صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 20

الموضوع: إلى الشيخ العلامة أبي الفداء:أسئلة[عن العَرَض]؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    مصر العربية حرسها الله
    المشاركات
    839

    إلى الشيخ العلامة أبي الفداء : أسئلة ؟

    [ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم

    سيدي العلامة شيخ الإسلام الإمام في أصول الدين وأصول الفقه وعلوم الشريعة حفظكم الله وأيدكم ونفع بكم الأمة الإسلامية قاطبة. آمين.

    أدعو الله تعالى أن يبارك لكم في أوقاتكم وقوتكم فتجيبوا على استفساراتي التالية وعلى ما عداها:

    1- هل توصلت العلوم الحديثة لنتائج علمية تؤيد قاعدة عدم بقاء العرض زمنين، مع توضيح ذلك بالأمثلة كاللونية والمقدارية مثلا لتفاحة حمراء فاقع لونها تسر الناظرين مثلا ؟

    2- هل العرض يمكن أن ينتقل بعينه من جسم إلى آخر أو جوهر إذا اتصلا ؟
    (أ) إن كان نعم:
    فانظروا مثلا لساعة الحائط ذات البندولين المعلقين المتبادلين للحركة الاصطدامية الواقعة بينهما ( تاك . تاك . تاك . تاك ) وهكذا.
    فإننا نرى أن البندول الأول تحرك بسرعة معينة لمسافة معينة في زمن معين، فإذا اصطدم بنظيره فإنه يسكن لانتقال الحركية منه إلى نظيره لأنهما عند لحظة الاصطدام صارا كجسم واحد مركب.
    ثم لاحظنا أن البندول الثاني تحرك بسرعة مساوية للأولى وذلك لقطعه مسافة وزمن متساويين مع نظيريهما في البندول الأول.
    ثم بعد هذا يعود البندول الثاني لتستمر الدورة البندولية في الساعة.

    @ والسؤال: كيف يمكن تطبيق قاعدة عدم بقاء العرض على هذه الصورة المذكورة سالفا بالرغم من استمرار الحركة دون تجدد عن طريق الانتقال الدوري بين أجزاء جسم مركب (لحظة الاصطدام) ؟

    ***

    (ب) وإن كان لا:
    فنفترض أن هناك كرتين على خط واحد مستقيم إحداهما متحركة تجاه الأخرى وثانيهما ساكنة..
    وبعد لحظة الاصطدام سكنت الأولى وتحركت الثانية في الاتجاه الطردي الموافق لاتجاه حركة الكرة الأولى المستقيمة.

    @ والسؤال: الحركية التي حركت الكرة الثانية هل هي معلولة للاصطدام أم هي متولدة عن حركة الأولي كتولد حركة المفتاح لحركة اليد المديرة له أم ماذا يقال؟ وهل يجب (وجوبا عاديا) تساوي الحركتين في المقدار عند تماثل الكرتين التام؟ ولماذا ؟


    وجزاكم الله تعالى عنا خيرا أيها السادة الأفاضل.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/ALIGN]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    2,444
    [ALIGN=JUSTIFY]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلاة على سيدنا محمد أفضل الأنبياء والمرسلين، وبعد

    الأخ الفاضل محب الدين الأزهري،
    إن ما تسأل عنه جليل القدر عزيز المنال سوف ألخص لك الآن قدرا جيدا من الجواب، عسى أن تكون مفيدة وتفتح لك أبوابا.
    السؤال الأول: العلوم الحديثة لم تبحث من حيث هي علوم تجريبية مسألة بقاء العرض مانين، حسب اطلاعي عليها وحسب ما يلائم موضوعها. فإن هذا المعنى ليس داخلا تحت العلوم من حيث هي علوم. ولكنه قد يدخل في فلسفة العلوم أو في الفلسفات بشكل عام.
    ولنذكر مقدمة حول ذلك:
    العرض أصلا هو ما لا يقوم بذاته، أو ما تحيزعه تابع لتحيز غيره، وهو من أقسام الموجودات عند المتكلمين، وقال السعد التفتازاني مع شرح الكردستاني:"(و)الخامس من المباحث (أن الجمهور من المتكلمين على امتناع بقاء العرض زمانين) فإنه على التقضي والتجدد ينقضي واحد ويتجدد آخر مثله، وتخصيص كل من الآحاد المنقضية والمتجددة بوقته إنما هو للقادر المختار، وبقاؤه عبارة عن تجدد الأمثال بإرادة الله تعالى، وبقاء الجوهر مشروط بالعرض، ومن هنا يحتاجان في بقائهما إلى المؤثر مع أن علة الاحتياج عندهم الحدوث لا الإمكان كما مرَّ...الخ"اهـ
    والذي يهمنا هنا أن القول بعدم بقاء العرض زمانين إنما هو قول الجمهور وليس قولا لجميع المتكلمين، فإن المسألة خلافية.
    والحقيقة أن الأمر في ذلك تابع لمعرفة الصفات الذاتية المبينة لحقيقة العرض، وبناء على ذلك يمكن القول فيما إذا كان يبقى أو لا يبقى زمانين.
    فمن قال إن الأعراض كلها ليست قارة، فإن الواجب عليه أن يقول بعدم بقائها زمانين، ومن قال إن الأعراض قارة فالواجب عليه القول ببقائها زمانين، ومن فصل في بعض الأنواع دون بعض فبحسب ما فصل، أي يقول إن بعض الأعراض باقية وبعضها لا.
    ومعلوم أن الوصف بأنها قارة أو غير قارة تابع للقول في حقيقتها الماهوية. وتقريب ذلك: لو أرجعنا الأعراض كلها إلى مجرد الحركة، والحركة من الأعراض غير القارة، فإن جميع الأعراض تكون غير قارة، وبذلك لا يمكن بقاء عرض زمانين. ولو قلنا إن بعض الأعراض لا ترجع إلى الحركة فيمكن القول بعد ذلك أن هذه الأعراض تبقى زمانين.
    فهو بحث كما ترى في صفات الوجود الحادث، وليس بحثا في الغيبيات، كما قد يتوهم البعض الغافل عن حقائق هذه البحوث النفيسة.
    ولا يخفى عليك بعد ذلك أن من الأعراض التي يتوهم كونها أعراضا حقيقية، قد لا تكون عرضا له وجود حقيقي، كوجود الحركة مثلا، وذلك مثل المقادير، فهو أمر اعتباري تابع لوصف تقديري عند ملاحظة انضمام الجواهر الفردة بعضها إلى بعض، أو مادة الوجود الحادث كذلك. فالحجم ليس عرضا حقيقيا قائما في جوهر، بل هو وصف اعتباري لنفس هذا الجوهر. وعند عدم التنبه إلى ذلك، قد يتوهم البعض أن المقدار يدوم زمانين، ويتخيل عند ذاك انخرام القول بأن العرض لا يبقى زمانين، والحقيقة غير ذلك كما رأيت. لأن المقصود بالعرض الذي لا يبقى زمانين إنما هو العرض الموجود. وليس المقدار من حيث ما هو مقدار أمرا موجودا قائما بمحله.
    وعلى كل حال فالأعراض لا شك في عدم بقاء بعضها، ولكن هل يقال إن جميعها غير باقٍ؟؟؟ هذا هو السؤال، وهنا محل البحث.
    نقول: لو فرضنا أن بعض الأعراض باقية، فإن الذي قال فيها العلماء إنها باقية هي نحو الألوان والكيفيات النفسانية، وقد بنوا كلامهم في ذلك على ما يلاحظونه من بقاء الألوان ظاهريا، وبقاء نحو العلوم الحادثة في النفس ظاهرا، ومع أن هذا مشي على الظاهر، إلا أنه كافٍ ههنا، حتى يأتي دليل يقاومه. والظاهر كما هو معلوم لا يفيد اليقين. فتحصل من هذا: أن القول بعدم بقاء بعض الأعراض ثابت يقينا، وأن القول ببقاء قسم منها ثابت بناء على الظاهر لا اليقين المحض.

    وأما السؤال الثاني: وهو المتعلق بانتقال العرض بعينه من جسم إلى آخر؟
    إذا عرفنا تعريف العرض وهو ما قيامه في نفسه هو عين قيامه في محله، نعلم أن العرض إذا لاحظناه في محلين، فإنا نجزم بوجود عرضين اثنين لا عرض واحد انتقل من محل إلى آخر.
    قال الإمام السعد في التهذيب:"(وقد يتوهم من حدوث المثل في المجاور)كحدوث الحرارة من مجاورة النار والرائحة من مجاورة المسك(أنه انتقال) وليس كذلك بل هو حدوث مثل ما فيه بإحداث الفاعل المختار عندنا وبحصول الاستعداد للمحل ثم الإفاضة عليه من المبدأ عند الحكماء."اهـ
    وكلام السعد يمكن تطبيقه مباشرة على ما يسمى بانتقال الحركة من جسم إلى آخر، فليس نفس العرض الموجود في الجسم الأول، ينتقل بعينه إلى الثاني. بل يحدث باصطدام الأول بالثاني حركة في الثاني.
    ولو تأملنا قليلا، لعرفنا أن الذي يحدث في الجسم الآخر، ليس هو مجرد أمر مساو للحركة الاقئمة في الأول، بل هو عبارة عن أمر مطرد في مقداره مع حركة الجسم الأول مضافا إليه كميته وكتلته. ولذلك فإنه لو اصطدم جسم صغير بجسم كبير، فإننا لا نلاحظ أن الجسم الكبير يتحرك بنفس المقدار من الحركة التي كان يتح بها الجسم الصغير.
    وانحفاظ الحركة البندولية على الدوام، أمر ليس بممكن عادة، لأنه مع كل اصطدام، فإن جزءا من المجموع السابق، وهو المعبر عنه بكمية الحركة، يتحول إلى طاقة حرارية عند كل اصطدام. إلا إذا كانت الكرتان لا تقبلان الحرارة.
    ولو فرضنا ذلك لقلنا، لا بد من وجود أمر أعم من الحركة والحرارة، بحيث تكون الحركة والحرارة عبارة عن مظاهر له وصور له، وهذا الأمر الأعم معتمد أساسا على وضع جسم بالنسبة لجسم آخر، ولا أعني بالوضع مجرد المكان، بل حيثية الوجود.
    وهذا الأمر الذي يسميه البعض انتقالا ونسميه نحن كسبا وإكسابا، إنما هو بخلق الله تعالى، يعني أن الله تعالى قد خلق العالم على نحو بحيث عندما يمس الجسم الاول الثاني بنحو معين كالاصطدام فإنه يفقد حركته وتوجد الحركة في الثاني بنحو ملائم للثاني لا بنفس النحو التي كانت عليه في الأول، إذ الحركة في الثاني ليست عينها في الأول.

    وأما قولك:"كيف يمكن تطبيق قاعدة عدم بقاء العرض....الخ"
    فقد تبين مما مضى أن العرض الذي هو الحركة ليس يبقى أصلا، حتى يناقش في انتقاله من البندول الأول إلى الثاني، بل إن انتقال البندول من المحل المعين في مسيره إلى المحل الثاني أي من نقطة أ إلى نقطة ب مثلا ثم إلى نقطة ج قبل اصطدامه بالثاني، هو عبارة عن عدة حركات وليس حركة واحدة، فكل مسافة مفروضة ففيها حركة، وليست هذه الحركة عينها التي تبقى معه في النقطة التالية، بل حركاته حادثة كل آن آنٍ.
    وسؤالك الأخير قد تم الجواب عنه بملاحظة أن الله تعالى قد خلق العالم على هذا النحو، أي بأن يخلق فيه الحركة المعينة عند حال معينة، فالحركة الموجودة في الجسم الثاني يخلقها الله تعالى عند اصطدامه بالجسم الأول أو العكس، وكل الحركات بخلق الله تعالى، وتابعة لمبدأ الكسب.
    والظاهر فعلا أن الحركتين يجب تماثلهما عند تساوي الكتلتين وجوبا عاديا، ولا مانع من القول بذلك، لأن هذا مبني على العادة التي هي التجربة والملاحظة العادية الخارجية.
    فكل هذه الترتبات ترتبات عادية، على مذهب الأشعري كترتب المقدمتين على النتيجة. إلا إذا تحرر عند البعض خلاف ذلك مما لا يتعارض مع المذهب الحق.
    والله الموفق[/ALIGN]
    وليس لنا إلى غير الله تعالى حاجة ولا مذهب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    مصر العربية حرسها الله
    المشاركات
    839
    [ALIGN=CENTER]
    سيدي الشيخ الفاضل .. جزاك الله عني خيرا.

    هنا بعض التساؤلات حول النقطة الأولى..

    س1 / هل الضوء شرط وجود اللون أم شرط ظهور اللون ؟
    س2 / هل الضوء الساقط على جسم معين يتجدد باستمرار أم لا ؟
    س3 / إن كان يتجدد مع كونه شرطا لوجود اللون ، ألا يساعد ذلك على إثبات أن عرض اللون لا يبقى زمانين؟
    س4 / الجسم إذا تكيف بكيفية معينة هل عند تحرك الجسم من حيزه تتجدد الكيفية أم تنتقل بالتبعية لانتقال الجسم ؟

    هذا وأرجو ألا أكون سببا لإزعاجكم بأسئلتي هذه على ضعفي العلمي الظاهر فيها.


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/ALIGN]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    jerusalem
    المشاركات
    4,620
    السلام عليكم

    ----------------

    اسمح لي ايها الشيخ المحترم بالاجابة عن بعض الاسئلة


    ان الضوء اذا سقط على جسم فأن الجسم يمتص كافة الوان الطيف ويعكس فقط اللون الممثل للون الجسم

    بالتالي لون الجسم خاصية لا دخل للضوء بها

    ونحن نرى لون الطيف المعكوس من الجسم والمماثل للون الجسم

    فالاسود مثلا هو اسود لانه يمتص كافة الوان الضوء فلا يعكس شيئا منه

    اما الأبيض فهو ابيض لانه يعكس كافة الوان الطيف ولا يمتص شيئا

    اذن الضوء شرط ظهور اللون لا وجوده


    وأكمل اذا اعجبتك
    للتواصل على الفيس بوك

    https://www.facebook.com/jsharabati1

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    مصر العربية حرسها الله
    المشاركات
    839
    [ALIGN=CENTER]

    أشكرك يا أستاذ جمال على تدخلك العلمي الجميل..

    لقد أعملت فكري في كلامك العلمي القيم هذا، ولكن أريد أن أستفسر عن بعض الأمور، فهاك بعض ما دار بذهن ابن أخيك ..

    قولك: "ان الضوء اذا سقط على جسم فأن الجسم يمتص كافة الوان الطيف ويعكس فقط اللون الممثل للون الجسم".
    وكذا قولك: "ونحن نرى لون الطيف المعكوس من الجسم والمماثل للون الجسم".

    س1 / ما الدليل على أن الجسم يمتص باقي الألوان باستثناء لونه ؟
    وهل معنى أنه لا يعكسها أنه امتصها؟ ولم لا يقال أنها انعكست بصورة غير مرئية ؟ أو عندما لاقت الجسم فنت أو تفرقت كما يلاقي تيار الماء صخرة ثابتة في الماء فيتفرق يمنة ويسرة حتى يستمر التيار دون أن تعوقه.

    س2 / ما الدليل على أن الجسم له لون مماثل للون المعكوس ؟
    ألا يمكن أن يدعي أحدهم أن لخلاياه الحية أو غير الحية خاصية تشبه خاصية المرآة التي تعكس جميع الألوان وإن خالفت لون المرآة. فكذا يقال أن للجسم خاصية مشابهة لخاصية المرآة ولكن مقيدة بعكس لون معين وهو ما نسميه لون الجسم..
    وربما يقال أن اللون المعكوس متغير حسب تركيب الخلية مطلقا سواء كانت حية أم لا، فإننا نرى مثلا ثمرة البرتقال عند بداية ظهورها تكون خضراء وليست حلوة الطعم، ثم بعد فترة من التغذية الحيوية لها تتغير إلى اللون الأصفر ثم البرتقالي الناصع، وفي كل مرحلة تعكس فيها لونا مختلفا نتيجة لتغيرات كيميائية تجري في خلاياها.
    وعلى هذا فإنه يمكن القول بأن اللون المعكوس لا مثيل له في الجسم العاكس بل الأمر مجرد خاصية مرآوية تتغير نتيجة لتغير تركيبات الخلية.
    وبالتالي فإنه يصح أن يقال أن الضوء شرط لوجود اللون في الجسم لا لظهوره ، وذلك كالمرآة فإن الإشعاع الساقط عليها شرط لانعكاس صورة الشخص الماثل أمام المرآة والذي سقط عليه الضوء أولا ثم انعكس على المرآة فارتد إلى الشخص ليرى صورته في المرآة.
    ويمكن تدعيم هذا الزعم بأننا لو سلطنا على الجسم أضواء مختلفة على مرات متفرقة لعكس كل مرة لونا مختلفا عن الآخر.
    والله تعالى أعلم.

    ***

    أعتذر عن أسلوبي هذا ولكن أنا مضطر إليه لضعفي في علم الفيزياء.
    فأرجو المسامحة إذ أن الموضوع أطلب به التعلم لا غير.

    وفق الله تعالى الجميع لكل خير.



    [/ALIGN]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    مصر العربية حرسها الله
    المشاركات
    839
    [ALIGN=CENTER]
    وقولك: "بالتالي لون الجسم خاصية لا دخل للضوء بها".
    ربما يقول لك المنازع..
    على القول بنظرية الخاصية المرآوية المقيدة، لا يصح قولك هذا..
    فهل يمكن أن يقال:
    أن الشخص المعكوس صورته في المرآة لا دخل له بما تعكسه المرآة؟!!
    إن كان لا ..
    فكذا يقال أن اللون المعكوس عن الجسم؛ للضوء دخل فيه لأن الجسم كالمرآة مع التقييد.
    فالجسم الملون هو مرآة مخصوصة مهيّـئة لعكس لون مخصوص يأتيها من الضوء الطيفي. ( وقلت الطيفي لأني لا أعلم هل كل الأضواء تشتمل على ألوان الطيف أم لا ).

    [/ALIGN]
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد محمود علي ; 15-08-2004 الساعة 22:11

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    jerusalem
    المشاركات
    4,620
    كلك غلبة يا احمد
    للتواصل على الفيس بوك

    https://www.facebook.com/jsharabati1

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    jerusalem
    المشاركات
    4,620
    الاخ احمد

    --------------

    لم نكمل بعد الاسئلة الاولى التي وجهتها للشيخ سعيد

    -----------

    قولك(س1 / ما الدليل على أن الجسم يمتص باقي الألوان باستثناء لونه ؟
    وهل معنى أنه لا يعكسها أنه امتصها؟ ولم لا يقال أنها انعكست بصورة غير مرئية ؟ أو عندما لاقت الجسم فنت أو تفرقت كما يلاقي تيار الماء صخرة ثابتة في الماء فيتفرق يمنة ويسرة حتى يستمر التيار دون أن تعوقه. )

    لوتفرقت بقية الالوان لرأيناها---تماما كالمنشور الذي يسقط على جانبه الضوء الابيض فتخرج الوان الطيف من الجهة الاخرى متفرقة فنراها

    وفي حالة الاجسام المعتمة لا يحصل هذا الشيء

    والا لراينا عدة الوان لا لون الجسم فقط


    ---معنى انه لا يعكسها هو انه امتصها

    والدليل ان الجسم الاسود يمتص كافة الوان الطيف فتزداد حرارته

    والابيض لا يمتص شيئا بل يعكس كل الوان الطيف


    ولا دليل علمي معملي على ان الجسم يعكس لونه فقط


    انما هو تفسير مقبول حتى الان لظاهرة الالوان


    والسلام
    للتواصل على الفيس بوك

    https://www.facebook.com/jsharabati1

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    jerusalem
    المشاركات
    4,620
    السلام عليكم
    ===========

    كثير من الاستدلالات في مايلي
    ( - هل العرض يمكن أن ينتقل بعينه من جسم إلى آخر أو جوهر إذا اتصلا ؟
    (أ) إن كان نعم:
    فانظروا مثلا لساعة الحائط ذات البندولين المعلقين المتبادلين للحركة الاصطدامية الواقعة بينهما ( تاك . تاك . تاك . تاك ) وهكذا.
    فإننا نرى أن البندول الأول تحرك بسرعة معينة لمسافة معينة في زمن معين، فإذا اصطدم بنظيره فإنه يسكن لانتقال الحركية منه إلى نظيره لأنهما عند لحظة الاصطدام صارا كجسم واحد مركب.
    ثم لاحظنا أن البندول الثاني تحرك بسرعة مساوية للأولى وذلك لقطعه مسافة وزمن متساويين مع نظيريهما في البندول الأول.
    ثم بعد هذا يعود البندول الثاني لتستمر الدورة البندولية في الساعة.

    @ والسؤال: كيف يمكن تطبيق قاعدة عدم بقاء العرض على هذه الصورة المذكورة سالفا بالرغم من استمرار الحركة دون تجدد عن طريق الانتقال الدوري بين أجزاء جسم مركب (لحظة الاصطدام) ؟

    ***

    (ب) وإن كان لا:
    فنفترض أن هناك كرتين على خط واحد مستقيم إحداهما متحركة تجاه الأخرى وثانيهما ساكنة..
    وبعد لحظة الاصطدام سكنت الأولى وتحركت الثانية في الاتجاه الطردي الموافق لاتجاه حركة الكرة الأولى المستقيمة.

    @ والسؤال: الحركية التي حركت الكرة الثانية هل هي معلولة للاصطدام أم هي متولدة عن حركة الأولي كتولد حركة المفتاح لحركة اليد المديرة له أم ماذا يقال؟ وهل يجب (وجوبا عاديا) تساوي الحركتين في المقدار عند تماثل الكرتين التام؟ ولماذا ؟ )





    غير مسلم بها علميا

    ويحتاج تصويبها الى بناء مفاهيم


    مثل ( الزخم) الذي هو حاصل ضرب الكتلة بالسرعة


    ولا انصح بذلك


    بالمختصر---فأن العرض ينتقل من جسم الى اخر سواء كله او جزء منه
    للتواصل على الفيس بوك

    https://www.facebook.com/jsharabati1

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    عمان/ الأردن
    المشاركات
    1,128
    بسم الله الرحمن الرحيم

    يا للعود ما أحمده وألذّه بصحبة العقلاء.

    إخواني الأحبة،

    كلام الشيخ سعيد في الجواب عن أسئلة أحمد دقيق جداً، فيه إشارات لطيفة أرجو ممن لحظ شيئاً منها أن يبسطها ويوسّع دائرة البحث فيها. وقبل أن أعلق على كلامه أود أن أبدأ بآخر ما سأل عنه أحمد.


    قال: [س1 / هل الضوء شرط وجود اللون أم شرط ظهور اللون؟]

    الجواب: اللون المدرك هو عين الضوء المدرك ولا يكون الشيء شرطاً لوجود نفسه، ولا لظهورها.


    قال: [س2 / هل الضوء الساقط على جسم معين يتجدد باستمرار أم لا؟]
    الجواب: نعم، الضوء الساقط على جسم معين هو عبارة عن موجات تتحرّك من محلّ صدورها أو انعكاسها إلى مسقطها الذي هو الجسم ههنا، وتبقى تتعاقب عليه ما دام المصدر فاقداً لها والجسم كاسباً. والذي فهمته منك هو أنك تسأل عمّا إذا كان شعاع الضوء الذي ندرك وصله مصدره بمحلّ سقوطه هل هو شيء واحد ثابت كخيط مشدود بين وتدين أم أشياء كثيرة متغيّرة متعاقبة كموجات الماء المنتقلة من محلّ تولّدها إلى مسقطها. فإن كان هذا هو ما أردته، فقد علمت الجواب.


    قال: [س3 / إن كان يتجدد مع كونه شرطا لوجود اللون، ألا يساعد ذلك على إثبات أن عرض اللون لا يبقى زمانين؟]

    الجواب: الضوء يتجدد، وليس شرطاً لوجود اللون، ولو ثبت ذلك لساعد، وقد أبعدت. لأنّه لو صحّ ما ادعيت لما ثبت غير أنّ عرضاً واحداً مشروط بمتغيّر، والمشروط بالمتغيّر متغيّر، فهذا العرض متغيّر. فأين ما يثبت الحكم لبقيّة الأعراض.
    ولو تأملت كلام الشيء لوجّدته يحثّك على سبر ماهية العرض باحثاً عن صفاته الذاتية فإن كان التغيّر جزء حقيقته فقد وصلت، وإلا فاستقرئ ما يخطر ببالك من الأعراض فإن وجدت أن جميع الأعراض التي سبرتها تعود إلى الحركة، فقد ثبت على غلبة الظنّ أنّ العرض لا يبقى زمانين لأنّ الحركة كونين في زمانين في مكانين، فنفس مفهومها يمنع من بقائها زمانين.


    قال: [س4 / الجسم إذا تكيف بكيفية معينة، هل عند تحرك الجسم من حيزه تتجدد الكيفية أم تنتقل بالتبعية لانتقال الجسم؟]

    الجواب: اعلم أنّ الاستقرء دلّ على انحصار الكيفيات في المحسوسة والنفسانية والمختصة بالكميّات والكيفيّات الاستعداديّة. وكلامك كلّه كما رأيت على المحسوسة. وهي إما راسخة وتسمى الانفعاليّات، أو غير راسخة وتسمّى انفعالات لانفعال الحسّ عنها ولغير ذلك. وهي تنقسم بانقسام الحواس الخمس الظاهرة إلى الملموسات والمسموعات والمبصرات، والمذوقات والمشمومات.
    وإذا كان الكلام في اللون، فهو كيفية مبصرة، واقعة تحت الكيفية المحسوسة، وهي تحت جنس الكيف المطلق.

    فإذا كان كلامك في الكيفيات المحسوسة فإن كانت راسخة فالظاهر أنها تنتقل، وإن لم تكن كذلك فلا تنتقل لا لأنّ الانتقال علّة ذلك بل قد لا يكون. أي قد يكون عدم انتقالها بسبب عدمها أو تغيّرها لعلّة أخرى غير نفس الانتقال.

    وعندي أنّ كلّ كيفيّة محسوسة فهي متغيّرة عادة سواء كانت راسخة أو لا. لأنّ رسوخ الكيفيّة كصفرة الذهب إنّما هو للصفرة لا لمصداقها المتشخص.


    واعلم يا أحمد أنّه في الحقيقة ليس ثمّة لون للشيء في نفس الأمر، بل إدراكنا للحمرة مثلاً هو انفعالنا لموجة الضوء الساقطة على شبكيّة العين ذات التردد المعيّن والطول المعيّن. فصحيح البصر ينفعل له بما يسميه أحمر، وغيره كالمعتلّ بعمى الألوان مثلاً يراه والأخضر لوناً واحداً بينهما كالبنيّ. وهذا انفعاله عن تلك الأمواج. فانفعالنا تابع لأطياف الضوء المرتدة عن الجسم المرئيّ، كما نبه عليه جمال، وامتصاص الجسم لبعض الأطياف دون بعض تابع لوضع أجزائه بالنسبة لبعضها. ألا ترى قطعة بلاستيكية خضراء أو حمراء لو ثنيتها لتغيّر لون محلّ الثني.

    فهذه استثارات لعاصفة في عقلك أرجو أن أراها تطيّرني أكثر لأعلى.

    وأخيراً فأنت فضلاً عما قلته من قبل فيك أحد أسباب طيران قلبي فرحاً فكيف تكون مصدر إزعاجي.

    وهذا ما تيسّر الآن، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    الأخ الفاضل جمال،

    قولك: (بالمختصر---فأن العرض ينتقل من جسم الى اخر سواء كله او جزء منه)

    أرجو أن تتأمل جيداً جواب الشيخ سعيد عن هذه النقطة. وسأعيده حين أبلغ موضعه من كلامه إن شاء الله تعالى.
    ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    مصر العربية حرسها الله
    المشاركات
    839
    [ALIGN=CENTER]
    أرجو أن تنتظرني يا أستاذ بلال..
    والله إني لمشتاق لمثل هذه المباحثة الرائعة.
    ولكن أنشغل الآن في بعض المهمات فاعذرني.
    ولقد خطرت في ذهني عديد من الأسئلة على كلامك
    والاستفسارات والاعتراضات (التمهيدية للتصديقات).
    فانتظر من أخيك ما تسر به إن شاء الله تعالى.
    وفقنا الله تعالى وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/ALIGN]

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    مصر العربية حرسها الله
    المشاركات
    839
    [ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم

    أولا أرجو منك المعذرة في طريقتي في التفكير والفهم والتخاطب..
    وثانيا إليك بعض تساؤلاتي وتعليقاتي حول كلامك يا أستاذ بلال.

    جوابك على السؤال الأول:
    (( [س1 / هل الضوء شرط وجود اللون أم شرط ظهور اللون؟]
    الجواب: اللون المدرك هو عين الضوء المدرك ولا يكون الشيء شرطاً لوجود نفسه، ولا لظهورها
    )).

    الضوء المسؤول عنه هو الضوء الساقط لا المنعكس، وفيما يبدو لي أن بينهما افتراق، حيث أن الساقط يحمل عدة ألوان طيفية، والمنعكس لا يحمل إلا ما نسميه لون الجسم بعد أن يمتص الجسم ما عداه من الألوان.
    فلو كان ذلك كذلك .. فإن المنعكس هو بعض الساقط وليس عينه، فلا يدخل في السؤال.
    أما القول بأن اللون المدرك هو نفس الضوء المدرك؛ فهل يمكن أن ينبني على ذلك أن الجسم ليس له دخل في تحديد اللون المدرك ؟
    إن كان نعم.. فالأجسام متساوية في الجسمية فما سر اختلاف الألوان التي تعكسها الأجسام؟
    وقولك معللا : "امتصاص الجسم لبعض الأطياف دون بعض تابع لوضع أجزائه بالنسبة لبعضها. . ألا ترى قطعة بلاستيكية خضراء أو حمراء لو ثنيتها لتغيّر لون محلّ الثني".
    إذا افترضنا جسمين متساويين في كل شيء إلا اللون، فما هو سبب عدم الاتفاق في اللون بالرغم من اتفاق وضع الأجزاء وربما المادة..
    إذن فلابد أن هناك خصيصة أخرى تحدد اللون المدرك.

    وإن كان لا: أي له دخل في تحديد اللون المدرك.. فهل الضوء الساقط الحامل للأطياف شرط لظهور لون الجسم المدرك أم شرط لوجوده؟
    والذي يظهر لي من آخر مشاركتك أنه سيكون شرط وجوده، لأن الجسم لا لون له وإنما اللون المدرك هو انعكاس لبعض الضوء الساقط.


    ****

    قولك: " الضوء الساقط على جسم معين هو عبارة عن موجات تتحرّك من محلّ صدورها أو انعكاسها إلى مسقطها الذي هو الجسم ههنا، وتبقى تتعاقب عليه ما دام المصدر فاقداً لها والجسم كاسباً ".

    إن كانت هذه الموجات المتحركة المتوالية الاصطدام بالجسم هي شرط وجود اللون في الجسم.. فأعتقد بأن هذا دليل على أن عرض اللون لا يبقى زمانين على وجه القطع، فما رأيك ؟
    وإن كانت شرط لظهور اللون القائم بالجسم، فكيف نستدل على القاعدة والحال هكذا..

    ****
    قولك: "الضوء يتجدد، وليس شرطاً لوجود اللون، ولو ثبت ذلك لساعد، وقد أبعدت. لأنّه لو صحّ ما ادعيت لما ثبت غير أنّ عرضاً واحداً مشروط بمتغيّر، والمشروط بالمتغيّر متغيّر، فهذا العرض متغيّر. فأين ما يثبت الحكم لبقيّة الأعراض".
    لماذا ليس شرطا لوجود اللون أليس هو الحامل لألوان الطيف التي تعكسها الأجسام ؟
    ولماذا لا يعد هذا دليلا على أن الضوء هو شرط وجود اللون ؟

    واعلم يا أستاذ بلال أنني لم أحاول أن أستدل على عدم بقاء عرض اللون لأعمم ذلك الحكم على باقي الأعراض.

    قولك: "يحثّك على سبر ماهية العرض باحثاً عن صفاته الذاتية فإن كان التغيّر جزء حقيقته فقد وصلت".
    كيف يمكن تطبيق ذلك على عرض اللون مثلا إذا افترضنا وجود جسم من مائة سنة لم يتغير لونه إلى اليوم ثم إنه تأثر بمؤثر خارجي فتغير لونه..
    فلما علمنا ذلك تشككنا فقلنا أن اللون في الأصل ثابت ولا يتغير إلا بمؤثر خارجي فيكون التغير ليس جزءً من حقيقة اللون.


    قولك: " في الحقيقة ليس ثمّة لون للشيء في نفس الأمر، بل إدراكنا للحمرة مثلاً هو انفعالنا لموجة الضوء الساقطة على شبكيّة العين ذات التردد المعيّن والطول المعيّن".
    أرى بأن هذا تصريح بأن عرض اللون متجدد لتجدد تلك الموجات، وعليه فلا يبقى وجه لمن قال بأن عرض اللون باق وليس متجددا أليس كذلك؟!

    هذا والله تعالى ولي التوفيق[/ALIGN]

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    مصر العربية حرسها الله
    المشاركات
    839
    [ALIGN=CENTER]
    حمدا لله على عودتك لنا يا أستاذ بلال
    وأسأل الله تعالى أن يفتح عليكم ويزيدكم من فضله
    وينفع بكم المسلمين عموما وأهل السنة خصوصا..

    أستاذ بلال..
    هل من كلمة حول موضوعنا هذا إذا سمحت.

    وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.
    [/ALIGN]

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    عمان/ الأردن
    المشاركات
    1,128
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ الفاضل أحمد،
    قولك: (الضوء المسؤول عنه هو الضوء الساقط لا المنعكس، وفيما يبدو لي أن بينهما افتراق، حيث أن الساقط يحمل عدة ألوان طيفية، والمنعكس لا يحمل إلا ما نسميه لون الجسم بعد أن يمتص الجسم ما عداه من الألوان، فلو كان ذلك كذلك... فإن المنعكس هو بعض الساقط وليس عينه، فلا يدخل في السؤال)

    أقول: (قل افتراقاً اسم أنّ، وحيث لا تستعمل للتعليل فقل إذ أنّ أو لأنّ ونحوهما. ثمّ أنا لم أقل إن لون الجسم هو عين الضوء الساقط عليه، بل كلامي في الضوء المنعكس عن الجسم سواء كان أصله ساقطاً عليه من مصدره مباشرة أو ساقطاً عليه بعد ارتداده عن شيء آخر. ثمّ نعم هنالك افتراق بين الضوء الساقط على الجسم والضوء المنعكس عنه بلا شك، لأن المنعكس عنه كما قلت هو بعض الساقط عليه لاكتساب الجسم بعضه ولغير ذلك، وعلى أي حال، فقد فهمت منك الآن أنك تسأل عما إذا كان وجود ضوء ساقط على الجسم شرطاً لإدراك لونه أو لا. ولو تأملت جوابي لعرفت أن اللون أمر اعتباريّ لا وجود له في نفس الأمر كصفة ذاتيّة للجسم، بل هو انفعال النفس بسبب الأشعة المرتدة عن الجسم، فيعتمد إدراكنا للونٍ للجسم على هذا الضوء المرتد عنه وعلى سلامة أبصارنا وغير ذلك، فلو كان الضوء خافتاً مثلاً فستدرك لوناً يغاير ما تدركه فيما لو كان الضوء شديداً، ولو كانت الحاسة سليمة ستدرك لوناً يغاير ما لو كانت الحاسة معطوبة أو مركبة على نحو آخر غير هذا، فلا يكون إدراكنا للون للجسم واحداً إلا ثبتتنا جميع المتغيّرات وكانت أبصارنا سليمة، ولكن هذا الإدراك الذي يحصل لنا والذي نسميه اللون، ليس صفة ثابتة للشيء، بل مردّه إلى وضع أجزاء الجسم ونسبة بعضها لبعض، فلو تغيرت هذه الأوضاع عند تثبيتنا لجميع المتغيّرات لرأينا اختلافاً في لونه، هذا ما أردته. فإذا اعتبرت اللون هو نفس انفعال النفس أي الإدراك الحاصل لها عند ذلك، فلا أرى الضوء شرطاً عقليّاً لحصوله، بل هو شرط عاديّ لإدراك النفس لبعض الأجسام من جهة من الجهات بواسطة حاسة البصر. ألا ترى ألواناً وأنت مغمض العين، بل وفي منامك، فمن أين جاءك الضوء!!

    والجواب عن سؤالك بحسب محله الجديد هو نعم وجود الضوء في محيط الجسم المرئيّ شرط عاديّ لإدراك لونٍ لبعض الأجسام، لا لإدراك اللون مطلقاً، وليس شرطاً لوجود اللون في الخارج، لأنه لا وجود له في الخارج أصلاً، بل هو شرط لإدراكه أي لوجود صورة عقليّة له عند النفس إذا كانت آلة الإدراك هي حاسة البصر.

    قولك: (أما القول بأن اللون المدرك هو نفس الضوء المدرك؛ فهل يمكن أن ينبني على ذلك أن الجسم ليس له دخل في تحديد اللون المدرك ؟ إن كان نعم.. فالأجسام متساوية في الجسمية فما سر اختلاف الألوان التي تعكسها الأجسام؟)

    أقول: لا بل للجسم كما قدّمت دخل في تحديد اللون. قولك: (فالأجسام متساوية.. إلخ)
    أقول: سر اختلاف الألوان في الأجسام المتساوية في الحقيقة هو اختلافها بالعوارض الكثيرة، من ذلك نسبة أجزائها بعضها لبعض، وعددها... إلخ. هذا إذا ثبتت المتغيرات الأخرى كالحاسة والوسط الذي يمر منه شعاع الضوء، وشدة الضوء ... إلخ. وأرجو أن تفهم عبارتي على نحو صحيح حين قلت إن اللون المدرك هو عين الضوء المدرك، فما أردته من ذلك أنّ اللون الذي هو إدراك أي انفعال للنفس سببه نفس الضوء المنعكس عن الجسم، وهذا اللون قد انفصل فعلاً عن الجسم بعد ما تكيف بكيفية معيّنة، ثمّ سقط على العين. وقد فهمت أنك تسأل عما إذا كان هذا الضوء المرتد عن الجسم والساقط على العين شرطاً في اللون، فقلت لك إنه لا يجوز أن يكون شرطاً للون، لأنّه عينه، وكنت أقصد أنّه عين المسبب له عند ثبات العين المبصرة، فلا يكون هذا الضوء شرطاً في وجود اللون أو ظهوره، بل هو سبب عاديّ لظهوره إذا كان المدرك هو العين. ولربّما قصرت في التعبير عما أريد.
    والحقّ أنّ اللون الذي هو انفعال للنفس -أي إدراك للجسم من جهة من الجهات- ليس هو عين الضوء الساقط على العين. بل لازم من لوازمه. وكذا نفس الكيفيّة التي تكيف بها الشعاع حين ارتد عن الجسم بعد اتصاله به، فإنها ليست هي اللون، بل هذه الكيفيّة لازمة عن وضع أجزاء الجسم، وهي السبب العاديّ وراء انفعال النفس لهذا الجسم بهذا اللون دون ما عداه. واعلم أن لون الجسم وغير ذلك من صفاته المدركة بالحواس إنما هي لوازم له لا أنها نفس حقيقته. والله تعالى أعلم.

    قولك: (إذا افترضنا جسمين متساويين في كل شيء إلا اللون، فما هو سبب عدم الاتفاق في اللون بالرغم من اتفاق وضع الأجزاء وربما المادة.. إذن فلا بد أن هناك خصيصة أخرى تحدد اللون المدرك)

    قد عزوت لك سبب الاختلاف في اللون إلى وضع أجزاء الجسم بعضها من بعض إذا ثبتت جميع المتغيرات الأخرى، والجسمان المتساويان في كلّ شيء لا يمكن أن ندرك منهما لونين مختلفين. فإذا اختلفا في اللون فإن النسبة بين أجزاء الأول، تختلف عن النسبة بين أجزاء الثاني.
    ولم لا تقبل أن تكون علّة اختلاف اللون المدرك حال ثبات العين والضوء هي وضع الأجزاء، وتبقى تبحث عن خصيصة أخرى في الجسم؟
    ومن أين لك الجزم بأن جسمين يمكن أن يتساويا في كلّ شيء إلا اللون، يا أحمد؟

    إذا تصوّرت أنّ اللون ما هو إلا إدراكنا للضوء المرتد عن الجسم المرئيّ، ذي طول الموجة المعيّن والتردد المعيّن، انحلّ الإشكال تماماً. لأنّ هذا الضوء انفعلت له أعصابنا البصريّة بما أدى في النهاية إلى إدراكنا لهذا اللون بالذات، وهذا اللون ينسب إلى هذا الجسم لأنّنا أدركنا الضوء الذي كان متّصلاً به فحصلت له من ذلك كيفيّة معيّنة تنبئنا عن بعض خصائصه الوجوديّة. فأقول المسؤول عن تحديد هذه الكيفيّة للضوء المرتد عن الجسم المرئيّ هو وضع أجزاء الجسم بالنسبة لبعضها. فإما أن تبطل ذلك ببيان أنّ وضع الأجزاء لا علاقة له في تحديد اللون المدرك، أو أن تأتي بشيء آخر تدّعيه مؤثّراً في تكييف الضوء المرتد عن المرئيّ بما له علاقة في تحديد هذا اللون المدرك.
    وأرجو أن تلاحظ أنني لا أتكلّم عن أجزاء جسم كالطاولة معتبراً الرجل جزءاً والسطح جزءاً إلخ ذلك، بل أتكلّم في مستويات أبعد من ذلك بكثير، أتكلّم عن الجزيئات المكونّة للمادة، وربّما نستطيع الكلام في أبعد من ذلك كالذرات ووضعها بالنسبة لبعض بما يؤدي إلى تركّب جزيئات المادة، قد تتكلّم في مستوى الجزء الذي لا يتجزّأ الذي ليس له مصداق معيّن اليوم. إنه لا شكّ عندي أنّ الضوء المرتدّ عن الجسم المعيّن يتكيّف بكيفيّة معيّنة بسبب وضع أجزاء الجسم بالنسبة لبعضها البعض. لأنّه على القول بالجزء الذي لا يتجزأ فكلّ مادة فهي مركبة، وافتراق واحدة عن أخرى يكون بعدد تلك الأجزاء التي يتركب منها، وتغيّرها يؤثر في وضع الأجزاء بالنسبة لبعضها، أو يكون بسبب وضعها بالنسبة لبعض مباشرة. والله تعالى أعلم.

    أرجو أن تتأمل هذا الكلام جيّداً، وأن نحقق معاً مفهوم اللون، قبل أن نواصل الكلام.
    ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    مصر العربية حرسها الله
    المشاركات
    839
    [ALIGN=CENTER]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    قلت: " أرجو أن تتأمل هذا الكلام جيّداً، وأن نحقق معاً مفهوم اللون، قبل أن نواصل الكلام ".

    أوافق على أن مفهوم اللون هو انفعال النفس بسبب الأشعة المرتدة عن الجسم، كما قلت. وأوافق على أن الضوء شرط عادي لإدراك اللون.
    وربما بعد أن ننتهي من بحث اللون نتكلم عن الصوت الذي ربما يقول أحدنا أنه انفعال النفس بسب وصول الموجات المتكيفة بكيفية مخصوصة إلى طبلة الأذن، وسيأتي حينئذ السؤال لماذا تختلف الأصوات،
    ففي الألوان أرجعنا السبب العادي إلى وضع أجزاء الجسم فإلى أي شيء يمكننا أن نرجع سبب اختلاف الصوت من شخص لشخص ومن كائن إلى كائن..
    ( لا بأس من أن تعطيني لمحة بسيطة عن هذه المسألة أو كما ترى ).

    قولك: " وجود الضوء في محيط الجسم المرئيّ شرط عاديّ لإدراك لونٍ لبعض الأجسام، لا لإدراك اللون مطلقاً ".
    هل تعليل عدم الإطلاق هو أن هناك أجساما لا ندرك لها لونا كالماء مثلا والزجاج ، ولأننا ربما أدركنا بعض الألوان حيث لا ضوء كما في حالة النوم.
    هل هذا التعليل صحيح أم أن هناك تعليلا آخر.

    قولك: " وليس [الضوء] شرطاً لوجود اللون في الخارج، لأنه لا وجود له في الخارج أصلاً، بل هو شرط لإدراكه أي لوجود صورة عقليّة له عند النفس إذا كانت آلة الإدراك هي حاسة البصر ".
    بالرغم من موافقتي السابقة لما قلته ولكن مر الآن بخاطري إشكالان..

    أولاً : بما أننا نرى اللون ولا حقيقة له في الخارج ؛إذن ربما رأينا أشياء آخرى نحسبها ثابتة وهي لا حقيقة لها في الخارج، وفي هذا فتح لباب كبير من الشك فيما حولنا من الموجودات.

    ثانيا : بما أن إدراك اللون هو انفعال النفس، والله تعالى منزه عن الانفعال؛ إذن فالله تعالى منزه عن إدراك اللون.
    ومعنى هذا أن رؤية الألوان كمال نسبي لا يليق بالله تعالى.
    فهل هذا الكلام صحيح عند أهل السنة.
    لا يقال أن إدراك الله تعالى للون مخالف لإدراكنا؛ إذ أنكم جعلتم حقيقة اللون إنفعالا للنفس مترتبا ترتبا عاديا على أسباب.

    فإن قيل: رؤيتنا للأشياء هي انفعال أيضا، ورؤية الله تعالى للأشياء لا انفعال فيها، فكذا يقال في رؤية اللون.
    قلت: هناك فرق بين رؤية الأشياء وبين رؤية اللون؛ إذ الأشياء لها وجود خارجي، أما اللون فلا وجود له في الخارج إذ أنه محض انفعال، فكلامكم قياس مع الفارق.

    قولك: " سر اختلاف الألوان في الأجسام المتساوية في الحقيقة هو اختلافها بالعوارض الكثيرة، من ذلك نسبة أجزائها بعضها لبعض، وعددها".
    المقصود من الأجزاء هل هو وحدات متماثلة تماما تزداد مساحة المادة طرديا بزيادتها؛ أم المقصود الأجزاء المختلفة التي تتركب منها كل وحدة وتتنوع المادة بحسب تركيب الوحدة من تلك الأجزاء وعددها ؟

    يبدو لي أنك تقصد الثاني، ولكن ما هي هذه الأجزاء التي تتركب منها الوحدة ، هل هي البروتونات والنيوترونات والنواة والإلكترونات( هل النواة هي الحاوي للبروتونات والنيوترونات أم هي ناتج تركبهما أم شيء آخر؟).

    بالنسبة لوضع الأجزاء المذكورة، فلا أعتقد أنه يختلف من وحدة لوحدة أو من مادة لمادة؛ إذ كل مادة تتركب من ذرات، وكل ذرة تتركب مما ذكر، فتحتوى النواة على البروتونات والنيوترونات وتدور حولها الإلكترونات.
    والذي يختلف من مادة إلى مادة هو أعداد المذكورات..
    فهل العدد وحده يمكن أن يكون سببا لاختلاف الألوان ؟!!
    ولعلك تقول: بعد الذرات عن بعضها له عامل في اختلاف اللون.
    فأقول: يلزم من ذلك أن الغازات التي لا لون لها والسوائل التي لا لون لها تكون المسافة بين ذراتها أبعد منها فيما له لون وهذا يحتاج للاستقراء..
    فإن سلمتُ بهذا في الغازات والسوائل، فلا أسلمه في الصلب؛ إذ أن الزجاج لا لون له، ومعلوم أن صلابة المادة تتأثر بالمسافة بين الذرات، فيلزم من ذلك أن الزجاج أضعف الصلبيات، وهو باطل بالمشاهدة ؛ إذ أن الورق أضعف منه بالرغم من أن له لونا..
    فإذا بطل كون المسافة بين الذرات مؤثرة في لون المادة الصلبة؛ كان تأثيرها المزعوم في الغاز والسائل ضربا من التخمين لا يعتد به في المسألة.

    ولكن مازال السؤال أمامنا:
    هل العدد وحده يمكن أن يكون سببا لاختلاف الألوان ؟!!
    أقول لو سلمتُ بهذا فإن اللازم على القول بارتباط العدد بالألوان، أن تكون المواد المختلفة المتقاربة في الأعداد المذكورة متقاربة أيضا في الألوان، والعكس صحيح.
    فإن ثبت أن هناك مادتين متقاربتين في الأعداد ومتباعدتين تماما من حيث الألوان أو العكس ، فإن نظرية ارتباط اللون بعدد الأجزاء ستنهار بلا شك..

    هذا والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
    سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وحزبه.


    [/ALIGN]

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •