بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل لكم ما كتبه أخي عمر سعيد الشيربيني على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)
يقول :
رأيت على صفحة بعض الوهابية محاولة بائسة للتشكيك في أشعرية مولانا السلطان الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي الكبير - رحمة الله تعالى عليه ورضوانه - رغم اشتهار تلك الحقيقة التاريخية ، فرأيت أن أدعم تلك الحقيقة ببعض الأدلة ..
--------------------------------------------------------------------
قال المقريزي في كتابه (المواعظ والاعتبار) 4/160 :
[فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني ، على هذا المذهب قد نشأ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق ، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري ، وصار يحفّظها صغار أولاده ، فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على مذهب الأشعري ، وحملوا في أيام مواليهم كافة الناس على التزامه ، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب ، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك (يقصد المماليك)] اهـ .
وقال أبو شامة في (أخبار الدولتين) 2/375 :
[وكان قد جمع له الشيخ الامام قطب الدين النيسابوري رحمه الله عقيدة تجمع جميع ما يحتاج إليه في هذا الباب وكان من شدة حرصه عليها يعلمها الصغار من أولاده حتى تترسخ في أذهانهم من الصغر ورأيته وهو يأخذها عليهم وهم يقرؤونها من حفظهم بين يديه] اهـ .
ولا شك في أشعرية القطب النيسبوري ، والدليل الساطع على هذا أنه درَّس في نظامية نيسابور ، ومعلوم أن النظاميات لم يدرّس فيها قط إلا أشعري شافعي منذ أيام إمام الحرمين الجويني وحجة الإسلام الغزالي ، وكان هذا بنص وقفية النظاميات .
وقال الإمام الحافظ السيوطي في (الوسائل إلى مسامرة الأوائل) ص15 :
[فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية ، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة إلى و قتنا هذا] اهـ .
وقد توفي السيوطي سنة 911 !!
ثم يأتي مسكين ويجادل في أشعرية أهل مصر .
وأما تصوير الملك الناصر صلاح الدين - رضي الله تعالى عنه - على أنه أمي جاهل يأخذ ما يمليه عليه غيره دون نظر ولا تيقن ، فهو ظلم وجهل ، فقد كان رضي الله تعالى عنه عالما فقيها شافعيا حافظا كتاب (التنبيه) للإمام الشيرازي في فقه السادة الشافعية ، قد اعتنى والده نجم الدين أيوب بتربيته على طلب العلم وملازمة علماء عصره حتى تفقه وقرأ الحديث .
وقال أبو شامة في عقيدته (المرجع السابق) :
[كان رحمه الله - أي صلاح الدين - حسن العقيدة ، كثير الذكر لله تعالى قد أخذ عقيدته عن الدليل بواسطة البحث مع مشايخ أهل العلم وأكابر الفقهاء .. فتحصل من ذلك سلامة عقيدته عن كدر التشبيه والتعطيل جارية على نمط الاستقامة] اهـ .
وحين أراد الملك الناصر رضي الله عنه إظهار مذهب أهل السنة والجماعة وإبادة ضلالة الإسماعيلة الباطنية بمصر ، أمر الشيخ الفقيه الأصولي النحوي محمد بن هبة الله البرمكي بكتابة أرجوزة في العقيدة - على مذهب الأشاعرة قطعا - وأمر بالإعلان بها على المنابر والمآذن بعد الأذان .
ثم كيف يتوهم متوهم انحراف صلاح الدين عن عقيدة السادة الأشاعرة أهل السنة مع ما عرف من قربه العظيم من الإمام الحافظ ابي القاسم ابن عساكر إمام الأشاعرة في زمانه وصاحب كتاب (تبيين كذب المفتري على أبي الحسسن الأشعري) ؟؟!!!
------------------------------------------------
وهذه فائدة إضافية من المقريزي تفيد بأن جماهير الأمة على عقيدة السادة الأشاعرة رضي الله تعالى عنهم :
قال في (المواعظ والاعتبار) 4/180 :
فهذه جملة من أصول عقيدته التي عليها الآن جماهير أهل الأمصار الإسلامية ، والتي من جهر بخلافها أريق دمه ، والأشاعرة يسمون الصفاتية لإثباتهم صفات اللّه تعالى القديمة ، ثم افترقوا في الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة ، كالاستواء والنزول والإصبع واليد والقدم والصورة والجنب ، والمجيء على فرقتين ،فرقة تؤول جميع ذلك على وجوه محتملة اللفظ،وفرقة لم يتعرّضوا للتأويل ولاصاروا إلى التشبيه ، ويقال لهؤلاء الأشعرية الأثرية] اهـ
انتهى
وهذا رابط المقال :
https://www.facebook.com/omar.alsher...41344312607686