[براءة العلامة البوطي من أكاذيب محمد خير موسى (الجزء الثالث)
محمد خير موسى الناطق الرسمي باسم الوهابية
نعم لقد نصّب محمد خير موسى نفسه محامي الدفاع عن الوهّابية ، ولقد رأينا في المقالة السابقة كيف دافع عن ابن تيمية و لم يبين الموضوع الذي تحدث فيه الدكتور البوطي و إنما استل من كلامه جملة ثم راح يهاجمه عليها !!! ، فلقد كان الدكتور البوطي ينقد ابن تيمية في تحريمه السفر لزيارة النبي عليه الصلاة والسلام والتي خالف فيها ابن تيمية جماهير الأئمة والعلماء قديماً وحديثاً .
واليوم في ردنا هذا سنتناول دفاعه عن ابن القيّم ثم ناصر الألباني ثم الحركة الوهابية ثم عنونته بكل وضوح مقالته الثالثة باسم : تناقضات المواقف بين الصوفية والسلفية !!!!!.
و هذا يثير علامات استفهام كبيرة حول عقيدة الكاتب ، ولكنا لا نجزم بشيء تجاهه ما لم يصرح بذلك .
يقول الكاتب عن الدكتور البوطي: (ومن مبالغاته في التوصيفات أنّه كان يصفُ بعض الصّالحين من القدماء والمعاصرين مثلًا بعبارة "إذا لم يكن فلانٌ وليًّا لله فليسَ لله أولياء في أرضه")اهـ
أقول : هذه العبارة لا شيء فيها ويراد منها التأكيد ، و هي مستخدمة عند العرب ، وتستخدم عندما يغلب على الظن أن فلاناً يستحق الوصف بشيء معين ، فقد وجدنا من يقول: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الدنيا مسلم ، ووجدنا من يقول : إن لم يكن هذا كفراً فليس في الدنيا كفر ، ووجدنا من يقول : إن لم يكن هذا حديثاً شاذّاً فليس في الدنيا حديث شاذّ .
يقول الكاتب : (ففي عام 1993م وهو يتحدّث عن المبعدين الفلسطينيين إلى مرج الزهور في جامع تنكز ـ في سياق إحدى معاركه التي نتحدّث عنها تفصيلًا لاحقًا بإذن الله تعالى ـ قال: إنّه يتمنّى لو كان قلامة ظفر أحد هؤلاء المبعدين الأبطال)اهـ.
أقول : هذا ليس من المبالغات بل هو من قبيل التواضع ، فعندما يقول سيدنا عمر رضي الله عنه كل الناس خير منك يا عمر ، وليت أم عمر لم تلد عمر ، وهو من هو في تقواه وعدله عندها نعرف أن هذا هو التواضع.
يقول الكاتب وقد وضع عنواناً : (التحفز للمعركة وعقدة الاستهداف :
ونحن في السّنة الثّالثة من كليّة الشريعة في إحدى محاضرات مادة "العقيدة الإسلاميّة والفكر المعاصر" وكانت عن الماسونيّة؛ ذكر الدّكتور البوطي أنّ الماسونيّة تنظيمٌ سرّي، ولا يعرفُ أعضاءَه إلّا من كان فيه، وبعد انتهائه من الشّرح وقف أحد الأصدقاء يسأله سؤالًا بريئًا يتبادرُ إلى أذهان الكثيرين وهو: "هل صحيحٌ ما يقال: إنّ عددًا من الحكام العرب أعضاء في الماسونيّة" هنا ثار الدّكتور البوطي ثورة عارمة وقال له بغضبٍ شديد: "أنت هنا من أجل إيقاعي، أنت تريد مني أن أقول نعم يوجد أو أنفي وجودهم لتثبت أنني عضو في الماسونيّة، لأن من يكونون فيها لا يعرفهم إلا أعضاؤها") ثم قال : (ولكنّ الدّكتور البوطي نفسه الذي يعدّ السؤال عن انتساب الحكّام العرب إلى الماسونيّة نوعًا من المكيدة للإيقاع به؛ لا يتعامل بهذا المنطق عندما يقرّر في كتابه "شخصيّات استوقفتني" أنّ جمال الدين الأفغاني كان عضوًا في المحافل الماسونيّة)
أقول : ( من المعلوم بداهة أن الكلام عن الحكام في البلاد العربية شديد الحساسية ، فكيف إذا كان السؤال عنهم في كلية يحضر الدرس فيها مئات أو آلاف الطلاب ؟؟؟؟ ، فالتضايق من هذا السؤال أمر طبيعي لأنه في غير مكانه ، وأما استغراب الكاتب من تصريح الشيخ البوطي بذكر جمال الدين الأفغاني ضمن أعضاء الماسونية فيستحق الاستغراب !!!! ، لأن الحديث عن جمال الدين الأفغاني ليس فيه من الحساسية التي في الحديث عن الحكام ).
يقول الكاتب : (وفي موقفٍ آخر أذكرُ جيّدًا عندما قرّر أن يشرع في شرح الحكم العطائيّة في درس الإثنين بجامع الإيمان؛ وصله سؤالٌ مكتوبٌ غير موضح فيه اسم السّائل، يقترحُ عليه أن يكون الدّرس في غير شرح الحكم العطائيّة كونه سبق له شرحها في جامع تنكز قبل سنواتٍ عدّة..
ومن قدر الله تعالى أنني أعرف مرسل هذه الرسالة وهو أستاذٌ في كليّة الشريعة ومن طلّاب الدكتور البوطي المحبّين له والمتّبعين منهجه حينها، ولكنه خشي نصح أستاذه فيعاين من نزقه وغضبه ما يسوؤه.
وما إن قرأ البوطي الرّسالة حتّى انفجر غاضبًا موبّخًا السّائل الذي لا يعرفه، وكان ممّا قاله: "لو كان الدّرسُ في شرح كلام ابن تيمية لما أرسلتَ سؤالك، ولو كان في شرح شيءٍ من كتب الوهابيّة لما اعترضتَ عليّ، ولكن لأنّ ابن عطاء الله السكندريّ لا يعجبك جئتَ معترضًا ومستنكرًا".
والسائلُ الذي أعرفُه جيّدًا ليسَ ممن يسميهم البوطي "الوهابيّة" ولا يحبُّهم؛ فتأمّل).
أقول : ( لقد رجعت إلى الدرس الأول من الحكم العطائية وهو موجود على موقع يوتيوب بعنوان : الحكم العطائية للإمام البوطي الدرس الأول لماذا ندرس الحكم العطائية : من الدقيقة 1 وحتى الدقيقة 2.20 حيث يقول د. البوطي : ( البعض يرتؤون أن نبدأ بكتاب التفسير ذلك لأن الحكم العطائية سبق أن درسناها قبل ما يقارب عشرين عاماً وأقول في الجواب : أولاً هذه الحكم العطائية التي أنا على يقين أن فيكم من لا يعرفها ولم يسمع ربما باسمها تتضمن عقيدة وتفسيراً وأخلاقاً وأحكاماً فقهية ، فإذا عدنا إلى دراسة الحكم سنجد أنفسنا ندرس العقيدة والفقه والتفسير والأخلاق ، وأما القول أننا درسنا ذلك فقد بعد العهد ، أصبحت الفجوة كبيرة بيننا وبين تلك الفترة قرابة عشرين عاماً ) اهـ كلام د. البوطي .
أقول معلقاً : لم يذكر الشيخ البوطي عن الوهّابية أي كلمة ولم ينفجرغاضباً ولم يعنّف أحداً ولم يشنّع كما تبيّن في الفيديو المصوّر بل تكلم في منتهى الهدوء ومن أحب فليرجع إلى المقطع للتأكد ، ولا أدري من أين أتى الكاتب بهذا الكلام العجيب الغريب !!!! .
يقول الكاتب و قد وضع عنواناً : (عقدة الاتّهام والغرق في نظريّة المؤامرة :
من أهمّ طباع الدكتور البوطي وصمُ من يخالفه باتّهامات مختلفة منها السّرقة الفكريّة تارةً أو الاتّهام بالتّآمر لصالح أجنداتٍ دوليّةٍ.
فهو مسكونٌ بالمؤامرة، وغالبُ ما يفعله الآخرون هو ضربٌ من التآمر أو التّعاون مع الغرف السريّة التي تحرّك المكائد بحقّ هذه الأمة ) .
ثم ذكر الكاتب أن د. البوطي يذكر بروتوكولات حكومات صهيون مع أن الدكتور المسيري لا يعتقد صحتها .
أقول وهنا خطآن اثنان وقع بهما الكاتب :
الخطأ الأول : أنهم اعتبر رأي الدكتور المسيري حجة على الدكتور البوطي ، وهذا نقد غير علمي ، لأنه لا يقدم اجتهاد على اجتهاد ، بل دليل على دليل ، والعجيب أن الكاتب لم يورد أي دليل أو شبهة دليل على رأي الدكتور المسيري ظاناً أنه بذلك قد أقام الحجة على الدكتور البوطي .
الخطأ الثاني : أنه سواء كان رأي د. المسيري صواباً أو كان رأي د. البوطي صواباً هل يشك عاقل في المؤامرات التي يحيكها الصهاينة للمسلمين ؟؟؟!!! ، فكيف يصح أن يقال على وجه الاستنكار أن الشيخ البوطي يعاني من عقدة الاتهام و الغرق في نظرية المؤامرة عندما يتهم الصهاينة ؟؟؟؟ .
فهل هذا كلام يقال ؟؟؟!!! .
يقول الكاتب : (ومن اتّهامات الدكتور البوطي الغريبة خصومه بالسّرقة العلميّة التي لا يعلنها في المحافل العامّة ولكنّه قالها أكثر من مرّة في محاضراتٍ لطلّاب الدّراسات العليا بعد أن يسوق بعض أقوال ابن القيّم الجوزيّة؛ بأنّ ابن القيّم كانت عنده مكتبة فيها مخطوطاتٌ لكتبٍ نادرةٍ لم تصل إلينا ومعظم ما كتبه ابن القيّم مأخوذ من هذه الكتب!!) اهـ.
أقول : كلام الدكتور البوطي لا يلزم منه اتهام ابن القيم بالسرقة العلمية ، لأن العلماء ينقل بعضهم عن بعض ، ولكن يعزون ما ينقلون ، والكاتب عندنا ليس بثقة فقد ثبت كذبه في مقالاته بشكل واضح ، ولكن أقول من باب التسليم : لو سلّمنا صحة نقل الكاتب أن د. البوطي اتهم ابن القيّم بالنقل من كتب العلماء دون عزو فهل كلام د. البوطي هو تحامل وأوهام وظلم كما يوحي كلام الكاتب أم هو كلام علمي عنده عليه برهان ؟؟؟!!!.
يجيبنا على هذا السؤال العلامة المحدث عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في مقدمته على تحقيقه لكتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيّم حيث يقول : ( وهذا الكتاب اللطيف الحجم ، الغزير العلم اختصر فيه الإمام ابن القيّم كتاب الإمام أي أبي الفرج ابن الجوزي المسمى الموضوعات وأحسن الاختصار وأجاده ، واستوفى في هذه الصفحات المعدودة أركان ذلك الكتاب .... ، ثم قال الشيخ أبو غدة : ولم يذكر هو اختصاره لكتاب الموضوعات تصريحاً أو تلويحاً ، ولكن المقابلة بين الكتابين تثبت ذلك بأيسر النظر للعارف بهذا الشأن ، وقد سمى في بعض فصول هذا الكتاب ابن الجوزي ونقل عنه كلامه في كتابه الموضوعات بالحرف دون أن يعزوه إليها ) . انتهى من كلام العلامة أبو غدة .
يقول الكاتب : (وفي كتابه "الجهاد في الإسلام؛ كيفَ نفهمه؟ وكيفَ نمارسه؟" يردّ الدكتور البوطي على الفتوى الغريبة العجيبة التي أصدرها الشيخ ناصر الدين الألباني والتي يقول بمقتضاها إنّ على المسلمين الموجودين في الأرض المحتلّة وبقايا الفلسطينيين فيها أن يخرجوا جميعًا من فلسطين كونها تحوّلت بسبب احتلال اليهود لها إلى دار كفر!!
وقد ردّ الدّكتور البوطي على هذه الفتوى ردًّا علميًّا محكمًا، غير أنّه لم ينسَ في نهاية ردّه أن يطلق على الشّيخ الألباني وصف "الشّيخ المشبوه" في إلماحٍ واضحٍ إلى أنّ هذه الفتوى صدرت بأوامر مخابراتيّة وتآمريّة على القضيّة الفلسطينيّة، واتّهام للشيخ الألباني بالعمالة لجهاتٍ أجنبيّة.)اهـ
أقول : لقد رد الكاتب على شبهته السخيفة على نفسه عندما نقل كلام الشيخ البوطي وهو : (لقد كنّا ننتظر من هذا الشّيخ –أي الألباني - أن يرجع عن فتواه الباطلة هذه، والرّجوع إلى الحقّ فضيلة، ولكنّه لمّا يرجع عنها على الرّغم من قيام دنيا المسلمين عليه بسببها، ولقد استعظمَت قلّةٌ من القارئين وصفي للشّيخ بكلمة "المشبوه" وإنّما معنى هذه الكلمة أن تحوم شبهة اتّهام لمن يصدر مثل هذه الفتوى بالعمالة لجهةٍ أجنبيّة، وما أكثرهم في هذا العصر، ولا شكّ أنّ شبهة الاتّهام غير الاتّهام نفسه، وغير الجزم بالعمالة أيضًا، إذن فالكلمة لا شططَ فيها، وهي تعبيرٌ دقيقٌ عن واقعٍ محدّد".) اهـ من كلام الشيخ البوطي .
أقول : سأشرح لهذا الكاتب كلام د. البوطي الذي يبدو أن الكاتب لم يفهمه ، إن الشيخ البوطي لم يتهم الألباني بالعمالة نهائياً ، وإنما قال إن هناك شبهة ، وسبب قوله هذا الكلام لأن الفتوى واضحة البطلان وتصب في مصلحة الصهاينة .
ويحسن بنا أن نذكر هنا فتوى ميرزا غلام القادياني بعدم جواز الجهاد ضد الانجليز وكلنا نعلم خلفيات هذه الفتوى ، لذلك سنجد بعض من يربط الفتاوى الغريبة بالمصالح الناجمة عنها.
وهكذا فقد وجدنا حشراً غريباً من الكاتب لأهم رموز الوهّابية في مقالة واحدة وهم ابن تيمية وابن القيم والألباني ثم أتبعها بمقالة ينعي فيها على العلامة البوطي ما يراه الكاتب عدم إنصاف للوهابية واتهاماً للنوايا !!!!! ، و ما قاله فيه اتهام بالباطل لشيخه ووليّ نعمته الذي هو أئمة أهل السنة في عصرنا و دفاع عن جماعة مبتدعة عرفت بالتجسيم في ذات الله ، وتتهم كثيراً من المسلمين بالشرك والكفر !!!! .