عبارة كثيرا ما نسمعها من عوام الناس بل وحتى من بعض الكتاب والمفكرين: (لا زلتم في أحكام الوضوء والصلاة وغيركم قد وصلوا للقمر).
وبسبب ذلك الكلام الفجّ ربما ينقدح في الذهن سؤال مُلِحّ: (ما الحكمة من وصول غير المسلمين للإكتشافات الحديثة من كهرباء وغيرها؟) (ألم يكن المسلمون أحقّ وأولى بالسبق إلى ذلك؟). ويظهر لي أن ذلك نوع من الإمتحان الإلاهي، بحيث ينبهر ضعيف الإيمان بما وصل إليه الكفار من سبق علمي، فيقول تلك العبارة السخيفة: (لا زلتم في أحكام الوضوء والصلاة وغيركم قد وصلوا للقمر).
ولو كان الأمر معكوسا، بحيث يكون المسلمون هم من سبقوا إلى الإكتشافات الحديثة، لغدا ذلك حجة سهلة في الإقناع، وما كان هنالك ذلك الإمتحان الإلاهي. وربما هي حكمة إلاهية في جعل الإسلام مقنعا بذاته، لا بسبب التقدم العلمي المبهر للمسلمين.