النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: العدل والظلم في ميزان الإيمان بالله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الأردن - المفرق
    المشاركات
    25

    العدل والظلم في ميزان الإيمان بالله

    السلام علكيم

    عندما اتأمل في ايماني بالله وبأنه سبحانه وتعالى عادلاً في كل شأنه ، تنهال عليَّ وساوس الشيطان بحيث لا تدع موقفهاً من مواقف الحياة إلا ذكرته، ودائماً تكون صيغة سؤال الوسوس ، لماذا فعل كذا مع كذا ولم يفعل كذا مع كذا ، ويبدأ الشيطان ( الجني أو الأنسي ) بسرد الاحاديث والايات التي تبدو للبسيط بأن فيها تناقض ، عندها يشعر المسلم بالألم في نفسه ويبحث عن اجابة فلا يجد ،
    بالنسبة لي تبادر إلى نفسي أمراً عندما فكرت فيه توقف الوسواس ولم يستطع ان يلقي بنفسه إلى ساحة النقاش ، وهي هل العدل والظلم مخلوقان بحيث أنه لو فكرنا ملياً لوجدنا بأن الله عز وجل ممتنع ان تكون فيه صفة الظلم ، يعني لو أنه سبحانه وتعالى ادخل الصالحين في جهنم والمذنبين في الجنة ، عندها لا يكون ظالماً سبحانه كون الظلم مخلوق حاله حال الحسن والقبح الذي البسه الله تعالى لمن يريد فهذا حسن وهذا قبيه بمراد الله عز وجل ، فهل استطيع ان اقول أن الله اعطى أمراً ما بأنه ظالم وأمراً ما بأنه عادل بمراده سبحانه وتعالى أم أن هذا الفكر باطل ولا يصح ؟
    قال حكيم : " لقد وهبنا الله أذنين وفم واحد ، حتى نسمع كثيراً ونتكلم قليلاً " .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    76
    روي الإمام أحمد(21589 ) أبو داود (4699) وابن حبان((727 ) من حديث سَعِيدِ بْنِ سِنَانَ عن وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، قَالَ: لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ، لَعَلَّهُ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي. قَالَ: ["لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ جَبَلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، لَدَخَلْتَ النَّارَ " قَالَ: فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ].
    قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند : إسناده قوي، سعيد بن سنان صدوق لا بأس به. وباقي رجاله ثقات. وهو موقوف من حديث أُبي بن كعب وابن مسعود وحذيفة بن اليمان، ومرفوع من حديث زيد بن ثابت.، وابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز.

    قال العلامة علي القاري في شرح مشكاة المصابيح :" [لو]: أي فرض [أن الله عذب أهل سمواته] من الملائكة المقربين وأهل أرضه من الأنبياء والمرسلين [عذبهم] وفيه إشكال ودفعه أن الشرطية غير لازمة الوقوع [وهو غير ظالم لهم] الواو للحال لأنه متصرف في ملكه وملكه فعذابه عدل وثوابه فضل قيل فيه إرشاد عظيم وبيان شاف لإزالة ما طلب منه لأنه يهدم منه قاعدة الحسن والقبح العقليين لأنه مالك الجميع فله أن يتصرف كيف شاء ولا ظلم أصلا [ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم] أي الصالحة إشارة إلى أن رحمته ليست بسبب من الأعمال وإيجابها إياها إذ هي لا توجبها عليه كيف وهي من جملة رحمته بهم فرحمته إياهم محض فضل منه تعالى عليهم فلو رحم الأولين والآخرين فله ذلك ولا يخرج عن حكمة غايته أنه أخبر أن المطيعين لهم الثواب وأن العاصين لهم العقاب كما هو مثبت في أم الكتاب فالأمر المقدر لا يتبدل ولا يتغير وهذا هو الصواب في الجواب."

    وري البيهقي في الاعتقاد عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَدِدْتُ أَنِّي أَجِدُ مَنْ أُخَاصِمُ إِلَيْهِ رَبِّي، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَنَا فَقَالَ عَمْرٌو: أَيُقَدِّرُ عَلَيَّ شَيْئًا وَيُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَعَمْ، قَالَ: لِمَ، قَالَ: لِأَنَّهُ لَا يَظْلِمُكَ، فَقَالَ: صَدَقْتَ.
    وروى أيضا عن حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: "لَمْ أُخَاصِمْ بِعَقْلِي كُلِّهِ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ غَيْرَ أَصْحَابِ الْقَدَرِ، قُلُتْ أَخْبِرْنِي عَنِ الظُّلْمِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا هُوَ؟ قَالَ: أَنْ يَأَخُذَ الرَّجُلُ مَا لَيْسَ لَهُ، قُلْتُ: فَإِنَّ اللَّهَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ".

    وذكر البيهقي عن الشيخ الإمام العلامة المفتي المحدث، شيخ الشافعية في نيسابور أبي بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد، النيسابوري المعروف بالصبغي -شيخ الحاكم- أنه قال :الظُّلْمُ عِنْدَ الْعَرَبِ هُوَ فِعْلُ مَا لَيْسَ لِلْفَاعِلِ فِعْلُهُ وَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يَفْعَلُهُ اللَّهُ إِلَّا وَلَهُ فِعْلُهُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ فَاعِلٌ بِالْأَطْفَالِ وَالْمَجَانِينَ وَالْبَهَائِمِ مَا شَاءَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ، فَقَالَ: {أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} [نوح: 25] فَأَغْرَقَهُمْ صَغِيرَهُمْ وَكَبِيرَهُمْ، وَقَالَ: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات: 41] وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْوَارِدَةِ فِي تَعْذِيبِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْأَطْفَالِ وَالْمَجَانِينَ بِأَنْوَاعِ الْبَلَاءِ."
    فيا اخي أحمد لا يجوز نسبة الظلم إلى الله ولا يتصور منه أن يظلم وكذلك لا يجوز تسبة الظلم إلى الله بسبب الظلم الحاصل من البشر وإن كان قد قدّره الله تعالى لأنه سوء أدب مع الله تبارك وتعالى و يتناقض مع الإيمان والرضا بالقدر خيره وشره وحلوه ومره بل قد يجر إلى الكفر كما هو مشاهد.
    وأختم كلامي بحكاية ذكره الحاقظ ابن كثير في تاريخه عن الشَّيْخُ عَفِيفُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ الْبَقَّالِ شَيْخُ رِبَاطِ الْمَرْزُبَانِيَّةِ، وكَانَ صَالِحًا وَرِعًا زَاهِدًا قَالَ: كُنْتُ بِمِصْرَ فَبَلَغَنِي مَا وَقَعَ مِنَ الْقَتْلِ الذَّرِيعِ بِبَغْدَادَ فِي فِتْنَةِ التَّتَارِ، فَأَنْكَرْتُ فِي قَلْبِي وَقُلْتُ: يَا رَبِّ، كَيْفَ هَذَا وَفِيهِمُ الْأَطْفَالُ وَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ؟ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ رَجُلًا وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ، فَأَخَذْتُهُ فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ هَذِهِ الْأَبْيَاتُ، فِيهَا الْإِنْكَارُ عَلَيَّ:
    دَعِ الِاعْتِرَاضَ فَمَا الْأَمْرُ لَكْ ... وَلَا الْحُكْمُ فِي حَرَكَاتِ الْفَلَكْ
    وَلَا تَسْأَلِ اللَّهَ عَنْ فِعْلِهِ ... فَمَنْ خَاضَ لُجَّةَ بَحْرٍ هَلَكْ
    إِلَيْهِ تَصِيرُ أُمُورُ الْعِبَادِ ... دَعِ الِاعْتِرَاضَ فَمَا أَجْهَلَكْ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    عمان- الأردن
    المشاركات
    3,723
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    جزاك الله خيراً أخي إبراهيم...

    أخي أحمد،

    نحن نسلِّم لله تعالى أفعاله، لا على سبيل أنَّا لا نستطيع فهم ذلك، بل نحن نسلِّم له تعالى لأنَّنا نعلم أنَّ أفعاله تعالى جميعاً هي له على السواء، ولقد دلَّ الدليل اليقينيُّ على ذلك...

    فلذلك لا يكون في أيِّ فعل من أفعاله تعالى أيُّ ظلم لأنَّه لا تعدِّيَ فيها.

    والسلام عليكم...
    فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •