النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: أسئلة حول نظرية الكسب عند السادة الأشاعرة

  1. #1

    Question أسئلة حول نظرية الكسب عند السادة الأشاعرة

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

    إخواني الكرام عندي بعض التساؤلات أرجوا من المختصين في تدريس العقيدة و علم الكلام أن يجيبوني عنها و هي تخص نظرية الكسب عند السادة الاشاعرة ... الله يخلق الفعل و الإنسان يكتسبه واضح و مسألة ان الفعل يقع بين مؤثرين مع إنفكاك الجهة لا مع اتحادها واضح و ان الخلق يترتب عليه الاختيار في حين ان الاختيار لا يترتب عليه خلق واضح كذلك ... فكسب الانسان حسب علمي ان عند توجه نية الانسان بالقيام بالفعل الله يخلقه له ( اي الفعل ) و القدرة المصاحبة على الإتيان به و لكن الذي لم أفهمه جيدا هو ان الكسب هذا هل هو أمر حقيقي و فعل بمعنى شيء و يدخل تحت خلق الله عزّ و جل أم أنه أمر إعتباري ؟ و ان كان أمر على حقيقته أفلا يعني ذلك انه مكتوب منذ الأزل و ان اختيار الانسان في كل الاحوال هو من قبيل الجبر و ان كان أمر اعتباري فأرجوا منكم بيان مفهوم الامر الاعتباري و ضرب أمثلة على ذلك و هل هو يدخل في خلق الله و علمه أم لا ؟ كما أرجوا توضيح و تفسير ما جاء في كتاب " بغية المريد لجوهرة التوحيد " لسيدي الشيخ إبراهيم المارغني، الأشعري، المالكي، الزيتوني المتوفي سنة 1349هـ ما نصه " فالعبد مجبور في الباطن مختار في الظاهر، فهو مجبور في صورة مختار كالقلم في يد الكاتب. "إهـ ( إبراهيم المارغني، بغية المريد لجوهر التوحيد، تحقيق الشيخ فوزي بن نتيشة و الشيخ محمد اللجمي، الجمعية التونسية لإحياء التراث الزيتوني، تونس، ط3، 2012م-1433هـ ) و شكرا جزيلا و جزاكم الله عنا كل خير .
    يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
    فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
    إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
    فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
    أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
    فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
    ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلّا الرَجا
    وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    المشاركات
    302
    1 - هل الفعل أمر حقيقى ام إعتبارى ؟
    الفعل أمر إعتبارى ، إذا لا يحاسبك الله تعالى يوم القيامة على عملك ، و إنما على نبيتك الكامنة فى قلبك من وراء هذا العمل !
    فالله تعالى إنما ينظر الى القلوب لا الأعمال ، اما رأيت المنافق فاقك عملا و دخل النار ؟
    2 - الفعل على إعتباريته ، مخلوق لله رب العالمين ، لأن الله تعالى خلق الدنيا بما فيها ، و لا اعتبار لها عنده و لا وزن ،
    و أما المكتوب فى اللوح
    فعلى ضربان ، ضرب سبق به القلم و جف ، و هو القضاء ، و الذى يقول فيه صلى الله عليه و سلم (اللهم إنى لا أسألك رد القضاء و لكن أسألك اللطف فيه)
    و الضرب الآخر ، مكتوب ، يمكن محوه و تبديله ، و هو (القدر) الذى قال فيها سيدنا محمد -صلى الله عليه و سلم- [ لا ينفع حذر من قدر ، و الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل ، و إن القدر و الدعاء ليلتقيان فى السماء فيعتلجان إلى يوم القيامة ]
    لاحظ
    ان الدعاء ليس فعلك ، لكنه فعل الله تعالى !
    3 - قول سيدى الميرغنى ، إضمار لما سبق بيانه
    يقول تعالى { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ } فانت بدون الدعاء ، يسيرك القضاء و القدر ، كالكافر يمشى فى الأرض حيران أسفا { كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا }

    فالله تعالى قدر عليك فى سالف الأزل غن كنت من أهل الجنة او اهل النار ، و فى الحديث [ هؤلاء فى الجنة و لا ابالى و هؤلاء فى النار و لا أبالى ]
    إلا ان تدعو الله تعالى فيستجيب لك ، فيمحوك من أهل النار و يضعك فى أهل الجنة !

    اما سمعت رسول الله -صلى الله عليه و سلم يقول [ الدعاء مخ العبادة ] ؟

    و يقول سيدى الرفاعى [ لا تبلغ الولاية إلا بحظ من منازعة القدر ] يعنى حظك من إجابة الدعاء الذى يبدل القدر ، المكتوب عليك أزلا !!!

    فيغير الدعاء
    إلى ما قدره الله تعالى عليك فى سالف الأزل تسير لا يأبه الله لك !
    و بالدعاء
    إلى ما يحبه الله تعالى لك تقاد و تعان !!!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    78
    السلام عليكم،،،

    إخواني الكرام ... الخوض في مسألة أفعال العباد من مزالق الأقدام و الزلل فيها كثير. فالناس في هذه المسألة فرق و مذاهب، و كل يدعي الحل و الوصول!

    لكن المسألة تبدو أعقد مما هي عليه،

    مذهب الأشاعرة :
    أكثرهم على القول بالجبر المتوسط، و هو أمر بين أمرين، إذ الخلق تماما من الله و ليس للعبد إلا اقتران فعله بهذا الخلق المسمى "كسباً"، و هذا الكسب لا تأثير له البته
    و الحق في مذهب الأشاعرة هو حقيقتان لا يمكن لعاقل أن ينكر احداهما فضلا عن كلاهما،

    و تقريره:

    الحقيقة الأولى
    - القول بالاختيار في الأفعال الاختيارية مطلقاً و المسؤلية الدنيوية و الأخروية كما هو مشاهد و معلوم ضرورة و عقلا
    - القول بالاضطرار في الأفعال الاضطرارية مطلقاً

    الحقيقة الثانية
    - القول بأنه لا يخلو أمر من أن يكون مقدورا لله تعالى واقعا بقدرته خلقاً و ايجاداً

    و الحقيقتان على ما تبدوان من التعارض، إلا أن هذا التعارض لا يُلتفت إليه، و لا يُعار اهتماما، فأفعال الانسان مشاهدة بالضرورة لا محالة واقعة بارادته و اختياره (ظاهر) و كل مقدور لله تعالى "باطن"

    فالله طالبك بالظاهر و أنت تطالبه بالباطن، أفبعد الظلم هذا ظلم ؟؟
    فهذه كمن دخل الامتحان و استرسل في محاولة معرفة سبب السؤال و حيثياته و أي وقت كُتب و من أين للاستاذ فكرته و كيف سيؤثر علي مجرى الامتحان و من سيجيبه و متى نتيجته و لما يشرع في الحل البعد، فالوقت ينفذ و بعد الامتحان يكرم المرء أو يهان و الطلب يسير "أجب السؤال أيها الطالب"

    و اعلم أخي الكريم، أنه لما فرغ علماء الكلام في المذهب من تحقيق الحقائق، نبهوا على أن الوقف في هذه المسألة أسلم و أحكم

    أما القول باعتبارية الكسب، و أن الخلق لا يتعلق بها، فهذا على مذهب الماتريدية و فيه كلام طويل

    راجع كتاب "موقف البشر" للعلامة مصطفى صبري - ففيه كل ما ذكرتُ و زيادة

    و الله أعلم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    المشاركات
    302
    أخى خضت عن علم لا عن جهل
    و من خاض فغنم خير ممن وقف فسلم
    لقد خضت المسألة و استخرجت خباياها

    و قول الأشاعرة الذى قلت ، فلا أحب أن أنقده ، حتى و إن كان عندى ما هو خير منه

    من أراد مزيد تفصيل ، و تنقيب فى المسألة
    فأنا فى الخدمة !

    فإن أوردت ما يؤخذ على فأنكروا
    فلم أدعى نبوة و لا عصمة !

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    78
    تقضل أخي الكريم و لنشرع في الكلام

  6. #6
    اخواني بارك الله فيكم و شكرا على أجوبتكم الطيبة و لكن بقي عندي نوع من الغموض في مسألة تعريف الامر الاعتباري هل هو مثل الحب و الضمير و الكره بمعنى شيء يعتبر و هو غير ملموس و محسوس و ياتي في مرحلة لاحقة العمل الذي هو أمر حقيقي ليترجم عنه ؟ فاذا كان الاكتساب و الكسب مخلوقين لله فالانسان في هذه الحالة مجبور و قدرته لا معنى لها .. ؟ و ما هي حقيقة الخلاف بين السادة الأشاعرة و السادة المتوريدية في هذا الموضوع ؟ فعلى حسب علمي المتواضع انهم اختلفوا في مسألة ماذا يقصد بلفظ الكسب ؟ الاشاعرة قالوا " ان قدرة الله تؤثر في أصل الفعل و صفته و اما قدرة الانسان فهي توجهه فقط و هذا ما يطلق عليه الكسب " في حين السادة الماتوريدية يرون " ان قدرة الله تؤثر في أصل الفعل و قدرة الانسان تؤثر في صفته و هذا ما يطلق عليه الكسب " و يقسمون القدرة الى قدرة قديمة ميسرة و هي قدرة الله عز و جل و القسم الثاني قدرة محدثة مسيرة و هي قدرة الانسان المخلوقة فيه ؟ فهل هناك خلاف آخر بينهم في هاته المسألة بخلاف ما ذكرته بعجالة و اجمال و اختصار ؟ و جزاكم الله خيرا على رحابة صدركم .
    يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
    فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
    إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
    فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
    أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
    فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
    ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلّا الرَجا
    وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    301
    الارادة هي توجه الانسان لخيار ما وفق العلم اذ من المستحيل ان يختار الانسان شيئا لا يعلمه..

    و القدرة حادثة مخلوقة من طرف الله تعالى و تُنسب الى العبد لاتصافه بها اذ اوصاف العبد وذاته حوادث وهو كله مخلوق

    اما الارادة هي توجه الانسان نحو خيار ما و الارادة عند الانسان معلولة
    بمعنى ان الانسان ترتبط ارادته بارادة الله بطريقة غير مباشرة وهذا لا يسمى جبرا

    اذ الجبر يُعتبر منعا لخيار تم اختياره ، ولكن في هذه الحالة الانسان اختار شيئا ولم يتم منعه عما اختاره فلذا لا يسمى جبرا بل يسمى تسييرا

    فالعبد مُسيّر وفق ارادة الله ، ففي حكم العادة الانسان الذي يعيش في مجتمع فاسد وبيئة فاسدة سيصبح فاسدا اذا تأثر بهذه العوامل لكن هذا في حكم العادة فقط ، فيمكن عقلا ان يجعل الله هذا الانسان من اطيب البشر و اعلاهم اخلاقا.

    فإراداتنا في حكم العادة مسيّرة وفق خبراتنا السابقة على عكس الله تعالى الذي لا تعلل ارادته

    فالانسان اذا اراد شيئا فله سبب لارادته وهذا السبب اوجب ارادته لهذا الشيء

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    المشاركات
    302
    بسم المولى الكريم
    و الصلاة على الشفيع المبين
    أما بعد

    الأمور الإعتبارية : هى كل ما لا وجود له فى الخارج ، و أفضل اتباع مصطلح ساداتنا الصوفية ، فأقول :
    الأمور الإعتبارية : هى عالم الوهم ، المحتوى على النيات و الأفكار و الخيالات و الهلاوس و الأحلام و التوقعات !
    و بعض من تلك الأمور الإغتبارية ، قابل للتحقق على أرض الواقع ، و بعضها محال عقلى !!!

    الأمور الإعتبارية : وفقا لمصطلح الأشاعرة ، نعم هى الحب و الكره و ما أشبه ، و التى يلحقها الفعل ليترجم عنها !
    و وفقا لمصطلح الصوفية ، فعالم الوهم هو المنتج لكل ما يصدر عنك من أفعال ، فهو محتوى لتلك الأفعال أيضا !!!

    الأمور الإعتبارية : عند الأشاعرة ، لا تشمل الأفعال ، بل الأفعال هى برزخ بين الإمور الإعتبارية و الأمور الحقيقية !!!
    فالفعل أمر (عارض) لا بقاء له ، و الأعراض تنشأ من العدم و إليه تعود !!!

    أما عند الصوفية ، فعالم الوهم يشمل سائر الأفعال !!!

    لهذا وقع الاضطراب عند الأشاعرة عند الكلام عن مسالة الكسب
    إذ ان النية السابقة على العمل (امر إعتبارى) و لكن العمل نفسه (أمر واقع)
    و هذا اضطراب منهم ، إذ سبق أن عرفوا الفعل بالعرضية ، و العرض لا بقاء له ، فلا يكون واقع !!!
    كما أن النية لا تدرك ، ليحكمون عليها ، و لكن المدرك هو الفعل ، فكان لا غنى لهم عن أخذ الفعل كأمر حقيقى موجود فى الخارج !!!

    أما الصوفية ، فقد تخلصوا من هذا المأزق ، بوضع الأفعال ضمن عالم الوهم (الامور الاعتبارية) و لم يخرجوه منه أبدا !
    إذ ان الله تعالى إنما يحاسبك على النية الخفية لا العمل الظاهر !!!
    فكانت النية (الواقعة فى حيز الوهم) هى حقيقة كل عمل ظاهر تال عليها !!!

    فإن لم يجز إخراج النية من عالم الوهم ، لم يجز بالتبعية إخراج (الفعل الموجود فى الخارج) عن عالم الوهم !!!

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    المشاركات
    302
    أما مسألة الكسب و الإكتساب فقد عالجتها فى موضوع آخر فليراجع

    موضوع القضاء و القدر
    http://www.aslein.net/showthread.php?t=18559

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    المشاركات
    302
    إرادة الانسان غير مرتبطة بإرادة الله تعالى
    فإرادة الله تعالى صفته ، و صفته لا تعلق لها بمخلوق

    و كم من إختيار اخترته فعجزت عنه لأسباب خارجة عن إرادتك ؟
    إنه قضاء الله تبارك الذى لا راد له

    و كم من إختيار تركته ، لظنك أنه بعيد عليك تحقيقه ، فيأتيك طوع امرك ، دون أن يخطر على بالك تحققه ؟

    إرادتنا غير مسيرة ، بل يحكمها عقل ، لذلك تجد فى المجتمع الواحد ، الشريف و اللص و المين و الخائن و السكير و المنافق و الساذج و العالم و الجاهل و الماهر و الأخرق !!!
    فكل يختار ما يوجهه اليه عقله و تفكيره !

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •