صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 24

الموضوع: الحسن والقبح العقلي ( بوابة الكفر والإلحاد في هذا العصر )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843

    الحسن والقبح العقلي ( بوابة الكفر والإلحاد في هذا العصر )

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    أما بعد ، فإن علماء أهل السنة رضي الله عنهم قرروا أصولا هي الأصول التي ينشأ عنها الكفر بالله تعالى

    وقد أحسن الإمام أبي عبد الله السنوسي رحمه الله في مختصره " المقدمات " تلخيص ذلك ، قال:

    المقدمةُ الرابعةُ: أصولِ الكفرِ والبدعِ
    وأصولُ الكفرِ والبدعِ سبعة:ٌ
    1- الإيجابُ الذّاتيُّ: وهوَ «إسنادُ الكائناتِ إلى اللهِ على سبيلِ التّعليلِ أو الطَّبْعِ منْ غيرِ اختيارٍ».
    2- والتّحسينُ العقليُّ: وهوَ «كونُ أفعالِ اللهِ تعالى وأحكامِهِ موقوفةً عقلاً على الأغراضِ -وهوَ جلبُ المصالحِ ودرءُ المفاسدِ-».
    3- والتّقليدُ الرديءُ: وهوَ «متابعةُ الغيرِ لأجلِ الحميّةِ والتّعصّبِ منْ غيرِ طلبٍ للحقِّ».
    4- والرّبطُ العاديُّ: وهوَ «إثباتُ التّلازمِ بينَ أمرٍ وأمرٍ وجودًا وعدمًا بواسطةِ التّكرُّرِ».
    5- والجهلُ المركّبُ: وهوَ «أنْ يجهلَ الحقَّ ويجهلَ جهلَهُ بِهِ».
    6- والتّمسّكُ في عقائدِ الإيمانِ بمجرّدِ ظواهرِ الكتابِ والسّنّةِ منْ غيرِ تفصيلٍ بينَ مَا يستحيلُ ظاهرُهُ منهَا ومَا لا يستحيلُ.
    7- والجهلُ: بالقواعدِ العقليّةِ الّتي هيَ «العلمُ بوجوبِ الواجباتِ وجوازِ الجائزاتِ واستحالةِ المستحيلاتِ، وباللّسانِ العربيِّ الّذي هوَ اللّغةُ والإعرابُ والبيانُ».
    اهـ


    وإننا لنرى في زمننا هذا الباب هو باب دخول كثيرين في غيابات الشكوك والريبة في صحة الإسلام .. وقد أفاد وأجاد وأحسن علماء أهل السنة الأشاعرة في بيان أن أمر الله تعالى لا يتبعة علة غائية تدفعه دفعا إلى الأمر بشيء ما أو النهي عن شيء ... وأنه لا حسن أو قبح يجب على الله مراعاته في أوامره ونواهيه ، وأنه تعالى له أن يكلف عباده بما شاء ، ألا له الخلق والأمر ، لا يسأل عما يفعل

    وأن لا حكمة يتبعها أمر الله ، بل الحكمة تابعة لأمر الله ونهيه . إلى آخر ما قررهوه في مصنفاته ... وهذا موضوع فيه بيان لحجة الإسلام الغزالي ، يوضح ذلك ويقيب عليه الحجج والبراهين ..

    انظر: مرجع الحسن والقبح إلى الأغراض ( الإمام الغزالي )
    http://www.aslein.net/showthread.php?t=14727
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    ولما فتن كثيرون ببعض الفلسفات الغربية ونظرتها للحسن والقبح والرحمة والحرية والعدالة إلخ ... نظرة معينة ، هي مختلفة عما جائت به النصوص الشريعة ، بل مصادمة لكثير منها ..
    انجرف كثير من المعاصرين إلى محاولة لإعادة فهم وقراءة النصوص الشرعية ، بدعوى التجديد ومجاراة العصر والواقع ، ليصروا إلى نتاج إلى أوفق وأكثر انسجاما مع الفكر الغربي المعاصر .. فيما عرف بفقه الواقع والفقه المقاصدي التجديدي التنويري ، إلى غير ذلك من التسميات ...


    وما إعادة نظرهم فيما سموه بـ " الموروث القديم " إلا لإيجاد حلول لهذا التعارض الواقع ..

    فمنهم من يختار أقوالا ثبت بنظر المجتهدين ومقتضي القواعد أنها مرجوحة ، تاركين الأقوال الراجحة القوية لا لشيء إلا لمصادمتها وشناعتها في عقول وأهواء المعاصرين
    ومنهم من يتوسع في الأخذ بالمرجوح فيختار الشاذ المهجور
    أو يعيد تفسير بعض الأحكام الشرعية مخترعا مفاهيم جديد وتكييفات محدثة ، ليصحح الأحكام في زمنها القديم ، ويبطل قول من يقول ببقائها كما هي في هذا العصر
    أو أن المقاصد الشرعية لا تتحقق إن أخذنا بهذه الأقوال لاختلاف الواقع والظروف
    ومنهم من يخالف الإجماع بأن ينازع في وقوعه ، أو ينازع في محل الحكم الذي انعقد عليه الإجماع ، مخصصا إياه بأن مرجعه الظروف والبيئة والأعراف إلخ ...
    ومنهم من يطعن في حجية الإجماع أصلا ، ولا يبالي بمخالفة جمهور الأمة وتخطأتها ، بل ويعنف على من يريد التمسك بتلك الآراء القديمة الحجرية والتي عفا عليها الزمن .

    إلى آخر ذلك من طرقهم في التلفيق بين فلسفات الغرب ونصوص الشرع ..

    ولينظر هنا:
    كلمة في الإجماع : الحصن الحصين ، الواقف في وجه المحرفين ، وسبب طعنهم فيه ( د. هيتو )
    http://www.aslein.net/showthread.php?t=14481

    النظام : حقيقة حاله ، وسبب رده الإجماع
    http://www.aslein.net/showthread.php?t=14497




    حتى إنه كان يقال في بعض المؤتمرات – وهو أسبوع الفقه الإسلام – على لسان بعض المجددين !:
    " يريد من رواء هذه اللقاءات أن يتم التزاوج بين ما ورثناه ، وبين مقتضيات العصر الحديث حتى نظل متعلقين بشريعنا ، وحتى تظل هذه الشريعة وهذه الأفكار ، وهذا الفقه الإسلامي خالدا على مر الزمن يتطور بتطور الأزمان ، ويتطور دون أن يخرج على حدود الشريعة الإسلامية … نوائم بين هذه الأفكار وبين ما يرد في أفكار العصر الحديث من وجود عقبات تجعل هذه الأفكار غير متمشية مع العصر … هي دراسة مسايرة أو موائمة أو مدى التوفيق بين مجتمعاتنا وبين هذه الأفكار الفقهية التي ورثناها "
    والخروج " بحصيلة يستطيع بمقتضاها أن يقرب بين الأحكام الوضعية وبين الأحكام الشرعية "



    __________________________________________________ _____________________



    هذا ، وقد تنبه إلى مقاصدهم بعض العلماء ممن حضر تلك المؤتمرات وهو الشيخ بدر متولي عبد الباسط عميد كلية الشريعة بجامع الأزهر فقال:
    " هل معنى ذلك أن نصدر الأحكام ، ثم نلتمس من الشريعة مسوغا ولو كان مسوغا واهيا ، والحقيقة أن تتبع المذاهب الواهية قد توسع فيها بعض الناس أخيرا ، ولكن الحقيقة أن هذا لا ينبغي أن نعود إليه لأننا نقول بالاجتهاد ، والاجتهاد اتباع للدليل ليس اتباعا لرأي أحد قاله "


    وقال أيضا رادا على ما به بدلوا كثيرا من الأحكام قائلين حقا مريدين به باطلا من تطور الأحكام الشرعية ، مبينا أن ذلك إنما هو فيما إذا أنيط حكم ما بعلة ما منضبطة ظاهرة مضطردة ، ثم تبين أن هذه العلة انخرمت قال :
    " فإذا ثبت حقا انخرام العلة ، وأنها لم تكن مضطردة في مناسبتها ، ففي هذه الحال على العين والرأس نقول تغير الحكم بتغير الزمن .
    هناك أحكام بناها الفقهاء على فكرة علمية كانت سائدة في وقتهم ، ثم تبين فساد هذه النظرية أو هذا المبدأ العلمي بيقين ، لكن هناك أحكام قطعية ثبتت بأدلة قطعية وفي مسائل فرعية ينبغي أن نبعدها بعدا تاما عن أن تكون في متناول أية حاجة ، وأن تكون بمحل القداسة عندنا "





    وللشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله موقف مشرف كذلك ، فمما قال:

    " يريدون أن يحولا الشريعة عن مقاصدها إلى ما يوافق أهواء وإرادة مجتمعاتنا " أي باسم التطوير !
    يقول : الذين يريدون كلمة التطوير هنا - وهم أخف من أولئك وطأة وأقل قيلا – يؤمنون بالقوانين الأوربية أكثر من إيمانهم بالشريعة الإسلامية … إنهم يريدون التبديل … بحيث تسير الشريعة الإسلامية وراء القانون القائم ، لا أن يسير هو وراءها ، يريدون أن تكون الشريعة محكومة بما يجري بين الناس ، لا أن تكون حاكمة على ما يجري بالخير أو الشر ، وينسون أن الشريعة نزلت من عند الله لإصلاح المجتمع وتنظيم العلاقات بين الناس
    "


    فباطل قول القائل : الشريعة كما أنزلت وكما فهمها علماء الأمة غير صالحة لكل زمان ومكان ، بل إن الشريعة صالحة مصلحة لكل زمان ومكان !
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    كما هو معلوم أكثر المسائل المثارة لا تخرج عن هذه المحاور:



    محور العقائد من حيث
    حرية الاعتقاد ، وحقوق غير المسلمين في بلاد المسلمين من حيث إظهار شعائرهم وبناء دور عبادتهم والدعوة لمعتقداتهم ، ومفهوم بلاد الإسلام والكفر



    ومحور المرأة وحقوقها
    من حيث المساواة في الحقوق والواجبات ، والميراث ، وإبرام عقدي النكاح والطلاق ، وحقوق غير البالغات وما عرف بالقاصرات – أي تحت سن 18 سنة وإن كن بالغات عاقلات - ، وزي المرأة ، واختلاط الجنسين ومشاركة المرأة في المجتمع



    ومحور " حقوق الإنسان "
    من حيث حد الردة ، والقصاص ، والسرقة والزنا والرجم ، وفهوم الشدة والقصوة في الحد ، وهل من حق الدولة أن تعاقب المتعدي عقوبة بدنية ، أم أن دورها فقط الإصلاح التأهيلي في نحو السجون حيث يقضي الجاني – أو المراد إصلاحه ، ضحية المجتمع – مدة عقاب مع تأهيل وإصلاح ليعود ليمارس حياته مرة أخرى .. دون عقاب بدني رادع على جرمه



    ومحور علاقة الدولة بالحريات
    من حيث ما مدى تدخل الدولة في حريات المواطنين ، من حيث الحريات الجنسية أو الدينية ، كتجريم الشذوذ الجنسي والإلحاد، ومن حيث فرض أمور منشؤها الدين بإسم الدين ( من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والحسبة ) ، وما فهموم إقامة الدين وإقامة الشرع ، وهل منه هيمنة وسيطرة القوانين الشرعية على البلاد ، وهل يجب السعي لنشر لذلك في بقية البلاد وإخضاع غير المسلمين لهيمنة الشرع وسلطانه ، وما أوجه ذلك ...



    محور الجهاد من حيث
    جهاد الطلب ، وأن الدين لم ينتشر بالسيف ، وأن الأفكار لا تحتاج إلى قوة لتدافع عنها ، ولا الشرع لا يحتاج إلى فرضه وإقامته على الأرض والبلدان ، فضلا عن أن يتم ذلك بقوة وسلطان ، وقول من قال يقال الكفار لكفرهم ..
    ومن حيث الرقيق ، والسبي ، وملك اليمين

    إلى غيره ذلك من المسائل الفلسفية والأخلاقية والفقهية
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    وللأسف الشديد بدلا من السعى إلى إعادة إحياء وإقامة أصول ومفاهيم عقدية كقاعدة الحسن والقبح الشرعيين ، وأن أفكار البشر وفلسفاتهم لا يصح أبدا أن تكون النصوص الشرعية تابعة لها ، بل كلنا عبيد الله ، يأمرنا بما يريد ، ويمتحننا بما فيه تكليف ومشقة ، سواء أكان بدنيا أم ذهنيا وفكريا ، وإن العبد ليجب عليه الاستسلام لأمر الله ونهيه ..



    هذا ، وإن الصراع الأزلي منذ أن خلق الله تعالى الخلق بين الحق والباطل ، وأن أحق الحق هو عبادة الله تعالى وحده ، وإفراده بالتوجه ، والخضوع لأمر والاستسلام ونهيه ، وإن أكفر الكفر هو محادة الله تعالى ، سواء كان بإنكار وجوده ، أو باعتقاد النقصاد في ذاته أو صفاته ، أو في التشريك معه في ألوهيته أو ربوبيته.

    ثم إن صور ذلك الصراع والنزاع لشتى ، وإن وسائل أهل الإضلال في الأرض لعديدة ، والموفق من وفقه الله تعالى والمعصوم من عصمه المولى سبحانه ، وما كان أول كفر بالله تعالى إلا إيباء وتكبرا ، لا إنكارا لوجوده تعالى أو تشريكا أحدا من خلقه معه .

    فإن إبليس - لعنه الله – أول من { أبى واستكبر وكان من الكافرين }



    قال البيضاوي رحمه الله :
    " امتنع عما أمر به، استكبارا من أن يتخذه وصلة في عبادة ربه، أو يعظمه ويتلقاه بالتحية، أو يخدمه ويسعى فيما فيه خيره وصلاحه. والإباء : امتناع باختيار.
    والتكبر : أن يرى الرجل نفسه أكبر من غيره.
    والاستكبار : طلب ذلك بالتشبع.
    { وكان من الكافرين } أي في علم الله تعالى ، أو صار منهم باستقباحه أمر الله تعالى إياه بالسجود لآدم اعتقادا بأنه أفضل منه، والأفضل لا يحسن أن يؤمر بالتخضع للمفضول والتوسل به كما أشعر به قوله { أنا خير منه جوابا } لقوله : { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين }. لا بترك الواجب وحده. " 1

    وقال أيضا : { خلقتني من نار وخلقته من طين } جوابا لسؤال المولى – وهو أعلم به - { ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك }


    قال البيضاوي رحمه الله :
    { قال أنا خير منه }جواب من حيث المعنى استأنف به استبعادا لأن يكون مثله مأمورا بالسجود لمثله ؛ كأنه قال : المانع أني خير منه، ولا يحسن للفاضل أن يسجد للمفضول، فكيف يحسن أن يؤمر به.
    فهو الذي سن التكبر وقال بالحسن والقبح العقليين أولا.
    { خلقتني من نار وخلقته من طين } تعليل لفضله عليه، وقد غلط في ذلك بأن رأى الفضل كله باعتبار العنصر وغفل عما يكون
    باعتبار الفاعل ؛ كما أشار إليه بقوله تعالى : { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } أي بغير واسطة
    وباعتبار الصورة ؛كما نبه عليه بقوله : { ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين }
    وباعتبار الغاية وهو ملاكه ، ولذلك أمر الملائكة بسجوده لما بين لهم أنه أعلم منهم ، وأن له خواص ليست لغيره
    اهـ


    فالله تعالى يأمرنا بما يريد ، وذلك هو الحسن وهو الحق ، وتتبعه الحكمة ، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها .


    ويحسب هؤلاء التنويريون أنهم مصلحون ، وأنه بتحريفهم لكثير من المعاني الشرعية ستطمئن لهم قلوب العوام بأن الإسلام لا يعارض التقدم والتحضر ، وسيدخل الناس في دين الله أفواجا بعد أن حلت لهم كثير من العقد الناشأة عن تلك الأفهام الضيقة الرجعية ، وأن الغرب سيرضى عنهم ويبرئهم من تلك التهم الشنيعة ....


    حتى كأنه صار شرط القبول بالإسلام إعادة قراءته ومسايرته هذه المفاهيم ، وإلا فلا مجال له في عالمنا هذا ، وبقاؤه في ملفات التاريخ خير له وأنفع !
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    والعجيب في هذا الأمر أن هؤلاء " الإصلاحيين والمجددين " يحسبون أن الناس سيأخذون أقوالهم كما هي ... ويسلمون لهم تبعية النصوص لتلك الأفهام الجديدة ... ويقبلون حملهم القديم على البيئة والواقع ..

    وكذا يظن وبعض أتباعهم ممن يحسنون الظن بهم ، يتابعونهم ويدعون إلى آرائهم التنويرية ..


    ولكن بأدنى نظر في تفاسير علماء المسلمين ، وشروحهم للأحاديث ، وكتبهم الفقهية على مدار ثلاثة عشر قرنا من الزمن .. يرى الناظر أن في كثير من هذه " المسائل المشكلة ! " الأمة مطبقة على معان معينة .. هي تلك المعاني الصادمة .. !


    فيتفطن الناظر لتلك الحيلة والخدعة التي يستعملها " الإصلاحيون " ويتأكد له الصدام الواقع ... فكأن هؤلاء ما يدعون إلى شريعة الإسلام التي أطبق عليها المسلمون أصلا أي في تلك القضايا التي هي محل النزاع !!


    فتأتي الصدمة ! أن الشرع متهم بالجور والظلم ، وأن الله تعالى رحيم لا يأتي بهذا أبدا ... فينتج لهم أن هذا الدين ، دين الإسلام ليس الدين الحق ، وأن نصوصه مفتراة وأحاديث مختلقة ، ونبيه بشر كأي بشر ، لا وحي ولا رسالة ! إلى آخر ما هنالك من تلك المزالق الخطيرة ..



    وقد رأيت كثيرا من الملحدين هم الكاشفون عن هذه النصوص من أمهات الكتب ..

    والعامة ، منهم من ينكر وجود هذه النصوص أصلا ، معتمدا على ما تلقاه من الإصلاحيين من أفهام ، فيزيده الملحد على النصوص أخرى ، مرتبة مسلسلة ، من لدن أرباب المذاهب إلى آخر المحشين ! من كل المذاهب !


    فيصاب بالذهول والخوف .. ويدفعه ذلك إلى النظر والفكر ..
    هل هذا حقا هو دين الإسلام دين الرحمة ؟!
    أم أن في الإسلام كهنة وكهنوت ، يظهر ما يحب لأتباعه ليقودهم إلى مصالحه ، ويخفى عنهم حقيقة هذا الدين المخيفة ..


    فيجد الملحد بابتسامة عريضة ماكرة قائلا :
    لا تخف ، لا تقلق ، كلنا مررنا بهذا .. لا تقلق .. أول العلم الشك .. وأول النور الريبة فيما أنت عليه .. نعم إنما هي موروثات قديمة ، تخلص منها العالم المتحضر .. نبذوا نصرانيتهم منذ عقود ، وغيرهم وثنيتهم .. وما منعنا سلوك سبيلهم إلا الانغلاق والجهل والإرهاب الفكري … نعم . إنما هي ظلمات بعضها فوق بعض !


    فينطق أخر ما بقي من الإيمان في قلب الأول قائلا :
    ولكني أخاف .. هذا خطير .. أخاف من النار والخلود فيها .. ان أكون مع الكفار أنا أخا



    فيقطعه إبليسه الإنسي :
    وهل ما زلت تصدق بهذه الخرافات ! يا صديقي هي أوهام وأساطير .. صنعها بشر مثلي ومثلك .. هكذا هي عند الحضارات الصينية القديمة ، والفلسفات الهندية ، والإنكا والمايا ، وكذا كانت عن الفراعنة ، وتوارثتها ما سمت نفسها بالأديان السماوية ، وهي ليست إلا تطورا ونضوجا في الفكر البشري عن الاعتقاد في الأكوان والجمادات ..

    يا صديقي .. هي خرافة ، قد ظهر لك بطلان كثير مما اعتقدته من عند الله .. تلك اللا إنسانية الوحشية الهمجية .. التي ملئت بها نصوص القرآن والسنة .. والتي طالما صرفت النظر عن التفكر في أصوبيتها ، وامتنعت عن الشك في صحتها .. دافنا ضميرك الإنساني وعقلك البشري الحديث المتطور .

    فأنت نبذت أولا كثيرا من تلك السنن التي أسفرت عن وحشية " نبي الرحمة " ! واتهمت نقلت تلك النصوص .. وأفهام بعض " المتشديين "

    حتى تبين لك حقيقة الأمر ، وأن القرآن الذي تزعمه لم يتبدل أو ينحرف لا يختلف كثيرا في تلك الوحشية الدموية !

    عجبا لتمسكك بخيط عنكبوت .. وقد انهار المبنى على أم رأسه … إنما هو التعصب والجهل !!
    حرر عقلك .. تتحرر روحك ونفسك … وتنعم بالحق والصدق .. من ضيق الأديان إلى سعة الحرية والعلم والفكر الإنساني الحديث !




    وقد تركت تفاصيل عديدة ، ولإن اختلفت السيناريوهات ، إلا أن جنسها واحد


    وفي الفقرات التالي أنقل لكم عن بعض من انقادوا إلى هذه الدركات ..

    أسأل الله الهداية والتوفيق والسداد .. والعصمة في القول والعمل عن الزيغ والضلال
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  6. #6
    طرح موفق ..جزاكم الله خيرا يا شيخ أشرف .

    أصبت موضع الداء وأجدت توصيفه تماما ، بالفعل تغلغل العلمانية والحداثة في المجتمعات المسلمة وتأثر الطبقة المتعلمة بها ومحاولة البعض إعادة تشكيل الإسلام بما يتفق وقيم الحداثة والديموقراطية منشؤه عند التأمل التقبيح والتحسين العقليان ، فجزاكم الله خيرا .

    وهذا مثال آخر يبين أهمية العقيدة وتدريسها وتحصين المسلم بها نفسه من الأوهام المتسترة باسم العقلانية والاستنارة .
    التعديل الأخير تم بواسطة هاني علي الرضا ; 24-04-2013 الساعة 00:01
    صل يا قديم الذات عدد الحوادث .. على المصطفى المعصوم سيد كل حادث

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    الولايات المتحدة
    المشاركات
    47
    جزاك الله خيرا يا شيخ أشرف على هذه الإطلالة المشرقة ، وننتظر البقية إن شاء الله تعالى . أعانكم الله وسدد خطاكم .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    بارك الله فيكم جميعا .. وتقبل الله منا ومنكم


    وقفت على كلام جيد في الموضوع للشريف حاتم العوني ، ولسيدي الشيخ سعيد نحوه في مقالاته حول العلمانية ..


    د. الشريف حاتم العوني
    الجمعة 07/06/2013


    لم ننته ممن يردّون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بحجة مخالفة العقل، وهي لا تخالف العقل الصحيح، وإنما تخالف قدرتهم هم على الفهم والتعقّل، حتى بدأ التمرد على السنة بحجة أخرى، وهي حجة مخالفة الفطرة السوية!.

    وكالعادة ليس في كثير مما يذكر هؤلاء المعنيون بهذا المقال مما يخالف الفطرة السوية، لكنه قد يخالف بعض الأمزجة وبعض الطباع وبعض العادات والأعراف، ولأنهم لا يعرفون الفرق بين الفطرة التي يجتمع عليها عامة البشر، والمزاج المعين والذوق الخاص، فقد جعلوا من أذواقهم هم وأمزجتهم فطرةً بشرية.. هكذا بطفرة فكرية واحدة !!.

    وليتهم تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمَّا ‏أُتِي‏ ‏بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ، فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقَالَ ‏خَالِد بن الوليد: أَحَرَامٌ هُوَ؟، قَالَ: ‏لَا، وَلَكِنه لَا يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ، فَأَكَلَ ‏خَالِدٌ،‏ ‏وَرَسُولُ الله ‏صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَنْظُر.
    فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله، وهو أسلم البشر فطرة، وأزكاهم نفسًا، وأصحهم مزاجًا، وأسماهم ذوقًا: لم يمنع من أكل الضب، لمجرد أن نفسه عافته ولم تستسغه، بل صرح أنه يعافه عيفان الإلف، وأنه لم يألف أكله، ولذلك فقط عافه، ولو كان أحد هؤلاء مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لبادر بتحريمه، بحجة قبح الضب، وأنه عملاق وزغة، دميم (بالدال لا بالذال) الخلقة !!.

    واليوم، مع انتشار كثير من مبادئ الغرب الحديث وعاداته وأمزجته، ومع تسويق أفكاره وفلسفاته ورُؤاه المعاصرة وكأنها قيم قطعية لا تقبل التشكيك، أصبح كثير من الناس عامة، ومن المسلمين خاصة، لا يفرقون بين الفطرة السوية من جهة والمزاج العام والعادة السائدة والأفكار والرُؤى المنتشرة من جهة أخرى، فكل ما خالف هذا المزاج الحديث، قالوا: هذا مخالف للفطرة !، وكل ما ناقض الأفكار السائدة هاجموه بدعوى عدم الإنسانية أو الوحشية أو الهمجية.. ونحو ذلك من عبارات الذم والتنفير!.

    وتناسى الغرب المغرور والمفتونون بحضارته أن الفطرة البشرية السوية لا يمكن أن يكون البشر كلهم في كل عصورهم السابقة على خلافها، فلا يمكن أن البشر كلهم كانوا على خلاف فطرتهم، حتى جاءت القيم الغربية الحديثة فاكتشفت للبشرية فطرتها البشرية التي فقدها البشر منذ آلاف السنين أو عشرات آلافها !!!.

    فمثلا: قوامة الرجل، وتعديد الأزواج للرجل الواحد، شيء كانت عليه عامة البشر في الحضارات البشرية كلها، من الشرق والغرب، كما يعرفه كل من درس شيئًا من الحضارات الأمم الغابرة ووقف على تاريخها الثقافي والديني وحياتها الاجتماعية، وهو أيضًا مما تتفق عليه عموم الملل، وتسير عليه غالب القوانين الإنسانية، وهذا معلوم حتى في التوارة الموجودة إلى اليوم وفي أسفار العهد القديم من الكتاب المقدس عند النصارى، ولمجرد أن الغرب دعى للتمرد على هذه الفطرة البشرية، وتعالى على جنسه البشري بمثل هذا التمرد، ظن كثير من الناس أن هذا هو الفطرة السوية !!.

    ولمجرد أن الغرب يستقبح الحدود والعقوبات الإسلامية كحد السرقة والقصاص والرجم وقطع الأيدي والأرجل من خلاف والصلب، أصبح البعض يدعي أن هذه وحشية، وتخالف الفطرة السوية !!.

    ونسوا أن البشرية كلها قبل حضارة الغرور البشري المعاصرة كانت تمارس عدالاتُها تلك العقوبات كلها، وأنه يتفق مع الإسلام فيها ما هو موجود إلى اليوم في التوراة وأسفار العهد القديم.
    ولا أريد أن أناقش تناقض الغرب بين استنكار تلك الأمور وممارساته هو العملية، والتي تخالفها كل المخالفة، ونفاقه الكبير في هذا الجانب.

    ولا شك أن الفطرة البشرية هي ما اتفق عليه عامة البشر في جميع الأعصار، لا ما اخترعته حضارة جيل واحد، وأرادت تعميمه على الأمم والحضارات الأخرى بآلة العولمة من إعلام واتصال وغزو حضاري وفكري.

    فأرجوكم دعوا الفطرة السوية للبشرية، ولا تتسلطوا عليها بأمزجتكم وأذواقكم المتقلبة!!.
    اهـ

    http://www.al-madina.com/node/458261...A9.html/risala
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    الدولة
    المنيعة - الجزائر
    المشاركات
    907
    موضوع رائع جدا ، مع التأكيد على أن أحكام الشرع لا تتنافى مع الحكمة و العقل ، و لكن العقل البشري ، أفرادا و جماعات ، قد لا يدرك الحكمة من كل أمر جاء به الشرع ، فعدم الإدراك لا يعني عدم الوجود ، و حينما يقدم النقل على العقل ، فلأن العقل يدرك أن لهذا العالم خالق ، و خالق هذا العالم هو من يعلم بأمر خلقه ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [الملك : 14] .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    240
    بل الحسن و القبح العقلى اساس الدين و بدون اثباته لا تثبت نبوة اصلا
    و لسنا عاجزين عن تقديم اجابات عقلية شافية على شبهات خصوم الاسلام
    فلا يوجد فى شريعة محمد ص قبيح عقلا البتة
    (فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ) امير المؤمنين عليه السلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    ويقول أيضا الشريف حاتم العوني وفقه الله:


    هؤلاء بدؤوا بإنكار حد الرجم ، بحجة وحشيته ، وجمعوا لإنكارهم شبها تُضحك ( في سخفها) وتبكي (في جراءتها على هيبة الحق) أهل العلم وطلابه ، وبهذه الحجة نفسها سوف ينكرون ما ثبت بالقرآن : { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .

    فهل تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف ، والصلب ، ليست بحسب مزاجكم وحشية ؟ وهل ستتجرؤون على القرآن كما تجرأتم على السنة ؟!
    هؤلاء لا يفرقون بين الوحشية الحقة ووحشية تسليط أمزجتهم على الوحي
    اهـ
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    عمان- الأردن
    المشاركات
    3,723
    حقاً إنَّك مسكين يا محمد علي التهامي!

    ولئن كان الحسن والقبح الذاتيَّان أساساً لدينك فدينك بكلِّه باطل.

    وزعمك أنَّه من غير القول به لا تثبت النُّبوَّة كذبة منبنية على جهلك العميق بقول أهل الحقِّ وأنَّك لم تطَّلع على ما قالوا من شيء، ولئن كنتَ اطَّلعتَ على شيء فلم تفهمه!

    فلئن كنتَ تفهم شيئاً -أيَّ شيء- في هذه المسألة فتعال ناقش فيها، وإلا فلا ترم بكلام تافه كمثلك.
    فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    29
    رحم الله الشيخ البوطي الذي استفدت من كتابه الذي ألفه كثيرا وهو الانسان مخير أم مسير .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    أوروبة
    المشاركات
    1,620
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمود ياسين مشاهدة المشاركة
    رحم الله الشيخ البوطي الذي استفدت من كتابه الذي ألفه كثيرا وهو الانسان مخير أم مسير ؟ .
    فائدة مهمّة ، أرجو أن لا يُبعِدَنا إيرادُها هنا عن أصل الموضوع المُهِمّ النفيس الذي طرحهُ فضيلة مولانا الشيخ أشرف حفظه الله و جزاهُ عنّا خيراً ..
    كنت قد كتبتُ بِها لِبعض الإخوة الفضلاء المشاركين في منتدتنا المبارك :
    أخي العزيز المحترم حفظه الله تعالى .
    سلامُ عليك ، و بعد فأرجو الإنتباه إلى أنَّ التسيير و التخيير كِلاهما حاصلان وَ أنَّهُ لا تنافِيَ بينهما ، بخلاف الجبر و التفويض ... فإِنَّ بينهما تنافِياً ، كما لا يخفى ...
    قال تعالى {منكم من يُريدُ الدُنيا و منكم من يُريدُ الآخِرة } فأثبت للعباد اختياراً (و الآيات في هذا كثيرة) و قال سبحانَهُ {هو الذي يُسيِّرُكُم في البرّ و البحر ...} الآية22 من سورة يونس عليه السلام مع قوله تعالى {سيروا فيها لياليَ وَ أيّاماً آمنين } الآيات (سبأ) ... و نحوها ... فَيَصِحُّ أن يكونَ الإنسانُ يُريدُ باختيارِهِ وَ أَنَّهُ يَسيرُ باختيارِهِ ، وَ سيرُهُ و إرادَتُهُ وَ اختيارُهُ كلّ ذلك بمشيئة الله تعالى و قضاءِهِ وَ تقديرهِ و تدبيرِهِ وَ تيسيرِهِ و تسخيرهِ سبحانَهُ .. فسؤال :" هل الإنسان مخيّر أم مُسيّر " بهذه الصيغة التي توهم تضادّاً بين التخيير و التسيير لا يخلُو من قُصُور وَ مُغالطة ، وَ هو أليق بجهلة العوامّ وَ ليس من شأن أهل المعرفة وَ التحقيق ، و اللهُ أعلم ...
    ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
    خادمة الطالبات
    ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه

    إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    240
    مسالة الحسن و القبح قتلت بحثا فى حوارات الشيعة مع الاشاعرة , و لا زلنا على موقفنا انه لو كان الكذب مثلا ليس قبيحا عقلا فانه لا يمكن الجزم بان الله - تعالى عن ذلك - لا يكذب فكيف تثبت النبوة و الاله يجوز ان يصدق نبوة كاذب
    لكن ما نقوله ان العقل البشرى قاصر عن ادراك كل جهات الحسن و القبح لكن هناك بدهيات كقبح الكذب
    (فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ) امير المؤمنين عليه السلام

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •