هدية للمنتدى ، قلت عن الأندلس :
يَا رَاكِبَ البحْرِ بَحْر الشِّعْر فِي غَلَسِ ــــــــــ أَلْقِ المَراسِي بِـأَرْضِ الأٌنْسِ أَنْـدَلُسِ
كَمْ جُبْتَ أرْضًا بِها سَبْعٌ عجــــــائِبُها ــــــــــ وَ هذِهِ وَحْــــــــدَها بالسَّبْعِ إِنْ تَـقِسِ
هدية للمنتدى ، قلت عن الأندلس :
يَا رَاكِبَ البحْرِ بَحْر الشِّعْر فِي غَلَسِ ــــــــــ أَلْقِ المَراسِي بِـأَرْضِ الأٌنْسِ أَنْـدَلُسِ
كَمْ جُبْتَ أرْضًا بِها سَبْعٌ عجــــــائِبُها ــــــــــ وَ هذِهِ وَحْــــــــدَها بالسَّبْعِ إِنْ تَـقِسِ
بارك الله فيكم ..
سُبحانَ اللهِ وبحمدِه { ..
................... سُبحانَ اللهِ العظيم { ..
♥
و فيكم بارك الله ، شكرا أخي .
ينظر الإسلام للحياة من خلال وجود اليوم الآخر ، و ذلك بوصف الجنة هي منزل المؤمنين في الآخرة ، فيها تتحقق اللذة الكاملة للجنس البشري ، و الدنيا ليست بدار كاملة ، و ما فيها من نقص يستلزم وجود حدود في التعامل و قوانين ربما تنتقص من اللذات و ذلك من أجل التسيير الحسن لهذه المرحلة ألا و هي مرحلة الحياة الدنيا .
أما الحضارة الغربية فإنها تقوم على مبدإ عدم وجود اليوم الآخر ، و ذلك يتطلب إيجاد صيغة للإستفادة القصوى من لذات الدنيا ، بالرغم مما تحدثه هذه الإستفادة القصوى من أضرار ، ولكن باعتبار الدنيا هي الفرصة الوحيدة لإقتناص اللذائذ فلا بد من ذلك .
فلدينا من جانب ، الإسلام يعتبر الدنيا ناقصة ، و هو يوازي بين المصلحة و حصول اللذات في انتظار اليوم الآخر ، حيث الجنة و فيها اكتمال اللذائذ للبشر .
و لدينا من جانب الحضارة الغربية ، و بالرغم من إعترافها بالنقص الموجود في الدنيا ، لكن لكونها تعتبر أن الحياة الدنيا هي الحياة الوحيدة ، فكان لا بد من الإستفادة القصوى من اللذات و لو بوجود الضرر .
و هذا الإختلاف بين الإسلام و الحضارة الغربية ربما يمكننا من خلاله فهم بعض الأمور .
مثال على ذلك مسألة الترشح للحكم ، حيث أن الحضارة الغربية تعتبر الترشح للحكم و تولي المسؤولية فرصة عظيمة لتلبية رغبة النفس في حبها للرئاسة ، بينما نجد الإسلام يعتبر الحكم عبئا يسأل عنه الإنسان يوم القيامة ، فيقوم الإنسان بمتطلباته إذا تحمله و لكن لا يسعى للحصول عليه و كأنه غنيمة دنيوية .
أبيات قلتها في الحكمة :
الحِلْمُ أَقْربُ للفُؤادِ سَبيــــــــــلا ــــــــــــــــ و العـفْوُ هَوَّنَ ما تَراهُ جليلا
و لقد كَتمْتُ مآخِذًا و مَظـــــالِمًا ــــــــــــــــ قَطَع الرجـاءُ لبَابِهِنّ وُصــولا
لمّا عُدِمْتُ على الزمان مناصِـرًا ــــــــــــــــ عَوَّدتُ نفسِيَ أنْ ترُوم قليلا
قلت عن العلم :
أَلَا سَاوِ عِلْمًا بالوُجود لدى الورى ــــــ و سَاوِ انْعِدامًا بالجَــــهَالة مُخْبِــــرا
فما كان مِن خَيرٍ فَبِالعلم و الـهُدَى ــــــ و مــا كان مِن شَــرٍّ فَجَهلٌ تَصـدَّرا
و كلُ بِناءٍ لمْ يَلِ العلمُ رَفْعَـــــــــهُ ــــــ وَشِيكُ سُقوطٍ ، فَـارْتقِبْــــهُ مُتَبَّــــرا
الأخلاق وجه عملي لطريقة التفكير ، فهي تعبير عن فهم و تجسيد لرأي .
و للناس أخلاق شتى ، تباينت أفهامهم فتباينت أخلاقهم .
الأخلاق الفاضلة هي تعبير عن ذكاء و حسن فهم ، بينما الأخلاق الذميمة تعبير عن غباء صاحبها و سوء فهمه .
و مثال عن الأخلاق الحسنة الحلم و التسامح .
و مثال عن الأخلاق السيئة الظلم و الإعتداء .
الحلم دليل على حصافة و ذكاء .
و الظلم دليل على حماقة و غباء و سوء نظر في العواقب .
يقولون : المستحيلات ثلاث ، وهي : الغول والعنقاء والخل الوفي .
و أقول رابع المستحيلات : متدين مخلص في تدينه ذو أخلاق سيئة .
إذْ مُمكِنٌ فهم سوء الخلق من شخص لم يظهر منه التدين ، و غير ممكن و لا يستقيم أن
شخصا متدينا مخلصا في تدينه ، هو مع ذلك ذو أخلاق سيئة و لا يتعامل مع الناس بالحسنى .
نقلا عن موقع ( تعليم جديد ) :
أنواع الذكاءات المتعددة:
نظرية الذكاءات المتعددة
يتحدث هوارد غاردنر عن مجموعة من الذكاءات المتعددة التي تتأثر بما هو وراثي فطري يولد مع الإنسان من جهة، و بما هو مكتسب من البيئة والوسط (الأسرة، والشارع، والمدرسة، والتربية، والمجتمع…). و قد صنف جاردنر هذه الذكاءات إلى ثمانية أنواع سنتطرق إليها بالتفصيل:
أ ـ الذكاء اللغوي: و يعني القدرة على إنتاج وتأويل مجموعة من العلامات المساعدة على نقل معلومات لها دلالة. و من يتمتع بهذا النوع من الذكاء يبدي السهولة في إنتاج اللغة، والإحساس بالفرق بين الكلمات وترتيبها وإيقاعها.
إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء، يحبون القراءة والكتابة ورواية القصص، كما أن لهم قدرة كبيرة على تذكر الأسماء والأماكن والتواريخ والأشياء القليلة الأهمية.
يظهر الذكاء اللغوي لدى الكتاب والخطباء والشعراء والمعلمين، وذلك بحكم استعمالهم الدائم للغة، كما يظهر لدى كتاب الإدارة وأصحاب المهن الحرة والفكاهيين والممثلين.
ب ـ الذكاء المنطقي ـ الرياضي: يغطي هذا الذكاء مجمل القدرات الذهنية، التي تتيح للشخص ملاحظة واستنباط ووضع العديد من الفروض الضرورية للسيرورة المتبعة لإيجاد الحلول للمشكلات، وكذا القدرة على قراءة و تحليل الرسوم البيانية والعلاقات التجريدية والتصرف فيها.
إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء، يتمتعون بموهبة حل المشاكل، ولهم قدرة عالية على التفكير، فهم يطرحون أسئلة بشكل منطقي ويمكنهم أن يتفوقوا في المنطق المرتبط بالعلوم وبحل المشاكل.
يمكن ملاحظة هذا الذكاء لدى العلماء والعاملين في البنوك والمهتمين بالرياضيات ومبرمجي الإعلاميات والمحامين والمحاسبين.
ج ـ الذكاء التفاعلي: يتمتع أصحاب هذا الذكاء بقدرة عالية على فهم الآخرين، وتحديد رغباتهم ومشاريعهم وحوافزهم ونواياهم والعمل معهم، كما أن لصاحبه القدرة على العمل بفاعلية مع الآخرين.
إن المتعلّمين الذين لهم هذا الذكاء يميلون إلى العمل الجماعي، ولهم القدرة على لعب دور الزعامة والتنظيم والتواصل والوساطة والمفاوضات.
يتجسّد هذا الذكاء لدى المدرسين والأطباء والتجار والمستشارين والسياسيين والزعماء الدينيين وأطر المقاولات.
د ـ الذكاء الذاتي: يتمحور حول تأمل الشخص لذاته، وفهمه لها، وحب العمل بمفرده، والقدرة على فهمه لانفعالاته وأهدافه ونواياه، إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء يتمتعون بإحساس قوي بالأنا، ولهم ثقة كبيرة بالنفس، ويحبذون العمل منفردين، ولهم إحساسات قوية بقدراتهم الذاتية ومهارتهم الشخصية. يبرز هذا الذكاء لدى الفلاسفة والأطباء النفسانيين والزعماء الدينيين والباحثين في الذكاء الإنساني.
يرى جاردنر أن هذا الذكاء تصعب ملاحظته، والوسيلة الوحيدة للتعرف عليه، ربما تكمن في ملاحظة المتعلمين، وتحليل عاداتهم في العمل، وإنتاجهم، ومن المهم كذلك أن نتجنب الحكم بصفة تلقائية على المتعلمين الذين يحبون العمل على انفراد، أو أولئك المنطوين على أنفسهم على أنهم يتمتعون بهذا الذكاء.
هـ ـ الذكاء الجسمي ـ الحركي: أصحاب هذا الذكاء يميلون لاستعمال الجسم لحل المشكلات، والقيام ببعض الأعمال، والتعبير عن الأفكار والأحاسيس. إن التلاميذ الذين يتمتعون بهذه القدرة يتفوقون في الأنشطة البدنية، وفي التنسيق بين المرئي والحركي، و عندهم ميولٌ للحركة ولمس الأشياء. يتميز بهذه القدرة الجسمية الحركية الفائقة، الممثلون والرياضيون والجراحون والمقلدون والموسيقيون والراقصون والراقصات والمخترعون.
و ـ الذكاء الموسيقي: يسمح هذا الذكاء لصاحبه بالقيام بالتعرف على النغمات الموسيقية، وإدراك إيقاعها الزمني، و الإحساس بالمقامات الموسيقية، و بالتفاعل العاطفي مع هذه العناصر الموسيقية. نجد هذا الذكاء عند المتعلمين الذين يستطيعون تذكر الألحان والتعرف على المقامات والإيقاعات، وهذا النوع من المتعلمين يحبون الاستماع إلى الموسيقى، وعندهم إحساس كبير بالأصوات المحيطة بهم. نجد هذا الذكاء لدى المغنين وكتّاب كلمات الأغاني و كذلك الملحنين و أساتذة الموسيقى.
ز ـ الذكاء البصري ـ الفضائي: يتمحور حول القدرة على خلق تمثلات مرئية للعالم في الفضاء وتكييفها ذهنياً وبطريقة ملموسة، يمكّن صاحبه من إدراك الاتجاه، والتعرف على الوجوه أو الأماكن، وإبراز التفاصيل، وإدراك المجال وتكوين تمثل عنه.
إن المتعلمين الذين يتجلى لديهم هذا الذكاء محتاجون لصورة ذهنية أو صورة ملموسة لفهم المعلومات الجديدة، كما يميلون إلى معالجة الخرائط الجغرافية واللوحات والجداول وتعجبهم ألعاب المتاهات والمركبات.
يوجد هذا الذكاء عند المختصين في فنون الخط وواضعي الخرائط والتصاميم والمهندسين المعماريين والرسامين والنحاتين.
ج ـ الذكاء الطبيعي: يتجلى في القدرة على تحديد وتصنيف الأشياء الطبيعية من نباتات وحيوانات. إن الأطفال المتميزين بهذا الصنف من الذكاء تغريهم الكائنات الحية، ويحبون معرفة كل شيء عنها، كما يحبون التواجد في الطبيعة وملاحظة مختلف مكوناتها.
و بالإضافة إلى هذه الأنواع الثمانية ، يقترح جاردنر نوعا تاسعا بقوله: “يبدو لي اليوم أن هناك شكلاً تاسعاً من الذكاء يفرض نفسه، وهو الذكاء الوجودي، وهو يتضمن القدرة على التأمل في المشكلات الأساسية كالحياة والموت والأبدية، وسيلتحق هذا الذكاء بقائمة الذكاءات السابقة بمجرد ما يتأكد وجود الخلايا العصبية التي يتواجد بها (Gardner,1997) ويمكن اعتبار أرسطو وجان بول سارتر وكير كجارد نماذج ممن يجسد هذا الذكاء التاسع، إذا ثبت مكانه في الدماغ.
إن القائمة السابقة لأنواع الذكاء هي قائمة مبدئية ؛ لأن كل نوع من أنواع الذكاء السابق ذكره يمكن تقسيمه إلى أنواع فرعية، كما يمكن أن يختلف الأفراد فيما بينهم في النوع الواحد من الذكاء .
خامسا: تطبيق نظرية ” الذكاءات المتعددة ” في التعليم
يعاني التعليم في الدول النامية عموما من الابتعاد عن عالم المتعلمين؛ فالمواد التعليمية تقدم في أغلب الأحيان بطرق جافة ومملة، دون مراعاة بيئة المتعلمين وحاجاتهم، فضلاً عن أنها لا تعير اهتماماً لمداركهم وقدراتهم العقلية المختلفة، وما تقتضيه من تنوّع أساليب التدريس لمخاطبة كل فئة بما يناسب طريقتها في التعلم، الشيء الذي جعل أغلب المتعلمين يتعاملون مع المواد الدراسية دون تأثر أو انفعال وجداني. هذا الأمر ولّد لدى بعضهم النفور والملل، وجعلهم يكوِّنون مشاعر سلبية تجاه المدرّسين و البيئة المدرسية بشكل عام، خاصة في وقت يتاح لهم فيه التعامل مع العديد من الوسائل التعليمية الحديثة والمتطورة، التي أنتجتها التكنولوجيا المعاصرة ، والتي تعمل على إشباع حاجاتهم المعرفية بطرق تفاعلية و مشوقة.
في العلم معنى القوة و القدرة على الأمور ، و لقد جاء في قصة سيدنا يوسف عليه السلام : ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [12:76] ) .
نقرأ قول الله تعالى : ( وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) .
و في الحياة كثير من الأمور تكون صعبة بسبب الجهل بكيفية التعامل معها ، و بوجود العلم تكون سهلة و ميسرة .
جزاكم الله خيراً .
نسألُ اللهَ تعالى أنْ يَمُنَّ علينا بالإِيمانِ الكامِل و حُسْـنِ الخُلُق وَ حُسْنِ الختام ، بخيرِ و عافِيَةٍ ظاهِراً و باطِناً ، آمين .
أخي الكريم : قول حضرتكم :" يقولون : المستحيلات ثلاث ، و هي : الغول و العنقاء و الخل الوفي " ، هذا يُعرَفُ عند أحبابِنا الليِبِيِّين هكذا :" ثلاثةٌ في الدنيا ليسَ فِيْ : الغول و العنقاء و الخِلّ الوفِي". و لا يخفى على حضرتِكُم أنَّ هذا ليس من المستحيلات العقلِيَّة مُطلقاً ، بل بالنسبة للأوَّلَين : الغول و العنقاء ، هو مِنْ باب تكذيب خُرافات الجاهلِيَّة التي بقيت شائعة عند عوامّ البسطاء من الجُهّال حتّى اليوم .
أمّا بالنسبة للخلّ الوفِيّ فلَم يَقُلْ أحَدٌ من العقلاء أنَّهُ من المُستحيلات العقلِيَّة و لا المُستحيلات العادِيَّة و لا المُسْتَحيلات الشرعِيَّة ، بل قولُهُم :" لَيْسَ فِي " : أي غير موجود ، محمولٌ على المبالغة في وَصْفِ نُدُورِ وُجُودِهِ أوْ نُدرة وُجُود كامل الوفاء ، وَ خاصَّةً عنْدَ شيوع فَسـاد الأحوال بين كثير من الناس كمثل هذه الأيّام بسَـبَب بُعد كثيرٍ منهُم عن الإلتزام بالدِينِ الحقّ وَ اتِّباع السُـنَّةِ النبوِيّة المُحَمَّدِيَّةِ الشرِيفة وَ الأخلاق الإِسْـلامِيَّة السـامِية الكريمة . وَ لا يقصدون اسْـتِحالة وُجودِ الخلّ الوفِيّ على الإِطلاق في جميع الأحوال على مَرِّ الزَمان ، فالأوفِياءُ في أُمَّةِ الحبِيبِ كثيرُونَ و الحمد لله .
و على ذلك يُحمَلُ ما كانَ سَـيِّدُنا و مولانا شيخُ الفُقهاء وَ قُدوة العارِفين المُتَّقِينَ العُلماء ، فَخْرُ الأئِمَّة الشيخ أبو اسحق الشـيرازِيّ الصِدَّيقِيّ الشـافِعِيّ رضي اللهُ عنْهُ يُنْشِـدُ لِنَفْسِـهِ ( وَ هُوَ مِنْ أبلَغِ الشعرِ وَ أحلاهُ وَ أرقاه) :"
سَـأَلْتُ الناسَ عَنْ خِلٍّ وَفِيٍّ *** فقالُوا ما إِلى هذا سَـبِيلُو أمّا قول حضرتكم :" أقول رابع المستحيلات : متدين مخلص في تدينه ذو أخلاق سيئة ... ... ... . و غير ممكن و لا يستقيم أن شخصا متدينا مخلصا في تدينه ، هو مع ذلك ذو أخلاق سيئة و لا يتعامل مع الناس بالحسنى " . فأقُول : هذا يُشْـبِهُ في الأصل أنْ يكونَ قريباً من المُستحيلات الشرعِيَّة و بالتالِي قريباً من المُسْـتحيلات العادِيَّة أيضاً ...
تَمَسَّـكْ إِنْ ظَفَرْتَ بِـوُدِّ حُـرٍّ *** فإِنَّ الحُـرَّ في الدُنْيا قَلِيلُ
نَعَمْ غالِباً لا يستقيم أنْ يزعم تمام الإِخلاص مع استمرار سوء الخُلُق و لكن هذا أيضاً مِنْ حيثُ الغالِبُ بحَسَبِ المُتَوَقَّعِ المَرْجُوِّ في الأصْلِ و العُرْفِ ، لأنَّ مَنْ أصلَحَ سَرِيرَتَهُ أصلَحَ اللهُ علانِيَتَهُ . و لكِنَّ مراتِبَ المُؤْمِنِينَ في التقوى وَ الصلاحِ تَتفاوَتُ ، فلا نتوَقَّعُ الكمالَ مِنْ كُلِّ أحَدٍ وَ لا مُقارَبَتَهُ في ظاهِرِ الأحوال ، مِنْ أكثَرِ المُتَدَيِّنِينَ اليوم ، فإِنَّهُم وَ إِنْ كانُوا على درجَةٍ لا بأسَ بِها مِنَ الصِدقِ ، لكِنْ لا يتيَسَّرُ لَهُم سرعة بلوغ المرتبة المرجُوّة مِنْ حُسْن الخُلُق ، و ذلك بِسَـبَبِ كثْرة الضُغُوط و التشويشات و المُعَوِّقات و قِلَّة الأعوانِ و المُوافِقات ، وَ نُدرة الحلال الصافِي و تخرُّب البيئات... فلا يسُـوغُ أنْ نُطالِبَ المُبْتَدِئِينَ في بداياتِهِم فوراً بنِهاياتِ الواصِلِين المُتمَكِّنين وَ جميع أحوالِهِم الشريفة جُملَةً و تفصِيلاً .
و لا أعنِي أنْ نتقاعس عن نَشْـدِ الكمال وَ أنْ نيأسَ وَ نُثَبِّطَ العزائِمَ عن طلبِ المعالِي و استكمال الفضائِل ، بل مقصُودِي أنْ نتلَطَّفَ بالسالِكين المساكين و طالِبِي الحقّ في أثناءِ مراحِلِ سُـلُوكِهِم و ترَقِّيهِم ، إِنْ شـاء اللهُ تعالى ، إِذْ في الجُملةِ لا يَعْرَوْنَ عَنْ صِدقٍ وَ إِخلاصٍ ، و لكِنْ قَلَّما يجِدُ التائِبُون في مثل هذه الظُروف الصعبة العصيبةِ ما يُوصِلُهُم و مَنْ يُرشِـدُهُم وَ يُعِينُهُم وَ يُسـاعِدُهُم ، وَ اللهُ حَسْـبُ الصادِقين ، فلا نَكُونَنَّ مِمَّن يُسـاهِمُ في تأييسِهِم وَ تقنِيطِهِم بالتشديد عليهِم باشتِراطِ الكمال ، فلا نقبَلُ منهُم إِلاّ الأفضل و الأكمَل ، فإِمّا أنْ يكونوا مثلَ الملائِكة و السابقين الأوَّلِين من المُهاجِرينَ و الأنصار ، وَ إِلاّ جرَّدناهُم من كُلِّ فضلٍ و اتَّهَمناهُم في النِيَّةِ و نفَيْنا عنهم أصل الصِدق .. فليس هذا من الحكمة و لا مِن الإِنْصاف .. . و اللهُ أعلم .
كما نسْـأَلُ الله تعالى أنْ يُوَفِّقَنا لنتدَبَّرْ جيِّداً قولَ الحبيب الأعظم صلّى اللهُ عليه و سلَّم :" أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَ إِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَ إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " .
وَ المَرْجُوُّ مِنْ كرَمِ الله تعالى أنَّ مَنْ طلبَهُ سُـبحانَهُ بِصِدقٍ وَصَلَهُ اللهُ تعالى و أوصَلَهُ وَ حسَّنَ باطِنَهُ و ظاهِرَهُ وَ أصلَحَ سِرَّهُ و علانِيَتَهُ . وَ مِنْ باب : و الذينَ جاهَدُوا في طلبِنا لنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَ معرِفَتِنا ، إِنْ شـاء الله الكريم . { وَ إِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحسِـنِين } ...
.
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
لم يتبين لي وجه اعتراضك يا سيدة إنصاف .
و أخشى أن يكون كلامي السابق فيه غموض و ليس فيه بيان لما أردت .
و لذلك أستأذن منك يا أخت إنصاف ، في صياغة رأيي على النحو الآتي :
إذا كان صادقا في تدينه فستكون أخلاقه حسنة .
و ليس المقصود أن يبلغ النهاية و الكمال في ذلك .
و إنما المقصود بالأخلاق الحسنة المقدار المتعارف عليه بين الناس .
فقد صار مألوفا لدى بعض المتدينين أنه لا حرج عليهم في سوء التعامل مع الناس ما داموا قائمين بالعبادات على أحسن وجه .
و لزم التنبيه على ذلك ، فكما أن المُفرِّط في العبادات لا يكون متدينا ، فكذلك المُفرِّط في المعاملات لا يكون متدينا .
الصدق و الكذب هما حكم على قصد و إرادة المُخبِر ، في الإبلاغ عن الواقع .
الصواب و الخطأ هما حكم على مدى مطابقة الحكم للواقع .
الحق هو مطابقة الحكم للواقع ، و الباطل هو عدم مطابقة الحكم للواقع .
الحق هو مطابقة الحكم للواقع .
و الواقع فيه معنى الشيء المفيد ، و الشيء الذي له قيمة .
و فيه معنى النصيب في القسمة العادلة ، لأن العدل هو الواقع الأصلي للأشياء ، و يتغيّرَ بالجور و الظلم .
و فيه معنى الجِدّ المُضادّ للهزل .
...
و لذلك نجد في كلمة الحق هذه المعاني كلها .
هذه مجرد أفكار حول المدارس الموجودة اليوم بين ظهراني المسلمين ...
المدرسة الأصولية لنصرة العقيدة الأشعرية عقيدة أهل السنة و الجماعة و الحفاظ على المذاهب الأربعة .
المدرسة التنويرية للنهضة بالمسلمين و تنوير عقولهم كما عند جمال الدين الأفغاني و مالك بن نبي ...
المدرسة الصوفية للتربية الروحية للمريدين عند مشائخ الطريق ...
مدرسة الإخوان المسلمين لإعادة الدولة الإسلامية و الخلافة و تطبيق الشريعة الإسلامية .
مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب للدعوة إلى اللامذهبية و عقيدة التشبيه القريبة من التجسيم ، و محاربة الصوفية .
المدرسة الجهادية و هي مزج بين مدرسة الإخوان المسلمين و المدرسة السلفية ، للقتال في سبيل إقامة الخلافة الإسلامية وفق النهج السلفي لمحمد بن عبدالوهاب ...