هل فسّر العلم الكون وبيّن عدم احتياجه للإله؟
يسأل سائل: يكثر لدى المتدينين الاستدلال على وجود الإله بأن العالم لا بد له من خالق، وأنه لا يقوم بنفسه. ألا يمكن أن الكون قد وُجد بلا أي سبب؟ لماذا نقول إن الكون يحتاج إلى خالق؟ ألم تعرفنا مسيرة العلم الكثير من حقائق الكون ولا تزال، دون أن يكون للكون حاجة إلى خالق ودون اللجوء إلى الجواب بأن الله خلق الكون!
نقول: إن قضية «حقيقة الكون»، واحتياجه لإله، خلقه ويقيمه، في مقابل زعم من يدعي أن الكون قائم بنفسه مستغن، من أهم القضايا الوجودية، وينبني عليها الكثير من المسائل، وسوف نشرع بإذن الله في بيان أطراف هذه القضية، ولكي نفعل ذلك فإننا نسافر مع قارئنا الكريم أسفارًا أربعة:
أحدها: من الخلق إلى الخلق.
وثانيها: من الخلق إلى الحق سبحانه.
وثالثها: من الحق إلى الخلق.
السفر الرابع: من الخلق إلى الخلق.
وقبل أن نبدأ رحلتنا، فإننا نحب أن ننوه بأن هذا المقال يتكلم في أمور عقلية مجردة، وهي أمور قد تصعب أحيانًا على القارئ غير المتخصص. ورغم أننا حاولنا تبسيط الكلام وتكثير الأمثلة، فإن القارئ قد يجد فيه نوع صعوبة ناتجة عن التجريد والكلام العقلي المنطقي، ونحن لذلك على استعداد لمناقشة تعليقات القراء الكرام على المقال وتوضيح ما غمض من الأفكار والأمثلة.
اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين