بعض الأفراد الإخونجية ممن فهم أفكاره على أنها تكفير وتفجير وطبقها ، لكنها لا تعدو كونها أفهام فردية ولا تمثل الجماعة ، لأن موقفها واضح من فكره.
    أما قراءة كتابه الظلال ، فلا يتعد الاستفادة من تأملاته في القرآن الكريم ومن شرحه الأدبي التذوقي ، وهذا الأمر لا ينكره إلا متحامل ، بل كتابه هذا من أروع ما ألف في مجاله .

    ____
    ثانيا: موضوع الفاشية : لم أفهم كلامك بدقة أخي شريف ، لكن إن قصدت بكلامك هو محاولة إجبار أفراد المجتمعات بأفكارهم وصبغهم فيها ، فهذا له وجه خاصة في التجربة القديمة مثل السودان - ولا يهم كثيرا رأي مشعل فيها لأنه ليس معصوما ولا خبيرا سياسيا وإنما هو مجاهد وآراؤه رفعية في الجهاد والمقاومة وفلسطين أما في ما عدا ذلك فتصريخاته لا تعدو كونها رأيا - والتي حاولت فرض الجماعة على الدولة فلم تنجح في هذا بل فشلت في تجربتها ، واعتقد أن الإخوان استفادوا كثيرا في تجربة ما بعد الربيع العربي في مصر وتونس وحاولوا الأخذ من تجربة أردوغان ومهاتير ، فجاء الدستور المصري الجديد مقيدا لصلاحيات الرئيس مرسي موسعا دور المؤسسات والأزهر الشريف، وجاءت الحكومة الحالية بثلاثة وزراء إخوان - ليس منهم وزير الداخلية ولا المالية - من أصل بضع عشر وزيرا.

    على كل فالتجربة المصرية والتونسية لم تكتملا لنحكم عليهما حكما كاملا.
    ___
    ثالثا: قضية احتكار الحق وما شابه ذلك ، فقد وجد من يتبنى هذا الفكر في الجماعة للأسف بشكل ملاحظ وإنكار هذا الأمر هو ضرب من التعصب، ولو لم يصرح الإخوان بهذا، ولكن وجد من ينفي هذا الأمر فيهم ويحاربه وهم ليسوا بالأقلية خاصة منهم العلماء والمفكرين، واعتقد أن سبب ظهور فكر الاحتكار للحق هو كثرة ما تعرضوا له من ظلم كبير وسجن وإعدامات .
    لكن قد بدأ هذا يزول بعد الربيع العربي خاصة بسبب توفر الحريات لهم ، واعتقد أن تجربتا تونس ومصر قد أظهرتا عن روح التعاون والتسامح بشكل كبير.
    ___
    رابعا: مسألة البراجماتية : اعتقد أنه يجب أن نفرق بين إطلاق المصطلح بمفهومه الفلسفي وإطلاقه باعتباره لغة دارجة على ألسنة السياسيين، فالثاني لا يعد كالأول هذا أولا
    بالنسبة للممارسات السياسية ، اعتقد أن عالم السياسة ليس كعالم المسجد والزاوية ، ففي الثاني ستجد التجليات والأنوار حتى يطغى على حال المسلم ومقامه، أما اللأول فمليء بالنفاق والخداع والمكر بالإسلام وأهله ، فترك الأول بالكلية هو خطأ لأنه يتسبب في حصر الدين في حلقات التعليم والمساجد والزوايا وإهمال التطبيق الفعلي للدين في الحكم والاقتصاد، والولوج فيه بالكلية والتخلق بخلق أهلها خطأ لأنه سيبعد المرء عن دينه وربما جره إلى خلل اعتقادي .
    لذلك كان هناك تيار قوي في الإخوان يرى فصل الجماعة عن الحزب ، حتى تمارس الجماعة عملها الترربوي والدعوي بشكل كبير ، ويمارس الحزب دوره السياسي دون أن يشوه صورة الجماعة ، على أن تكون أفكار الحزب وفلسفته من فكر الجماعة، ولكن هذا لم يطبق في مصر والأردن للأسف.
    _________________________

    ختاما أقول : إنني لا أمثل الجماعة ولست ناطقا باسمها ، وإنما أؤكد أن الإخوان تجربة لها ما لها وعليها ما عليها ، وكلامي هذا ليس دفاعا أو ما شابه ولكن لأؤكد حقيقة مهمة وهي أن الإخوان والتبليغ وغيهما من الجماعات لهم جهد كبير وواضح ولا يستطيع أي عاقل إنكاره ، فجحد الإخوان بالكلية على هذا المنتدى هو لن يضعفها أو يقلل من انتشارها وإنما سيضعف الاتصال بين منهج الأصلين وبين الجماعة فحسب .
    وفي المقابل فإن رفع الجماعة إلى مستوى العصمة هو ضرب من التعصب الممقوت ، وكم عانيت شخصيا من هذا التعصب كما عانى منها غيري ، ولكن بفضل الله ثم بفضل مشايخي في التصوف قد تجاوزت هذا الأمر إلى الاعتدال والتوازن في الحكم على الأمور .

    _________________________________________

    وأحب أن أكتب ملاحظة لمشايخي مشرفي المنتدى أن مستوى الحوارات على هذا المنتدى جارحة جدا وربما يخشى كثير من رواد المنتدى الدخول في حوارات خشية هذا الأمر ، ولا يقتصر هذا على الإخوان والثورات ، بل يشمل أيضا قضايا أخرى كقضية وجود الوجود مثلا، فكثيرا ما أشاهد انتقاد أعلام من التصوف ورمهيم بوحدة الوجود بمجرد صدور بعض العبارات غير الواضحة منهم ، ومثل ذلك ينطبق على قضية المعتمد فثي المذاهب والاقتصار عليه وادعاء الإجماع عليه مع أن الأمر لا يعدو كونه خلافا بين أهل السنة أنفسهم ، وقد نقلت بحث السيد محمد الكاف في مسألة الأخذ بالضعيف في المذاهب وما نقله عن القليوبي وباسودان وعلوي السقاف وغيرهم ، في رابط وضعه الشيخ لؤي الخليلي عن العمل بالمعتمد على قسم المناقشات الفقهية.

    والله ولي التوفيق...

  7. #52
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    الدار البيضاء المغرب
    المشاركات
    296
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    جزاكم الله خيرا سيدي الفاضل حمزة عدنان

    اولا : لا رأي لي في اخوتنا جماعة الاخوان.

    ثانيا :كيف نفرق سيدي بين رأي الجماعة و رأي الافراد الذي لا يمثل الجماعة ؟ مثلا اذا قام رمز من رموز الاخوان و تكلم بكلام، قال قائل : هذا لا يمثل الجماعة و اذا ذكر الاخوة حادثة قال : لا يؤخذ بها.

    فاذا كان لا يمثل الجماعة، لماذا لا نسمع من الرموز الاخرى الانكار ؟ و كيف نفرق بين رأي الجماعة و رأي الفرد خصوصا اذا كان المتكلم له ثقل في الجماعة (و الغالب في المتكلمين أن لهم مكانة ) و هل في الجماعة يحق لأي فرد من الافراد ان يتكلم ؟

    و هل يشترط في المتكلم ان يقول هذا رأي الجماعة حتى نفرق بين رأيه و رأي الجماعة ؟

    جزاكم الله خيرا

  8. #53
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    207
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاني علي الرضا مشاهدة المشاركة







    الإسلام لا يفرض ولا يملي على مجتمعه نهجا يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من أفعال أتباعه ، لا يفرض أن يكون كل نشاط يقوم به أفراده على نسق واحد "إسلامي" !!
    لا يتدخل بالتوجيه في كل صغيرة وكبيرة ليصبغها بالإسلامية وإنما يتدخل بالتشريع وبيان الحلال والحرام لا التوجيه الفكري بأسلمة كل نشاط وتوجيهه لخدمة قضية أو قضايا معينة سواء اتفقنا على سمو تلك القضايا أو لا .
    هذا نوع من الاختناق الفكري حقيقة ، أن نعتقد أن هناك طريقة "إسلامية" لكل شيء في الدنيا .
    .
    معذرة مولانا ليتكم توضحون هذه المسألة أكثر ولا حرمنى الله وإخوانى من شريف علومكم

  9. #54
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    207
    سيدى الشيخ هانى حفظكم الله ونفع بكم
    الإشكال عندى أنه ما الفرق مثلا بين أن يقول أحدهم أن هناك حفل لعرس إسلامى وبين أن يقول أن هذا الحفل منضبط بضوابط الشرع ؟ وأن يقول هذا مصرف إسلامى أو أن يقول هذا المصرف منضبط بضوابط الشرع ومن ثم أن يقول فن إسلامى أو فن منضبط بضوابط الشرع
    ثم أنه يعنى بإسلامى أن ما فيه يأمر به الإسلام وليس بالضرورة أن يكون قد جمع كل ما هو إسلامى ومن ثم قد يكون هناك شكلا آخر يضاهيه ويحاكيه وبهذا لا يختزل الإسلام فى صورة بعينها
    أمر آخر سيدى الكريم هو أنه لو سألنا من اخترع هذه الطريقة لما فعلت هذا وما الذى دفعك إليها ؟ سيقول لما رأيت من بعد الناس عن شريعتهم فى شتى مناحى الحياة وفى أغلب شؤنهم ويقول أننى لا أعنى بذلك بلد بعينه بل أعنى كل بلد يكون الدين أخر شئ يفكر فيه الناس فانظر مثلا إلى طريقة حفلات الزواج فى بلد كمصر ترى العجب العجاب حتى أن الأسرة التى عرف عن أهلها الدين والصلاح لا يستطيع أهلها أن يحافظوا لا أقول على صلاحهم بل على وقارهم . فلماذا إذن تنكر على حينما أقول لهاؤلاء ياجماعة الخير هذه الصورة إسلامية أو أن أقول هذه الصورة منضبطة بضوابط الإسلام ما الفرق وحتى أن وجد فهل شرها وعاقبتها بقدر أن تمنعنى من تحقيق
    غاية سامية وإصلاح سلوك معوج .
    سيدى الشيخ هانى أرجوا الإ أكون قد أثقلت عليكم وأسأل الله تعالى أن يأيدكم بالحق وأن ينفع بكم

  10. #55
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    10
    إلى الأخ حمزة قلت سيدي :
    "ختاما أقول : أستطيع أن استخدم نفس المنطق والمنهج الذي يتبعه إخواني هنا لتجريح وتضليل الإمام البنا وحركته: مع علم الكلام من خلال تتبع الصراعات الفلسفية والكلامية بين الفرق الإسلامية ، ومع التمذهب الفقهي من خلال تتبع ما حدث من اقتتال بين أصحاب المذاهب ، ومع التصوف من خلال تتبع أصحاب الانحرافات الصوفية ، وهذا ما يفعله دكاترة الجامعات والسلفية اليوم ، ولكن ما تعلمته من مشايخي كالشيخ سعيد والشيخ معاذ حوى والشيخ أحمد الحسنات والشيخ حسام الحنطي أملى علي - حتى امتزج بقلبي وعقلي - طرائق التفكير والنقد الصحيح والبعد عن العواطف والأهواء. "

    بارك الله فيك أخي على هذا المنطقية في التفكير والطرح .... وأقول وأذكر _ فإن الذكرى تنفع المؤمنين _هذا هو المنهج الذي يعمل إخواننا على نشره داخل الجماعة وهو منهج أهل السنة والجماعة ؛ في العقائد والفقه والتصوف والجهاد ووو... ومن أراد التفصيل فاليراجع رسالة " إحياء الربانية " للعلامة سعيد حوى .

    وهذا هو رابط الرسالة لمن أراد الإنصاف مع نفسه ومع إخوانه ..

    http://www.4shared.com/office/pKE3db9p/__-__.html

    إلى الأخ محمد السويفي :

    قلت يا سيدي :
    "
    سيدى الشيخ هانى نفع الله بكم
    أدعوا الله تعالى أن يشرح صدركم للكاتبة عن حسنات الشيخ رحمه الله وما له من أعمال مبرورة وعسى أن يكون ذلك سببا فى تنوير بصائر محبيه ومعرفة قدر الشيخ من غير إفراط ولا تفريط "

    أقول لك ياحبيب إن أمثال أولئك المجاهدين لايوفيهم حقهم أي أحد فمقاماتهم رفيعة ونفوسهم تواقة لا يوافيها ولا يصلها أي أحد... فتنبه

    ولا تنسى إن الشيخ البنا فضائله ومكارمه أشهر من أن يكتب فيها شخص مثل المدعو " هاني "........... فرجل يعرِّض بالإمام وينتقص منه ويقول أن البنا رجل " عامي "وتلتمس منه بعد ذلك التكرم بالكتابة عن فضائل الإمام !!!!! حقيقة يا أخي موقفك غريب جدا !!! فالحذر الحذر يا أخي من أن تبخس الدعاة والمجاهدين حقوقهم ومكانتهم !!.

    وقد قلت ياصديقي مخاطبا الفتى هاني :

    " وجعلكم سببا فى توحيد صفوف المسلمين و إصلاح حال أمة الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حفظكم الله وآواكم وسدد خطاكم"

    أقول لحضرتك والله الناظر في كلام هاني يعلم وللوهلة الأولى حقده على الإمام البنا وجماعته ومحاولته لتفريق الصف فهو يرفض كل من خالفه حتى في أبسط المسائل وانظر كيف يعترض على الاخ همام طوالبة فقط لانه يختلف معه فكريا فهل أمثال هذا يرتجى منه توحيد الصفوف؟؟؟ !!!!!

    وها هو رابط النقاش إن أحببت

    http://www.aslein.net/showthread.php...899#post101899


  11. #56
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    عمان- الأردن
    المشاركات
    3,723
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    أوَّلاً: أنا مع ما قال أخي الكريم حمزة يلدار تماماً في المشاركة رقم 52 مع ما سبق من ذكر رأيي بالجماعة.

    ثانياً:

    أخي الكريم عدنان،

    سامحني، وإنما استجزتُ أن أسمِّيهم بذلك لمَّا رأيت بعضهم لا يرى في ذلك انتقاصاً لهم، ولست والله أريد انتقاصاً. وهذا أخي الكريم حمزة يلدار يسميهم بهذا الاسم، فهو لا يرى في ذلك انتقاصاً لهم بأي وجه.

    ............................................

    أخي الكريم شريف،

    قولك: "فأقول مع التسليم بهذا لكن طالما أن هذا المخالف لا تنظيم له فلا خطورة منه من ناحية الفاشية و هي الناحية التي قصدته حين ذكرت تعصبهم".

    أقول: هل عرفتَ محلَّ اعتراضي؟!

    هل تراني أخشى من أن يكون هناك تنظيم؟!!!!

    المشكلة التي أرى هي أنَّ هاهنا (تيّاراً) متطرِّفاً ضدَّ جماعة الإخوان، وإذ يُرى كذلك فهذا ينافي الجدال بالحكمة والموعظة الحسنة.

    قولك: "ذلك أن المخالف و ان تعصب لا يرى أن أي انحراف عن "القالب" الذي يراه هو ضرر على تنظيمه ينخر فيه كالسوس و يجب أن يواجه بمنتهى القوة و الحسم. و ان رأى ذلك فليس عنده الأدوات التي تمكنه من جبر المخالف على الانصياع "للقالب" بخلاف الاخوان".

    أقول: الذي أشير إليه هو عين ما نفيته هاهنا!!!

    فإنَّ الإخوة المهاجمين للإخوان هم يهاجمونهم إقصاءً لهم! بأنَّهم منحرفون عن (القالب) الذي يرونه لأهل السنة والجماعة، ويرفضون اجتهادات مشايخ جماعة الإخوان جملة وتفصيلاً!

    فهذا تطرُّف وفاشيَّة وإقصائيَّة!!!

    قولك: "بل أقول - الاخوان و ان بدوا أقل تعصبا الا أنهم أخطر من الوهابية من ناحية الفاشية. فالوهابية تقبل من اعتقد اعتقادهم في ضمن طائفتهم و ان لم يوافقهم في كل شيء بل ان الوهابية ليس عندها تصور "شامل" للفرد السلفي أصلا"!

    أقول: إذن أنت يا أخي العزيز لا تدري كم من فرقة جديدة تنشأ في الوهابيَّة مع الوقت!!!

    ولا تدري كم بينهم من تنازعات وتكفير!

    ولا تدري أنَّهم يكاد يكون لكلِّ شيخ منهم وأتباعه مذهب تامٌّ لهم يزعمون أنَّه هو السلفية الحقَّة!

    وقولك: "أما الاخوان بفكرهم "الشمولي" فهم يرون أن الاسلام يتدخل في كل أمور الحياة تدخلا مخصوصا جدا و أن الانحراف عن هذا التدخل هو تخاذل أو علمانية أو خيانة أو جهل و انحراف".

    أقول: قال بعض إخوتنا إنَّ جماعة الإخوان المسلمين إنَّما هم مرآة للمجتمع...

    فالمجتمع الصوفي يكون الإخوان فيه صوفية (مثلاً ما في الشام فرَّج الله عن أهلها، وكثير من هؤلاء المشايخ أصحاب طرق)، والمجتمع الوهابي يكون فيه الإخوان وهابية، والمجتمع الأشعري يكون الإخوان فيه أشعريَّة، والمجتمع الذي فيه اختلاط بين المذاهب ستجد نسبة المذاهب إلى المجموع في جماعة الإخوان مثل نسبتهم في المجتمع (كما في الأردنِّ وفلسطين)!

    الإخوان المسلمون منفعلون بما هو في المجتمع، فمشايخهم يطبِّقون قناعاتهم وفق تربيتهم السابقة المنعكسة عن بيئة المجتمع.

    والمشايخ الذي يقيِّدون فكر الجماعة لا يستطيعون نشر فكرهم هذا خارج نطاقهم، ولقد حاول كثير منهم من غير ما مذهب ذلك ولم يفلحوا، وتجربة الشيخ سعيد حوى رحمه الله تُذكر هاهنا.

    والحاصل هو أنَّ جماعة الإخوان نفسها فيها تنوُّع كبير في المذاهب الفقهية والاعتقاديَّة والتزكويَّة والعمليَّة الحركيِّة، وهذا يعني بالضرورة أنَّ هناك نوعاً من اللامركزيَّة، أي قبول التَّنوُّع بحسب البيئة، وهذا القبول يعني إمكان حصول التغيير من جهة نفس الأفراد بحسب مواقعهم.

    إذن: تركيب هيكليَّة الجماعة ليس فيه إلزام شموليٌّ على معنى التقييد مطلقاً، إنَّما التَّقييد بحسب القيادات القابلة للتغيُّر.

    فليس من جماعة الإخوان خطر من نفس بنيتها، الخطر يأتي لو عادى مشايخ أهل السنَّة الجماعةَ فيؤدِّي ذلك إلى القطيعة التي تُخلُّ بتوازن نسبة المذاهب في الجماعة المؤدِّي إلى زيادة ميل نفس الجماعة ضدَّ مشايخ أهل السنَّة.

    فالإخوان إنَّما هم منفعلون، وأفعالهم تجاه التيارات والأفكار الأخرى إنَّما هي ردَّات فعل في الأغلب.

    وهنا أريد أن أسأل عمَّا يجري في السودان...

    فلنفرض أنَّ جماعة البشير هي نفس جماعة الإخوان تماماً -لا غيرها بحسب ما يدَّعي بعض إخوتنا-...

    فهناك حالة ما كانت في السودان انقلب عليها جماعة الإخوان، ذلك لأنَّهم قد رأوا أنَّ هذه الحالة كانت مخالفة للدين باطلة منحرفة...

    فتنبَّه هاهنا إلى أنَّ هذا الاتجاه الذي اتُّجه هاهنا إنَّما هو فعل لجماعة السودان، ولم يحصل في أيِّ بيئة أخرى...

    ألا يدلُّ هذا على ما سبق من أنَّ جماعة الإخوان بحسب بنيتها ليست متَّجهة اتِّجاهاً محدَّداً؟!!!

    ملحوظة: لا يُؤخذن أيٌّ ممَّا أدَّعي هاهنا على الإخوان بأنَّه وصف مطابق للواقع، إنَّما أنا واصف ظاهر ما أعلم بغلبة الظنِّ.

    والسلام عليكم...
    فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين

  12. #57
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    261
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بارك الله فيك يا شيخ هاني : ما أجمل تعبيرك و ادق كلامك في وصف الفاشية و الشمولية

    أخي الكريم محمد أكرم

    لم تفهم مرادي و العيب علي لا عليك سيدي اذ لم أتمكن من توضيح وجهة نظري

    و خير من وضح قصدي بفاشية الاخوان و شموليتهم هو الشيخ هاني في مشاركته رقم 48 فجزاه الله خيرا فقد عبر خير تعبير عما في نفسي

    فلو تأملت كلامه أخي الكريم

    فمصطلح الفاشية أخي الكريم لا يساوي التعصب

    فقولك : "فإنَّ الإخوة المهاجمين للإخوان هم يهاجمونهم إقصاءً لهم! بأنَّهم منحرفون عن (القالب) الذي يرونه لأهل السنة والجماعة، ويرفضون اجتهادات مشايخ جماعة الإخوان جملة وتفصيلاً!"

    أقول على فرض تسليمي بالكلام سيكون ما فعله الاخوة تطرف و اقصائية لكنه أبدا لا يكون فاشية أخي لافتقادهم للنظرة "الشمولية" للدين

    فليتحرر محل النزاع أخي :

    1) هل تقول أخي أن الفاشية هي التعصب أم بينهما فرق؟
    2) و ان كنت تفهم مصطلح الفاشية على ما أفهمه , فهل تنازع أن في الاخوان "بذورالفاشية" ؟





    أخي الكريم حمزة :

    أولا : بارك الله فيك على التلطف في الكلام و الحوار – جزاك الله خيرا

    و هذا ما نرجوه ليثمر الحوار

    قلت أخي : "أولا : موضوع سيد قطب : أكاد أجزم أن كثيرا من الإخوان قد ظلموا سيد قطب كثيرا بعده ، حتى ألف القرضاوي ردا عليه ووقف الهضيبي وقال عن كتابه المعالم أنه لا يمثل فكرنا ، لكني بصراحة عندما قرأت آخر كتبه "لماذا أعدموني ؟" وجدت فيه رفضا صريحا وإنكارا للتكفير وقتل المجتمعات .
    على كل يوجد بعض الأفراد الإخونجية ممن فهم أفكاره على أنها تكفير وتفجير وطبقها ، لكنها لا تعدو كونها أفهام فردية ولا تمثل الجماعة ، لأن موقفها واضح من فكره."

    أقول : أولا بالنسبة لسيد قطب – كلامه في المعالم واضح لا لبس فيه و كلام محمد قطب من بعده أوضح. فهم يكفرون الحاكم و المجتمع الراضي بهذا الكفر و هذا أبشع من الخوارج
    فان رأيت اخي أن نفرد موضوعا لمناقشة افكار سيد قطب فلنفعل

    ثانيا : لا أنكر أن شرحه الأدبي جميل
    و لا أنكر أنه شخص شجاع حسن الخلق جاهد في سبيل ما يراه حقا و التزم به حتى مات عليه
    و ترك الدنيا لأجل ما يراه حقا و لو شاء لداهن أو نافق و لأفاده هذا و لم يفعل

    و لكن :

    يعجبني كلام ابن سبكي في ابن كرام حيث قال :

    "قال الحاكم أبو عبد الله فكان يغتسل كل يوم جمعة ويتأهب للخروج إلى الجامع ثم يقول للسجان أتأذن لى فى الخروج فيقول لا فيقول اللهم إنى بذلت مجهودى والمنع من غيرى" و قال في موضع آخر: "وهو عندنا فى مكان المشيئة لله أن يغفر له وأن يؤاخذه فإنه مبتدع لا محالة"
    فلم يمنعه ورع ابن كرام من وصفه بالبدعة و اثبات أنه في المشيئة

    فهكذا ينبغي أن يكون حالنا مع سيد قطب


    ثالثا : أنا لم أزعم ان الاخوان تتبنى فكر سيد قطب رسميا و لكن زعمت أن أفرادها استبطنوا أفكاره (لا بمعنى انهم يؤمنون بها مع المداراة و لكن بمعنى انهم تأثروا بها و لم يلحظوا)

    ففي الأسر اخي في جلسات الخواطر القرآنية الاخوان يطبقون أفكار سيد قطب بالفعل

    فمعنى "وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" أن الاخوان هم الأعلى في مواجهة مخالفهم
    و : موتوا بغيظكم تقال للمخالف
    و الأمثلة تفوق الحصر
    و حقيقة فكر الاخوان لا يستقيم الا بملاحظة أنهم يستبطنون القطبية و الا فستبدو تصرافتهم متناقضة


    ثم قلت أخي : " ثانيا: موضوع الفاشية : لم أفهم كلامك بدقة أخي شريف ، لكن إن قصدت بكلامك هو محاولة إجبار أفراد المجتمعات بأفكارهم وصبغهم فيها ، فهذا له وجه خاصة في التجربة القديمة مثل السودان - ولا يهم كثيرا رأي مشعل فيها لأنه ليس معصوما ولا خبيرا سياسيا وإنما هو مجاهد وآراؤه رفعية في الجهاد والمقاومة وفلسطين أما في ما عدا ذلك فتصريخاته لا تعدو كونها رأيا - والتي حاولت فرض الجماعة على الدولة فلم تنجح في هذا بل فشلت في تجربتها ، واعتقد أن الإخوان استفادوا كثيرا في تجربة ما بعد الربيع العربي في مصر وتونس وحاولوا الأخذ من تجربة أردوغان ومهاتير ، فجاء الدستور المصري الجديد مقيدا لصلاحيات الرئيس مرسي موسعا دور المؤسسات والأزهر الشريف، وجاءت الحكومة الحالية بثلاثة وزراء إخوان - ليس منهم وزير الداخلية ولا المالية - من أصل بضع عشر وزيرا.
    على كل فالتجربة المصرية والتونسية لم تكتملا لنحكم عليهما حكما كاملا."

    أقول : ما زعمته هو أن في الاخوان بذور الفاشية
    و قصدي بالفاشية قريب مما قاله الشيخ هاني بارك الله فيه المشاركة 48

    ثم قلت أخي : "ثالثا: قضية احتكار الحق وما شابه ذلك ، فقد وجد من يتبنى هذا الفكر في الجماعة للأسف بشكل ملاحظ وإنكار هذا الأمر هو ضرب من التعصب، ولو لم يصرح الإخوان بهذا، ولكن وجد من ينفي هذا الأمر فيهم ويحاربه وهم ليسوا بالأقلية خاصة منهم العلماء والمفكرين، واعتقد أن سبب ظهور فكر الاحتكار للحق هو كثرة ما تعرضوا له من ظلم كبير وسجن وإعدامات .
    لكن قد بدأ هذا يزول بعد الربيع العربي خاصة بسبب توفر الحريات لهم ، واعتقد أن تجربتا تونس ومصر قد أظهرتا عن روح التعاون والتسامح بشكل كبير."

    أقول : فيكون السؤال هل هذه تصرفات فردية أم أن بذور هذه التصرفات نشأت مع الجماعة؟

    انظر أخي قول الأستاذ البنا رحمه الله و هو يتحدث الى الاخوان يوما :


    "ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺗﻬﺎﺟﻤﻨﺎ ﻭﺍﻟﻘﺼﺮ ﻳﻬﺎﺟﻤﻨﺎ, ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻫﺎﺟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺗﻬﺎﺩﻧﻨﺎ ﺃﻭ ﺗﻤﺘﺪﺣﻨﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.

    ﺛﻢ ﺻﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻻ ﻣﻠﺠﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ، ﻓﺄﻟﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ"

    أقول : بل العجيب ألا يفكر أن ربما السبب أنهم على خطأ!!

    و انظر أخي قصته المفزعة مع الشيخ يوسف الدجوي و كيف حملوا رد الشيخ الدجوي رحمه الله على التقاعس و التخاذل. كيف فعل الأستاذ هذا لولا أنه توحد مع الحق؟



    أما بالنسبة للبراجماتية فالاشكال الأكبر أخي هو في اجتماع "البذور" الخمسة التي ذكرتها لا في كل واحدة على حدة

    على أنه ليس من شرعنا أن الغاية تبرر الوسيلة،ولا يتوصل إلى طاعة الله بمعصيته،وقد كلفنا بالأسباب وعليها نحاسب،والنتائج على الله وحده.و الضرورة المبيحة للمحظور هي الحالة الآن أو المتوقعة قطعا،ولا تقبل فيها دعوى بلا بينة،وإلا ارتكب الناس الحرام الآن لضرورة يزعمونها غدا بلا بينة. فالبراجماتية بالمعنى الذي ذكرته يا أخي لا تصح كذلك لا مع فصل الحزب عن الجماعة و لا مع ضمهما

    ثم قلت أخي : "ختاما أقول : إنني لا أمثل الجماعة ولست ناطقا باسمها ، وإنما أؤكد أن الإخوان تجربة لها ما لها وعليها ما عليها ، وكلامي هذا ليس دفاعا أو ما شابه ولكن لأؤكد حقيقة مهمة وهي أن الإخوان والتبليغ وغيهما من الجماعات لهم جهد كبير وواضح ولا يستطيع أي عاقل إنكاره ، فجحد الإخوان بالكلية على هذا المنتدى هو لن يضعفها أو يقلل من انتشارها وإنما سيضعف الاتصال بين منهج الأصلين وبين الجماعة فحسب ."


    فأحب أن أوضح أمرا و هو أن الحكم على الكيان الاعتباري ليس حكما على الأفراد
    و لا يجوز كذلك الحكم على الكيان الاعتباري بالحكم على الأفراد

    فكون أفراد الاخوان على خلق و كونهم على خير و كونهم جاهدوا في كذا و فعلوا كذا الخ لا ينافي الحكم على الكيان الاعتباري المسمى بالاخوان بأنه شر مثلا

    نظير هذا حكمنا على المعتزلة بأنهم شر و ذم المتأخرين مثلا لهم و الحاق "قبحهم الله" بذكر اسمهم أقول لا يرد على هذا أن الزمخشري أفاد في التفسير و أن القاضي عبد الجبار أفاد الجميع في أصول الفقه و أن كثيرا من المعتزلة نصروا الدين بدحض شبهات الكفار الخ
    لأن الحكم على المعتزلة بأنهم شر هو حكم على الكيان الاعتباري
    أما الأفراد فما فعلوه لم يكن من حيث كونهم معتزلة و لكن من حيث كونهم أصوليين أو فقهاء أو مفسرين الخ
    فالمعتزلة من فقهاء الحنفية أفادوا الفقه من حيث كونهم حنفية لا من حيث كونهم معتزلة. فلا يقبح أن يقال أن الحنفية خير محض و المعتزلة شر و لكن يقبح أن يقال أن أفراد المعتزلة شر بل منهم الصالح و منهم غير ذلك

    و أخيرا أردت أن أشكرك ثانية على ردك الهادئ وأسلوبك الجميل

    و السلام عليكم

  13. #58
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سويفى سيد مشاهدة المشاركة
    سيدى الشيخ هانى حفظكم الله ونفع بكم
    الإشكال عندى أنه ما الفرق مثلا بين أن يقول أحدهم أن هناك حفل لعرس إسلامى وبين أن يقول أن هذا الحفل منضبط بضوابط الشرع ؟ وأن يقول هذا مصرف إسلامى أو أن يقول هذا المصرف منضبط بضوابط الشرع ومن ثم أن يقول فن إسلامى أو فن منضبط بضوابط الشرع
    ثم أنه يعنى بإسلامى أن ما فيه يأمر به الإسلام وليس بالضرورة أن يكون قد جمع كل ما هو إسلامى ومن ثم قد يكون هناك شكلا آخر يضاهيه ويحاكيه وبهذا لا يختزل الإسلام فى صورة بعينها
    أمر آخر سيدى الكريم هو أنه لو سألنا من اخترع هذه الطريقة لما فعلت هذا وما الذى دفعك إليها ؟ سيقول لما رأيت من بعد الناس عن شريعتهم فى شتى مناحى الحياة وفى أغلب شؤنهم ويقول أننى لا أعنى بذلك بلد بعينه بل أعنى كل بلد يكون الدين أخر شئ يفكر فيه الناس فانظر مثلا إلى طريقة حفلات الزواج فى بلد كمصر ترى العجب العجاب حتى أن الأسرة التى عرف عن أهلها الدين والصلاح لا يستطيع أهلها أن يحافظوا لا أقول على صلاحهم بل على وقارهم . فلماذا إذن تنكر على حينما أقول لهاؤلاء ياجماعة الخير هذه الصورة إسلامية أو أن أقول هذه الصورة منضبطة بضوابط الإسلام ما الفرق وحتى أن وجد فهل شرها وعاقبتها بقدر أن تمنعنى من تحقيق
    غاية سامية وإصلاح سلوك معوج .
    سيدى الشيخ هانى أرجوا الإ أكون قد أثقلت عليكم وأسأل الله تعالى أن يأيدكم بالحق وأن ينفع بكم

    أعتذر عن التأخر في الرد نسبة لبعض المشاغل

    الإشكال أخي الكريم ليس في الاختيار وإنما في الجبر والتوجيه إلى خيار واحد بعينه ، فللإنسان أن يختار ما شاء في عرسه ما دام اختياره منضبط بضوابط الشرع ، لكن أن تفرض عليه نمطا واحدا او اختيارا واحدا من بين عدة خيارات أو حتى أن تحاول توجيهه إلى ذلك وتضيق عليه غيره هنا تظهر المشكلة .

    أضرب مثالا من واقعي تبعا لما طرحته من تسميات :
    عندما يقولون هم "عرس إسلامي" فهم لا يقصدون به مجرد عرس ملتزم بضوابط الشرع ، وإنما يقصدون عرسا تُوجه فيه كل الأنشطة لخدمة منظومة فكرية سياسية معينة ، وبغير ذلك لا يكون عرسا إسلاميا !!
    فأعراسنا مثلا نقيم فيها سرادقا خارج المنزل يجلس فيه الرجال فيأكلون ويشربون ويستمعون إلى المديح الصوفي ويتسامرون بينما النساء في الداخل تلهو بما هو مباح من سماع مغنية بدف أو نجوه يجتمع حولها النسوة ويمرحن . هذه أعراس طائفة طلبة العلم والمشايخ في السودان وهي صورة منضبطة جائزة وفق المذهب المالكي لكنها لا ترضي أهل الأدلجة لأن ما فيها لا يعدو أن يكون لهوا مباحا وترويحا للنفس ولا يخدم المشروع الرسالي الإسلامي وفق منظورهم رغم موافقته التامة لما كانت عليه أعراس الصحابة .
    وقد تكون صورة العرس الحلال غير هذه ولا ضير ما دامت منضبطة بضوابط الحلال والحرام .

    "عرس إسلامي" لا يساوي "عرس منضبط بضوابط الشرع" ، فالأخير لا صورة واحدة له بينما الأول لا يخرج عن صورة نمطية واحدة لا ثاني لها عند القوم - على الأقل عندنا حيث تمكنوا من الحكم منفردين - وهي أن يأتوا بفرقة إنشاد "جهادية" تصدح في الناس على أنغام المعازف الصاخبة والموسيقى الحديثة بأناشيد جهادية تحض على الجهاد والإستشهاد وترفع عقيرتها بـ "إن للإخوان صرح كل ما فيه حسن .. لا تسلني من بناه إنه البنا حسن" و بـ "خندقي قبري وقبري خندقي .. وسلاحي صامت لم يشتكي" وبـ "الطاغية الأميركان ليكم تدربنا .. بقول الله وقول الرسول ليكم تسلحنا" إلى آخر تلك الأهازيج ..
    ثم يتخلل الإنشاد فواصل من إلقاء الشعر الرسالي الجهادي ، وبعدها يتقدم مقدمهم ليلقي خطبة عصماء عن ضرورة الدولة الإسلامية والتحديات التي تواجهها والضيوف يكبرون ويهللون عوض أن يتوجهوا بالتهنئة للعروس وأهله !!!
    وكذلك الأمر في مجالس العزاء التي حولوها من مجلس تعزية إلى منابر للخطابة السياسية والأيدلوجية .

    فرق شاسع بين الصورتين في اعتقادي .

    فإن اختار شخص الصورة الثانية فلا بأس وهو شأنه إن أراد تحويل عرسه إلى منبر خطابة سياسي ، لكن أن تسعى في فرضها على الجميع فعندها تظهر الفاشية والشمولية في أبهى صورها !!
    وقد حاولوا ذلك أول تمكنهم ولكن رفضه المجتمع بشدة خاصة وأن المجتمع يرى في الصورة المنضبطة بالشرع التي سردتها لك أولا غلوا وتعصبا فما بالك بما هو أشد منها وأكثر تدخلا في خصوصيات الناس .
    وهذا مجرد مثال .

    نحن لا مشكلة لنا مع الاختيار أخي ما دام يخص صاحبه ، مشكلتنا مع التوجيه وفرض الوصاية ومحاولة حشر الدين في كل صغيرة وكبيرة وفرض أن ثمة تصور واحد لفعل كل شيء في الإسلام بلا تمايز ولا اختلاف وهو خلاف الواقع جدا ، فالإسلام لا يفعل أكثر من أن يخط المبادئ العريضة التي ينبغي للمجتمع أن يمشي عليها ولا يتدخل ليملي على المتجتمع كيف يفعل كل شيء بطريقة يعتبر كل ما يخالفها غير إسلامي وإن وافق هدي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم نفسه !!

    هذه الحالة الذهنية المتطرفة ليست نتاجا إسلاميا أبدا ، بل هي من وضع حسن البنا نفسه وهي التي تنتج ما تراه من نزق وضيق بالمخالفة لدى الإخوان ، فالمشكلة والداء متأصل في الفكر الإخواني نفسه ، والأستاذ حسن البنا إنما اقتبسها من الأحزاب العقائدية الأيدلوجية المحيطة به والتي سبقت حزبه وجودا كالشيوعيين والاشتراكيين ، ولو أنك تأملت لوجدت هذا النَفَس الشمولي الإكراهي المصادر موجودا بشدة في النموذج الشيوعي ، ولو أنك زرت أوروبا الشرقية إبان حكم الشيوعيين لوجدت كيف أنه لديهم طريقة "شيوعية" لفعل كل شيء في الحياة ولجعل كل منشط في حياة البشر يخدم الفكرة الشيوعي والدولة القائمة ، وكل ما لا يخدم فلا قيمة له مهما كان راقيا في درج الإبداع الإنساني أو العلمي .
    وعلى ذلك فقس كل مناشط المجتمع والدولة .

    باختصار : الإسلام جاء بالحلال والحرام والمبادئ العامة الصالحة لكل زمان ومكان ولم يأت بنظرية اجتماعية متكاملة يراد صوغ كل المجتمع وفقها بلا تمايز أو اختلاف ، هذه النظرية ليست هي الإسلام وإنما هي نتاج فكر صاحبها ، وهي وإن كانت تنتمي إلى الإسلام من حيث الإشتقاق والاستنباط إلا إن اختزال الدين كله فيها ظلم وأي ظلم ، وللبشر الحق في مخالفتك ، ومجرد مخالفة طريقتك وفكرتك ونظريتك الاجتماعية أو الاقتصادية أو الفنية أو الاعلامية أو السياسية التي تسميها إسلامية لا يعني أنهم يخالفون الإسلام أو أنهم علمانيون .

    هذه "الشمولية" في الطرح الفكري ومحاولة صوغ كل المجتمع في قالب واحد و"توجيهه" بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة بما يخدم ذلك القالب لا تجدها إلا في نماذج معدودة منها النموذج الشيوعي الذي يبدو أن الأستاذ البنا قد اقتبس منه هذا النَفّس لشدة اعجابه به كما سجله في أكثر من مقال وكما اقتبس منه هيكلة البناء الحزبي أو ما يعرف بنظام "الأسر" وهو نفسه نظام الخلايا الشيوعية مع تغير التسمية ، مثلا يقول البنا مسجلا اعجابه في مقالة له بعنوان "معركة المصحف .. أين حكم الله؟" :

    [ المقصود بحكم الله فى الدولة أن تكون دولة دعوة، وأن يستغرق هذا الشعور الحاكمين مهما علت درجاتهم والمحكومين مهما تنوعت أعمالهم، وأن يكون هذا المظهر صبغة ثابتة للدولة توصف بها بين الناس، وتعرف بها فى المجامع الدولية، وتصدر عنها فى كل التصرفات، وترتبط بمقتضياتها فى القول والعمل.

    فى العالم دولة اسمها الاتحاد السوفيتى لها مبدأ معروف ولون معروف ومذهب معروف نحن لا نأخذ به ولا ندعو إليه، ولكنا نقول: إن هذه الدولة عرفت بلونها هذا بين الناس وفى المجامع الدولية، وهى ترتبط بمقتضياته فى كل تصرفاتها وأقوالها وأعمالها، وقد أرادت إنجلترا وأمريكا تقليدها فادعتا أنها تصطبغان بالدعوة إلى شىء اسمه الديمقراطية وإن اختلف مدلوله بمختلف المصالح والمطامع والظروف والحوادث.

    فلماذا لا تكون مصر وهى دولة مستقلة ذات سيادة معروفة فى المجامع الدولية بتمسكها بهذه الصبغة الإسلامية وحرصها عليها ودعوتها فيها وارتباطها بها فى كل قول أو عمل. ذلك هو أساس الحكم بما أنزل الله ومتى وجد هذا المعنى وارتبطت الدولة بهذا الاعتبار واصطبغت بهذه الصبغة فستكون النتيجة ولاشك تمسك الحاكمين بفرائض الإسلام واتصافهم بآدابه وكمالاته ثم صدور كل التشريعات وخضوع كل النظم الاجتماعية فى الدولة لتوجيهاته وأحكامه فيتحقق حكم الله فرديا واجتماعيا ودوليا وهو المطلوب. ]
    آ.هـ

    http://www.ikhwanwiki.com/index.php?...84%D9%87%D8%9F

    وقد حاول إخوان السودان تطبيق نموذجهم وأدلجة كل المجتمع ووضعه في قالب واحد فنظرنا فوجدناه نفس ما كان يحاول الإتحاد السوفيتي السابق يحاول فعله بالشيوعية مع الجماهير مع وضع الإسلام مكان الشيوعية ، فتنبأنا بفشل المشروع الإسلاموي في السودان كما فشل المشروع الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ، ولعل البنا لو امتد به الدهر ليرى فشل التطبيق الشمولي للفكر بالقسر على كل المجتمع كما كان يطمح ويتمنى لغير رأيه ورأى غيره . بل إننا نعلم يقينا أن الإخوان في السودان استندوا أول اقتناصهم الحكم بالنظام البعثي السوري وبالنظام الإمامي الإيراني وبعثوا إلى هذين البلدين فرقا منهم ليتعلموا كيفية تنزيل الفكر الحزبي الأيدلوجي على كل الدولة وصبغها به ، فحاكوا خطوات البعثيين في سوريا في كل شيء حتى في لباس طلاب المدارس ومناهج التعليم ، وكما كان يؤخذ الإنسان في الاتحاد السوفيتي بتهمة أنه فعل فعلا مخالفا للشيوعي أو بتهمة عدم الثورية الكافية والانتماء للطبقة البورجوازية لمجرد ابداء اعجابه بمسرحية أو فنا من الفنون الغير موجهة ، فكذلك كان الإنسان في السودان في التسعينيات يؤخذ بتهمة معاداة الشريعة والدولة الإسلامية لمجرد عدم تماهيه مع الفكرة الإسلاموية أو عدم اهتمامه بما تريد منه الدولة الاهتمام به وعدم توجيه جهده للصب في قناة خدمة تلك الفكرة ، وسرعان ما سيجد نفسه مطرودا مهملا وربما مسجونا أو حتى مقتولا .

    هذه الشمولية القسرية تقتل الإبداع الفردي ، وقد فتشت في الشرع الذي يتمسحون به فما وجدت لها فيه أثرا وإنما هي مستورد آخر كما الديموقراطية والليبرالية والعلمانية وإن كانت باسم الدين هذه المرة ، ولطالما كان المجتمع الإسلامي على مر العصور مجتمعا تعدديا في إثنياته وقبائله وطبقاته وأفكاره ومذاهبه بل وتشريعاته ، وكان يقبل ذلك الخلاف في الغالب ويتقوى به ويستثمره لا يضيق به ويحاول وأده بما أفرز الوضع الكارثي الذي نراه في السودان أو إيران .

    عندما تعاطى المسلمون الأوائل مع العلم أخذوه بتجرد وحيادية ، وقسموه إلى برهاني وعقلي وتجريبي ونقلي ، وعندما وفدوا إلى المجتمعات المختلفة قبلوا بها بما تحويه من اختلافات ولم يحاولوا طمسه ، لذا ازدهرت الحضارة في أرض المسلمين قديما وتقدمت العلوم والمجتمعات ، لم يكن لديهم هوس بأسلمة العلم والمجتمع قسرا وتوجيههما بما يخدم فكرة بعينها ، ولما أقول فكرة لا أعني الإسلام لأن الإسلام وضع إلهي وليس فكرة أو مبدأ كما ظن البنا فقاس قياسه على الشيوعية الوضعية وهنا مكمن الخطأ في قياسه : أنه قاس الوضع الإلهي على الفكرة البشرية الوضعية ورام تطبيق وسائل هذا على ذاك فأفرز شذوذا ومسخا .
    أقول : لم يكن لدى المسلمين هوس بأسملة العلم مثلا ، فلم يكن لديهم قسم من العلوم اسمه العلم الإسلامي مقابل غيره من العلوم اللاإسلامية لادراكهم أن العلم لا هوية له !!

    هذه النوعية من الفكر ظهر للناس جميعا الخلل فيها وتخلى عنها حتى أهلها والعالم اليوم يعيش في زمن ما بعد الأيدولدوجيات ، والنحو بالدين نحو الأيدولوجيا التي تجعله مجرد فكرة وأداة توظف في احداث تغير اجتماعي وثقافي واقتصادي (ثورة) هو أجنبي عن الإسلام ولم يعرف إلا في القرن العشرين بتأثر من انتشار الأيدلوجيات شرقا وغربا بما جعل بعض "الكتاب" وأنصاف العلماء يظنون أن الإسلام يمكن أن يكون أيدلوجيا كذلك تناطح غيرها من الأيدلوجيات أو كما نادى علي شريعتي بـ "أدلجة الدين" وانقاذه من هيمنة العلماء والفقهاء على خطابه وتمليكه للجماهير الثارة الهادرة .

    هذه الأدلجة تنتج دائما مجتمعا أحادي التفكير الناس فيه نسخ مكرر عن بعضهم البعض حتى في الملبس والمأكل لتحقيق التماهي مع الطريقة "الإسلامية" الصحيحة لفعل كل شيء حتى ربما تجد من يفتيك أن ثمة طعام إسلامي وطعام غير إسلامي ولباس إسلامي ولباس غير إسلامي داخل مساحة المباح منه نفسه عوض أن يكون مقياس الأمر "الحلال والحرام" من الأطعمة والألبسة كما كان يعبر السادة الفقهاء ، ولمَ لا وكل المصلطحات موجهة وكل العلوم متحيزة بما يخدم الفكرة والحزب اللذان هما الإسلام ذاته في وعي الجماهير المؤدلجة الغافلة من الشباب المتكدس رأسه بأيدلوجيا زائفة تمنحه شعورا بالاستعلاء والتميز عما حوله .

    والله الموفق
    صل يا قديم الذات عدد الحوادث .. على المصطفى المعصوم سيد كل حادث

  14. #59
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    207
    سيدى الكريم الشيخ هانى حفظكم الله
    عفوا سيدى أنا الأحق بالاعتذار على كثرة أسألتى لكن معذرتى المقبولة فى ذلك مولانا ما فتح ويفتح الله به عليكم من علم وبيان للباحثين عن الحق حتى أنى كلما أعزم ألا أسأل مرة أخرى كيلا أثقل عليكم يردنى عن هذا العزم ما أراه من سعة صدركم وحسن بيانكم وجميل تدقيقاتكم وغوصكم فى معان أرها تغيب عن أهل العلم فضلا عن العامة أمثالى
    سيدى الفاضل كلامكم عن الإخوان والشيخ حسن البنا رحمه الله أوضح لى أمورا فى غاية الأهمية
    أولها عن الشيخ البنا رحمه الله والنظرة السويه له
    وثانيها عن نظرة الإخوان المقدسة للشيخ رحمه الله ومن ثم نظرتهم لمشايخهم وما يتبع ذلك من انحراف فى الفكر والسلوك
    ثالثها سيدى عن فكرة الشمولية التى ينتهجها الإخوان وما فيها كم تفضلتم من "أدلجة تنتج دائما مجتمعا أحادي التفكير الناس فيه نسخ مكرر عن بعضهم البعض"
    سيدى الكريم . لا زلت أريد الإستزادة من علموكم وتحقيقاتكم فى هذا المحور الثالث " الأدلجة والشمولية "
    فبرأيكم مولانا ما الطريقة المثلى التى كان من الواجب على الإخوان أن ينتهجونها ويسيرون عليها بدلا من الأدلجة والشمولية
    وهم يسعون إلى نشر تعاليم الإسلام ومقاومة الأفكار والسلوكيات البعيدة عن الدين والعمل على تحقيق هذه التعاليم فى واقع الناس وأعتقد أن فكرة تحقيق هذه التعاليم فى واقع الناس على أرض الواقع هو ما سيعلل به الإخوان عن أدلجتهم وشموليتهم وأظن أن هذا هو ما جعل الشيخ البنا رحمه الله يقول " أنا أؤلف رجالا لا أؤلف كتبا حينما قيل له لم لا تؤلف كتبا
    فما هو البديل العلمى والعملى سيدى لجماعة يقولون ان أكبر أهدافنا عودة الخلافة وأصغر أهدافنا بناء الفرد المسلم
    جزاكم الله خيرا سيدى وفتح عليكم فتوح العلماء المخلصين



  15. #60
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    302
    قد يكون كل واحد منا على علم ليس عليه غيره من الإخوة، أنا بحكم العيش في مصر والاختلاط بالشعب المصري لي تصور عن إخوان مصر
    والأخ هانئ كذلك بحكم أنه سوداني، وكذلك غيره.
    ومن هذا المنطلق فهمت أن ما يفعله الإخوان من "توحيد الأساليب" لا معنى للتشنيع عليه بهذا الأسلوب الذي أطال به الأخ هانئ كلامه جدا،
    و"توحيد الأساليب" هذا ليس مما ابتدعه الإخوان في العصر الحديث، وإنما هو شكل من أشكال الطرق الصوفية التي أنشأها مشايخ أجلاء في القرون السالفة،
    كالشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أحمد الرفاعي والشيخ أبي الحسن الشاذلي .... رضي الله عنهم.
    ثم حدثت في بعض المنتمين إلى هذه الطرق ما يطول سردها، إلا أن الأصل لا ينكر، بل لعله كان متعينا في عصر هؤلاء المشايخ ومن بعدهم.
    وهكذا فإن رأى الإخوان مصلحة فيما يفعلونه فلم الإنكار عليهم طالما نظروا إلى مصلحة المسلمين، وإرجاع دولة الخلافة.
    والذي أعتقده أقرب للصواب هو أن نحاول إصلاح ما هو فاسد في النظام الإخواني، كما نحاول إصلاح التصوف مما شابه من الكدورات
    وأما التشنيع على الإخوان واستعمال كلمات موجعة وشديدة في حقهم لمجرد أنهم أخطؤوا في كذا وكذا من الأمور فهذا ليس من الحكمة في شيء.
    وخطأ الإسلاميين أمرٌ، هم أنفسهم يعترفون به، وهذا لا يعني إضعاف روح الحماسة الإسلامية وفتح الباب أمام أعداء الإسلاميين.
    ويحضرني هنا قصة معبرة ذكرها الإمام تاج الدين السبكي في الطبقات في مدح السلطان محمود بن سبكتكين والثناء عليه، وحاصلها:
    اشتكى رجل من رعيته أن جارا له يهجم بيته في ظلام الليل ويزني بامرأته، ولا يستطيع الدفاع عن عرضها،
    ولما تكرر هذا مرات ذهب الرجل إلى السلطان فبين له الأمر، فقال له السلطان: إن حصل ذلك مرة أخرى فأخبرني فورا.
    ولما حصل اعتداء الجار على منزله خرج فورا إلى السلطان وأخبره، فخرج السلطان معه حاملا معه السيف
    ولما دخل بيت الرجل ووجد الجار يزني أمر السلطان صاحب البيت بإطفاء النور، فشهر سيفه فقطع به عنق الزاني، ثم طلب من الرجل كوبا من الماء، وبعد شربه سأله هل لك حاجة أخر، أم تأذن لي بالخروج ؟
    فقال له الرجل: عندي سؤال قبل أن تخرج: ما السر في إطفاء النور، وطلب الماء، فقال: الذي كان يزني بامرأتك ابن أخي لي، فأردت أقتله دون أرى وجهه، وأما الماء فإني قد حلفت بالله أني لا آكل ولا أشرب حتى أقيم العدل وأطبق الشرع في دولتي.
    ثم علق التاج السبكي رحمه الله على هذه الواقعة قائلا: إن ما فعله السلطان خطأ شرعيا؛ لأنه لم يكن له أن يفعل هكذا، بل لإقامة حد الزنا طرق معروفة.
    ومع هذا الخطأ أثنى عليه السبكي الفقيه السني الغيور، ووصفه بالديانة والتمسك بالدين، بل وصفه بأنه من أعاظم سلاطين الإسلام.
    هكذا ينبغي أن يكون التعامل مع أخطاء الإسلاميين، وليس بالقسوة والتشنيع.
    والله أعلى وأعلم.

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •