النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: دور الشهيد نجم الدين الكبرى في نشر الإسلام في بلاد المغول

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843

    دور الشهيد نجم الدين الكبرى في نشر الإسلام في بلاد المغول

    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ثم أما بعد.

    أجمع هنا بعض الوقائع وقفت عليها أثناء القراءة عن غزو المغول لبلاد المسلمين، فيما يتعلق بوجود الإسلام في تلك البلاد من انتشاره بين كبار قادات المغول، مما كان له الأثر الكبير في تغيير العالم!
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    نجم الدين الكبرى (540 - 618) هـ (1145 - 1221 ) م

    هو الشيخ الإمام العلامة القدوة المحدث الشهيد شيخ خراسان نجم الكبراء
    ويقال : نجم الدين الكبرى
    الشيخ أبو الجناب أحمد بن عمر بن محمد الخوارزمي الخيوقي الصوفي.
    وخيوق من قرى خوارزم .

    طاف في طلب الحديث ، وسمع من أبي طاهر السلفي ، وأبي العلاء الهمذاني العطار ، ومحمد بن بنيمان ، وعبد المنعم بن الفراوي ، وطبقتهم ،
    وعني بالحديث ، وحصل الأصول .

    قال ابن نقطة : هو شافعي إمام في السنة .

    وقال عمر بن الحاجب : طاف البلاد وسمع واستوطن خوارزم ، وصار شيخ تلك الناحية ، وكان صاحب حديث وسنة ، ملجأ للغرباء ، عظيم الجاه ، لا يخاف في الله لومة لائم .


    وعرف كذلك باسم: «ولي تراش»، وهي كلمة فارسية تعني بالعربية «صانع الأولياء».
    وقيل عرف باسم الكبرى لأنه كان قويا في الجدال والنقاش وهو صغير، فأطلقوا عليه: الطامة الكبرى، ثم حذفت "الطامة"
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    عند دخول المغول بلاد خوارزم، بعد الحماقة الشهيرة التي ارتكبها خوارزم شاه،


    أول الوقائع بين مملكة المسلمين في تلك المانطق ، وبين جانكيز خان كانت أن قتل علاء الدين خوارزم شاه قوافل تجارة تابعة للمغول،
    وكان في القافلة مسلمون، لأن المسلمين كانوا يعيشون بالقرب من المغول، وربما تعاونوا معهم في دولتهم، إذ لم يفرض المغول على من معهم اتباع دينا معينا، طالما كان الولاء للقبيلة.
    وحاول جنكيز خان طلب القصاص من خوارزم شاه، وأرسل رسلا يطالب بهذا، أن يسلم خوارزم شاه الجانين.

    ولكن رد خوارزم شاه ردا عنيفا متهورا!،
    فقتل رسل جنكيز خان، ويقال: قطع رأس رسول منهم –وكان مسلما!- وأرسلهها مع الآخرين إلى كنجيز.

    قال تاج الدين السبكي: " فيالها فعلة ما كان أقبحها أجرت كل قطرة من دمائهم سيلا من دماء المسلمين" 1

    فغضب بذلك بشدة جنكيز، وعزم على الانتقام بشدة واستغل الواقعة لتوسع دولتته!،
    وكان أن رد الخان بأعنف ما يكون ما تخيله علاء الدين ولا غيره! حتى أباد كل الدولة الخوارزمية، ودمر كل مدنها: بخارى وسمرقند، خوراسان، حراة، نيسابور وغيرها!


    الدمار الذي حل ببلاد المسلمين لا يتخيله أحد! على يد جنكيز خان ثم ذريته

    قال رشيد الدين وهو كان مؤرخا في عصر غازان، وهو أشهر من كتب تاريخ المغول:
    لا يخفى على من تتبع التواريخ الصحيحة، وسلك الطريق المعقول، أنه لم تكن البلاد. مطلقا أكثر خرابا مما كانت عليه خلال هذه السنوات خصوصا في المواضع التي وصلت إليها جيوش المغول؛ إذ إنه منذ ابتداء ظهور آدم حتى قيام چنكيز خان وذريته لم يتيسر لأى ملك مثل هذه المملكة الفسيحة التي سخروها وجعلوها تحت تصرفهم، ولم يقتل أحد في العالم من الخلق مثلما قتل هؤلاء.


    ثم قال: وعندما استولوا على الولايات والمدن العظيمة ذات الطول والعرض، قتلوا كثيرا من الخلق، بحيث إنه لم يبق منهم أحد إلا نادرا.
    وهذه المدن من قبيل بلخ وشبورغان وطالقان ومرو وسرخس وهراة وتركستان والرى وهمذان وقــم وأصفهان ومراغه وأردبيل وبردع وكنجه وبغداد والموصل وإربيل، وأكثر الولايات التي ترتبط بهذه المواضع.
    أما بعض الولايات التي كانت تعتبر ثغورا، وصارت طريقا لعبور الجنود الكثيرين فقد قضى على أهلها قضاء مبرما، أو أنهم هربوا. وقد بقيت هذه الأماكن خرابا مثل ولايات ايغورستان والولايات الأخرى التي صارت حدا فاصلا بين اوقايدو.
    وكذلك بعض الولايات الواقعة بين دربند وشروان وبعض أقاليم أبلستان وديار بكر مثل حران وروحه وسروج والرقة ومدن كثيرة على جانبى الفرات كلها صارت خربة وغير صالحة.

    وكذلك ما دمر من بلاد تقع بين الولايات الأخرى.
    ونتيجة للقتل والسفك مثل خرائب بغداد و آذربيجان وغيرهما في تركستان وبلاد إيران والروم من المدن والقرى المخربة مما هو ماثل أمام الناس. وكل هذا يزيد عما يمكن حصره. وصفوة القول أنهم إذا أرادوا القياس عن طريق النسبة فإنه لن يكون العمران في الممالك واحدا من عشرة، والباقي كله خراب. 2


    ------

    1 الطبقات الكبرى للتاج السبكي 1/ 333
    2 تاريخ غازان ص 557- 558
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    مقتل الشيخ الشهيد:


    استشهد رضي الله عنهبخوارزم في فتنة التتار، وذلك أن سلطانها لما فر، جمع الشيخ أصحابه وكانوا نحو ستين، فقال لهم: ارتحلوا إلى بلادكم، فإنه قد خرجت نار من المشرق تحرق إلى قرب المغرب، وهي فتنة عظيمة ما وقع في هذه الأمة مثلها.
    فقال له بعضهم: لو دعوت برفعها.
    فقال: هذا قضاء محكم لا ينفع فيه الدعاء.

    فقالوا له: تخرج معنا،
    فقال: إني أقتل هاهنا،
    فخرج أصحابه.


    فلما دخل الكفار البلد، نادى الشيخ وأصحابه الباقون: الصلاة جامعة، ثم قال: قوموا نقاتل في سبيل الله،
    ودخل البيت ولبس خرقة شيخه، وحمل على العدو فرماهم بالحجارة، ورموه بالنبل، وجعل يدور ويرقص حتى أصابه سهم في صدره فنزعه ورمى به نحو السماء، وفار الدم وهو يقول: إن أردت فاقتلني بالوصال أو بالفراق، ثم مات، ودفن في رباطه، رحمه الله تعالى. اهـ
    كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب 7/ 142
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    بعض أشهر تلاميذ الشيخ نجم الدين الكبرى:

    مجد الدين البغدادي صاحب تحفة البررة في المسائل العشرة، قتله خوارزم شاه بسبب وشايات حصلت ، ويقال حزن عليه كثيرا الشيخ نجم الدين الكبرى، ودعا على خوارزم شاه ويقولون كان هذا سببا في زوال ملكه.
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    الباخرزي أبو المعالي سعيد بن المطهر بن سعيد بن علي
    الإمام، القدوة، شيخ خراسان، سيف الدين، أبو المعالي سعيد بن المطهر بن سعيد بن علي القائدي، الباخرزي، نزيل بخارى.
    كان إماما محدثا، ورعا زاهدا، تقيا أثريا، منقطع القرين، بعيد الصيت، له وقع في القلوب ومهابة في النفوس.
    صحب الشيخ نجم الدين الخيوقي


    وكانت طريقته عارية عن التكلف، كان في علمه وفضله كالبحر الزاخر، وفي الحقيقة مفخر الأوائل والأواخر، له الجلالة والوجاهة،
    وانتشر صيته بين المسلمين والكفار،
    وبهمته اشتهر علم الأثر بما وراء النهر وتركستان، وكان علمهم الجدل والقول بالخلافيات وترك العمل، فأظهر أنوار الأخبار في تلك الديار.



    ثم قال:
    ولما خرب التتار بخارى وغيرها، أمر نجم الدين الكبرى أصحابه بالخروج من خوارزم إلى خراسان منهم سعد الدين، وآخى بين الباخرزي وسعد الدين،
    وقال للباخرزي: اذهب إلى ما وراء النهر.


    ثم نقل الذهبي بعض الوقاع بينه وبين المغول، ومنها مقتلة عظيمة ثم قال:
    ووقع خوف الباخرزي في قلوب الكفار، فلم يخالفه أحد في شيء يريده، وكان بايقوا (1) - أخو قآن - ظالما غاشما سفاكا، قتل أهل ترمذ حتى الدواب والطيور، والتحق به كل مفسد، فشغبوه على الباخرزي، وقالوا: ما جاء إليك، وهو يريد أن يصير خليفة.
    فطلبه إلى سمرقند مقيدا، فقال: إني سأرى بعد هذا الذل عزا.
    فلما قرب، مات بايقوا، فأطلقوا الشيخ، وأسلم على يده جماعة.

    انظر سير أعلام النبلاء 23/ 363-366
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    قصة إسلام بِرْكِه خان.

    وانقسمت دولة جنكيز خان بين أولاده إلى قبائل أو سلالات:
    السلالة الذهبية، والسلالة الإلخانية وغيرها.

    وورثن القبيلة الإلخانية البلاد التي كانت الدولة الخوارزمية.

    السلالة الإلخانية:
    أهم أحفاد جنكيز خان في هذه الأحداث هم: هولاكو، ورئيس السلالة الإلخانية.

    وبركه خان رئيس السلالة الذهبية.

    الكلام على السلالة الذهبية:
    كان يرأسها جوجي بن كنجيز خان. Jochi Khan، ابن جنكيز.
    ولجوجي أولاد كثر، منهم: باتو خان Batu Khan ، وكان متعاطفا مع المسلمين في بلاده.
    ولذلك وغيره: القبيلة الذهبية كانت علاقتها جيدة مع المسلمين.

    فبعد وفاة جوجي، تولى باتو خان رئاسة السلالة، وتوفي 650 ه، وورث الحكم بعض أولاده ثم مات، آل الحكم إلى (بركه خان)
    فبِرْكه خان Berke Khan : ابن باتو خان.


    ووالدة بركه خان هي سلطانة ختون، ابنة علاء الدين خوارزم شاه!
    أسرها المغول في حروبهم الأولى أيام جنكيز ضد الدولة الخوارزمية، وزوجوها لباتو خان، ولم يكن مسلما، فقد قهروها على هذا الأمر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    فوالدة بركه خان مسلمة، والظاهر أنه تأثر بها وكان هذا من أسباب إسلامه فيما بعد.
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    إسلام بركه خان على يد أبي المعالي سعيد الباخرزي


    وفي سير أعلام النبلاء :
    "قال ابن الفوطي: قرأت في سيرة الباخرزي لشيخنا منهاج الدين النسفي، وكان متأدبا بأفعاله: ... ثم حكى أمورا كثيرة منها:

    وعرف الشيخ بين التتار بألغ شيخ -يعني الشيخ الكبير- وبذلك كان يعرفه هولاكو.
    وقد بعث إليه بركه بن توشي بن جنكزخان من سقسين رسولا ليأخذ له العهد بالإسلام، وكان أخوه باتوا كافرا ظلوما، قد استولى على بلاد سقسين وبلغار وصقلاب وقفجاق إلى الدربند، وكان لبركة أخ أصغر منه، يقال له: بركه حر.

    وكان باتوا مع كفره يحب الشيخ، فلما عرف أن أخاه بركة خان قد صار مريدا للشيخ فرح، فاستأذنه في زيارة الشيخ، فأذن له، فسار من بلغار إلى جند ثم إلى أترار، ثم أتى بخارى، فجاء بعد العشاء في الثلوج، فما استأذن إلى بكرة.
    فحكى لي من لا يشك في قوله أن بركة خان قام تلك الليلة على الباب حتى أصبح، وكان يصلي في أثناء ذلك، ثم دخل فقبل رجل الشيخ، وصلى تحية البقعة، فأعجب الشيخ ذلك، وأسلم جماعة من أمرائه، وأخذ الشيخ عليهم العهد، وكتب له الأوراد والدعوات،
    وأمره بالرجوع، فلم تطب نفسه، فقال: إنك قصدتنا ومعك خلق كثير، وما يعجبني أن تأمرهم بالانصراف، لأني أشتهي أن تكون في سلطانك.

    وكان عنده ستون زوجة، فأمره باتخاذ أربع وفراق الباقيات، ففعل، ورجع، وأظهر شعار الملة، وأسلم معه جماعة، وأخذوا في تعليم الفرض، وارتحل إليه الأئمة، ثم كانت بينه وبين ابن عمه هولاكو حروب،

    ومات بركة خان في ربيع الآخر، سنة خمس وستين، وكانت خيراته متواصلة إلى أكثر العلماء.
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    ابن خلدون يحكي اسلام بركه خان على تلميذ آخر لنجم الدين الكبرى

    قال ابن خلدون في الكلام على بركه خان:
    "فلما عاد من بخارى لقي الشيخ شمس الدين الباخوري من أصحاب نجم الدين كبير الصوفية فأسلم على يده وتأكدت صحبته ومعه وحرضه على التمسك بطاعة الخليفة ومكاتبته المعتصم ومبايعته ومهاداته وتردّدت الرسل بينه وبين المعتصم وتأكدت الموالاة"


    تاريخ ابن خلدون 5/ 597


    ولعلهما واقعتان مختلفتان، أو خطأ من ابن خلدون، والله أعلم فأنا لم أبحث في التحقق من أيهما أصح.
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    إسلام غازان ابن أرغون على يد صدر الدين إبراهيم الحموي، وهو ابن: سعد الدين محمد، تلميذ نجم الدين الكبرى.

    قصة إسلام غازان قصة كبيرة، ثم هجومه الشام وحكام المماليك، وليس القصد هنا تفصيل القول فيها، وإنما القصد حكاية إسلامه.
    والحاصل أن الكثير من جيش غازان كان قد دخل إلى الإسلام، وكان له وزير اسمه نوروز، وكان مسلما، ووعده أنه لو أسلم لأعانه بجيوش لقتال ابن أخيه بايدو.



    قال الذهبي في ترجمة الصدر ابن حمويه:
    (قدم علينا – إلى دمشق- بعدما أسلم على يده غازان ملك التتار بواسطة نائبه ،نوروز، فسمع معنا من أبي حفص بن القواس وطائفة، ...
    وكان تام ،الشكل مليحا، مهيبًا، خيرًا، مَليح الكتابة، حسن الفهم : ، مُعظَّما بين الصوفية إلى الغاية لمكان والده الشيخ سعد الدين بن حمويه اهـ معجم الشيوخ 1/ 156


    قال عنه البرزلي كما حكى ابن الجزري:
    وفي هذه السنة، سنة أربع وتسعين وستمائة أسلم غازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو، وكان إسلامه على ما حكى الشيخ العلامة الحافظ علم الدين بن البرزالي - فسح الله في مدته ، قال :
    حكى الشيخ الأوحد القدوة، شيخنا صدر الدين، شيخ الشيوخ زين الإسلام شرف المحدّثين بقية السلف الماضيين ، طراز الخلف الباقين، أبي المجامع إبراهيم
    بن الشيخ الإمام القدوة، شيخ الشيوخ، سعد الدين، قطب الإسلام، حجّة ربّ العالمين محمد بن المؤيد بن أبي بكر عبد الله بن أبي الحسن علي بن محمد بن حمويه بن جعفر الجويني الشافعي"


    فصدر الدين الحموي، هو ابن سعد الدين الحموي ، تلميذ نجم الدين الكبرى
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    قال صدر الدين ابن حمويه:

    كان قد أسلم قبل قازان جماعة من أمراء المغل، وكان وزيره النوروز مسلما يحفظ كثيرًا من التواريخ، والزُّهديات، والأذكار، والحكايات، وغيره، وهو رجل تركي يعرف بالفارسية، وهو زوج عمة قازان، وكانوا حريصين على إسلام الملك، وقد تكلموا بذلك في الجيش. "

    ثم قال أنه اجتمع مع النوروز فقال:
    "تحدث معي في إسلام الملك، وقال: قد تحدَّثَ بهذا، ولستُ على يقين منه، ولعل الله يسره بحضورك، فتمهل في السفر.

    وكانت قلوب الناس وجلةً خوفًا من أنه يرجع عن هذا الخاطر، فيكون ترك التحدث بهذا أولى من ذكره، ثم لا يقع.
    فلما كان يوم الجمعة الثاني من شهر شعبان المكرم، وكان ذلك بمرعى يسمى لارمن من عمل الري، طلبني النوروز، وقال: قد وعد اليوم فاجلس عندي.

    فجلست إلى وقت الجمعة، فلم يحضر الملك، فنزلنا من القصر الذي كُنَّا فيه، وصلينا الظهر في الصحراء، ورأيتُ جماعةً كبيرة من المغُل بأيديهم السبح، وهم يصلون ويكثرون التنفل.

    ثم رجعنا من الصلاة ومضينا للغداء، فنحن نأكل: وقيل: قد حضر الملك، ومضى إلى الحمام، فأرسلت إليه قميصا، فلبسه، ولبس الصوف، وخرج إلى القصر، فدخلنا عليه وهو قائم، واجتمع الناس من كل جهة، والجيش، والخواتين، وكان أمرًا عظيمًا، فوقفت إلى جانبه، والنوروز أيضًا،
    وكان معي هيكل فيه من أذكار الشيخ، وكلامه، وجمعه ، فنظر إليه، وسأل عنه، فذكر له النوروز ما هو، وأخبره بوالدي، وحكى له من كراماته وأخباره، وأخرجت أنا الهيكل ودفعته إليه، فنظر فيه، ثم أعطانيه، فجعلته في غمده، ودفعته إليه، فأخذه وتقلد به من جهة اليمين، فأشرت إليه أن يجعله على العادة من جهة اليسار؛ ففعل وظهر عليه حياء وخجَل، وهو شاب لم يبلغ الثلاثين، وفي لونه شقرة، وخرج من الحمام وحصل له الخجل فاشتدت حمرة وجهه.

    ثم إن النوروز تحدث معه في الإسلام، وقال: الملك أوعد بذلك، وهذا وقته، فقد حضر فلان ولد الشيخ.

    فنظر إلي وقال : كيف أقول؟
    فقلتُ - ورفعت إصبعين : أشهد أن لا إله إلا الله، فتلفظ بها، ثم قلتُ: أشهد أن محمدا رسول الله.
    فتكلم مع النوروز بالتركية، وقال: أشهد مرة أخرى؟ فقال: نعم. فتلفظ بها.

    فلما فرغ تقرب العالم والخلايق من مجلسه، ولم يمكن منع أحد، ونثر عليه الذهب والفضة واللؤلؤ، وجعل الناس يلتقطونه، ويُقبلُون يد الملك ورجليه، ويتبركون به، ويُزعجون بالأصوات واشتدَّ الفرح، ولا يمكن منع أحد، ولم يتحاش أحد من قربه من الملك فارتفع هو على كرسي، وبقي الناس بجنبه،
    يفعلون ما يفعلون، وهو يضحك كثيرا، وكان يوما ما أعلم له نظيرا
    ."

    ثم قال:
    وبلغني بعد ذلك ممَّن صدقته : أنَّه يتعلَّمُ شرائع الإسلام والصلوات، وأنَّه صام، وأن النوروز يُبكر إليه كلَّ يوم ليُعلمه، وكان فيه استعداد لهذا الأمر،

    فإنه كان كثير الحِلْمِ والصَّفح، له طباع جيدة، كانت مدينة نيسابور قد عصى أهلها عليه مدة أربع سنين، ثم إنه ظفر بهم، فأمر ألَّا يُقتل أحد، ولا يُسبى،
    فدخل الناس، وعاث بعضهم، فوصل إليه الخبر ، فركب من ساعته منفردًا وحده، ودخل البلد إلى باب الجامع فرأى أميرًا كبيرًا، ومعه امرأة تبكي، فقال له: ما هذا؟
    فكأنه قال: هذه من نصيبي من الكسب،
    فأخرج السيف وضرب عنقه، وأمر المرأة بالدخول إلى الجامع، فخاف الناس ورجعوا. اهـ


    انظر تاريخ ابن الجزري 1/ 254-256


    حتى يقال أسلم مع غازان في هذا اليوم جميع الأمراء والجنود، وعددهم يقرب من مئة ألف كما في تاريخ رشيد الدين ص 414-417
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    قال الشيخ عَلَم الدين [البرزلي]:
    ولما حضر زين الدين عبد الرحمن أخو الشيخ تقي الدين بن تيمية سألت عن إسلامه، فذكر أنه رآه بتبريز في ذي القعدة، ورأى النوروز أيضاً وشاهد تخريب الكنايس، وخرب بيده في بعضها.
    وكذلك حضر التجار وأخبروا بإسلامه، وأنه قد عُمل له رايات سود مثل رايات جماعة من الخليفة، وأنه طلب الجزية من اليهود والنصارى . والله أعلم اهـ تاريخ ابن الجزري 1/ 256
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    وقد تبع إسلام بركه خان، وبعده غازان، وقبلهما: سلطان أحمد تكودار ابن هولاكو أول من أسلم من حكام المغول

    وقد حصل بسبب هذه الوقائع الكثير من التطورات والتغيرات التي تسببت في شرخ عظيم في قبائل المغول، ثم تسبب هذا كله في انتشار الإسلام أكثر وأكثر في تلك البلاد.

    والموضوع فيه الكثير من التفاصيل، خاصة دور غازان في هذا الأمر، وهو له دور كبير لا ينكر،ولا شك أن ما حصل منه في الهجوم على الشام وما وقع من فساد يحتاج إلى تناول ودراسة مفصلة، ولكنه لا يغير هذه الحقيقة: أن إسلامه كان مما غير الواقع في تلك البلاد إلى الدخول في دين الله أفواجا.


    والذي أردته في هذه النقولات بين دور الشيخ نجم الدين الكبرى، وعلامات التوفيق، بالاستشهاد في ساحة القتال، ثم توجيه تلاميذه ومريديه إلى الخروج للدعوة إلا الله تعالى، ثم انتشار الإسلام أكثر وأكثر في تلك البلاد، حتى أسلم على أيديهم أهم وأكبر القادة المغول:

    رئيس القبيلة الإلخانية: (التي دمرت بغداد بقيادة هولاكو)
    Tekuder سلطان أحمد تكودر ابن هولاكو، ولم يتمكن أن يغير معالم الدولة في ذلك الوقت
    ثم بعده غازان الذي أسلم معه الكثيرون ، وتغيرت معالم الدولة تماما

    رئيس القبيلة الذهبية بِرْكِه خان وما كان له من دور عظيم في وقف ابن عمه هولاكو عن تدمير بقية العالم الإسلامي.


    فتاريخ العالم بإسلام هؤلاء تغير إلى الأبد، بعدما تفتَّتت القبالة المغولية، ودخل قاداتها الإسلام، وتوقف الزحف المغولي الذي كان يدمر كل شيء يمر عليه.


    رحم الله الشيخ نجم الدين الكبرى وتلامذته وجزاهم الله خيرا عن أمة الإسلام
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    1,843
    Tekuder سلطان أحمد تكودر ابن هولاكو، لم اذكر تفاصيل إسلامه ، ولم يكن على أيدي تلاميذ الشيخ نجم الدين فيما أذكر ، والكلام عن كواليس إسلامه أقل، وجاءت تفاصيل لم تتحرر لي بعد، ولم أتحقق منها والله أعلم.
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •