من المسائل التي اسمع بها كثيرا
مسألة خلق القرآن
فماذا تعني هذه المسألة ؟
لا أريد المعرفة التاريخية
ولكن ماذا تعني ؟
وما يترتب على القول بها ؟
ودمتم سالمين
من المسائل التي اسمع بها كثيرا
مسألة خلق القرآن
فماذا تعني هذه المسألة ؟
لا أريد المعرفة التاريخية
ولكن ماذا تعني ؟
وما يترتب على القول بها ؟
ودمتم سالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ السفاريني المحترم،
سؤالك: (مسألة خلق القرآن. فماذا تعني هذه المسألة؟)
الجواب: تدور المسألة على أن ما يسمى قرآناً هل هو مخلوق من مخلوقات الله تعالى بمعنى أن الله تعالى أوجده من عدم بعد أن لم يكن موجوداً أصلاً -كما خلق العالم بأسره- أو أنه ليس بمخلوق أي أنه قديم موجود منذ الأزل بلا بداية.
وقد اتفق المسلمون على أن الله تعالى متكلم. ولكن هذا الاتفاق لا يعدو كونه اتفاقاً لفظياً، لأنهم افترقوا في معنى ذلك أي في معنى كونه متكلماً:
فقالت المعتزلة: كلام الله فعل من أفعاله، ولم يخالفوا في أنه متكلم، ولكنهم قالوا معنى كونه متكلماً عندهم أنه يخلق كلاماً أي حروفاً وأصواتاً تدلّ على ما يريده. وأهل السنة لا ينازعونهم في إمكان أن يخلق الله تعالى أصوات وحروفاً تدل على أمر يريده، ولكنهم ينازعونهم في أن الكلام صفة قديمة قائمة بالله تعالى كالعلم والقدرة والإرادة، وليست فعلاً بمعنى مفعولاً ومخلوقة من مخلوقاته.
وقال المشبهة: كلام الله صفته ليس بمخلوق، مع كونه حرفاً وصوتاً، والحرف والصوت حادثين وليسا بمخلوقين. وهذا الصنف مكابر غاية المكابرة، وليس لتفريقه بين الحادث والمخلوق أي معنى، وأتحدى أن يستطيع واحد منهم أن يفرّق بينهما بدليل معتبر. ولكنهم يتمسكون بهذا الفرق ليقولوا وصف الله الذكر في القرآن بأنه محدث، والقرآن ذكر فالقرآن محدث، والقرآن صفة لله تعالى، وصفات الله تعالى تقوم بذاته، فالحوادث تقوم بذات الله. ولا يريدون من كل هذا الخبط إلا أن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت. وأهل السنة ينازعونهم في ذلك، فيقول أهل السنة: نعم كلام الله تعالى صفته القائمة به، ولكنه قديم ليس بمخلوق، والحرف والصوت حادثين، ولا فرق بين الحادث والمخلوق، فكلام الله الذي هو صفته القائمة به ليس بمخلوق ولا محدث، ولو قام الحادث بذات القديم لكان القديم حادثاً. وهو محال.
والذي عليه ابن تيمية والسلفية هو هذا القول الذي تقوله المشبهة لأنهم بذلك يشبهون كلام الله تعالى بكلام خلقه، ويشبهون ذاته بذات خلقه حين يجيزون قيام الحوادث بذاته سبحانه وتعالى عما يقولون، واعلم أنهم كما يقولون إن الكلام حادث قائم بذات الله، فهم يقولون أيضاً إن الإرادة أيضاً تحدث في ذات الله، وأن الله تعالى ينفعل بمخلوقاته، فتتغير أحواله فيغضب ويكره ويرضى إلى غير ذلك، وهذا أمر في غاية الشناعة، إذ هذه الألفاظ في حقه تعالى لا تحمل على ظاهر معناها المعروف في المخلوقات، وليست هذه صفات قائمة بذاته، بل هي صفات لأفعاله. وحين نقول لهم إن هذا لا يجوز نسبته إلى الله سبحانه يتهموننا بنفي الصفات والتعطيل، ويقولون إننا جهمية ومؤولة... ويخترعون لنا أوصافاً وشتائم لا تصدق علينا مطلقاً.
والتحقيق الذي عليه أهل السنة الأشعريّة والماتريدية هو أن كلمة القرآن تطلق بالاشتراك على هذه الحروف والأصوات التي بين دفتي المصحف الذي بين أيدينا، وكل ذلك مخلوق. وتطلق على مدلول هذه الألفاظ والأصوات وهي الصفة القديمة القائمة بذات الله تعالى وهي صفة الكلام وهذه الصفة ليست بمخلوقة ولا حادثة، ويستحيل أن تكون كذلك، وهذه الأصوات والحروف مخلوقة من مخلوقات الله تعالى وحادثة بعد أن كانت معدومة، ولكنها دالة على كلام الله تعالى القديم. ولا إشكال في أن يدل الحادث المخلوق على القديم مطلقاً، لأن جميع العالم المخلوق دال على الله تعالى القديم، وهذه الصحف والحروف والأصوات كلها من جملة العالم المخلوق لله تعالى.
وهذا هو باختصار شديد معنى هذه المسألة وأهم ما وقع الخلاف فيه.
سؤالك: (وماذا يترتب على القول بها؟)
الجواب: أهل السنة يقولون كلام الله تعالى الذي هو صفته القائمة به قديم قدم ذاته، أزلي أبديّ كذاته وباقي صفاته، وليس بحادث ولا مخلوق.
ومن قال بأنه حادث مخلوق وقال مع ذلك إنه صفته القائمة بذاته فقد شبه الله تعالى بخلقه والله ليس كمثله شيء. وكلامه خطير جداً يخرجه عن كونه من أهل السنة والجماعة قولاً واحداً. لأن أهل السنة ليسوا مشبهة.
ومن قال بأن كلامه فعل من أفعاله وليس صفة من صفاته فقد نفى صفة ثابتة لله تعالى وخرج عن إجماع أهل السنة على أن كلام الله تعالى صفته. وقد عطل صفة من صفات الإله. وأهل السنة ليسوا بمعطلة للصفات. ومع كون هذه المخالفة كبيرة جداً وبدعة في أصول الدين إلا أن قول من قال بذلك أهون من قول من شبه الله تعالى بخلقه.
واعلم أن عبارة الإجماع التي نحيد عنها هي قول المشايخ: القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. ومعناها أن صفة الكلام الثابتة لله تعالى والقائمة بذاته كباقي صفاته والتي تسمى القرآن ليست مخلوقة ولا حادثة. بل هي صفة أزلية أبدية قديمة باقية قدم ذاته تعالى. وأما الورق والكتابة والحروف والأصوات وغير ذلك مما يدل على هذه الصفة القديمة فهي وإن سميّت قرآناً ووجب علينا احترامها وتقديسها فهي حادثة مخلوقة، والذي ينفي كونها حادثة أو مخلوقة فهو جاهل ضعيف العقل أو مكابر صاحب هوى. وكذلك من يقول يجوز قيام الحوادث بذات القديم فهو جاهل أو مكابر صاحب هوى.
والله تعالى الموفق.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين
نظراً لأن هيثم لا يريد المناقشة في هذه المسألة، ونحن نعتقد أن مذهبه فيها مخالف للكتاب والسنة والعقل، فلا نقبل أن تكون في هذا المحل ولذلك نقلت إلى خارج السرب
الأخوة الكرام:
========
أنا متعلم يريد معرفة دينه
لنترك مسألة خلق القرآن مؤقتا، لأن التعليقات أثارت عندي أسئلة أخرى
لدي سؤال للأخ الكريم جلال =
هل كلم الله موسى عليه السلام ؟ وكيف سمعه موسى إن لم يكن بصوت وحرف ؟
وسؤال آخر:
إذا قلنا أنه كان له صوت وحرف
هل الحروف كانت تخرج مرتبة حرف تلو حرف ؟
حينما قال الله لموسى عليه السلام ( اخلع نعليك ... الآية )
هل خرج حرف الخاء بعد الألف واللام بعد الخاء والعين بعد اللام ؟؟؟
لا أعرف هل هذه الأسئلة مشروعة أم لا ؟
ولكن ثارت في ذهني بعد قراءة التعليقين
أرجو أن أطلع على حوار نافع يفيدني في ديني ويكتب لكم بها الأجر
ودمتم سالمين
التعديل الأخير تم بواسطة Jalal ; 08-02-2004 الساعة 20:58
أخي السفاريني: هيثم لا يريد المناقشة، وإنما يريد عرض ما عنده، ونحن لا نوافق على ما يقول، وهو لا يريد النقاش، فلذلك لم نقبل منه ما كتب .. وهو الذي لا يتسع صدره للبحث ولا يصبر على المناقشة..
مع أن سياستنا في المنتدى أننا حتى عندما نحذف كلام أحد ما، نضعه كاملا كما هو في قسم خاص أسميناه خارج السرب..
وسيجيبك الأستاذ بلال عن أسئلتك بالتفصيل إن شاء الله.
وباختصار أقول لك:
أما أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام، فهذا قطعي ثابت لا ينكره أحد من أهل الإسلام..
أما هل سمع سيدنا موسى كلام الله تعالى الذي ليس بحرف ولا صوت، فهذا جائز عند أهل السنة والجماعة، وهو أمر لا يمكن الخوض في حقيقته نظراً لعدم علمنا بها...
وكلام الأستاذ بلال واضح في معنى صفة الله تعالى القائمة به سبحانه وتعالى..
أما عند من يقول بأن كلام الله حرف وصوت، فعندهم الحروف نفسها خرجت مرتبة من الله تعالى، وهم لا يتورعون عن القول بحدوث شيء في ذات الله تعالى، ويصفون القرآن بالحدوث كما تعرف.
ونحن في مسألة كلام الله تعالى أوفق حظاً من غيرنا من المذاهب، فنحن لم نخالف صريح العقل ولا قطعي الشرع، في حين خالف المعتزلة قطعي النقل، وخالف المشبهة صريح العقل.
وانتظر كلام الأستاذ بلال، ففيه شفاء إن شاء الله
إلهنا واجبٌ لولاه ما انقطعت
آحاد سلسلة حفَّــت بإمكـانِ
أحسنت الإدارة صنعا.
ياسفاريني ليس لك الحق في هذا المنتدى أن توجه أسئلتك إلى المجسمة إذا كنت تبحث عن الحق هنا كما تقول فاسأل أهل المنتدى من أهل السنة والجماعة فقط أما إذا أردت أن تسأل المجسمة فتوجه إلى منتدى أهبل الحشو والسرقة والي يتزعمه الصلفي الكبير هيثم حميدان !!! هذا أن كنت تبحث عن التعلم كما تقول!!!
وبعدين انت تقول في كلامك المحذوف:
أرجو ولو لمرة واحدة أن تتسع صدورنا للحوار والنقاش
!!!!!! أي حوار هذا !!!!! هيثم بن حميدان يضع عقيدة المجسمة ويطلب عدم الرد عليه فكيف تطلب منا اتساع الصدر غريبة جدا هذه منك!!!!!!!!!
ثم تقوا:
لنترك مسألة خلق القرآن مؤقتا،
أمرك غريب !!!!!!؟؟؟ غريب جدا !!!!!!!
هل أنت تسٍال لتعلم أم لتتحكم فيمن يجيبك ومتى وكيف يجيبك!!!!!
على كل سل ما شئت أخي فستجد ما تريد ولكن أنصحك بما نصح به الاستا سعيد أحد الطلبة الذين يريدون الاستفادة فقال:
ولا إشكال مطلقا في السؤال، فإن إحسان السؤال نصف العلم.
http://www.al-razi.net/vb/showthread...=&threadid=383
ولا تكن كابن حميدان لا يعرف كيف يسأل ولا يفهم ما يقال له وإنما هو يسير تبعا لهواه!!!! لذلك استغربت منك سؤألك حمدان أن يجيب!!!! وألكن أنت حر إذا أردت أن تسأله فألى الحشويين انطلق
وشكرا لك بل وكل التحية لك!!!!!
أخي جلال أشكرك على حسن ردك
ولك كامل الحق أن تحذف ما تشاء وتبقي ما تشاء
كما أشكرك على جوابك المختصر النافع وفي انتظار التفصيل من الأخ الشيخ بلال
أما الأخ الفاضل العين فليسمح لي بهذه الكليمات:
أنا هنا تلميذ متطفل على موائد أهل العلم ، أتعلم منهم العلم والأدب
فلا تبخلوا عليّ بما حباكم الله به من علم وأدب
ولن تجد في قلبي تجاهكم وتجاه بقية الأخوة إلا كل حب وود
فجزاكم الله خيرا على تعليمكم لنا ، وصبركم علينا
وشكرا لك على شكرك وتحيتك
ووفقنا الله وإياك إلى كل خير
واسلم لمحبك في الله
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالك: (هل كلم الله موسى عليه السلام؟)
الجواب: نعم كلم الله موسى تكليماً كما جاء في القرآن الكريم.
سؤالك: (وكيف سمعه موسى إن لم يكن بصوت وحرف؟)
الجواب: سمعه لا بلا كيف، لأن كلامه تعالى لا يتكيّف، كما أننا سنراه تعالى في الجنة إن شاء الله بلا كيف، لأنه تعالى يستحيل أن يكون له كيف. وكما أن الرؤية يصح في العقل تعلّقها بالقديم الذي ليس بجسم ولا في جهة وليس له صورة تنطبع في نفس الرائي، ويصح في العقل أن تحصل بلا ارتداد شعاع إلى عيوننا لأنه تعالى ليس من جنس الجواهر أو الأعراض، فإن العقل لا يمنع إمكان سماع كلامه دون كونه من جنس الأصوات والحروف. لأن الرؤية ليست هي هذه الكيفية المعهودة بل هي الإدراك الحاصل بهذه الكيفية، فإذا جاز حصول هذه الإدراك بهذه الكيفية فيجوز حصوله مطلقاً ودون كيفية مطلقاً. أي بقدرة الله تعالى.
وكما يقال في الرؤية يقال في السمع، فهو ليس هذه الكيفية، بل هو الإدراك الحاصل نتيجة لوصول الهواء المتكيف بالصوت إلى الأذن حتى يؤثر في العصب السمعي فيولد إشارات كهربائية تصل إلى الدماغ فيحصل إدراك النفس للكلام، فإذا جاز أن يحصل إدراك الكلام بهذه الكيفية فإنه جاز في العقل مطلقاً بصرف النظر عن الكيفية. وإنك يا أخ سفاريني ترى في النوم أناساً تكلمهم ويكلمونك وتسمع كلامهم، فهل ما يحصل في نفسك في هذه الحالة هو أصوات أم إدراك للكلام ودون صوت؟
إن ما يحصل للنائم من إدراكات للكلام ومن إبصار، قد حصل له بالفعل ودون الكيفية المعهودة في الرؤية والسمع عند اليقظة. ومن ينكر ذلك فهو يكابر. ومع ذلك فإنك تقول رأيت في منامي فلاناً وسمعته يقول لي كذا وكذا. وهذا دليل على جواز وقوع الرؤية والسمع بغير الكيفية التي سألت عنها. فإذا جازت بكيفية أخرى، جازت واسطة كيفية مطلقاً بقدرة الله تعالى.
والحاصل أن الله تعالى كلم موسى تكليماً، وموسى الصلاة والسلام سمع كلام الله تعالى، مباشرة ودون وساطة من الملك، ولذلك خص بأنه كليم الله تعالى، وسمع كلام الله بلا كيف. وهذا هو قولنا. والله تعالى أعلم.
واعلم أن الله تعالى لا يتكلم بحرف ولا بصوت كما يتكلم البشر، لأنه تعالى ليس كمثله شيء، فلا يسأل هل يتكلم بحروف مرتبة أو غير مرتبة لأن كلامه تعالى ليس من جنس الحروف أصلاً. والله تعالى لا يسأل عنه بكيف لأن الكيف في حقه تعالى محال. لأن الكيفيات والهيئات من الأعراض التي لا تقوم إلا بالمخلوقات الحادثة، ولا يتصور العقل قيامها بالقديم. وإنما ذلك من الوهم. والله تعالى لا تبلغه الأوهام كما قاله الإمام الطحاويّ. فالسؤال عن ذات الله تعالى وصفاته بكيف غير مشروع، فانتبه لذلك ولا تغتر بشيه السلفية وكلامهم، فإنهم مشبهة، لا يرون ضيراً في أن يشبه الله تعالى خلقه من بعض الوجوه. وأما أهل السنة فيقولون إنه تعالى ليس له شبه ولا عدل، لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء، ولم يكن له كفواً أحد. وفقك الله تعالى.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين
شيخنا بلال حفظك الله ورعاك
أشكرك على حسن ردك على أخيك والصبر على تعليمه ولك الأجر إن شاء الله
وقد صدقت ، هذه الشبهات ثارت في عقلي بسبب البيئة التي نشأت فيها
فلا أجد إلا كتب ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ومن سار على نهجهما
نعم أسمع بالسادة الأشاعرة ، ولا أعرف عنهم إلا أنهم ضلال كما يقال لي
بل حينما سألت عن أحد أهل العلم في بلادنا ، حذرت منه وقيل لي ( هذا أشعري ) لا تحضر مجلسه ولا تستمع لشبهه فتعلق بقلبك
ولأنني لم أجد من يرد على الشبهات المثارة في عقلي كنت أسكت على مضض ولا أثيرها مع أحد حتى لا أتهم في ديني أو أشكك غيري معي فاتحمل وزره
ولكن - وبحمد الله - من خلال الأنترنت أطلعت على بعض مقالات السادة الأشاعرة
فعرفت أنهم لا ينقصهم العلم وأنهم لا يقولون إلا بما قال به أهل العلم
فبدأت أتتبع مقالاتهم دون أن أدخل في حوار معهم حتى لا اندفع في تبني آراء غير مقبولة في بيئتي ، اتهم بسببها بالإنحراف والضلال والتأثر بأهل البدع
كنت أسمع أن السادة الأشاعرة يؤولون الصفات
فعلمت من خلال تتبعي لحوارات بعض الأخوة الأشاعرة أن لهم قولان فيها
الأصل هو السكوت وتفويض علمها لله
والتأويل ولكن يكون عند الضرورة
وكنت قد قرأت في بعض كتب السادة الحنابلة كلمعة الاعتقاد و عقيدة السفاريني ( لوامع الأنوار ) وغيرهما أن الحنابلة يقولون بتفويض العلم
ولكن كان يقال أن هذه الأقوال يجب أن تفهم فهما صحيحا
فتفويض العلم من شر أقوال أهل البدع وحاشا هؤلاء العلماء أن يقولوا بقولهم
وحينما سمعت من هؤلاء الأخوة الأشاعرة أنهم يقولون بتفويض العلم ، أثار في ذهني البحث عن الحقيقة من جديد
فتحققت أن هذا هو قول فضلاء السادة الحنابلة وأنه يوافق ما عليه السادة الأشاعرة
فالحمد لله الذي هداني للحق
فأحببت اسم السفاريني فتسميت به لأنه تميز بالإنصاف في هذه المسألة التي شغلت ذهني لسنوات ولم أجد من أبوح له بها
فحينما رأيت هذا المنتدى المبارك ، علمت أن هذا من توفيق الله
أن أجد من أبوح له بكل ما في صدري ولا أتحرج
وأجد عنده الجواب الشافي
فجوابكم - جزاكم الله خيرا - عن سماع موسى عليه السلام لكلام الله أجده مقنعا ، كما وجدت جوابكم حول خلق القرآن ملخصا نافعا
نفعنا الله بك وببقية الأخوة
واسلم لمحبك وانتظر بقية الشبهات حتى تزيلها من ذهن أخيك
شيخنا الفاضل
ما رأيكم بقول الشيخ حسن السقاف بأن القرآن مخلوق في حواره على قناة المستقلة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أما الكلام في القرآن الكريم، فقد بينته عدة مرات في هذا المنتدى، وأجبتك عما سألتني عنه، وبينت لك مذهب أهل السنة والجماعة. وأعيد لك الكلام ههنا باختصار:
أهل السنة لا يطلقون القول بأن القرآن مخلوق. بل العبارة التي تتردد منهم هي أن القرآن كلام الله غير مخلوق. هذه عبارة من أجمل الكلام ولم يفصّل. وحين يسأل من يستشكلها فالتفصيل أن نقول:
أما القراءة والحروف والأصوات والصحف والكتابة والحبر والورق إلخ ذلك فلا عاقل يقول بأن هذه الأشياء غير مخلوقة. بل هي مخلوقة من مخلوقات الله عزّ وجلّ.
وأما مدلول القرآن الكريم وهو صفة الكلام القائمة بالله تعالى، والتي تسمى أيضاً قرآناً، فهي قديمة كباقي صفات الله تعالى، ولا يتصور أن تكون حادثة أو مخلوقة.
وأما طريقة عرض المسألة من السيد حسن السقاف فلم تكن على وجه يوافق طريقة أهل السنة في عرضها، بل تمسك بعبارة غريبة مفادها أن عقيدته في القرآن هي عقيدة البخاريّ، وأتى برواية عن الإمام البخاريّ أنه قال لفظي بالقرآن مخلوق. واحتج بها على أنه يقول بأن القرآن مخلوق. وهذا الكلام على إطلاقه لا يصحّ. لأن البخاريّ لا يمكن أن يطلق القول بأن القرآن مخلوق، حال علمه بإجماع السنّة على قولهم القرآن كلام الله غير مخلوق. لأن اسم القرآن كما يطلق على الألفاظ فإنه يطلق أيضاً على مدلولاتها. وحتّى مع القول بصحّة ما رواه عن البخاريّ بأن اللفظ بالقرآن مخلوق فلا يلزم منه أنه ينفي صفة قائمة بالله تعالى هي الكلام إن كان هذا هو ما ينسبه للبخاريّ.
وخلاصة الكلام أن السيد حسن السقاف إن كان يريد أن الله تعالى متكلّم بمعنى أنه خالق للكلام وليس متصفاً بصفة الكلام فهذه ليست هي عقيدة البخاريّ فيما نعلم وإن ادعاه عليه بعض الناس كما ذكره ابن حجر في الفتح عند تبويبه بقوله تعالى ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث، ولا هي عقيدة أحد من أهل السنّة، بل هي عقيدة المعتزلة الذين جعلوا الكلام فعلاً حادثاً لله تعالى أي مخلوقاً من مخلوقاته خارج ذاته العليّ.
والله تعالى الموفّق.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين
أخي السفاريني لك أن تقارن بين كلام السقاف وبلال وبين كلام الأئمة الذين سأسرد لك قولهم في هذه المسألة:
* السقاف وبلال يزعمان أن القرآن الذي نتلوه ونكتبه هو عبارة أو حكاية عن كلام الله، وأن القرآن الذي نتلوه و نكتبه ونحفظه مخلوق لأنه سوى الله.
والآن تأمل كلام هؤلاء السادة:
* اعتبر الإمام البخاري هذا التفريق بدعة، فالقرآن الذي هو صفة لله سبحانه هو عين القرآن المتلو والمكتوب والمحفوظ، قال رحمه الله: فأما القرآن المتلو المبين، المثبت في المصحف، المسطور، المكتوب، الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بخلق. اهـ.
* ونقل التميمى عن الإمام أحمد: وكان يبطل الحكاية، ويضلل القائل بذلك، وعلى مذهبه: أن من قال: إن القرآن عبارة عن كلام الله عز وجل فقد جهل وغلط. اهـ.
* وقال ابن هانئ النيسابورى في (مسائله للإمام أحمد): وسمعت أبا عبدالله يقول: أرايت جبريل عليه السلام، حيث جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فتلا عليه: تلاوة جبريل للنبي (صلى الله عليه وسلم) أكان مخلوقاً؟! ما هو مخلوق. اهـ.
* وقال الآجرى: من قال: إن هذا القرآن الذي يقرؤه الناس، وهو في المصاحف: حكاية لما في اللوح المحفوظ، فهذا قول منكر تنكره العلماء، يقال لقائل هذه المقالة: القرآن يكذبك، ويرد قولك، والسنة تكذبك وترد قولك ... حكمه: أن يهجر، ولا يكلم، ولا يصلى خلفه، ويحذر منه. اهـ.
* وقال الإمام الطبري المفسر في (صريح السنة): كلام الله عز وجل غير مخلوق، كيف كُتب، وكيف تُلي، وفي أي موضع قرئ، في السماء وجد، أو في الأرض حيث حفظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوباً، أو في ألواح صبيان الكتاتيب مرسوماً في حجر منقوش، أو في ورق خُطّ، في القلب حُفظ، أو باللسان لفظ، فمن قال غير ذلك، أو ادعى أن قرآناً في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه، أو قال بلسانه دائناً به فهو كافر، حلال الدم، وبريء من الله والله بريء منه ... فأخبرنا جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب، وأنه من لسان محمد (صلى الله عليه وسلم) مسموع، وهو قرآن من محمد مسموع، وفي اللوح المحفوظ مكتوب، وكذلك في الصدور محفوظ، وبألسن الشيوخ والشبان متلو. اهـ.
* وقال أبو القاسم بن منده: والمبتدع يشير بهذه الحروف إلى قرآن سوى ذلك الكتاب، فقد صار القرآن عنده قرآنين: مجازاً وحقيقته، والمجاز عنده مخلوق، وصاحب الحديث لا يعرف قرآناً غير هذا الذي يراه المبتدع مخلوقاً. اهـ.
فقارن بين كلام بلال والسقاف وبين كلام هؤلاء الأئمة. نسأل الله لك الهداية يا بلال، فوالله إن كلامك في القرآن الكريم خطير جداً.
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أسأل الله لك الهداية، وقبل ذلك أسأل الله أن يمنّ عليك بشيء من العقل تفهم به ما تقرأ من الكلام أيها الجاهل، المتدخّل فيما لا يعنيه. كم مرّة سأقول لك لا تتدخّل حين يسألني أحد مباشرة يريد جواباً منّي أنا لا جواباً منك. يبدو أنه عليّ أن أقطع لسانك ضربة كي لا تعود لمثل ذلك. وعجباً منك ما إن أتدخل في نقاش أنت بادئه إلا وتصرخ وتتستنجد بالمشرفين كي يلاحظوا أفعالي....
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين
شيخنا بلال جزاك الله خيرا على ما بينت
الأخ هيثم قلت أن الشيخ بلال يقول بأن القرآن عبارة أو حكاية عن كلام الله
ولم أجد هذا فيما اطلعت عليه من كلامه
بل وجدت أنه يقول ( والحاصل أن الله تعالى كلم موسى تكليماً، وموسى الصلاة والسلام سمع كلام الله تعالى، مباشرة ودون وساطة من الملك، ولذلك خص بأنه كليم الله تعالى، وسمع كلام الله بلا كيف. وهذا هو قولنا. والله تعالى أعلم. )
وقال ( أهل السنة لا يطلقون القول بأن القرآن مخلوق. بل العبارة التي تتردد منهم هي أن القرآن كلام الله غير مخلوق)
الأخ : كرار: تم نقل مشاركتك إلى صفحة جديدة على هذا الرابط:
http://www.al-razi.net/vb/showthread...=&threadid=519
فالرجاء متابعة الحوار هناك.
التعديل الأخير تم بواسطة الإدارة ; 13-03-2004 الساعة 00:29