و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم محمد أكرم
قلت : " عندما بدأت قراءة كلامك هذا رأيت أنِّي لو لم أكن أعرف رأيك المسبق لتوهَّمتُ أنَّك تتكلَّم على إخوتنا المناقشين لجماعة الإخوان!
فالإخوة الأفاضل المناقشون لإخوتنا الإخونجيَّة يحكمون بأنَّ أفعالهم مخالفة للشريعة وأنَّهم خارجون عن (القالب) الذي يجب أن يكون أهل السنَّة والجماعة فيه!!"
و أنا لا أسلم هذا فلا أظن أن ما نقله الشيخ هاني مثلا في قضية الخازندار يحتمل غير ما قال و أرسلت لك على الخاص وجه عدم التسليم
و لكن - و هو الأهم - هب أني سلمت بما تقول فحاصل قولك أن التعصب لا دين له و أن الاخوان و ان كان فيهم المتعصب فمخالفهم فيهم المتعصب كذلك
فأقول مع التسليم بهذا لكن طالما أن هذا المخالف لا تنظيم له فلا خطورة منه من ناحية الفاشية و هي الناحية التي قصدته حين ذكرت تعصبهم
ذلك أن المخالف و ان تعصب لا يرى أن أي انحراف عن "القالب" الذي يراه هو ضرر على تنظيمه ينخر فيه كالسوس و يجب أن يواجه بمنتهى القوة و الحسم
و ان رأى ذلك فليس عنده الأدوات التي تمكنه من جبر المخالف على الانصياع "للقالب" بخلاف الاخوان
بل أقول - الاخوان و ان بدوا أقل تعصبا الا أنهم أخطر من الوهابية من ناحية الفاشية
فالوهابية تقبل من اعتقد اعتقادهم في ضمن طائفتهم و ان لم يوافقهم في كل شيء بل ان الوهابية ليس عندها تصور "شامل" للفرد السلفي أصلا!
أما الاخوان بفكرهم "الشمولي" فهم يرون أن الاسلام يتدخل في كل أمور الحياة تدخلا مخصوصا جدا و أن الانحراف عن هذا التدخل هو تخاذل أو علمانية أو خيانة أو جهل و انحراف