النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مساهمة الأمير عبد القادر في النهضـة العربيـة الحديثة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    الدولة
    المنيعة - الجزائر
    المشاركات
    907

    مساهمة الأمير عبد القادر في النهضـة العربيـة الحديثة

    (منقول)
    عن منحه مملكة سوريا
    يذكر في هذا الصدد تنافس صحافة القوتين العظميين على إبداء وتدعيم هذا الإتجاه، ويعلمنا هابرت بأنه في الوقت الذي كانت الصحيفة الإنجليزية "دايلي نيوز"؛ تطالب بمنح الأمير "عرش سوريا"» يشير كتيب لا يعرف صاحبه بعنوانٍ: "عبد القادر سلطان الشرق
    العربي". أما جريدة "الكونتيتوسيونال" القريبة من الحكم قد نشرت مقالا مطولا عنوانه: "المسألة المشرقية الجديدة"»
    وينادي بدولة فيدرالية توضع تحت سلطة الأمير» طبعا هذا ما لايقبله شخص منك ومتفطن كشخص الأمير.
    وعلى الرّغم من غياب وثائق تحمل عروضا رسمية قدمت للأمير وحتى ف حالة وجودها فإنما لا يمكن
    أن تكون إلا على شكل إقترحات» فإنه يتعين علينا أن نعترف بأن الشهرة والسمعة الكبيرة التي كان الأمير يتمتع
    بحا في العالم العربي وحالة الفوضى المقنعة التي كانت سائدة في المشرق» كانت تستطيع أن تدفع بالحكومات الإنجليزية
    والفرنسية إلى وضعه على رأس مملكة في المشرق كانت بطبيعة الحال ستكون تحت نفوذهم, وهو الأمر الذي لم يكن
    الأمير ليتقبله.

    لقد بقيت روح التجديد والإصلاح متأججة في نفس الأمير عبد القادر حتى بعد إطلاق سراحه وإقامته
    بالمشرق. فقد حوّل قلعة أمبواز مركز إقامته الجبرية إلى خلية نحل للدراسة» وداوم خمس سنوات على التدريس
    والإفاضة في البيان والتثبيت لإفادة خاصته؛ وظلت ثقافته أنيس وحشيته في معتقله وسلاح مقاومته» وفي دار
    الأمان تألقت فيه إرادة الإصلاح ما استطاع وتحلى قيامها على الجمع والتوحيد» فسعى إلى فض النزاع ولم الشمل»
    بالحوار أو بالسيف كما حدث في فتنة 1860م ف بلاد الشام» وحاول نشر المؤاخاة بين المتعادين في كل مكان
    يصل إليه صوته» ويؤلّف بين أبناء الوطن الواحد أو الدين أو الإنسانية» فالأمير فرض إرادة الإصلاح حتى وهو في
    المنفى» وتعويض ما فات بما لا يقبل شيئا غير النجاح والصبر.
    قامت السلطات الفرنسية بحبس الأمير ورفاقائه حبسا تعسفيا ول تراعي فيه بنود الثورة الفرنسية» لقد
    إتحزم الأمير عبد القادر عسكريا أمام غرب يتوسعء بعدما فقد كل أدوات المقاومة والمجايحة» ولكنه حاول الإنتتصار
    سياسيا ورمزياء ليكون جزائريا بدون دولة» ويثمّن إنجازه» ويرسّخ نموذجه في الذاكرة على الأقل» ويدعم مكانته
    كشخصية جزائرية طبعت مجريات القرن التاسع عشر والتاريخ الجزائري خصوصاء خاصة بعد إدراكه الخديعة
    الكبرى التي تعرّض لها وحاشيته من طرف الحكومة الفرنسية» والتي ضربت بكل بنود الثورة الفرنسية عرض الحائط
    بعد أن تحولت الباخرة التي من المفروض أن تتجه إلى عكا أو الإسكندرية» بعد وقف القتال المشروط بتدعيم من
    لامورسير والدوق دومالء إلا أن الشرط لم يطبق» وأعتقل الأمير ومن كانوا معه» سنة إعتقال ف طولون وبو» وأربعة
    سنوات ف إقامة جبرية في أمبوازء وهذا ما صدمه اتحاه هذا الإجراء وإنتهاك الحرمات لحقوقه وحقوق حاشيته.
    لقد راح الأمير عبد القادر ضحية بعض المؤرخين الذين اختصروا حياته بدمشقء» وأعابوا امتلاكه لبعض
    البيوت» متناسين في ذلك أنه كان مسؤولا عن الجزائريين المهاجرين إلى بلاد الشام بعد إجهاضه دولته, كما لاننسى
    دوره الإيجابي في نحضة بلاد الشام» ولا ننسى إطفاء فتنة دمشق 1860م, بشهادة المؤرخين الدّمشقيين أمثال:
    "الشيخ عبد الرزاق البيطارء الدكتور ميخائيل مشاقة» والباحث سهيل ركار» والقاسمي» وملح الصلح والد عادل
    إذن سبب آخرء وهو ما يفسر رغبته القوية في التفرغ التام للدراسة والعبادة.

    -لقد بقيت روح التجديد والإصلاح متأججة في نفس الأمير عبد القادر حتى بعد إطلاق سراحه وإقامته
    بالمشرق. فقد حوّل قلعة أمبواز مركز إقامته الجبرية إلى خلية نحل للدراسة» وداوم خمس سنوات على التدريس
    والإفاضة في البيان والتثبيت لإفادة خاصته؛ وظلت ثقافته أنيس وحشيته في معتقله وسلاح مقاومته» وفي دار
    الأمان تألقت فيه إرادة الإصلاح ما استطاع وتحلى قيامها على الجمع والتوحيد» فسعى إلى فض النزاع ولم الشمل»
    بالحوار أو بالسيف كما حدث في فتنة 1860م ف بلاد الشام» وحاول نشر المؤاخاة بين المتعادين في كل مكان
    يصل إليه صوته» ويؤلّف بين أبناء الوطن الواحد أو الدين أو الإنسانية» فالأمير فرض إرادة الإصلاح حتى وهو في
    المنفى» وتعويض ما فات بما لا يقبل شيئا غير النجاح والصبر.

    -قامت السلطات الفرنسية بحبس الأمير ورفقائه حبسا تعسفيا ولم تراعي فيه بنود الثورة الفرنسية» لقد
    إنهزم الأمير عبد القادر عسكريا أمام توسع الغرب بعدما فقد كل أدوات المقاومة والمجايحة، ولكنه حاول الإنتتصار
    سياسيا ورمزياء ليكون جزائريا بدون دولة» ويثمّن إنجازه» ويرسّخ نموذجه في الذاكرة على الأقل» ويدعم مكانته
    كشخصية جزائرية طبعت مجريات القرن التاسع عشر والتاريخ الجزائري خصوصاء خاصة بعد إدراكه الخديعة
    الكبرى التي تعرّض لها وحاشيته من طرف الحكومة الفرنسية، والتي ضربت بكل بنود الثورة الفرنسية عرض الحائط
    بعد أن تحولت الباخرة التي من المفروض أن تتجه إلى عكا أو الإسكندرية» بعد وقف القتال المشروط بتدعيم من
    لامورسير والدوق دومالء إلا أن الشرط لم يطبق» وأعتقل الأمير ومن كانوا معه» سنة إعتقال ف طولون وبو» وأربعة
    سنوات ف إقامة جبرية في أمبوازء وهذا ما صدمه اتحاه هذا الإجراء وإنتهاك الحرمات لحقوقه وحقوق حاشيته.
    لقد راح الأمير عبد القادر ضحية بعض المؤرخين الذين اختصروا حياته بدمشقء» وأعابوا امتلاكه لبعض
    البيوت» متناسين في ذلك أنه كان مسؤولا عن الجزائريين المهاجرين إلى بلاد الشام بعد إجهاضه دولته, كما لاننسى
    دوره الإيجابي في نحضة بلاد الشام» ولا ننسى إطفاء فتنة دمشق 1860م, بشهادة المؤرخين الدّمشقيين أمثال:
    "الشيخ عبد الرزاق البيطارء الدكتور ميخائيل مشاقة» والباحث سهيل ركار» والقاسمي» وملح الصلح والد عادل
    الصلح, ومحمد الخاني والد عبد امجيد الخاني", وغيرهم من أطنبوا في الكلام عن دروس الشيخ "عبد القادر الجزائري"
    في الجامع الأموي في دمشق.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    الدولة
    المنيعة - الجزائر
    المشاركات
    907
    (منقول)
    افتتح الأمير عبد القادر إقامته في دمشق باسترداد دار الحديث ، ثم برواية صحيح
    البخاري فيها ثم صحيح مسلم وموطأ الإمام مالك. وكان من ثمرات ذلك أن عاد إلى علوم
    الحديث بهاؤها ومكانتها، فبدأ أهل العلم في دمشق يوجهون أنظارهم إلى تلك العلوم ويسعون
    لإعادة الاهتمام بها.
    وما زال الأمير عبد القادر يروي صحيح البخاري وكتب الحديث الأخرى ويجيز بها إلى أن
    توفّاه االله تعالى . حتى إنه لم ينقطع عن روايته وتدريسه مدة سجنه خمس سنوات في فرنسا!
    لقد كان من منهج الأمير عبد القادر إعمال العقل والتفكّر ونبذ التقليد الأعمى ، وكانت له
    مقولة يكثر من ترديدها ، ويسطِّرها في معظم مؤلفاته ، وهي قوله : ((إن بهيمة تقَاد أفضل من
    مقلد ينقَاد))

    ، والأمير كان صوفيا حال معظم الناس في ذلك العصر ، إلاّ أنه أخذ من
    التصوف لبه وخيره ، ونبذ قشوره وبدعه . لقد تلقى الوِرد القادري (نسبة إلى الشيخ عبد القادر
    الجيلاني) ولكنه لم يسم نفسه شيخا للطريقة القادرية، وإنما كان يحض على الذكر والتدبر، وكان
    إذا طلب منه أحد الأشخاص أن يجيزه بسنده في الورد القادري فعل، ولكنه كان ينبهه على أمر
    مهم وهو أنّ ذلك لا ينجيه عند االله إذا لم يكن صادقًا في التوجه إلى االله بالذكر والعبادة ، وما
    تلك الإجازة إلاّ رجاء بركة السلف الذين مضوا عليها.
    وتخرج على يدي الأمير عدد من العلماء تأثروا به وبمنهجه واستمروا على ذلك النهج وطوروه
    واتسعوا فيه منهم : الشيخ طاهر الجزائري ابن الشيخ صالح السمعوني وهو بحاثة من أكابر العلماء باللغة والأدب في عصره . كان كَلفًا باقتناء
    المخطوطات والبحث عنها ، فساعد على إنشاء (دار الكتب الظاهرية) في دمشق ، وجمع فيها ما
    تفرق في الخزائن العامة ، وساعد على إنشاء (المكتبة الخالدية) في القدس . وهو من أعضاء المجمع
    العلمي العربي ، وسمي مديرا لدار الكتب الظاهرية . كان يحسن أكثر اللغات الشرقية كالعبرية
    والسريانية والحبشية والزواوية والتركية والفارسية. وله نحو عشرين مصنفًا ...
    والشيخ طاهر هو رائد النهضة العلمية في بلاد الشام ، فقد سعى في بناء المدارس والاهتمام
    بالثقافة والعلوم الحديثة من طب وفيزياء ورياضيات و،.. وكان اهتمامه الأكبر بنشر العلم
    الصحيح ، وهو كما ذكرنا مؤسس المكتبة الظاهرية بدمشق حيث جمع نوادر المخطوطات العربية
    والإسلامية بمساعدة الأمير عبد القادر ، وتخرج على يديه مجموعة من العلماء المصلحين ، من
    أشهرهم:
    ظ،ـ الشيخ محب الدين الخطيب مؤسس المطبعة السلَفية ومكتبتها ، وهو من مؤسسي جمعية النهضة العربية ، أنشأ وحرر عدة جرائد رصينة ،
    وأشرف على نشر عدد كبير من كتب التراث ، وهو خال الشيخ علي الطنطاوي رحمه االله ؛
    حكم عليه جمال باشا السفاح بالإعدام غيابيا سنة 1916 ، كما حكم على الأمير عمر بنِ
    الأمير عبد القادر.
    ظ¢ـ العلاّمة محمد كرد علي : رئيس المجمع العلمي
    العربي بدمشق ، ومؤسسه ، وصاحب مجلة (المقتبس) والمؤلفات الكثيرة. وأحد كبار الكتاب.
    ولي وزارة المعارف مرتين.
    ظـ الشيخ عبد الحميد الزهراوي : وهو من
    زعماء النهضة السياسية في سورية ، وأحد شهداء العرب في ديوان (عاليه). له رسالة (الفقه
    والتصوف - ط) وكتاب (خديجة أم المؤمنين - ط) .
    ظ¤ـ العالم البحاثة رفيق العظم : وهو أيضا من رجال
    النهضة الفكرية في سورية . اشترك في كثير من الأعمال والجمعيات الإصلاحية والسياسية
    والعلمية ، ونشر بحوثًا قيمة في كبريات الصحف والمجلات ، وصنف (أشهر مشاهير الإسلام في
    الحرب والسياسة - ط) أربعة أجزاء ، ولم يكمل، و(البيان في كيفية انتشار الأديان - ط)
    و(الدروس الحكمية للناشئة الإسلامية - ط) و غيرها . ومن مآثره إهداؤه إلى المجمع العلمي
    العربي في دمشق خزانةَ كتبه وهي نحو ألف مجلد.
    ظ¥ـ الشيخ محمد سعيد الباني : ،تولى منصب الإفتاء في بعض أقضية دمشق واعتقل في الحرب العامة الأولى وحوكم بديوان الحرب العرفي بعاليه، ثم
    نفي إلى الأناضول . ألّف في سيرة الشيخ طاهر الجزائري كتابا سماه (تنوير البصائر بسيرة الشيخ
    طاهر - ط) وله من الكتب المطبوعة (الفرقدان النيران في بعض المباحث المتعلقة بالقرآن) و(عمدة
    التحقيق في التقليد والتلفيق) و(المولد النبوي الشريف).
    ظ¦ـ شكري بك العسلي: من زعماء النهضة العربية
    الحديثة. وأصدر جريدة (القبس) اليومية ، فلما نشبت الحرب العامة حكم عليه ديوان عاليه
    بالإعدام، ونفذ فيه الحكم بدمشق. له (القضاة والنواب- ط) رسالة، و(الخراج في الإسلام- ط)
    ومن أخص تلاميذ الأمير عبد القادر أيضا الشيخ عبد الرزاق البيطار، وهو من علماء الشام
    المشهورين وكان عالمًا بالدين ، متضلِّعا من الأدب
    والتاريخ ، حفظ القرآن في صباه ، ومهر في علومه.
    وممن تخرج على الشيخ عبد الرزاق البيطار علاّمة الشام وفقيهها الكبير الشيخ جمال الدين
    القاسمي.
    ومن تلامذة الشيخ القاسمي الشيخ محمد بهجة البيطار.
    والشيخ بهجة رحمه االله ، من العلماء العاملين والدعاة النشطين له الكثير من المؤلفات والبحوث،
    وكان أيضا يشيد بالأمير عبد القادر ، ونجد ذلك واضحا في تعليقاته على كتاب (حلية البشر في
    تاريخ القرن الثالث عشر) لجده الشيخ عبد الرزاق البيطار.
    ولعلّ أكبر أثر تركه الشيخ بهجة هو تلك النخبة الفريدة من العلماء والدعاة الذين تخرجوا عليه
    ومن أشهرهم : القاضي والعلاّمة الشيخ علي الطنطاوي ، والعالم الفاضل سعدي ياسين،
    والشيخ حامد التقي ، والدكتور أمين المصري ، والشيخ المحدث عبد القادر الأرناؤوط، رحمهم
    االله جميعا، والقاضي الشرعي سعدي أبو جيب حفظه االله.
    لقد بدأ الأمير عبد القادر الجزائري مسيرة الإصلاح ونشر السنة الصحيحة عندما استرجع
    دار الحديث الأشرفية ، ودرس فيها صحيح الإمام البخاري بأسانيده ، ثم وكَلَ تدريس علوم
    الحديث إلى الشيخ يوسف المغربي ، فكان من ثمرة ذلك ظهور الشيخ بدر الدين الحسني رحمه االله.
    والناظر إلى الآثار الطيبة في مجال الإصلاح للشيخ عبد الرزاق البيطار وتلامذته ، وللشيخ جمال
    الدين القاسمي وتلامذته ، وللشيخ طاهر الجزائري وتلامذته ، وللشيخ بدر الدين الحسني وتلامذته،
    يدرك بوضوح أهمية ما بدأه الأمير عبد القادر في تجديد العمل بالسنة والنهوض بالأمة.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    الدولة
    المنيعة - الجزائر
    المشاركات
    907
    الأمير عبد القادر:فتوى ىجواز شق قناة السويس
    الأميرعبد القادر هو الذي أفتى للمصريين بجواز شق قناة السويس، بعد أن ثار ضد عمليات الحفر السكان المحليون وأثاروا الفتنة، واعتبروا ذلك كفرا وضد إرادة الله. فكانت فتوى الأمير عبد القادر بجواز شق قناة السويس أكبر فتوى، حيث استدعاه الخديوي حاكم مصر من الشام ليقنع هؤلاء سكان المنطقة التي تمر به القناة بجواز ذلك من الناحية الشرعية،.
    المهندس الفرنسي " ديلسبس": صاحب فكرة شق القناة.
    اللقاءات الثلاث بين الأمير و" ديلسبس":
    جاء في مذكرات القنصل "فرديناند ديلسبس" أنه عرف فعليا الأمير لأول مرة أثناء رحلته السفارية ومهمته بقنصلية فرنسا بمدريد؛ وفي طريق ذهابه قام بزيارته له في إقامته
    الجبرية بقصر هنري الرابع بمدينة "بو- PAU ." من هنا بدأت علاقة صداقة واحترام متبادلين بين أبرز شخصيتين في الفترة، حتى يبدو أن المهندس والديبلوماسي الفرنسيتأثر وأضحى خاضعا لآراء وأفكار الأمير مما أدى بالكثير من معاصريه بانتقاده خاصة في ظل موقفه من القضية الجزائرية، مثلما انتقدوا بشدة الأمير ووصفوه بأبشع الصفات.
    بخصوص ثاني اللقاءات جاء بعد استقرار الأمير في الشام، حيث جاء بعد بداية الشق بسنيتن أي سنة 1861 بعدما تنقل المهندس الفرنسي "ديلسبس" إلى دمشق ورأى بأم عينيه مكانة وحظوة الأمير ببلاد الشام، ويبدوا أن الديبلوماسي الفرنسي كان يود أن يحصل على الدعم المعنوي من خلال هذا اللقاء، خاصة وهو يدرك مكانة الأمير عند السلطة الحاكمة المصرية وصداقته للحاكم "محمد سعيد باشا".
    أعلن الأمير صراحة دعمه للمشروع بقوله " لا يمكن للعاقل أن يشك في هذا المشروع الذي يخدم الإنسانية" ، بل قام بالدعوة والدعاية له بطريقة غير مباشر أثناء حجه
    بالحديث عليه وعلى المنافع التي سيجلبها للإنسانية عموما وللمنطقة ومصر على وجه الخصوص؛ حتى أنه أطلق عليه
    تسمية "البرزخ" في مراسلاته.
    ومن جانب آخر كانت جريدة ملتقى البحرين الصادرة بالفرنسية والتي تصدرها شركة القناة هي لسان حال كل ما يحدث وما يتعلق بأمر القناة فقد غطت كل هذه الزيارات الأميرية.
    تبرز الدراسات الأجنبية هذه اللقاءات بطريقة أخرى حيث تقف من خلالها على التحولات التي عرفها الأمير من جوانب نفسية وإنسانية واجتماعية وأخلاقية، وتدعى ذلك حتى أنها بينت المهندس أكثر حساسية، وأضحى خاضعا لما يطرحه الأمير الذي بين له قمة التسامح.
    زار الأمير مصر قبل الحج أو في طريقة لأداء المناسك أو يكون قد توقف فيها فقط؛ حيث جاء على متن الباخرة الفرنسية " سيناء" بترتيب من المهندس الفرنسي
    فرديناند دي ليسيبس F. De Lesseps ونزل في الاسكندرية ثم قصد طنطا فالقاهرة. كما أنه حصل على إقطاعات بمنطقة "بور سعيد" أمده بها "ديلسبس" من حصته أو بالأحرى من حصة شركة قناة السويس. بعد زيارته هذه رجع إلى مصر في السنة الموالية أي سنة 1865 وبالضبط في يناير، وزار الأرض التي أعطتها أو عينتها له الشركة وتسمى أرض "بئر أبي بلح". إلا أن الأمير تخلى عن هذه الإقطاعات لاحقا لصالح مشروع القناة، أو أنه تفادى مشاكل سياسية قد تحدث بسبب ذلك؛ وبالتالي يكون قد ساير الأحداث السياسية بحكمة ودهاء حين عدل عن الإقامة في مصر في أرض " أبو بلح" التي قدمتها له شركة قناة السويس حتى لا يغضب الخديوي إسماعيل وحكومة مصر.
    تمثل ثالث اللقاءات في طلب الدعم من هذا الأخير من خلال دعوته لليد العاملة والمساعدة البشرية التي باشر الأمير بالدعوة لها في موسم الحج ثم بعد عودته إلى الشام، فتكونت بذلك أيادي عاملة وطاقات جديدة من اليمن والحجاز والشام.
    وربما تلك كانت أصلا نظرته قبل الوصول إلى مصر من خلال دعايته للسلطات الدينية وللعامة بأرض الحجاز للعمل بأشغال القناة التي بينها على أنها المشروع ذو فائدة وبرزخ يصل المشرق بالمغرب؛ وهذا دليل واضح على بُعد نظره، ونظرته الاستشرافية خصوصا بعد تزايد تداعيات أعمال السخرة بالنسبة للمصريين...
    تدشين القناة:
    يبدو أن مكانة الأمير وهيبته في مصر كانت شبيهة بنظيرتها في بلاد الشام وفي بلاد المشرق ككل، حيث كان تأثيره واضحا على أهل مصر من خلال رحلته وتجواله بمناطق المشروع، هذا الأمر جعل من الحاكم الجديد "إسماعيل باشا "غيورا.
    أرسل نابوليون الثالث بارجة بحرية للأمير للانتقال من الشام إلى مصر للحضور حفل تدشين القناة في 17 نوفمبر 1869. وهو الافتتاح الذي حضرته شخصيات معروفة عالميا وقتذاك، من بينها "يوجيني" زوجة الامبراطور الفرنسي التي قيل أنها كانت شديدة الإعجاب بالأمير.
    وجيد هنا إيراد شهادة واعتراف من أحد رجال الفكر والقلم الفرنسيين "برينو إتيان" بقوله:" لولا مساندة الأمير عبد القادر، فإن من المستحيل أن تشق القناة وتفتح للملاحة".
    و في صورة ملتقطة أثناء زيارة الأمير لمصر وللقناة، يبدو جليا هيبة الأمير من خلالها، حيث يتصدر الصورة وعن يمينه الخديوي إسماعيل باشا وفرديناند ديليسبس على يساره...
    (منقول)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •