وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)
ـــــــــــــ
(منقول بتصرف يسير)
ساعد التطور في علوم الفلك والفضاء مع تطور المناظير على تأكيد صدق القرآن الكريم وإعجازه العلمي. ومن أحدث تلك المعجزات التي شُوهدت صورها وسُمع صوتها ما عُرف من حقائق تخص النجم الطارق الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الطارق: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ) (الطارق 1-3).
فقد التقطت المناظير أصوات انفجارات متكررة هائلة القوة آتية من الفضاء الخارجي، ويشبه صوتها صوت النبض أو الطرق المتكرر. وقد ظنت الولايات المتحدة أن روسيا تقوم بتطوير أسلحتها النووية وتجريبها في الفضاء الخارجي..!
ولكن بعد عدة سنوات اكتشف العلماء أن هذه الأصوات آتية من نوع غريب من النجوم يدعى النجم النيتروني أو النجم النابض (Pulsating Star)، والذي تشكل من انفجار كوني هائل من النجوم والشموس التي يفوق حجمها حجم شمسنا بعشرات المرات، وعند انفجارها تتشكل كرة نارية عملاقة تدعى (السوبرنوفا) وتصدر طاقة هائلة في الدقيقة الواحدة تعادل طاقة شمسنا طوال حياتها. وكل ما يتبقى منها بعد الانفجار هو النواة المسحوقة للسوبرنوفا، وبعد انتهاء الانفجار تستمر نواة النجم بالدوران حول نفسها مصدرة صوتاً صارخاً ومتكرراً أشبه بصوت الطرق أو النبض. ولحسن الحظ أننا لا نتمكن من سماع تلك الأصوات وإلا لكنّا فقدنا السمع، وهي تُسمع عن طريق الأمواج الراديوية فقط، وقد سمى علماء ناسا تلك النجوم النجوم النابضة، ثم عادوا ووجدوا أن أفضل تسمية لهذه النجوم هي المطارق الكونية العملاقة (Great Hammer Stars)، في وصف يطابق الوصف الإلهي الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم..!
ويبلغ وزن ذلك النجم النيوتروني خمسة أضعاف وزن الشمس، ويبلغ نصف قطره حوالي عشرين كيلومترًا وهو بالغ الكثافة، وإذا زاد وزنه أكبر من ذلك فإنه يتحول إلى ثقب أسود..!
ويعرّف العلماء هذه المخلوقات بأنها سطحها من الحديد البلوري الصلب، وسوف يرن مثل الجرس إذا ضُرب بمطرقة. ويؤكد العلماء أن هناك ضربة داخلية داخل النجم وضربة خارجية بسبب دوران النجم، وتصل الضربات المنظمة المنبعثة إلى الأرض عن طريق موجات الراديو، ويسجل العلماء الانفجارات المتولدة منها ثم يقومون بتحليلها لمعرفة التركيب الداخلي للنجم، تمامًا مثلما يفعل علماء الأرض في قياس الزلازل وتسجيل اهتزازات الأرض لإدراك البنية الداخلية للأرض وطبقاتها. وقد سجل العلماء صوت هذه النجوم العملاقة التي تدور حوالي 30 دورة في الثانية وتستغرق الطرقة الواحدة من طرقاتها حوالي 0.715 ثانية.
ليس هذا فحسب بل إن العلماء قد اكتشفوا بعد عدة سنوات أن تلك النجوم النيوترونية تصدر موجات جذب متكررة تشبه موجات الجاذبية الأرضية، ولكنها أقوى منها بملايين المرات، ويقول عنها العلماء بالحرف الواحد إنها تثقب وتخترق أي شيء تصادفه في طريقها، كما أن أشعتها قوية لها قابلية لإذابة أي جسم كوني يقع في مسارها، وهي ما عُرف بالنجم الثاقب (Piercing Star)، كما وصفه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم. ويؤكد العلماء أن النجوم الثاقبة تصدر من الأشعة ما تعدّ الأشد لمعاناً وقوة، ويؤكدون أن الضوء الصادر عن انفجاراتها عظيم جداً.