173- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ وَاضِحٍ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي لاِبْنِ عُمَرَ‏:‏ إِنَّ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَيْسَ قَدَرٌ قَالَ‏:‏ هَلْ عِنْدَنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي إِذَا لَقِيتَهُمْ‏:‏ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ يَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ بُرَآءُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ،

إِذْ جَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ عَلَيْهِ سَحْنَاءُ سَفَرٍ، وَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، يَتَخَطَّى حَتَّى وَرَكَ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، مَا الإِسْلاَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَحُجَّ وَتَعْتَمِرَ، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَأَنْ تُتِمَّ الْوُضُوءَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ صَدَقْتَ‏.‏ قَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، مَا الإِيمَانُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْمِيزَانِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَنَا مُؤْمِنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ صَدَقْتَ‏.‏ قَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، مَا الإِحْسَانُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لاَ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا فَعَلْتُ هَذَا، فَأَنَا مُحْسِنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ صَدَقْتَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَمَتَى السَّاعَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ، مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا، قَالَ‏:‏ أَجَلْ، قَالَ‏:‏ إِذَا رَأَيْتَ الْعَالَةَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبِنَاءِ، وَكَانُوا مُلُوكًا، قَالَ‏:‏ مَا الْعَالَةُ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْعُرَيْبُ، قَالَ‏:‏ وَإِذَا رَأَيْتَ الأَمَةَ تَلِدُ رَبَّتَهَا، فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، قَالَ‏:‏ صَدَقْتَ‏.‏ ثُمَّ نَهَضَ فَوَلَّى‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَلَيَّ بِالرَّجُلِ، فَطَلَبْنَاهُ كُلَّ مَطْلَبٍ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا‏؟‏

هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لَيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ، خُذُوا عَنْهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا شُبِّهَ عَلَيَّ مُنْذُ أَتَانِي قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ، وَمَا عَرَفْتُهُ حَتَّى وَلَّى‏.‏
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ تَفَرَّدَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ بِقَوْلِهِ خُذُوا عَنْهُ، وَبِقَوْلِهِ‏:‏ تَعْتَمِرَ وَتَغْتَسِلَ وَتُتِمَّ الْوُضُوءَ‏.‏

صحيح ابن حبان